الثورة نت:
2024-07-02@09:14:48 GMT

العود محمي بحزمته

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
ثمة أشياء تكون في أوقات مفيدة وصالحة وفي أوقات أخرى غير مفيدة، بمعنى تختلف نتيجتها باختلاف الظرف المحيط بها أو باختلاف طريقة التعامل مع تلك الأشياء، فهناك من يحسن التصرف وبحسن تصرفه يستفيد ويفيد الآخر، وهناك من يسيء التصرف ويحدث له العكس.


وثمة شيء واحد لا يأتي بخير على صاحبه ولا على من ينتهجه أياً كان وكيفما كان عاقلاً أو أحمقاً، لبيباً أو غير لبيب، وهو معروف ومجمع عليه عند كل ذي عقل بأنه لا يأتي بخير منذ بدء الخليقة وإلى آخر أيام الدنيا.
إنه التنازع، والتنافر، والتشرذم، وشتات الرأي، إن كل من انتهج الفُرقة لا يجني سوى الخسران، وانشقاق الصَّف يعني الضعف وهو ما يريده العدو.
العود محميٌ بحزمته
ضعيف حين ينفرد؟
الاختلاف وارد ولن ينتهي بين بني البشر، ولكن الفرقة، هي المضرة وهي الداء لنختلف وتتباين آراؤنا ولكن لا نجعل الفرقة تحل بيننا وتقسمنا، على الكبير أن يكون كبيراً بعقله وقلبه وعلى الصغير أن يتوقف احتراما لمن هو أكبر منه، وعلى المخطئ أياً كان سنه ووضعه أن يقول: أخطأت.. الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس فيه منقصة له، بل هو بذلك يزداد رفعة، ويعلو مقامه في محيطه إن كان شجاعاً أمام نفسه قبل أن يكون أمامهم، وعلى الآخر ألاَّ يكون لئيماً، وأن يقيل العثرات ويتغاضى عن الهفوات.
بمعنى، اختلف معي ولا تتركني. تمسك برأيك وتمسك بي.
ناقشني ولا تنشق عني، سد خلتي ولا تتخلى عني، أعني ولا تعايرني، ردني عن الخطأ وأنت واقف بجانبي وليس في مواجهتي.
وأي قوة لبناء مشقوق متصدع الأساس، وأي قوة لجسد مبتور الأطراف، وأي انتصار لجيش غير موحد، وأي نجاح لفريق غير موحد، وأي وحدة من غير قائد، وأي قيادة من غير هيكلة كاملة من القاعدة وحتى القمة.
فالكل بناء واحد الرئيس والمرؤوس، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لا بقاء لهذا إلا ببقاء هذا، وأنهم جميعاً لا ينقصهم شيء، ولكنهم يعرفون أنهم لن يكونوا أقوياء إلا بانضمامهم وتوحدهم تحت إمرة أحدهم فذلك لا ينقص من قدرهم ولن يقلل من شأنهم فهم أقوياء بتجمعهم وقيادتهم وانقيادهم فيد لله مع الجماعة.
الحياة كلها مبنية على قاعدة لا بد من الاتفاق ولا خير في الافتراق.
الأسرة لا تكون أسرة إلا مجتمعة، والأطفال لا يحلو لعبهم إلا مجتمعين، والنزهة لا تكون نزهة إلا في تجمع الأصدقاء، وهكذا في أطوار الحياة!! نذهب مجتمعين إلى المدرسة لنطلب العلم ثم ننتقل إلى الجامعة مجتمعين، ثم يبدأ كل منا مشوار الحياة والعمل حتى نؤسس لنا أعمالاً تبدأ منفردة ولا تكبر إلا بتجمع عدد من العمال فيها، حتى في الموت نشيع من فقدنا إلى المقابر ليكون للأموات سور يحيط بهم عن الأحياء وبعد الموت هناك يوم المحشر وفريق في الجنة وفريق في السعير ولا يكتمل النعيم في الجنة إلا بالاجتماع (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ)، وبهذا التسلسل للحياة وما بعد الحياة. نجد أننا لا بد أن نكون مجتمعين.
أما إذا أردنا أن يتمسك الأفراد كل برأيه وتنفرد القيادة بقراراتها وهذا يجرح هذا وذاك ينال من ذاك، وكل تأخذه العزة بالإثم، وكل يشد الثوب من طرف، فإن الثوب سوف يتمزق وينتهك الستر وتنكشف العورات ويهزم الجميع إذا لم يكن هناك عقل وتعقل وفهم وتفهم ومعرفة أن لا قوة لنا إلا بتجمعنا ولا صوت لنا سيسمع إلا بإتلافنا، لنتحد لكي ننتصر، لنتعظ بمن تفرقوا كيف أصبحوا أشتاتاً، ولنقتدي بمن تجمعوا كيف سادوا، وبمن تفرقوا كيف بادوا، لنكن حكماء من أجلنا وليس من أجل من اختلفنا معهم، فنحن بهم وهم بنا (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).. إنها الحكمة ضالة المؤمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أيها المسلمون تذكروا واذكروا أنكم ستقفون بين يدي الله

