حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
يسهم التعاون مع شركات التكنولوجيا العملاقة المدرجة في بورصة ناسداك مثل «مايكروسوفت» و«إنفيديا» في ترسيخ مكانة  الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنويع الاقتصادي والابتكار، فضلاً عن زيادة مساهمة قطاع التكنولوجيا في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى نسبة 19.4% خلال العقد المقبل، حسب تقرير صدر عن شركة «فوركس دوت كوم».

 
وقال التقرير، إن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، تعكس على أرض الواقع التزاماً مشتركاً بالابتكار التكنولوجي، مؤكداً أن الاستثمار الكبير لدولة الإمارات في الشركات الأميركية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الدعم الأميركي لمنصات الذكاء الاصطناعي والتعليم في دولة الإمارات، يشكل أساس الارتكاز لهذا التحالف المهم، ما يسهم في انتقال دولة الإمارات من اقتصاد يعتمد على النفط والغاز إلى قوة اقتصادية تعتمد على البيانات.

أخبار ذات صلة الإمارات تشارك في اجتماع وزراء السياحة لدول «بريكس» كولومبيا وجهة واعدة للسياح الإماراتيين

وأوضح تقرير «فوركس دوت كوم»، أن نمو بورصة ناسداك، الذي تغذيّه تطورات الذكاء الاصطناعي، له تأثير مضاعف إيجابي على دولة الإمارات، إذ إنه مع استمرار ازدهار شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في بورصة ناسداك، فإن ابتكاراتها الرائدة تعزّز المشهد التكنولوجي في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذا التآزر لا يؤدي إلى تحفيز النمو الاقتصادي فحسب، بل يتماشى أيضاً مع رؤية الإمارات لاقتصاد متنوع قائم على المعرفة، ومما يعزّز دورها دولة رائدة في التقدم التكنولوجي العالمي.
تأثير التضخم
وعن تأثير السياسات النقديّة على قطاع الذكاء الاصطناعي وبورصة ناسداك، ذكر تقرير «فوركس دوت كوم» وهي شركة رائدة في السوق العالمية في مجال التداول وتعد جزءاً من مجموعة «ستونكس العالمية» أن الانخفاض الأخير في مقاييس تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، أدى إلى تغذية المشاعر الإيجابيّة في جميع أنحاء الأسواق، ما دفع بورصة ناسداك إلى مستويات قياسية جديدة. 
وأضاف، أنه على الرغم من أن معدلات التضخم تتحرك تدريجياً نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي البالغ 2%، إلا أن سعر الفائدة البالغ 5.5%، لا يزال قائماً مع توقع خفض واحد فقط لسعر الفائدة هذا العام، حيث لا تزال مستويات التضخم مرتفعة. 
وأشار إلى أنه بالمثل، من المتوقع أن يحافظ مصرف الإمارات المركزي على أسعار الفائدة بالتوازي، ما سيساعد على تخفيف الضغوط التضخمية، منوهاً بأن السوق عكست ما يقرب من نصف مكاسبها لمؤشر أسعار المستهلك بعد بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومع ذلك واصل مؤشر ناسداك اتجاهه التصاعدي، متجاوزاً أعلى مستوى عند 19600.
قطاع قوي وأخلاقي
وأكدت رزان هلال، مُعدة التقرير، ومحللة الأسواق في شركة «FOREX.com»، أن الاعتماد العالمي للذكاء الاصطناعي، ارتفع بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي، وبينما تسعى الدول إلى تحقيق أقصى فائدة من الذكاء الاصطناعي مع ضمان الامتثال التنظيمي، تستمر مرونة قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تجاوز المخاوف بشأن السياسة النقدية والتنظيم، منوهة بأنه في حين يُظهر الذكاء الاصطناعي مرونة كبيرة تدفع مؤشرات ناسداك إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، تسعى الدول التي تستفيد إلى حد كبير من تزايد تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الإمارات، إلى إنشاء قطاع قوي وأخلاقي للذكاء الاصطناعي من خلال لوائح مصمّمة لدعم النمو والتوافق مع الأهداف الاقتصادية والجيوسياسية المستقبلية، دون تقييد الابتكار.
وأشارت هلال، إلى أنه في حين قد تحدث تصحيحات عَرضيّة في اتجاهات النمو، فإن الاتجاه الأساسي والاستثمارات طويلة الأجل تظل متوافقة مع جداول الأعمال المستدامة، ما يشير إلى استمرار القوة والمستقبل الإيجابي لأسواق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وقالت، إنه فيما يتعلق بلوائح الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من اختلافها عالمياً، فقد كشف تحليل أجرته شركة EY عن أربعة مجالات تنظيمية مشتركة تهدف إلى التخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي مع تعزيز فوائده الاقتصادية والاجتماعية، مبينة أن هذه المجالات التنظيمية تشمل احترام حقوق الإنسان والاستدامة والشفافية، وضمان الأمن السيبراني وخصوصية البيانات وحماية الملكية الفكرية، تكييف التزامات الامتثال مع مستويات مخاطر محددة، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص لتحقيق التوازن بين الابتكار والمتطلبات التنظيمية، وتعزيز التعاون الدولي لمعالجة المخاطر والمخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات التكنولوجيا ناسداك الذكاء الاصطناعي الولايات المتحدة الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات بورصة ناسداک

