الثورة /

عرضت الأجهزة الأمنية مساء أمس اعترافات جديدة وموسعة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية أظهرت جانبا من الأنشطة العدائية التي استهدفت الاقتصاد الوطني بقطاعاته المالية والمصرفية والتجارية والإيرادية والنفطية والطاقة والمعادن.
حيث أوضح الجاسوس جميل الفقيه أن طبيعة العمل في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية كانت جمع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام سواءً البنك المركزي ونشاطه، أو البنوك التجارية المختلفة والبنوك الحكومية، وكذا جمع معلومات عن النفط والشركات العاملة ووزارة المالية ومصلحة الجمارك ومصلحة الضرائب ووزارة الصناعة والغرفة التجارية، ومتابعة عمل أو إنشاء شبكة علاقات وتجنيد مصادر مختلفة في كافة الوزارات والجهات الحكومية، لتزويد القسم الاقتصادي بالمعلومات.


ولفت إلى أن القسم الاقتصادي كان على تواصل مستمر من العام 2008م وعقد لقاءات مع مسؤولين في الجهات الحكومية سواءً في البنك المركزي أو البنوك التجارية أو في وزارتي الصناعة والمالية أو مصلحتي الضرائب والجمارك أو وزارة النفط وشركات النفط.
فيما أشار الجاسوس هشام الوزير في اعترافاته، إلى أن الأمريكيين كانوا مركزين على قطاع المعادن في اليمن، من خلال الحصول على المعلومات من هيئة المساحة الجيولوجية عن الأماكن الواعدة لإنتاج المعادن، والتركيز على القطاعات الواعدة في اليمن، التي فيها مصلحة للأمريكيين، مثل القطاع النفطي والقطاع الغازي وقطاع المعادن وقطاع الطاقة.
وذكر أن الأمريكيين كانوا يرون أنها قطاعات واعدة وممكن يكون فيها مصلحة للشركات الأمريكية مثل الاستثمارات النفطية لإنتاج الغاز، واستخراج المعادن النفيسة مثل الذهب والأحجار الكريمة والزجاج والحديد والنحاس، وكانوا يسعون إلى أن يكون للشركات الأمريكية حظ ونصيب كبير فيها وخصوصاً قطاع الكهرباء.
وأفاد الجاسوس الوزير بأن الأمريكيين لديهم معلومات خاصة عن اليمن وما يمتلكه من إمكانات نفطية وغازية ومعدنية وهذه معلومات سرية لا يطلع عليها حتى اليمنيون.
الجانب التجاري
وتضمنت الاعترافات بعض الأنشطة العدائية الأمريكية في المجال التجاري، حيث أشار الجاسوس هشام الوزير، إلى أنه كُلف من قبل “رولاند مكاي” بإدارة العلاقة مع التجار وربطهم بالسفارة الأمريكية وترتيب اجتماعات دورية لهم مع رولاند ومع السفير، وترشيحهم لبرامج في الخارج تابعة للسفارة الأمريكية لها علاقة بربط القطاع الخاص اليمني بالقطاع الخاص الأمريكي بما يساعد على تدفق السلع الأمريكية إلى اليمن وبالذات في المجالات الحساسة مثل المجالات الطبية والإلكترونية وصناعة البرمجيات.
وتطرق إلى أن الشركات التي في دول الخليج التي تنتج مختلف أنواع المواد الغذائية التي يستوردها اليمن هي أصلاً شركات أمريكية غربية، وبالتالي كان تدفق السلع الخليجية إلى السوق اليمني هدف أمريكي على أساس أن تكون كبديل للصناعات الوطنية التي هي أصلاً ضعيفة وفي نفس الوقت تحقيق للاستراتيجية الأمريكية الخاصة بالسيطرة على الأسواق وجعل المستهلك معتمداً على المواد والبضائع القادمة من أمريكا والدول المرتبطة بها.
وبحسب اعترافات الجاسوس جميل الفقيه فإن القسم التجاري كان يهتم بشكل كبير بمتابعة أنشطة ومعلومات وأخبار القطاع التجاري في البلد سواءً القطاع الحكومي مثل وزارة الصناعة أو الغرفة التجارية أو الشركات التجارية المختلفة، ويقوم بجمع معلومات عن القطاع التجاري ونشاط وزارة الصناعة وبرامجها، ودور الوزارة في دعم القطاعات التجارية الخاصة والعامة.
بينما أوضح الجاسوس هشام الوزير أن الولايات المتحدة كانت تحرص دائماً على ضمان أن التجار يمارسون عمليات الاستيراد بشكل مكثف وكبير للسلع من خارج البلاد وكانت تحرص على حل المشاكل التي يواجهونها مع الحكومة وتتحول إلى وسيط وإلى جهة تمارس عملية الضغط على الحكومة من أجل إما إلغاء التعاريف الجمركية الإضافية أو تقليلها وكذلك إلغاء الضرائب.
ولفت إلى أن أمريكا كانت تفتعل أزمات في مواد سلعية هامة والمساعدة على تحفيز الأزمات والفوضى وتوجيه البنوك التجارية الكبرى بالتحكم بكتلة المعروض النقدي سواءً كان ريالاً يمنياً أو دولاراً وتقليل ما هو متوفر للنزول في السوق.
استهداف متعمد بذريعة الإصلاح الاقتصادي
كشف الجاسوس هشام الوزير، أن من أهم المسارات التخريبية التي عمل عليها “رولاند” مواصلة العمل على ما يسمى ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي هو عبارة عن برنامج فيه حزمة من الشروط الاقتصادية التي تعيد تأهيل الاقتصاد اليمني الذي انهار بعد حرب عام 1994 التي أدت إلى إفلاس البلاد. وبيّن أن برنامج الإصلاح الاقتصادي له عدة معالم إفسادية أبرزها رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتصفية مؤسسات القطاع العام وخصخصتها وتمكين التجار من ممارسة التجارة الحرة “الاستيراد والتصدير” بدون أي قيود أو شروط وتخفيض التعرفة الجمركية وكذلك تسهيل الضريبة على المنتجات خصوصاً المنتجات الأجنبية بحجة ترويج الاستثمار الأجنبي، وكذا تسهيل دخول وخروج رأس المال الأجنبي من البلاد.
