كولومبيا وجهة واعدة للسياح الإماراتيين
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
يوسف العربي (بوغوتا )
باتت كولومبيا وجهة واعدة للسياح الإماراتيين، عقب توقيع الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، وافتتاح خدمة طيران الإمارات إلى بوغوتا عبر مدينة ميامي الأميركية، حسب مسؤولين حكوميين كولومبيين.
وقال هؤلاء لـ (الاتحاد): إن اعتماد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكولومبيا من الكونجرس الكولومبي يأتي في مقدمة أولويات وزارة التجارة الكولومبية إيذاناً بدخول الاتفاقية حيز التنفيذ قريباً، والتي ستسهم في زيادة الحركة السياحية والتبادل التجاري بين البلدين.
ولفتوا إلى أن إطلاق طيران الإمارات للخدمة الجوية بين دبي وبوغوتا عبر مدينة ميامي الأميركية من شأنه فتح أسواق جديدة للسياحة في كولومبيا.
وكشفوا عن تدشين حملات ترويجية مكثفة لتعريف أسواق الشرق الأوسط بالإمكانات السياحية لكولومبيا، والتي يأتي في مقدمتها الطبيعة الخلابة، والتنوع البيولوجي، واعتدال الطقس، فضلاً عن المنتجات المميزة من القهوة وبذور الكاكاو والفواكه. واستقبلت كولومبيا ما يزيد على ستة ملايين سائح، خلال العام 2023 بنمو 27% مقارنة بالعام 2022 وكانت الأعلى نمواً من حيث زيادة عدد السائحين في العالم، فيما جاءت جمهورية الدومنيكان في المرتبة الثانية.
شراكة شاملة
وقال جيلبرتو سالسيدو ريبيرو، نائب رئيس السياحة في وكالة «بروكولومبيا» الحكومية المسؤولة عن الترويج للسياحة الدولية والتجارة والاستثمار لـ «الاتحاد»: لدينا توقعات كبيرة لزيادة عدد السائحين من الإمارات بعد إطلاق خدمة طيران الإمارات إلى بوغوتا عبر مدينة ميامي الأميركية، اعتباراً من 3 يونيو الجاري.
وأضاف أن السوق الإماراتية من الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لكولومبيا وفي المقابل وخلال العامين 2023 و2022 بلغ عدد المغادرين الكولومبيين إلى الإمارات 13.303 مغادرين. وأوضح ريبيرو أن الوجهات الرئيسة لزوار الإمارات إلى كولومبيا على العاصمة بوغوتا ومدن ميديلين وقرطاجنة وكالي متوقعاً أن تسهم الشراكة الاقتصادية الشاملة وخدمة طيران الإمارات إلى بوغوتا في زيادة تدفق السياحة من الإمارات خلال المرحلة المقبلة.
وقال: نتطلع إلى عقد شراكات مع الإمارات في مجال المطارات، وسبق أن تم مناقشة ذلك الأمر خلال إكسبو 2020.
وأظهرت بيانات وكالة «بروكولومبيا» تسجيل البلاد نمواً بنسبة 7.6% في عدد الزوار الأجانب، خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 1.6 مليون.
وأضاف: تتميز أبوظبي ودبي بالمقاهي الراقية، وتعتبر دبي منصة انطلاق لتجارة البن الذي يعد إحدى السلع الاستراتيجية لكولومبيا، وهناك شركات كولومبية راسخة تعمل في هذا المجال بالإمارات.
وتخدم كولومبيا حالياً 29 شركة طيران دولية تربطها بـ 29 دولة، و52 مدينة على مستوى العالم، وتعد ثالث أكبر دولة في أميركا الجنوبية، بعد المكسيك والبرازيل من حيث سعة مقاعد شركات الطيران مع 11 مليون مقعد في عام 2023، بزيادة قدرها 17.9% مقارنة بالعام 2022، وفقاً للبيانات الحكومية.