إقرأ أيضاً:

نظرة عن سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي

يمثل الذكاء الإصطناعي أحد أكثر التقنيات تحويلاً في العصر الحديث، ويُعرف الذكاء الاصطناعي بأنه نظرية وتطوير أنظمة الكمبيوتر القادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً الذكاء البشري، ويشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك الإدراك البصري، والتعرف على الكلام، واتخاذ القرار، وترجمة اللغة، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإنه يجلب العديد من المزايا، مثل زيادة الكفاءة والدِقَّة، فضلاً عن التحدِّيات، بما في ذلك المخاوف الأخلاقية وتعطيل التوظيف.
أحرز الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً، حيث وجدت تطبيقات في قطاعات مختلفة، من الترفيه والإعلان الرقمي، إلى الوقاية من الجريمة، والرعاية الصحية، ويؤكد الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في هذه المجالات، على إمكاناته في تحويل الصناعات، وإعادة تشّكيل المجتمع، لكن مع استمرار نمو تأثير الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري فهم فوائده وتحدِّياته.
لقد أثبت الذكاء الإصطناعي قيمته الهائلة، وخاصة في قدرته على معالجة كميات كبيرة من البيانات، وإجراء حسابات معقَّدة بسرعة ودقّة غير مسبوقة، وقد أدّت هذه القدرة إلى دمج الذكاء الإصطناعي في قطاعات مختلفة، حيث يعزِّز الإنتاجية والكفاءة، فقد تبنَّت الشركات الذكاء الإصطناعي لتحّسين عملياتها، وتبّسيط العمليات، وتعزيز الأرباح، فالذكاء الاصطناعي لا يكمل مهارات الموظفين فحسب، بل يخلق أيضًا طلبًا على العمال ذوي المهارات العالية، وهذا يشير إلى أنه عند استخدامه بشكل استراتيجي، يمكن للذكاء الإصطناعي أن يؤدي إلى النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل.
إن إمكانات الذكاء الاصطناعي تمتد إلى ما هو أبعد من عالم الأعمال، فالحكومات تستفيد من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وتعزِّز الأمن الوطني، والسلامة العامة، حيث تساعد أدوات الذكاء الإصطناعي الجمارك وحماية الحدود في تحديد التهديدات المحتملة بين المسافرين، ممّا يساهم في الأمن الوطني، لكن وعلى الرغم من مزاياه العديدة، فإن الذكاء الإصطناعي يطرح أيضا تحدّيات ومخاوف كبيرة، ومن بين القضايا الأكثر إلحاحاً، التأثير المحتمل على العمالة، فمع انتشار الذكاء الإصطناعي على نحو متزايد، ظهرت مخاوف بشأن تشّريد الوظائف، لأنه في حين قد يخلق الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة، فإنه يهدِّد أيضا بأتمتة جزء كبير من الوظائف القائمة، وقد يؤدي هذا التحول إلى تفاوتات اقتصادية، وزيادة البطالة، ممّا يستلزم تدخلات سياسية، وبرامج إعادة تدريب القوى العاملة، وهناك مصدر قلق آخر: يتمثل في الإفراط في الإعتماد على أنظمة