 

أرجو من القراء أن تتوسع صدروهم لأن المقال فيه عدة رسائل والكاتب لها داخل في عموم كلامه غير مستثنى من الأخذ بهذه الرسائل.
إن ما حدث ولا زال يحدث من مجازر ومذابح في فلسطين وغزة بالذات وتفرج المسلمين على هذه المذابح التي تهز الجبال لو كانت تنطق، وما حدث مع فلسطين منذ أكثر من سبعين عاما من اليهود الغاصبين المتوحشين الطغاة الظالمين والقتلة، جعلني أصرخ وأدعو المسلمين إلى أن يتحملوا واجباتهم ومسؤولياتهم، لأن مسؤوليتهم أمام الله كبيرة وعظيمة، وسوف يندمون حيث لا ينفع الندم.
وإذا كان منهم قلة قليلة مؤمنين أدوا واجبهم ولا يزالون وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإيمان قد تغلغل في قلوبهم وفي أعماقهم وذكروا وتذكروا أنهم أمام مسؤولية قد أحاطت بهم وهم في الصراط المستقيم منذ نعومة أظافرهم، ونصرة المظلوم من أوجب واجباتهم، ودفع الظلم والبغي والعدوان هو نهجهم.
وقد كانت اليمن بقيادتها الشجاعة، وحزب الله في المقدمة، فلم تكن دعوة رسول الله لليمن والشام بالبركة من فراغ ولم يكن امتناعه عن الدعاء لنجد بالبركة من فراغ، بل لعلم علمه الله بأن نجد ستكون قرن الشيطان في تلك المرحلة وهذه المرحلة، قرن لرأس الشر والتطبيع مع اليهود.
وإني وإن كانت شمسي قد غربت ومعيني قد نضب وأصبح نظري إلى القبر أقرب منه إلى غيره، إلا أنني أخاف الله أن يسألني لماذا لا تذكر وتذكر ما ورد في القرآن العظيم؟ واقرأ سورة القمر تجد فيها من التخويف ما يهز عرش الرحمن.
الآية الأولى الـ(15) قال تعالى فيها(وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) في قضية نبي الله نوح -عليه السلام- وما حدث لقومه من العقوبة لجحودهم وظلمهم، وما أنجاه الله وأهله ومن معه من المؤمنين إلا ابنه الذي قال الله عنه ردا لنبي الله نوح عليه السلام (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) وفي هذا عبرة لمن اعتبر، فاللحاق بالآباء الصالحين لا يكون إلا لمن صلح من الأبناء وعلى الأبناء أن ينتبهوا أين يضعوا أقدامهم والأربع الآيات الأخرى رقم(17)، (22)، (32)، (40) بصيغة واحدة بقوله تعالى(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) والتكرار نفسه يهز مشاعر المؤمنين ويجعلهم يتذكروا ويذكروا ويعلموا علم اليقين أن الأمر جد، وعلى العالم الإسلامي أن يذكر ويتذكر ويعلم وإلا فقد أحاطت بهم خطيئتهم، ولله در من تذكر وعمل بما يرضي الله ورسوله، وطوبى لهم فقد كانوا عند حسن ظن الله بهم، وقد برز منهم في فلسطين وفي غزة بالذات ما يدل على توفيقهم وتذكرهم وقيامهم بواجبهم والآية السادسة في التذكير (51) ونصها في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) المشاركون في الشرك والكفر والبغي لن ينجو أو يفلت من عذاب الله أحد منهم، ومن سلك مسلكهم (فهل من مدكر)؟
وبقدر المكانة والإجلال والتقدير والاحترام للمؤمنين الذين يقومون بواجبهم فإن عليهم أن يذكروا دائما وأبدا أن الزلة التي تحدث منهم عن عمد أو جهل يجب أن يتنبهوا دائما وأبدا ويكونوا على حذر، فقد تجد مؤمنين في مستوى واحد من الإيمان وطموحهما وتفانيهما في رضا الله وفي دخول الجنة وقد تجد من الفتور في أحدهما دون مبرر، وقد يقع في خطأ خفيف.
فيجب على كل مؤمن أن يحسن الظن بأخيه المؤمن لكي لا يحصل شرخ بينهما ولا يتسرع فيما تحدث به نفسه من الوهم، والتوهم، والظنون المكذوبة.