حملات مكثفة
من جانبه، قال أندرياس سانتاماريا، مدير معهد السياحة في بوغوتا: نتطلع للدخول إلى العديد من الأسواق العالمية لاستقطاب المزيد من السياح، لاسيما من السوق الإماراتية والخليجية بشكل عام، من خلال إطلاق المزيد من الحملات الترويجية المحلية والعالمية. وأوضح أنه من شأن هذه الحملات استقبال 500 ألف أجنبي إضافي من جميع أنحاء العالم إلى بوغوتا، خلال العام الحالي، فضلاً عن استقبال 10 ملايين سائح محلي، خلال العام ذاته، ومن المستهدف زيادة هذا العدد إلى 50 مليون زائر. ولفت إلى أن بوغوتا لا تمثل حالياً محطة توقف للمسافرين عبر مطارها، ولكنه يجري التخطيط لتحويلها إلى مركز جذب وتوقف في المستقبل مثلما يحدث في دبي. وأشار إلى أنه عقب إقرار تسهيلات التأشيرة بين الإمارات وكولومبيا تعمل كولومبيا على تسهيل منح تأشيرات الدخول للسياح الأجانب، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً في زيادة حركة السياحة.
وقال، إن افتتاح الخط الجديدة بين دبي وبوغوتا عبر ميامي الأميركية يسهم في جذب المزيد من السياح إلى المدينة حيث يضاف إلى 96 وجهة عالمية مرتبطة بمطار بوغوتا.
ولفت إلى أن مطار بوغوتا يعد أكثر المطارات بالنسبة إلى أعداد المسافرين العابرين في أميركا الجنوبية بعد مكسيكو سيتي.
وترتفع عاصمة كولومبيا بوغوتا نحو 2600 متر عن سطح البحر، وتقع على سفوح جبال الأنديز الشهيرة، وباتت تستقطب الزوار إليها مستفيدة من طبيعتها الخلابة وتنوعها البيولوجي ومنتجاتها المتميزة.
ويعج وسط المدينة المسمى بكانديلاريا بالمباني القديمة، والشوارع الصغيرة، والمتاحف والمطاعم التقليدية.
كارتاجينا
من ناحيته، قال فرانسيسكو جيفير، المدير الإقليمي في بروكولومبيا، إن العلاقات الإماراتية الكولومبية تشهد تقدماً متسارعاً في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على زيادة حركة السياحة بين البلدين. وركز حديثه على مقومات مدينة كارتاجينا الكولومبية في جذب السياح، حيث تقع المدينة على البحر الكاريبي في ساحل كولومبيا قائلاً: إنها مدينة مليئة بالحياة والألوان والمواقع التاريخية، وتشتهر بالبلدة القديمة التي تتميز بالمباني القديمة والشوارع الضيقة والكاتدرائيات القديمة والساحات المليئة بالأشجار والمطاعم الراقية، ما يجعل كل ذلك وجهة مميزة للاستكشاف.
وتعتبر كارتاجينا إحدى أبرز أكثر المدن محافظةً على التاريخ في أميركا اللاتينية، لذلك فإنها تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهي كذلك وجهة لمحبي الشواطئ، حيث إنها تمتاز بشواطئها الجميلة والهادئة.
ومن ناحيتها قالت ليليا رودريجس مديرة عالم السياحة في كارتاجينا، إن عدد المسافرين عبر مطار المدينة بلغ 6.2 مليون مسافر. وأضافت: تشكل الوجهة الجديدة لطيران الإمارات فرصة للتعرف على الأسواق الخارجية التي لم تكن مطروقة في السابق، ما يساعدنا على التعرف على المسافر الأجنبي، ومتطلباته، وتوفير الفنادق والمطاعم المناسبة.
صادرات
بلغ إجمالي صادرات كولومبيا للإمارات، خلال العام الماضي، 289.4 مليون دولار، بزيادة 13.8% مقارنة بالعام 2022.
وتشمل السلع الرئيسة للصادرات البن والزهور والفواكه واللحوم والمنتجات الزراعية الصناعية، ومن ضمن الفرص المستهدفة لزيادة الصادرات من المنتجات والخضراوات المنتجات الزراعية التي تتضمن مشتقات الكاكاو ومنتجات تحضير الطعام والحلويات، وكذلك الأجهزة المنزلية الكهربائية والمشغولات اليدوية، والحديد والإطارات والأثاث، ومعدات البناء.
9 مليارات دولار إيرادات القطاع السياحي في كولومبيا خلال 2023
بلغت إيرادات العملة الأجنبية من القطاع السياحي في كولومبياو بما في ذلك المسافرون وخدمات السفر 9 مليارات دولار، بنمو 22.4% مقارنة بالعام 2022
وساعدت مبادرة برو كولومبيا في تسهيل قيام 150 مشروعاً استثمارياً، التي توفر بحسب المستثمرين، 93 فرصة عمل موزعة على 20 قطاعاً في البلاد، خلال السنوات القليلة المقبلة، وتعمل البلاد في العام الحالي على جذب 160 مشروعاً جديداً، ما يساعد على استمرار النمو وتعزيز التنمية في البلاد. واستقبلت البلاد، خلال العام الماضي، نحو 17.4 مليار دولار، محققة أكبر رقم في تاريخ البلاد، كما أن 66% من هذه الاستثمارات في مجالات لا تشمل التعدين والطاقة.
وتعتبر كل من الولايات المتحدة وإسبانيا وسويسرا وإنجلترا وهولندا المصادر الأساسية للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وفي مجال السفر، تعتبر كولومبيا ضمن أفضل 12 بلداً حول العالم في مجال السياحة المستدامة، وفي 2023 تم الاعتراف ببروكولومبيا كأفضل وكالة لترويج السفر في أميركا الجنوبية من قبل «ورد ترافل أورد».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كولومبيا الإمارات السياحة طيران الإمارات بوغوتا میامی الأمیرکیة طیران الإمارات مقارنة بالعام الإمارات إلى إلى بوغوتا خلال العام فی أمیرکا إلى أن
إقرأ أيضاً:
اقتصاد الإمارات.. أداء استثنائي ومؤشرات قياسية في 2024
يتأهب اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لمزيد من النمو خلال النصف الثاني من العام الجاري محققاً نقلات نوعية وإنجازات استثنائية بفضل البيئة الاستثمارية والاقتصادية المستقرة القادرة على مواصلة الازدهار على الرغم من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
ويأتي الأداء المتوقع في 2024، استكمالاً لسلسة نجاحات العام الماضي، بعد أن سجل الاقتصاد الوطني نسب نمو إيجابية على مستوى المؤشرات الكلية، مدعوما بمبادرات مبتكرة ومتنوعة لعبت دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة نحو مزيد من النمو المعزز بإجراءات تشريعية وتنظيمية داعمة، وجهود متواصلة لتطوير القطاعات الاقتصادية.
وتشير الإحصائيات الرسمية، إلى بلوغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لدولة الإمارات خلال 2023 نحو 1.68 تريليون درهم بنمو 3.6%، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بالأسعار الثابتة 1.25 تريليون درهم بنمو 6.2%، ليحل بذلك الاقتصاد الوطني في المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر النمو الاقتصادي الحقيقي في إجمالي الناتج المحلي.
وتؤكد المؤسسات والبنوك الدولية على التوقعات المتفائلة للاقتصاد الوطني، حيث يرى البنك الدولي أن دولة الإمارات تستعد لتكون الاقتصاد الأفضل أداء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي هذا العام، مع نمو متوقع للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% يرتفع إلى 4.1% في العام المقبل 2025، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي، نمو الاقتصاد الوطني بنسبة 4% في 2024، مدعوما بنشاط قوي في قطاعات السياحة والبناء والتصنيع والخدمات المالية.
– حوافز اقتصادية.