الذكاء الإصطناعي، والتي على الرغم من قدراتها، ليست معصومة من الخطأ، حيث هناك حالات وضع الناس ثقة مفرطة في الذكاء الإصطناعي، حتى في المواقف التي كان من المعروف فيها أنه غير موثوق به، وقد يكون لهذه الثقة المفرطة، عواقب وخيمة خاصة في السيناريوهات الحرجة، حيث ينبغي أن يسود الحكم البشري فيها، كذلك يشكِّل الاستخدام الخبيث للذكاء الإصطناعي، تهديداً كبيراً، فهو ناقوس خطر بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على تسهيل شنّ هجمات إلكترونية أكثر فعالية واستهداف، ومع تزايد تعقيد أنظمة الذكاء الإصطناعي، تتزايد أيضا المخاطر المرتبطة بإساءة استخدامها، ويتطلب معالجة هذه المخاوف، إتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني، والتعاون الدولي لمنع الذكاء الإصطناعي من أن يصبح أداة في يد الجهات الخبيثة.
مستقبل الذكاء الإصطناعي واعد، وغير مؤكد في الوقت نفسه، ويشكِّل البحث والتطوير المستمران، أهمية بالغة لإطلاق العنان لإمكانات الذكاء الإصطناعي الكاملة مع التخفيف من مخاطره، وعلى النقيض من المخاوف بشأن فقدان الوظائف على نطاق واسع، فإن الذكاء الإصطناعي لديه القدرة على خلق فرص عمل جديدة، لأن التقدم التكنولوجي، أدّى تاريخيًا إلى خلق فرص العمل في صناعات جديدة، حتى مع تعطيل الصناعات القائمة، ومن خلال التركيز على إعادة تأهيل القوى العاملة، ورفع مهاراتها، يمكن للمجتمع الاستفادة من فوائد الذكاء الإصطناعي مع تقليل آثاره السلبية إلى أدنى حد. الذكاء الاصطناعي أداة قوية قادرة على إعادة تشكيل العالم، ورغم أنه يوفر العديد من المزايا، مثل زيادة الكفاءة وتعزيز قدرات اتخاذ القرار، فإنه يطرح أيضا تحديات يجب معالجتها، ويتطلب تحقيق التوازن بين فوائد الذكاء الإصطناعي وعيوبه، دراسة متأنية، وتنظيماً مدروساً، وتدابير استباقية، لضمان خدمة التكنولوجيا للصالح العام.
ومع استمرار الذكاء الإصطناعي في التقدم، من المهم أن يتعامل المجتمع مع تعقيداته بعناية، وتعظيم إمكاناته لحل القضايا العالمية الملِحَّة، مع الحماية من العواقب غير المقصودة.

@NevenAbbass

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
  • الفنان أحمد فهمي ضحية الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يُبكي هنا الزاهد على الهواء
  • أوبن إيه آي تغير تكتيكها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي بالقتل في غزة ولبنان
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غزة ولبنان
  • الإمارات لأمريكا: نرفض رفضا قاطعا مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • نظرة عن سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي
  • جروك 3.. أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي من xAI
  • خطة عربية لغزة قد تتضمن مساهمة إقليمية “بـ20 مليار دولار”