وأشار إلى أن هذا البرنامج كان قد قطع فيه شوطاً بدأ منذ عام 1994 وكان مسؤولاً عن تنفيذه بدرجة أساسية البنك الدولي وبإشراف مباشر من السفارتين الأمريكية والبريطانية وحتى السفارات الغربية دافعة له.
وأكد الجاسوس الوزير أن من أهم المعالم الخاصة بهذا البرنامج إلغاء أي حمائية للصناعات الوطنية أو للقطاع الزراعي لحمايته من المنافسة الأجنبية بحجة تسهيل الاستثمار الأجنبي في البلاد وتدفق السلع للبلاد .. مبينا أن من أهم الأدوار التخريبية التي مارسها “رولاند” في هذا الجانب الضغط على علي عبد الله صالح والنظام بتصفية المؤسسة الاقتصادية اليمنية وتحويل عملها لصالح التجار بحجة الفساد الذي كان فيها وهذا مرتبط حتى بما يسمى ببرنامج الإصلاح الاقتصادي.
وذكر أن “رولاند مكاي” استمر عمله بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي فيما يخص الدفع بالحكومة والضغط عليها لرفع الدعم عن المشتقات النفطية.
المجال المالي والمصرفي
وفيما يتعلق بالأنشطة العدائية الأمريكية في المجال المالي والمصرفي، أوضح الجاسوس جميل الفقيه، أن الأمريكيين دربوا ستين عنصراً من جهات اقتصادية مختلفة من البنك المركزي والبنوك التجارية وشركات الصرافة ووزارة المالية ومصلحة الضرائب والجمارك وكذلك من المطار وبعض الجهات القضائية تقريباً في موضوع عملية غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
ولفت إلى أن الجانب الأمريكي هدف من وراء ذلك، تجنيد المصادر لخدمة أهدافه وأغراضه في جمع معلومات أكثر عن الاقتصاد اليمني وعن المؤسسات الحكومية.
وبيّن الجاسوس الفقيه أن الجانب الأمريكي كان يركز على المعلومات المتعلقة بنشاط البنك المركزي وحجم الاحتياطي النقدي وخطط البنك ودوره في الرقابة والإشراف على البنوك وكذا جمع المعلومات فيما يتعلق بمكافحة غسيل الأموال، وأذونات الخزانة وحجم موازنات البنك المركزي والمشاريع التي يغطيها .. لافتاً إلى أن الأمريكيين كانوا مركزين على هذا الجانب من أجل استهداف القطاع البنكي والقطاع التجاري برمته والاقتصادي بشكل عام.
وظائف البنك المركزي
وبخصوص استهداف وظائف البنك المركزي، أشار الجاسوس شايف الهمداني إلى أنه تم تكليفه في العام 2016م من قبل “براد هانسن” الذي كان نائباً للسفير الأمريكي ومسؤول الاستخبارات الأمريكية، باستلام شفرة البنك المركزي ونقلها إلى عدن.
وأوضح أنه قام باستلام الشفرة من الجاسوس إبراهيم النهاري ونقلها إلى الجاسوس علي الهمداني في عدن.
وفي ذات السياق أكد الجاسوس جميل الفقيه أن الجانب الأمريكي كان مهتماً بشكل كبير بمعرفة أثر عملية نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، والنتائج التي ترتبت على ذلك وأسعار الصرف والأدوات والإجراءات التي كان يقوم بها البنك المركزي سواءً في صنعاء أو في عدن للسيطرة على سوق الصرافة وما هو وضع البنوك بشكل عام وكيف تجاوبت مع قرار نقل وظائف البنك المركزي.
ولفت إلى اهتمام الجانب الأمريكي بهذا الموضوع لأن له دوراً كبيراً في نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وهدفه تدهور الاقتصاد في البلد ووضع معوقات أكثر أمام التنمية وعمل عبء أكثر على حكومة صنعاء وعلى البنك المركزي في صنعاء حتى ينهك الاقتصاد أكثر وأكثر ويتم السيطرة بما يخدم أغراضه في المنطقة.
وذكر الجاسوس الفقيه أنه أرسل معلومات عن العمليات البنكية المختلفة التي تأثرت بها البنوك التجارية بعد عملية نقل وظائف البنك المركزي، خاصة ما يتعلق بموضوع الحوالات لأنها كانت تعتبر أحد المؤشرات الاقتصادية التي يقيس فيها أداء الاقتصاد ومعرفة أسباب تدهور أسعار الصرافة.
وقال “إن الجانب الأمريكي كان يبحث عن موضوع تدهور أسعار الصرافة وكيف ثباتها في صنعاء وفي عدن وأسباب ثباتها أكثر في صنعاء لغرض تضييق الخناق أكثر وتدهور أسعار العملة أكثر وتدهور الاقتصاد بشكل كبير ومحاربة العملة”.
العملة الوطنية
وبشأن استهداف العملة الوطنية، كشف الجاسوس شايف الهمداني، أن من الأهداف التدميرية التي عملت عليها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هو تدمير الاقتصاد اليمني من خلال نشر العملة – التي تم طباعتها بطريقة غير قانونية – في المحافظات الشمالية.
ولفت إلى أن “مايك مارتن” مسؤول ملف النمو الاقتصادي كان يطرح لماذا لا يتم ضخ هذه العملة في المحافظات الشمالية لسد العجز في السيولة والذي سيؤدي إلى أضرار كبيرة بسعر صرف العملة وزيادة معاناة المواطنين على المستوى الاقتصادي وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية، وفي السياق أوضح الجاسوس جميل الفقيه، أن الجانب الأمريكي كان مهتماً بمدى تواجد العملة الصعبة في البلد وهل لدى البنوك القدرة على ترحيل العملة الصعبة أم لا، مما جعل تهريبها أو تحويلها إلى الخارج حتى يتم استبدالها أمراً صعباً فلذلك ظلت تدور في داخل البلد.
