لوحات أزغاي.. دلالات ومعانٍ أيقونية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلة حمد المطيري: «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يهدف للارتقاء بمستوى الخدمات الرقمية «ألوان القلوب.. لمحات من حضرموت»تكشف أعمال الفنان عزيز أزغاي التي تزيّن حالياً رواق «أبيض أسود» مدينة مراكش، عن بُعد جمالي يروم خلق حداثة فنية مغربية الطابع، ومتحررة من كل أشكال التبعية لمدارس الحداثة الأوروبية الوافدة، أعمال تنعم بثراء بصري وقوة إيحائية تحاول المزج بين التشكيل المعاصر والرموز القديمة، من خلال الأشكال والكتل وبؤر الضوء والخطوط المفعمة بالحركة وضربات الريشة، ما يتيح للفنان ابتكار دلالات وإيحاءات مستمدة من الثقافة الشعبية بروحانيتها وأسطوريتها الضاربة في القِدم كالأوشام ونقوش الجدران، التي تعبر عن ثقافة مغربية مُحملة بعبق التاريخ وأسطورية المكان والعادات وما يختزنه الوعي الجمعي.
الفنان عزيز أزغاي يرسم لوحات تحيل أشكال وتعابير تتمتع بالثراء، حيث تتجلى قيم الجمال باحترافية وقدرة عالية على خلق تواشج بين القصيدة/ اللوحة، واللوحة/ القصيدة، في اكتمال وانسياب فني متناسق، معبراً عن نص بصري يعزف بكل الألوان والخطوط.
وعن أعماله الجديدة المعروضة في رواق «أبيض أسود»، قال الناقد الفني فاروق يوسف «يبدو عزيز أزغاي ظاهرة استثنائية فهو شاعر حسَّاسٌ، وفي الوقت نفسه يمتلك من الرؤية الفكرية والفنية ما يؤهله لأن يكون ناقداً، فهو قادر على أن يحوّل طريقته في التفكير الفني إلى نهج نقدي لكي يكون كل شيء تحت السيطرة، كما أنه وريث اتجاه فني مغربي يقوم على الاختزال، وهو ما ينسجم مع طريقته في إحالة العالم إلى نسيجه الشعري الذي يستند، أصلاً، على التقاط لحظة التوتر، وهي لحظة خاطفة، خفيفة الوطأة بالرغم من حمولتها الثقيلة، لذلك، تبدو المعالجة الفنية أشبه بمحاولة الإمساك بالانفعال في لحظة.
وقال الفنان والناقد الفني إبراهيم الحيْسن، إن أزغاي يستهويه اندماج الألوان وتصادمها فوق السند، مواد وخامات تجمع بين الناعم والخشن واللزج والعصي على الدمج، يختار عناصر تعبيرية بعناية لتكون ملائمة للآثار المبحوث عنها ضمن غنائية لونية صدَّاحة، تفتح شهية المتلقي، لأنها تفيض بالعديد من الدلالات والمعاني الأيقونية المأخوذة من مرجعيات بصرية شديدة الاتصال بالتصوير المعاصر ومفتوحة على تعدد القراءات والتأويلات.
فمن يشاهد أعمال أزغاي، يلحظ تدفق الآثار والبقايا اللونية، والأوشام المعتقة التي تداعب الذاكرة بلغة تشكيلية مكثفة الدلالة تنبعث منها آثار لونية غرافيكية هاربة، يصعب القبض عليها في الكثير من الأحيان، لتظل حرَّة طليقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة مراكش الرباط المغرب
إقرأ أيضاً: