الثورة نت:
2025-04-07@05:07:02 GMT

العود محمي بحزمته

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
ثمة أشياء تكون في أوقات مفيدة وصالحة وفي أوقات أخرى غير مفيدة، بمعنى تختلف نتيجتها باختلاف الظرف المحيط بها أو باختلاف طريقة التعامل مع تلك الأشياء، فهناك من يحسن التصرف وبحسن تصرفه يستفيد ويفيد الآخر، وهناك من يسيء التصرف ويحدث له العكس.


وثمة شيء واحد لا يأتي بخير على صاحبه ولا على من ينتهجه أياً كان وكيفما كان عاقلاً أو أحمقاً، لبيباً أو غير لبيب، وهو معروف ومجمع عليه عند كل ذي عقل بأنه لا يأتي بخير منذ بدء الخليقة وإلى آخر أيام الدنيا.
إنه التنازع، والتنافر، والتشرذم، وشتات الرأي، إن كل من انتهج الفُرقة لا يجني سوى الخسران، وانشقاق الصَّف يعني الضعف وهو ما يريده العدو.
العود محميٌ بحزمته
ضعيف حين ينفرد؟
الاختلاف وارد ولن ينتهي بين بني البشر، ولكن الفرقة، هي المضرة وهي الداء لنختلف وتتباين آراؤنا ولكن لا نجعل الفرقة تحل بيننا وتقسمنا، على الكبير أن يكون كبيراً بعقله وقلبه وعلى الصغير أن يتوقف احتراما لمن هو أكبر منه، وعلى المخطئ أياً كان سنه ووضعه أن يقول: أخطأت.. الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس فيه منقصة له، بل هو بذلك يزداد رفعة، ويعلو مقامه في محيطه إن كان شجاعاً أمام نفسه قبل أن يكون أمامهم، وعلى الآخر ألاَّ يكون لئيماً، وأن يقيل العثرات ويتغاضى عن الهفوات.
بمعنى، اختلف معي ولا تتركني. تمسك برأيك وتمسك بي.
ناقشني ولا تنشق عني، سد خلتي ولا تتخلى عني، أعني ولا تعايرني، ردني عن الخطأ وأنت واقف بجانبي وليس في مواجهتي.
وأي قوة لبناء مشقوق متصدع الأساس، وأي قوة لجسد مبتور الأطراف، وأي انتصار لجيش غير موحد، وأي نجاح لفريق غير موحد، وأي وحدة من غير قائد، وأي قيادة من غير هيكلة كاملة من القاعدة وحتى القمة.
فالكل بناء واحد الرئيس والمرؤوس، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لا بقاء لهذا إلا ببقاء هذا، وأنهم جميعاً لا ينقصهم شيء، ولكنهم يعرفون أنهم لن يكونوا أقوياء إلا بانضمامهم وتوحدهم تحت إمرة أحدهم فذلك لا ينقص من قدرهم ولن يقلل من شأنهم فهم أقوياء بتجمعهم وقيادتهم وانقيادهم فيد لله مع الجماعة.
الحياة كلها مبنية على قاعدة لا بد من الاتفاق ولا خير في الافتراق.
الأسرة لا تكون أسرة إلا مجتمعة، والأطفال لا يحلو لعبهم إلا مجتمعين، والنزهة لا تكون نزهة إلا في تجمع الأصدقاء، وهكذا في أطوار الحياة!! نذهب مجتمعين إلى المدرسة لنطلب العلم ثم ننتقل إلى الجامعة مجتمعين، ثم يبدأ كل منا مشوار الحياة والعمل حتى نؤسس لنا أعمالاً تبدأ منفردة ولا تكبر إلا بتجمع عدد من العمال فيها، حتى في الموت نشيع من فقدنا إلى المقابر ليكون للأموات سور يحيط بهم عن الأحياء وبعد الموت هناك يوم المحشر وفريق في الجنة وفريق في السعير ولا يكتمل النعيم في الجنة إلا بالاجتماع (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ)، وبهذا التسلسل للحياة وما بعد الحياة. نجد أننا لا بد أن نكون مجتمعين.
أما إذا أردنا أن يتمسك الأفراد كل برأيه وتنفرد القيادة بقراراتها وهذا يجرح هذا وذاك ينال من ذاك، وكل تأخذه العزة بالإثم، وكل يشد الثوب من طرف، فإن الثوب سوف يتمزق وينتهك الستر وتنكشف العورات ويهزم الجميع إذا لم يكن هناك عقل وتعقل وفهم وتفهم ومعرفة أن لا قوة لنا إلا بتجمعنا ولا صوت لنا سيسمع إلا بإتلافنا، لنتحد لكي ننتصر، لنتعظ بمن تفرقوا كيف أصبحوا أشتاتاً، ولنقتدي بمن تجمعوا كيف سادوا، وبمن تفرقوا كيف بادوا، لنكن حكماء من أجلنا وليس من أجل من اختلفنا معهم، فنحن بهم وهم بنا (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).. إنها الحكمة ضالة المؤمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أول إجراء من نوعه.. أمريكا تلغي جميع «تأشيرات» جنوب السودان