وقال “كانت هذه أحد الأسباب التي يبحث عنها الجانب الأمريكي أنه عندما تكون العملة الصعبة متواجدة في المناطق المختلفة سواءً في الشمال أو في الجنوب يكون لها دور في موضوع ثبات استقرار السعر الصرف أو تدهوره”.
المؤسسات الإيرادية
أوضح الجاسوس جميل الفقيه، أنه تم تجنيد العديد من المصادر في وزارة المالية والضرائب والجمارك لتزويد الجانب الأمريكي بمعلومات عن وزارة المالية ونشاطها والموازنة العامة للدولة وتبويباتها وصعوبات إعداد الموازنة وتخصيصاتها وكذلك نشاط مصلحتي الضرائب والجمارك والفرص الضريبية والتخفيضات الضريبية والجمركية التي يمكن أن تحصل عليها الشركات الأمريكية أو شركات أجنبية”.
ولفت إلى “أنه تم تكليفه من قبل الضابط “دارين” بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء والموازنة العامة للدولة وكيفية إعدادها للموازنة، وكيف تمول حكومة صنعاء مواردها وكيف تعد الموازنة العامة للدولة في وزارة المالية، حتى يتمكنوا من خلال هذه المعلومات من بناء خططهم لاستهداف الاقتصاد بشكل أكبر واستهداف الجهات التي لها دور حيوي في النمو الاقتصادي ووضع أعباء أكبر على الجانب الوطني وعلى الدولة وحكومة صنعاء”.
وذكر الجاسوس الفقيه أن الجانب الأمريكي كان مركزاً على جانب شركات الاتصالات وعدد المشتركين ونوع الأنظمة المستخدمة وخدمات الشركات المقدمة سواءً خدمات التراسل أو خدمات الإنترنت وما هي الخطط المستقبلية وهل تقبل السوق شركة إضافية أم لا.
وأضاف “كذلك سألني الضابط دارين عن خدمات الإنترنت الموجودة في البلد وذكرت له أن الإنترنت يتواجد بعدة مزودين سواءً وكله عن طريق مؤسسة الاتصالات، ولكن معنا الذي عن طريق المودم العادي خط الـ EDSL أو عن طريق ياه كلك أو خدمة الواي مكس”.
بدوره أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن من الأدوار التخريبية لـ”رولاند مكاي” السعي لتحرير قطاع الاتصالات في البلاد، بحيث تحصل الشركات الأجنبية على فرص للسيطرة على هذا القطاع والاستثمار فيه بحجة قدرتهم على تقديم خدمات أفضل وبأسعار أرخص.
ولفت إلى أن الأمريكيين كانوا يقدّمون أنفسهم كدولة قادرة على أن توفر خدمات اتصال وإنترنت رخيصة من خلال توفير فرص لشركات أمريكية كبرى عندها قدرة في هذا المجال، مثل شركة “إي تي إن تي” الأمريكية وشركة “بلاك بيري” الأمريكية.
وأفاد بأن “مكاي” كان مرتبطاً في هذا السياق مع حميد الأحمر الذي كان يسعى للحصول على وكالات شركات أمريكية مثل بلاك بيري وشركة فرايزن الأمريكية.
قطاع الطاقة
قطاع الطاقة كان من القطاعات المستهدفة من خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، بحيث يتم تخصيصه ويصبح تابعاً للقطاع الخاص الموالي لأمريكا، والحجة عدم قدرة الحكومة على توفير استثمارات بالعملة الصعبة لإنشاء محطات طاقة كهربائية كبرى يتم من خلالها توفير احتياج البلد من الطاقة الكهربائية.
وفي هذا الصدد أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن الأمريكيين كانوا يقدمون للحكومة اليمنية مجموعة مستثمرين أمريكيين وأجانب معهم شركات عالمية عابرة للقارات تكون هي التي توفر الكهرباء في البلاد، بالإضافة إلى ما يسمى بالطاقة المستأجرة التي هي شركة أقريكو مثلاً التي هي شركة تابعة للبريطانيين توفر طاقة مستأجرة للبلاد مقابل العقود بالعملة الصعبة تدفعها الحكومة كبديل عن عدم وجود محطة طاقة وطنية.
وبين أن حكومة علي عبدالله صالح ونظامها كانت في ذلك الوقت ماضية في خصخصة قطاع الكهرباء وتعاونوا مع الأمريكيين والبنك الدولي وغيرهم من الأجانب وبدأت حتى تجهز قوانين لخصخصة هذا القطاع وفتحوه أمام الاستثمارات الخاصة وتمكين الشركات الأجنبية منه.
وكشف الجاسوس الوزير، أن أهم شركة أمريكية كانت تسعى للسيطرة على قطاع الطاقة في اليمن هي شركة جي إي جينرال إلكترك الأمريكية، وكان رولاند ينسق معها بشكل دائم ويسعى لتمكينهم من قطاع الطاقة في البلاد عبر وزارة الكهرباء من خلال تجنيد وكلاء في الوزارة أو الوزراء بحيث يكونوا تابعين ينفذون السياسات الأمريكية.
وأوضح أن الأمريكيين كانوا يعتمدون على هؤلاء الأشخاص لتمثيل شركة جي إي وتمثيل مجموعة أمريكية ثانية تسعى للاستثمار بقطاع الكهرباء وعمل محطات كهرباء في مناطق مثل معبر وتستفيد من مشروع الغاز التي تنفذه شركة توتال، بحيث أنه يتم مد أنبوب للغاز الطبيعي من مارب إلى معبر يستخدم في توليد الكهرباء بنفس طريقة محطة مارب الغازية، على أساس أن اليمن يمتلك كميات كبيرة جداً من الغاز تسمح له بالبيع للخارج وبتوليد الكهرباء بحيث ينشأ قطاع صناعي في اليمن يكون مرتبطاً بأمريكا والغرب ويكون في نفس الوقت قطاعاً صناعياً يحصل على الطاقة من شركات أجنبية أمريكية، وكيف تغطي في الشمال أو في الجنوب.
وقال “إنه زود الجانب الأمريكي في أحد التقارير أن الكهرباء هنا أكثرها تجارية وأنها لا ترقى لأن تخدم مشاريع كبيرة وعملاقة كون المشاريع الكبيرة تحتاج إلى طاقة كهربائية عالية، وأنه وبسبب الحرب والعدوان دمّرت محطات الطاقة كلها والناس معتمدين بشكل كبير على الطاقة الشمسية أو المحطات الكهربائية التجارية المنتشرة في الحارات”.