ويرى الدكتور كريم الصلح، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “جلف كابيتال”، أن اقتصاد الإمارات يواصل مسيرة النمو في اتجاه تصاعدي بعد أن حقق زخماً قوياً خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن حكومة الدولة كانت سباقة في تنفيذ العديد من الحوافز لدعم النمو الاقتصادي في مرحلة يشهد فيها العالم تحديات اقتصادية.
ويضيف في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن مبادرات الإمارات شملت حزم تحفيز لدعم الشركات، وحوافز للاستثمار الأجنبي، ومبادرات لتعزيز سهولة ممارسة الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتحقيق مزيد من النمو والازدهار وعلى رأسها موقعها الجغرافي الإستراتيجي، وبنيتها التحتية القوية، وسياساتها الداعمة للأعمال، وهو ما يسهم في جذب المستثمرين والشركات التي تسعى إلى الاستقرار وإيجاد فرص النمو.
ويلفت الصلح، إلى أن حكومة الإمارات شرعت في حملة تنويع طموحة في إطار رؤية 2030، واعتمدت سياسات اقتصادية قوية تتطلع إلى الأمام، تعطي الأولوية للتنويع الاقتصادي والابتكار والاستدامة، وهو ما حظي باهتمام إيجابي من المؤسسات المالية والبنوك الدولية، الأمر الذي زاد مستويات الثقة في الاقتصاد الوطني، وهو ما يتجلى في زيادة الاستثمار الأجنبي، وتحسن التصنيف الائتماني، وتعزيز القدرة التنافسية على الساحة العالمية.
– زخم قوي.
ويتوقع داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لـ”ساكسو بنك” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن يستمر اقتصاد دولة الإمارات في تحقيق معدلات نمو اقتصادي قوية تزيد عن 4% في 2024، ويعزز هذا التفاؤل قرار “أوبك” الأخير بزيادة حصة الإمارات اليومية من إنتاج النفط، بالإضافة إلى الزخم الكبير الذي تشهده القطاعات الاقتصادية غير النفطية.
ويشير داميان، إلى أن دولة الإمارات تحقق جاذبية متزايدة وفقاً للعديد من المؤشرات، حيث نجحت في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 23 مليار دولار في 2022، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما تحتل الدولة المرتبة 14 عالمياً في جذب الكفاءات المهنية وذلك وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية.
ويري أن قطاعي السياحة والطيران يسهمان بشكل حاسم في دعم اقتصاد دولة الإمارات مع تدفق ملايين السياح إلى الدولة سنوياً، الأمر الذي يرفع معدلات الإنفاق والاستهلاك، لافتاً إلى أن قطاع الطيران يلعب كذلك دوراً حيوياً في تعزيز حركة التجارة والاستثمار الأجنبي، ويسهم في تحويل الإمارات إلى مركز عالمي لتقديم خدمات النقل والخدمات اللوجستية.
– مسار إيجابي.
من جهته، يتوقع فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في “سنتشري فاينانشال”، أن يحافظ اقتصاد الإمارات على نمو قوي خلال العام الجاري بنسب تزيد عن 4% وفق توقعات البنوك والمؤسسات الدولية، مدعوماً بالأداء الإيجابي لمختلف القطاعات وخصوصاً غير النفطية.
ويري فاليشا أن هناك عوامل رئيسية تقود نمو الاقتصاد الوطني حيث تعد إستراتيجية التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط، عنصراً أساسياً، مع التركيز على قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والخدمات المالية والسياحة والبناء والعقارات، والتي تمثل أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
ويشير فاليشا إلى أن التوقعات تقدر أن يحقق اقتصاد الإمارات الأداء الاقتصادي الأفضل بين دول الخليج والدول العربية خلال 2024 وذلك بفضل مبادراتها الإستراتيجية وسياساتها المستقبلية.وام
بالعلامة الكاملة.. فنزويلا تحجز مقعدها في ربع نهائي كوبا أمريكا