الثورة نت:
2025-02-27@19:44:50 GMT

العود محمي بحزمته

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
ثمة أشياء تكون في أوقات مفيدة وصالحة وفي أوقات أخرى غير مفيدة، بمعنى تختلف نتيجتها باختلاف الظرف المحيط بها أو باختلاف طريقة التعامل مع تلك الأشياء، فهناك من يحسن التصرف وبحسن تصرفه يستفيد ويفيد الآخر، وهناك من يسيء التصرف ويحدث له العكس.


وثمة شيء واحد لا يأتي بخير على صاحبه ولا على من ينتهجه أياً كان وكيفما كان عاقلاً أو أحمقاً، لبيباً أو غير لبيب، وهو معروف ومجمع عليه عند كل ذي عقل بأنه لا يأتي بخير منذ بدء الخليقة وإلى آخر أيام الدنيا.
إنه التنازع، والتنافر، والتشرذم، وشتات الرأي، إن كل من انتهج الفُرقة لا يجني سوى الخسران، وانشقاق الصَّف يعني الضعف وهو ما يريده العدو.
العود محميٌ بحزمته
ضعيف حين ينفرد؟
الاختلاف وارد ولن ينتهي بين بني البشر، ولكن الفرقة، هي المضرة وهي الداء لنختلف وتتباين آراؤنا ولكن لا نجعل الفرقة تحل بيننا وتقسمنا، على الكبير أن يكون كبيراً بعقله وقلبه وعلى الصغير أن يتوقف احتراما لمن هو أكبر منه، وعلى المخطئ أياً كان سنه ووضعه أن يقول: أخطأت.. الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس فيه منقصة له، بل هو بذلك يزداد رفعة، ويعلو مقامه في محيطه إن كان شجاعاً أمام نفسه قبل أن يكون أمامهم، وعلى الآخر ألاَّ يكون لئيماً، وأن يقيل العثرات ويتغاضى عن الهفوات.
بمعنى، اختلف معي ولا تتركني. تمسك برأيك وتمسك بي.
ناقشني ولا تنشق عني، سد خلتي ولا تتخلى عني، أعني ولا تعايرني، ردني عن الخطأ وأنت واقف بجانبي وليس في مواجهتي.
وأي قوة لبناء مشقوق متصدع الأساس، وأي قوة لجسد مبتور الأطراف، وأي انتصار لجيش غير موحد، وأي نجاح لفريق غير موحد، وأي وحدة من غير قائد، وأي قيادة من غير هيكلة كاملة من القاعدة وحتى القمة.
فالكل بناء واحد الرئيس والمرؤوس، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لا بقاء لهذا إلا ببقاء هذا، وأنهم جميعاً لا ينقصهم شيء، ولكنهم يعرفون أنهم لن يكونوا أقوياء إلا بانضمامهم وتوحدهم تحت إمرة أحدهم فذلك لا ينقص من قدرهم ولن يقلل من شأنهم فهم أقوياء بتجمعهم وقيادتهم وانقيادهم فيد لله مع الجماعة.
الحياة كلها مبنية على قاعدة لا بد من الاتفاق ولا خير في الافتراق.
الأسرة لا تكون أسرة إلا مجتمعة، والأطفال لا يحلو لعبهم إلا مجتمعين، والنزهة لا تكون نزهة إلا في تجمع الأصدقاء، وهكذا في أطوار الحياة!! نذهب مجتمعين إلى المدرسة لنطلب العلم ثم ننتقل إلى الجامعة مجتمعين، ثم يبدأ كل منا مشوار الحياة والعمل حتى نؤسس لنا أعمالاً تبدأ منفردة ولا تكبر إلا بتجمع عدد من العمال فيها، حتى في الموت نشيع من فقدنا إلى المقابر ليكون للأموات سور يحيط بهم عن الأحياء وبعد الموت هناك يوم المحشر وفريق في الجنة وفريق في السعير ولا يكتمل النعيم في الجنة إلا بالاجتماع (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ)، وبهذا التسلسل للحياة وما بعد الحياة. نجد أننا لا بد أن نكون مجتمعين.
أما إذا أردنا أن يتمسك الأفراد كل برأيه وتنفرد القيادة بقراراتها وهذا يجرح هذا وذاك ينال من ذاك، وكل تأخذه العزة بالإثم، وكل يشد الثوب من طرف، فإن الثوب سوف يتمزق وينتهك الستر وتنكشف العورات ويهزم الجميع إذا لم يكن هناك عقل وتعقل وفهم وتفهم ومعرفة أن لا قوة لنا إلا بتجمعنا ولا صوت لنا سيسمع إلا بإتلافنا، لنتحد لكي ننتصر، لنتعظ بمن تفرقوا كيف أصبحوا أشتاتاً، ولنقتدي بمن تجمعوا كيف سادوا، وبمن تفرقوا كيف بادوا، لنكن حكماء من أجلنا وليس من أجل من اختلفنا معهم، فنحن بهم وهم بنا (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).. إنها الحكمة ضالة المؤمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الذئاب تعيد الحياة للغابات واتساعها بـ اسكتلندا