وأضاف “الضابط دارين سأله عن خدمات مؤسسة المياه وأنه قال له إن الشبكة الوطنية تغطي تقريبا 30 بالمائة فقط من العاصمة وصنعاء و70 بالمائة من الناس يعتمدون على الوايتات والآبار الجوفية، وهذا يؤدي إلى انتشار السخط بشكل أكبر كلما تدهورت خدمات الكهرباء والماء”.
الرقابة والتخطيط
وكشفت اعترافات خلية التجسس عن الاستهداف الممنهج للأجهزة الرقابية ووزارة التخطيط في اليمن، حيث أوضح الجاسوس جميل الفقيه، أن الجانب الأمريكي كان مهتماً بمعرفة نشاط وزارة التخطيط والجهاز المركزي للإحصاء، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ودور كل جهة من هذه الجهات.
القطاع النفطي
وأشار الجاسوس الفقيه إلى أن الأمريكي كان مركزاً بشكل كبير على جمع معلومات عن القطاع النفطي بشكل كامل سواء على مستوى القطاع الحكومي أو القطاع التجاري، وكان يبحث عن خطط وزارة النفط وطبيعة نشاطها والجهات التي تتبع الوزارة وكذا جمع معلومات عن شركات النفط وشركة الغاز وهيئة استكشاف واستخراج النفط وكمية النفط الذي تستهلكه الدولة والنفط المستورد والنفط الذي ينتج من البلد.
وقال “إن الجانب الأمريكي ركز على: هل هناك قطاعات نفطية واعدة لدى هيئة استكشاف النفط لتمكين شركات معينة، وهل لدى الوزارة أو الشركة وهيئة استكشاف النفط اهتمام بجذب شركات معينة مثلا أمريكية أو شركات صينية أو شركات معينة”.
ولفت الجاسوس الفقيه، إلى أن الضابط دارين طلب منه إعداد دراسة عن الشركات النفطية العاملة في البلد سواء شركات الإنتاج أو الخدمات النفطية، وتضمنت الدراسة معلومات عن الشركة والجهات الإدارية للتواصل وطبيعة عمل الشركة.
وفي السياق أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن من أهم المعلومات التي كان يركز عليها الأمريكيون، الحصول على مستجدات الإنتاج في الحقول النفطية والعوائد المالية المحققة من الإنتاج والمشاكل التي تواجهها الشركات في مناطق وحقول الإنتاج خصوصا مع القبائل ومع المجتمعات المحلية وكذلك علاقة هذه الشركات بالحكومة
وبين أن “رولاند مكاي” كان يعقد اجتماعات سرية مع مدراء هذه الشركات إما في منازلهم أو في منزله أو في الحفلات الخاصة بالأجانب أنفسهم.
وأشار الجاسوس الوزير، إلى أن من المعلومات التي ذكرها له مديره في العمل رولاند مكاي، أنه كان يتم حفر آبار يجدوا فيها نفطاً مثلا في منطقة بمحافظة شبوة وأجزاء من محافظة حضرموت ويتم إغلاقها عبر شركة أوكسيا وشركة توتال، لأنهم يريدون أن يؤجلوا استخراج النفط فيها لأوقات أخرى لتحقيق مكاسب أكبر ويستفيدوا كذلك من صفقات الفساد مع الحكومة بحيث أنهم يأخذوا هذه الآبار بأقل تكلفة ممكنة وبأفضل امتيازات تجارية لصالحهم من ناحية النسبة.
وقال “هذه الآبار أغلقت وعتمت ولا أحد مطلع عليها إلا أشخاص محدودين جداً في الحكومة في ذلك الوقت في نظام الحكم، مثلاً عفاش نفسه علي عبد الله صالح وعياله وشخص مثل محمد بن ناجي الشايف لأنه من أقرب المقربين لآل عفاش في ذلك الوقت والأمريكيون أنفسهم والخرائط التي تحدد أماكن هذه الآبار هي مع الشركات التي قامت بعملية الاستكشاف”.
وأضاف “من أبرز الشركات التي قامت بعملية الاستكشاف في هذه المناطق كانت شركة أوكسل الأمريكية وشركة توتال وشركة إكسون موبيل، حسب ما أذكر الذي معهم هذه الخرائط ويحتفظون بها ولم يتم إطلاع أحد على هذه الخرائط وحتى وزارة النفط والمعادن وهيئة استكشاف وإنتاج النفط لا تمتلك هذه الخرائط، ما هو موجود من خرائط رسمية لا تبين إلا القطاعات النفطية الواعدة فقط”.
الأسعار ومتغيراتها
وقد كشفت الاعترافات، اهتمام الجانب الأمريكي بالتغيرات السعرية، حيث أوضح الجاسوس جميل الفقيه، أن الجانب الأمريكي كان مركزاً على موضوع التغيرات السعرية في أسعار الوقود سواءً في الشمال أو في الجنوب.
وأشار إلى أنه كان يقوم بجمع معلومات عن أسعار البترول والديزل سواءً في الشمال أو في الجنوب وأسعارها في السوق السوداء والسعر الرسمي وتواجدها.. مبيناً أن الجانب الأمريكي كان مهتماً بمعرفة أسعار الغاز المنزلي من وقت لآخر.
ولفت إلى أن الجانب الأمريكي كان مهتماً بموضوع التغيرات على القائمة السعرية التي كانت تصدر من وزارة الصناعة والتجارة لأسعار المواد الغذائية الأساسية والمواد الغذائية المختلفة.. موضحاً أنه كان يقوم بجمع المعلومات عن هذه القائمة السعرية وإرسالها للجانب الأمريكي.. وأفاد بأن هذه القائمة كانت من أحد المؤشرات التي تضاف إلى موضوع التغيرات في سعر المواد الغذائية الأساسية، فلذلك معرفتهم عن هذه المعلومات كلما حصل تدهور في الخدمات كلما استفادوا هم أكثر وعرفوا أن الناس يعانون بشكل أكبر.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإصلاح الاقتصادی الضرائب والجمارک المواد الغذائیة البنوک التجاریة إلى أن الأمریکی القطاع التجاری جمع معلومات عن العملة الصعبة وزارة المالیة وزارة الصناعة حکومة صنعاء قطاع الطاقة بشکل کبیر فی البلاد أن من أهم فی الیمن فی البلد فی صنعاء من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