في أول إجراء من نوعه يطال مواطني بلد بأكمله، وعلى وعلى خلفية “رفض جوبا قبول استقبال مواطنيها المرحلين من أمريكا، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن إلغاء جميع تأشيرات الدخول إلى أراضيها لمواطني جنوب السودان، بـ”شكل فوري”، بالإضافة إلى وقف إصدار أي تأشيرات جديدة لهم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “حان الوقت لحكومة جنوب السودان الانتقالية لأن تتوقف عن استغلال الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف أن “إنفاذ قوانين الهجرة الوطنية أمر بالغ الأهمية للأمن القومي والسلامة العامة للولايات المتحدة الأمريكية، ويجب على كل دولة قبول عودة مواطنيها في الوقت المناسب عندما تسعى دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لترحيلهم”.

وأشار إلى أنه “نظرا لعدم التزام الحكومة الانتقالية في جنوب السودان، بهذا المبدأ بشكل كامل، تتخذ وزارة الخارجية، ابتداء من الآن، إجراءات لإلغاء جميع التأشيرات التي يحملها حاملو جوازات جنوب السودان، ومنع إصدار المزيد منها لمنع دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية”، أكد روبيو، أن “الولايات المتحدة الأمريكية، مستعدة لمراجعة هذه الإجراءات عندما يتعاون جنوب السودان تعاونا كاملاً مع أمريكا”.

ويأتي ذلك على “خلفية اعتقالات لعدد من كبار المسؤولين في جنوب السودان، ما أثار مخاوف بشأن مصير اتفاق السلام الموقع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق، المعارض رياك مشار في عام 2018، والذي وضع حدا لحرب أهلية استمرت 5 سنوات”.

وكان “وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، في 20 يناير الماضي، بالوقف الفوري لدخول المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الأمريكية والبدء في عملية ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين”.

مقالات مشابهة

  • على أنغام العود.. السيسي وماكرون يتناولان عشاءً وديا بخان الخليلي
  • ناكر: آن أوان الثورة وعلى كل وطني غيور في ليبيا الاستعداد
  • حلم البركة يتحول إلى مأساة.. أسطورة بئر العين بعد العثور على البدري أسفل الجبل بسوهاج
  • ربما تكون نافعة
  • أول إجراء من نوعه.. أمريكا تلغي جميع «تأشيرات» جنوب السودان
  • المسند: بقي على الحميمين والربيع 18 يومًا
  • اليوم.. طقس حار نهارا والعظمى بالقاهرة 34 درجة
  • الفرق الأهلية وتعرفة الكهرباء
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
  • السيطرة على حريق داخل شقة سكنية فى فيصل