وكم هي الآيات القرآنية التي حذرت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو رسول الله اختصه الله من بين البشر (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) وكم هي الآيات الكثيرة في هذا الموضوع؟
فيجب ألا يعتقد المؤمن أنه منزه عن الخطأ وأنه لا ينطق عن الهوى فالذي لا ينطق عن الهوى هو القرآن والنبي الكريم والعصمة خاصة بالأنبياء والكمال المطلق لا يكون إلا لله، والنقص والضعف ملازم لكل إنسان مهما كان ذكاؤه ونبوغه، وعلى كل مؤمن أن يظل دائما وأبدا في خندق واحد وهو رضا الله وفي عصرنا هذا في خندق الجهاد وهو أفضل الخنادق.
وعلى المؤمن أن يحاول قدر الإمكان أن يضم إليه أكثر المؤمنين الصادقين ومن العلماء العاملين، وسوء الظن والوسوسة وحديث النفس المباين لأخلاق المؤمن يجب أن يضعها المؤمن تحت قدمه وإلا سوف يغرد وحده خارج السرب، ويتذكر قول الله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” والمتلقيان هما الملكان في اليمين والشمال اللذان يسجلان كل صغيرة وكبيرة على الإنسان.
وأنا لا أتفق مع كل مؤمن يتهم أخاه المؤمن بشيء لا أصل له في الواقع، وأنا أشفق عليه أن يقع في خطأ وهو مؤمن.
فسلام على المؤمنين الذين استشهدوا في سبيل الله وصاروا ضيوفا عند أرحم الراحمين، وكم هو واجب رعاية عوائلهم، وهنيئا لمن كان حيا وهو مؤمن ومجاهد يدافع عن الدين والوطن وعن المظلومين وحياته كلها خير وبركة.
وأتمنى أن يكون قائد اليمن الولد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- هو من أشرنا إليه من النبل والفضيلة وأسأل الله أن يهدي المسلمين إلى أن يقوموا بواجبهم، فقد شرفهم الله بالإسلام ونبي الإسلام وبالقرآن العظيم وإلا فيا حسرتاه عليهم.
وتحية للمقاومة التي قاومت الطغيان والبغي والعدوان، وتحية للعاملين في التصنيع العسكري والجوي الذين رفعوا شأن اليمن وأسمعوا صوته في أنحاء العالم بعد أن كان نسيا منسيا، والفضل في ذلك كله يعود بعد الله تعالى للعاملين عليها وللقيادة الشجاعة.
نأمل من أصحاب الأموال والتجار أن يدعموا هذه الصناعة، وألا يبخلوا فتكون أموالهم عليهم حسرة.
والشكر والتقدير والاحترام للقوات البحرية التي قصمت ظهر البغي والعدوان، ولقد أنصفهم القائد العظيم بقوله: أنتم تاج على رأسي ونفسي لكم الفداء.
وأما الذين يقولون ولا يعملون فقد خابت آمالهم والعصر عصر عمل لا عصر قال ويقول.
انظروا إلى قائد اليمن لم يقل شيئا إلا وقد سبق فعله قوله أو يتبع فعله قوله، ويعجبني أبو عصام الذي يعمل بصمت فلله دره، ولا يعجبني من أنصار الله أو غيرهم من يساند الباطل ويتجاهل الفضلاء الذين لا يتسرب إليهم الشك.
والعاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

  • استهداف محول الكهرباء في الطيبة... والطيران الحربي خرق جدار الصوت فوق هذه المناطق
  • أيها المسلمون تذكروا واذكروا أنكم ستقفون بين يدي الله
  • الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في أجواء عدة قرى وبلدات لبنانية
  • الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في أجواء عدة قرى لبنانية
  • اقتصاد أمريكا القوي ليس محميًّا من تأثير العمليات اليمنية
  • بنك مسقط يشارك في الاحتفال بافتتاح مشروع إنارة ملعب فريق "بطحاء العود" بالسويق
  • إخماد حريق داخل منزل فى البدرشين دون إصابات
  • ضمن برنامج الملاعب الخضراء: بنك مسقط يشارك في الاحتفال بافتتاح مشروع إنارة ملعب فريق بطحاء العود بالسويق
  • افتتاح مشروع إنارة ملعب فريق بطحاء العود بالسويق
  • الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في لبنان