عزرائيل السوريين.. ما هي الأجهزة الأمنية خلال حكم الأسد؟ وما مصيرها؟

لطالما مثلت الأجهزة الأمنية في سوريا خلال فترة حكم عائلة الأسد رمزًا للرعب والقهر والقتل، حيث ارتبط اسمها بقوائم لا تنتهي من حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب الممنهج، مما أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من السوريين واختفائهم بلا رجعة داخل أقبيتها، فلا عجب أن أطلق عليها السوريون أسماء مثل "أجهزة الرعب" و"عزرائيل"، في إشارة إلى قسوتها وتوحشها.

في الحقيقة، لم تكن عائلة الأسد، في عهد الأب والابن على السواء، سوى انعكاس لسلطة هذه الأجهزة التي جاوز نفوذها نفوذ الحزب، والحكومة، والبرلمان، والقضاء، وكل مؤسسات الدولة مجتمعةً، حتى صارت معها المؤسسات السورية مجرد هياكل فارغة على هامش السلطة الحقيقية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حديث الجنود.. معركة تحرير سوريا كما لم تروَ من قبلlist 2 of 2"دبلوماسية الهدهدة".. كيف يتحرك أحمد الشرع في حقل الألغام السوري؟end of list

ومع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، تحولت هذه الأجهزة إلى أدوات قتل وتدمير حقيقية، حيث يرى السوريون أنها لعبت دورًا محوريًا فيما آلت إليه البلاد من دمار وخراب. إنها ليست مجرد أجهزة أمنية، بل منظومة قمع شاملة شكّلت ملامح السلطة السورية لعقود طويلة.

ومع انهيار نظام بشار الأسد وما سبقه من انهيار سريع ومفاجئ لجيشه في غضون 11 يومًا فقط خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصبح مصير هذه الأجهزة الأمنية سؤالا لا يفارق أذهان السوريين الذين عاينوا وحشيتها على امتداد 5 عقود، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل: ما هي تلك الأجهزة الأمنية؟ وكيف كانت هياكلها؟ وما مصيرها الآن بعد سقوط النظام الذي تولت حماية عرشه وتثبيت أركانه؟

بشار الأسد (يمين) ماهر الأسد (وسط) وحافظ الأسد (فورين بوليسي) أجهزة المخابرات السورية

من المؤكد أن الأجهزة الأمنية، أو أجهزة المخابرات كما يعرفها السوريون، في عهد الأسد كانت هياكل ضخمة ومترهلة إلى حد بعيد. ويُعتقد أن تلك الأجهزة وظفت مجتمعةً عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، بالإضافة إلى أمثالهم من المخبرين السريين.

إعلان

وتقدّر بعض الأوساط عدد العاملين في تلك الأجهزة بما يشمل المخبرين؛ بنحو 300 ألف شخص، النسبة الكبرى منهم من لون طائفي واحد، وخاصة قياداتهم على اختلاف مستوياتها، وهي التي كانت تسيطر على عمل الجيش، ورافقت كل كتائبه في عملياته العسكرية منذ عام 2011 وحتى سقوط النظام.

ووفقا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كانت هناك 4 أجهزة رئيسية تتقاسم السلطة على الساحة السورية، هي: جهاز المخابرات العسكرية (الأمن العسكري)، وجهاز المخابرات الجوية، وجهاز المخابرات العامة (ويُعرف أيضا بأمن الدولة)، وأخيرا جهاز الأمن السياسي.

يقع المقر الرئيسي لكافة الأجهزة في العاصمة، ويتبعها العديد من الفروع التي تُعد صورة مصغرة عن الإدارة العامة. وبالإجمال، تتفرع هذه الأجهزة إلى 48 فرعا أساسيا، إضافة إلى فروع أصغر في المحافظات، ناهيك عن الفروع السرية غير المعروفة.

يشرف على الأجهزة الأربعة مكتب الأمن الوطني، وهو مكتب حلّ محل مكتب الأمن القومي سابقا بموجب مرسوم رئاسي عام 2012، والذي أتى بُعيد تفجير مكتب "خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي" في ذات العام، والتي كانت تشرف على تطبيق الخطة الأمنية لمواجهة الحراك الثوري.

وفيما يلي معلومات أساسية عن الأجهزة الأربعة، حسبما أوردتها مراكز دراسات، منها مركز حرمون للدراسات المعاصرة، ومركز عمران للدراسات الاستراتيجية، وغيرهما.

جهاز المخابرات العسكرية

هو جهاز تابع للجيش، وظيفته في الأصل تأمين الضباط والجنود والمنشآت العسكرية، بما يشمل مراقبة العسكريين وانضباطهم وولاءهم، لكنه منذ تشكيله مُنح حق التدخل في الشؤون المدنية، وله فروع في كل المدن السورية تمارس اختصاصات متباينة، فرع للتنصت وفرع للمداهمة وآخر للمعلومات وغيرها، ويُعتبر الأكثر قوة وتسلطًا بين أجهزة الأمن السورية.

مارس الجهاز عمليات قتل وتعذيب منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو المسؤول عن مجازر عدة منها مجازر سجن تدمر، ومجازر وعمليات قتل جماعي في سجن صيدنايا. وللجهاز عدة فروع من أهمها فرع فلسطين الذي كان يُفترض أن يكون متخصصًا في مكافحة التجسس الإسرائيلي، غير أنه بات يتدخل في مختلف مناحي الحياة السورية. كما أن له فروعًا تختص بقضايا الإنترنت والاتصالات والاقتصاد والنشر والصحافة وغيرها.

إعلان

يتبع الجهاز وزارةَ الدفاع إداريا وماليا دون أن يكون لوزير الدفاع أي سلطة عليه. والحقيقة أن الجهاز هو الذي يتدخل في تعيين وزير الدفاع ونوابه ورؤساء الأركان، وترسيم حركات تنقلات الضباط في الجيش، ويعيَّن رئيسٌه بقرار مباشر من رئيس الجمهورية. كان آخر من تولى رئاسة الجهاز في عهد النظام المخلوع اللواء كفاح ملحم، الذي عيّنه الأسد في مارس/آذار 2024 خلفا للواء محمد محلا.

 

يتشكل الجهاز من عدة فروع مركزية تقع مقراتها جميعا في دمشق، وأهمها الفرع 291 وهو الفرع الإداري، ويسمى أيضاً فرع المقر أو فرع الأفراد. وظيفة هذا الفرع مراقبة الأداء داخل الجهاز، وتلعب التقييمات الصادرة عنه دورا في ترقية أو إبعاد أو نقل العاملين ضمن الجهاز.

بعد ذلك يأتي الفرع 293، وهو فرع شؤون الضباط أو أمن الضباط، ويحتوي على ملفات التقييم والمراقبة والمتابعة لكافة ضباط الجيش، وله دور أساسي أيضا في ترقية أو إبعاد أو نقل ضباط الجيش أو تعيينهم في مراكزهم، ويملك رئيس هذا الفرع إمكانية الاتصال مباشرة برئيس الجمهورية ورفع تقاريره له.