بغداد اليوم -  متابعة

لاجل تعافي الغابات والمساحات الخضراء في اسكتلندا، يواصل العلماء الى إكثار الذئاب بعد غياب اكثر من قرنين.

وغياب الذئاب أدى الى تزايد أعداد الغزلان الحمراء التي كانت تسيطر عليها المفترسات الطبيعية، ويُقدّر عددها نحو 400 ألف غزال، ما أدى إلى تدهور الأرض بسبب التهام الأشجار الصغيرة وإعاقة نمو الغابات. 

وفي النظم البيئية، ستتمكن الذئاب من افتراسها لحيوانات الرعي والعشب مثل الغزلان الحمراء، وبالتالي ستحافظ على صحة الغطاء النباتي، ما يسمح للغابات بالنمو والاستمرار.

وتشير محاكاة الباحثين إلى أن إدخال الذئاب إلى 4 مناطق رئيسة في أسكتلندا قد يؤدي إلى تقليص كثافة الغزلان في هذه المناطق، مما يهيئ بيئة ملائمة لنمو الأشجار الصغيرة وتعافي النظم البيئية.

وبمرور الوقت، ستؤدي هذه الغابات المتوسعة دورا حاسما في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد البلاد على تحقيق أهدافها المناخية.

ويقدّر الباحثون أن كل ذئب يمكن أن يساهم في امتصاص نحو 6080 طنا متريا من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهو ما يعادل 195 ألف دولار بناء على أسعار السوق الحالية لائتمانات الكربون.

وتحمل هذه الاستعادة إمكانات هائلة على المدى الطويل، إذ يمكن لهذه الغابات الجديدة، على مدار 100عام، امتصاص ما يصل إلى 100 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم بشكل كبير في جهود أسكتلندا لمكافحة التغير المناخي. 

 

المصدر : وكالات

مقالات مشابهة

  • المسند: بقي على الحميمين 22 يومًا وعلى عيد الفطر 31
  • صراع الخلافة في الفاتيكان يشتد وانقسام بين الكرادلة والبابا فرنسيس على قيد الحياة
  • موسيقى حازم شاهين على المسرح الصغير بالأوبرا
  • الذئاب تعيد الحياة للغابات واتساعها بـ اسكتلندا
  • سكاف: القضاء في لبنان لا يجب أن يصبح سلاحاً بيد الفاسدين
  • علو في الحياة وفي الممات
  • مقتل مواطن إثر اندلاع اشتباكات مسلحة في مخلاف العود بإب واتهام مليشيا الحوثي بإذكاء الصراعات
  • كيف يواجه البابا فرنسيس الحياة برئة واحدة؟
  • أصوات من غزة.. صعوبة الحياة في ظل انقطاع الكهرباء
  • مسلحون قبليون يهاجمون موكب تشييع في مخلاف العود بإب وسط تصاعد التوترات