يتكامل أداء هذا الفرع مع الفرع 294 أو فرع أمن القوات، وهو المسؤول عن مراقبة تحركات قطع الجيش والقوات المسلحة (باستثناء القوات الجوية والدفاع الجوي)، ويمارس مهمة إشرافية على جهاز الشرطة العسكرية ووحداتها الملحقة بالتشكيلات العسكرية.

ثم هناك الفرع 235 المعروف أيضا باسم "فرع فلسطين"، وهو من أهم فروع الجهاز وأقدمها، حيث يعادل حجم المهام الموكلة إليه حجم إدارة استخباراتية كاملة، وله نشاط داخلي وخارجي. كان يُفترض أن يكون هذا الفرع متخصصا بالنشاط ضد إسرائيل والأمور المتعلقة بالحركات الفلسطينية، إلا أن مهامه توسعت كثيرا وأضحت تشمل مطاردة الحركات الإسلامية والعمل على اختراقها.

ومن اختصاصات هذا الفرع أيضاً مراقبة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الأراضي السورية، إذ يتبع الفرعَ وحدة تسمى وحدة الضابطة الفدائية تختص بشؤون الحركات الفلسطينية المسلحة التي تتواجد بسلاحها بشكل رسمي على الأراضي السورية (مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – أحمد جبريل).

إعلان

الفرع التالي هو فرع المعلومات، المختص بجلب وتقييم المعلومات المتعلقة بعمل الجهاز وإعداد الدراسات اللازمة، ويحوي عددا من الأقسام المختلفة منها قسم للأديان والأحزاب السياسية، ويراقب أيضا نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية بما يشمل شبكة الإنترنت. وبعده فرع الدوريات (رقم 216) الذي ينفذ كافة الأوامر القيادية سواء المركزية أو الفرعية المتعلقة بالمهام الأمنية الميدانية، ويدير عددا من السجون الوحشية.

يضم الجهاز أيضا، الفرع 237 ويسمى فرع الإشارة وهو مسؤول عن اتصالات الجيش والأمن وتشفيرها. إضافة إلى فرع الكمبيوتر (رقم 211) المختص بالخدمات المتعلقة بالكمبيوتر والإنترنت في الجهاز، ومن مهامه أيضاً مراقبة الإنترنت ورصد كافة النشاطات الافتراضية، كما يتدخل في قضايا القرصنة وحجب المواقع أو رفع الحجب عنها. ويناظره الفرع 225 أو فرع الاتصالات المسؤول عن مراقبة اتصالات الهاتف والفاكس.

ولا ننسى ذكر الفرع 248 أو "فرع التحقيق العسكري"، وهو هيئة التحقيق الرئيسية لجهاز الأمن العسكري والذي يعتبر ثاني أسوأ فرع في الجهاز من حيث الانتهاكات بعد فرع فلسطين. ويتكامل عمله مع فرع 215 أو "سرية المداهمة والاقتحام"، الذي يضم حوالي 4000 عنصر مدرب على كافة المهام الخاصة المتعلقة بعمليات الاقتحام والخطف والاغتيال وإلقاء القبض على المطلوبين المستعصين عن باقي الفروع.

وأخيرا وليس آخرا، يأتي فرع مخابرات القنيطرة "فرع سعسع" (أو الفرع 220) ويختص بالشؤون الاستخبارية في الجولان المحتل، ويراقب قوات الطوارئ الدولية (أندوف) العاملة هناك.

الجدير بالذكر أنه إلى جانب هذه الفروع المركزية، هناك عشرات الفروع الفرعية للجهاز تنتشر في كافة محافظات سوريا، وقد يتبعها -حسب الحاجة- أقسام على مستوى المناطق ومفارز على مستوى النواحي، وتأخذ هذه الفروع أرقاما تدلل على هويتها.

إعلان

من الملاحظ أيضا في شعبة المخابرات العسكرية أن نسبة أبناء الطائفة العلوية فيها من ضباط وصف ضباط وأفراد تبلغ حوالي 80%، ومعظم العاملين فيها منتدبون من باقي قطاعات الجيش، باستثناء بعض المجندين الذين يكلفون بمهام الحراسة والحجابة والمداهمة، كما تتبع لها مدرسة المخابرات العسكرية التي تخرّج العناصر التي تنخرط في الجهاز مباشرة.

جهاز المخابرات الجوية

يتبع هذا الجهاز القواتِ الجويةَ في الجيش، وكانت مهمته حماية سلاح الجو السوري، إضافة إلى طائرة الرئاسة وأمن الرئيس خلال وجوده خارج سوريا، وله سجون داخل القواعد الجوية. وتحوّل هذا الجهاز منذ انطلاق الاحتجاجات عام 2011 إلى ذراع رئيسي للقتل والقمع، وساهم في الكثير من المجازر التي شهدتها سوريا منذ ذلك الحين.

 

للجهاز 6 فروع في العاصمة دمشق بخلاف فرع التحقيق الخاص به، أولها الفرع الإداري الذي يحتوي على ملفات جميع العاملين ضمن الجهاز، والمسؤول عن ترقية أو إبعاد أو نقل هؤلاء العاملين، يليه فرع المعلومات ويحوي العديد من الأقسام منها قسم للأديان والأحزاب السياسية، ويتولى أيضاً نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية، بما فيها مواقع الإنترنت.

بعد ذلك يأتي فرع التحقيق، وكما يشي اسمه فهو المكان الذي تجري فيه عمليات التحقيق المهمة، ويعتبر من أسوأ فروع المخابرات في التعذيب والانتهاكات. ثم هناك فرع المطار ومقره مطار المزة، وهو مسؤول عن أمن المطار الرئاسي وأمن الطائرة الرئاسية، وعن المهام الاستخبارية المتعلقة بالأمن الشخصي للرئيس أثناء تنقلاته في الخارج.

الفرع التالي هو فرع العمليات، وهو المسؤول عن العمليات الداخلية والخارجية للجهاز، بما فيها الأمور المتعلقة بسلاح الجو والتي تتطلب جهداً استخبارياً خارجيا، وينسق مع فرع المطار أثناء تأدية المهام الاستخبارية الخارجية المتعلقة بأمن الرئيس أثناء تحركاته. وينتشر عملاء هذا الفرع في مكاتب الطيران السورية بالخارج. وأخيرًا يأتي فرع العمليات الخاصة المنتشر في كافة المحافظات السورية على شكل أقسام، حيث يقوم بأعمال ميدانية مستعيناً بمن يشاء من وحدات الدفاع الجوي والقوى الجوية والمطارات العسكرية وحتى المدنية، بما فيها من طائرات وسلاح وعتاد.

إعلان

إضافة إلى هذه الفروع المركزية، تقسم المخابرات الجوية الجغرافيا السورية إلى 6 مناطق تديرها من خلال فروعها الإقليمية الستة، وهي فرع المنطقة ويغطي مدينة دمشق وريفها ومقره مدينة دمشق، وفرع المنطقة الجنوبية ويغطي درعا والقنيطرة والسويداء ومقره مدينة دمشق أيضا. ثم فرع المنطقة الوسطى ويغطي حمص وحماة ومقره مدينة حمص، وفرع المنطقة الشمالية ويغطي حلب وإدلب ومقره مدينة حلب، وفرع المنطقة الشرقية ويغطي دير الزور والرقة والحسكة ومقره مدينة دير الزور، وأخيرا فرع المنطقة الساحلية ويغطي اللاذقية وطرطوس ومقره مدينة اللاذقية.

لهذه الفروع أقسام تتوزع في المحافظات التي لا يوجد فيها المقر الرئيسي لهذه الفروع، وأقسام أخرى في المناطق، ومفارز في النواحي والبلدات بحسب الحاجة.

جهاز مخابرات أمن الدولة (المخابرات العامة)

يتخصص في ضمان "أمن الدولة" كما يوحي اسمه، إلا أن تفسيره للأمن يشمل كل شيء تقريبا، ونتيجة لذلك فإنه بسط سلطته على مناحي الحياة اليومية للسوريين من خلال عشرات الفروع المركزية والفرعية.

أولها فرع المعلومات (رقم 255) المسؤول عن جمع المعلومات في القطاعات الدينية والحزبية والإعلامية، وفيه تصبّ كل المعلومات الواردة إلى الإدارة من باقي الفروع المركزية وفروع المحافظات ومن المصادر الأخرى. كما يُصدر قرارات منع السفر والمراجعة للمواطنين الذين جرّمتهم سائر فروع الإدارة. ويلحق به الفرع (رقم 111) الخاص بمكتب مدير الإدارة العامة للمخابرات، وينظم كافة الملفات التي يشرف عليها مباشرة مدير الإدارة، ويتدخل في كافة ملفات الفروع، ومعظم العاملين فيه من الطائفة العلوية.

الفرع التالي هو فرع التحقيق (رقم 285) وهو مسؤول عن التحقيق بشأن المعلومات المحالة من الفروع أو المصادر الأخرى، وإليه يُحال معظم الموقوفين من المحافظات بعد التحقيق معهم في أقسام التحقيق الفرعية.

إعلان

وجرت العادة أن يكون رئيس هذا الفرع ومعظم المحققين فيه من الطائفة العلوية. ثم يأتي فرع مكافحة الإرهاب (رقم 295) المسؤول عن تلقين العلوم العسكرية والأمنية، ورفع اللياقة والقدرة البدنية، بالإضافة إلى مهمته الرئيسية وهي المداهمة والاختطاف والاغتيال تحت شعار "مكافحة الإرهاب". وكان هذا الفرع من أول الفروع التي اعتمدت عليها الإدارة في قمع الحراك الثوري في درعا وبانياس.

الفرع التالي هو فرع مكافحة التجسس (رقم 300) المختص بمتابعة الأجانب والمشتبه في تعاملهم مع الجهات الخارجية، بالإضافة إلى مراقبة المؤسسات الحكومية والخاصة التي تتعامل مع الخارج. كما يتتبّع الفرع أنشطة وعلاقات الأحزاب والشخصيات السياسية، وتربطه أيضاً علاقات وظيفية مع الفرع الفني (رقم 280) المسؤول عن عمليات التنصت والتشويش والمراقبة الفنية، بالإضافة إلى دعم الفروع بكافة المستلزمات الفنية والتقنية، وتنفيذ كافة الأعمال الهندسية والكهربائية والميكانيكية بالإدارة وفروعها.

بعد ذلك يأتي الفرعان: الخارجي (رقم 279) ومهمته إدارة محطات الاستخبارات الخارجية في السفارات والقنصليات في دول العالم، والتحقيق بكافة المعلومات الواردة والمتعلقة بوزارة الخارجية، أو الوزارات التي تعتمد مبدأ البعثات والإيفاد الخارجي، إضافة إلى متابعة ومراقبة المواطنين السوريين المغتربين، وكافة أشكال عملهم السياسي والاجتماعي.

أما الفرع الداخلي (رقم 251) فهو فرع الإدارة في دمشق المسؤول عن أعمال "الاستخبارات المضادة" داخل سوريا وخاصة في دمشق وريفها. يتدخل هذا الفرع في تعيين المسؤولين الحكوميين، ورؤساء النقابات وغرف التجارة والمدراء العامين والجامعات وأمناء فروع الحزب وكافة المناصب المهمة في الدولة، وقد جرت العادة أن يكون رئيس هذا الفرع من الطائفة العلوية حصرا.

ومن الأشخاص الذين تم تكليفهم سابقاً برئاسة هذا الفرع بهجت سليمان ومحمد ناصيف وتوفيق يونس وأحمد ديب، ويضم بداخله قسماً يُعرف بالقسم أربعين، ويُعد بمثابة إدارة كاملة أسندت رئاستها لمدة طويلة إلى حافظ مخلوف (ابن خال بشار الأسد).

إعلان

ولا نغفل فرع التدريب (رقم 290) المنوط به تقديم كافة الدورات التي تهدف إلى رفع كفاءة عناصر الإدارة، والفرع الاقتصادي (رقم 260) المختص بالمتابعة والتحقيق في كافة القضايا المتعلقة بالاقتصاد والإدارة، سواء على مستوى المواطنين أو الشركات الخاصة أو على مستوى المؤسسات والهيئات والشركات العامة الرسمية.

إضافة إلى كل تلك الفروع، هناك العشرات من الفروع الإقليمية للمخابرات العامة في المحافظات، تتواجد بها أقسام مشابهة للفروع المركزية بدمشق، وتتمتع بنفس اختصاصاتها ولها نفس عملها لكن في حدود المحافظة. ولكل فرع منها أقسام ومفارز تتوزع في مختلف أرجاء المحافظة، ولكل بلدة أو قرية عنصر أمني مسؤول عنها، وبذلك تغطي الإدارة جميع المناطق أمنيا من خلال الآلاف من العناصر والمخبرين والمندوبين في كل المدن والبلدات والمؤسسات الخاصة والعامة.

جهاز الأمن السياسي

يتولى المسؤولية عن شؤون المواطنين وعلاقتهم بالدولة، ويعد بمثابة خزان المعلومات بالنسبة للنظام السوري.

ومن الناحية العملية، يختص الجهاز بملفات مثل الأحزاب المرخّصة والسرية، والحركات الإسلامية ونشاطاتها، وخطباء المساجد ومتابعتهم، والترخيص للمكاتب التجارية والمهنية، ومراقبة الوزارات ومؤسسات الدولة والموظفين وغيرها من التدخلات التي لا يحدّها قانون واضح. وبشكل عام، تتطلب الكثير من معاملات المواطنين أو طلبات ترخيص الأعمال والمنشآت موافقة شعبة الأمن السياسي التي تمتلك سجونا خاصة بها في عدة مدن سورية.

ورغم تبعية الجهاز/الشعبة رسميا لوزارة الداخلية إداريا وماليا، فإن الواقع غير ذلك، حيث يشرف الجهاز عمليا على أداء ضباط وعناصر الوحدات الشرطية، ويتمتع باتصال مباشر مع رئيس الجمهورية، وهو أكثر الأجهزة الأمنية تغلغلاً في المجتمع واحتكاكاً بالمدنيين وانتشاراً بين المواطنين.

يتأتى ذلك من خلال عدة فروع مركزية في دمشق، تتبعها فروع في المحافظات كما المعتاد في هيكلة الأجهزة النظيرة. أول الفروع هو فرع أمن الشرطة الذي يحتوي على ملفات جميع العاملين ضمن هذا الجهاز وله دور في ترقيتهم أو إبعادهم أو نقلهم، كما يوجد لديه ملفات عن جميع العاملين في وزارة الداخلية بمختلف رتبهم ووظائفهم.

إعلان

بعده يأتي فرع المعلومات وتصبُّ فيه كل المعلومات والدراسات الواردة من الفروع المركزية الأخرى وفروع المحافظات، ويحوي عدداً من الأقسام منها قسم للطلاب يختص بالجامعات والمعاهد والمدارس ورياض الأطفال والقائمين على هذه المؤسسات، وكذلك قسم التجسس.

ويراقب الفرع أيضاً نشاط وسائل الإعلام المحلية المسموعة والمقروءة والمرئية، ويتعامل معها أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر فيما يهم عمل الجهاز.

ثم هناك فرع التحقيق وهو هيئة التحقيق الرئيسية لجهاز الأمن السياسي التي يحال إليها الموقوفون من فروع المحافظات والفروع المركزية الأخرى في الجرائم التي يعتبرها النظام هامة، وفرع الدوريات والمراقبة الذي يسيّر دوريات في مدينة دمشق وريفها، ويوظف أيضا في أعمال القبض والمداهمة.

أما فرع الأحزاب والهيئات فيراقب نشاطات الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم والأحزاب "الصديقة" والأحزاب المعارضة و"المعادية" حسب تسميات النظام لها، إضافة إلى رصد أي نشاط سياسي معارض، وتتبّع المجموعات "الإرهابية" ومراقبة المساجد والكنائس وكافة النشاطات الدينية، ومنح التراخيص لأئمة وخطباء وخدم المساجد والدروس الدينية، ومنح تراخيص الجمعيات الخيرية والأهلية ومراقبة كافة الاجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات، سواء أكانت موالية للنظام أم مناهضة له.

وكما يوحي اسمه، يجمع فرع الأمن الاقتصادي المعلومات المتعلقة بالوضع الاقتصادي التي ترد إليه من فروع المحافظات. كما يقدم عروضا دورية عن النشاط الاقتصادي لرئيس الجمهورية، ويحتفظ بأرشيف عن الموظفين الذين يتم توقيفهم بسبب أمور تتعلق بوظائفهم. أما فرع الديوان فيختص بتلقي المراسلات من كافة الفروع والدوائر والجهات الأخرى وإعادة إرسالها إلى الجهات المعنية بعد عرضها على رئيس الشعبة.

واحد من أهم فروع الجهاز هو فرع الشؤون العربية والأجنبية الذي تصب فيه كافة المعلومات المتعلقة بالأجانب والعرب الموجودين على الأراضي السورية، ويتلقى التقارير التي ترد إلى الشعبة من الخارج، كما يختص بالموافقة على الإقامات والنشاط الاقتصادي والاجتماعي للأجانب في سوريا ومراقبتهم. ويتقاطع معه فرع النظم المعلوماتية التي تُحفظ فيه السجلات الشخصية الورقية والمُؤَتْمتة للسوريين والعرب والأجانب.

إعلان

ولا ننسى فرع الشؤون الإدارية المكلف بتسجيل الأسلحة والذخائر والأثاث والأبنية والمشتريات بكافة أنواعها للفروع المركزية وفروع المحافظات، وفرع الإشارة الذي يتولى مهمة تأمين أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية لكافة الفروع ومراقبة الاتصالات ضمن الشعبة واتصالات وزارة الداخلية. وأخيرا فرع المركبات المُكلف بتأمين الآليات بمختلف أنواعها للفروع كافة.

وفيما يتعلق بالفروع الإقليمية، تضم شعبة الأمن السياسي 13 فرعا في 13 محافظة سورية، عدا محافظة القنيطرة التي تغَطى أمنياً من قبل فرع ريف دمشق. ويوجد لهذه الفروع أقسام في جميع مناطق القطر السوري ومفارز في النواحي، بحيث تُغطي كافة أرجاء البلاد. وتتولى فروع المحافظات مهمة مراقبة المواطنين على امتداد القطر، كما تقوم مفارزها وأقسامها بتجنيد المخبرين واستلام التقارير منهم وأرشفتها وتنظيمها وإرسالها إلى الفرع الخاص بالمحافظة.

الشبكات الأمنية السورية وأهدافها

كما هو واضح، يتقاطع عمل هذه الأجهزة الأمنية مع بعضها البعض لتصنع شبكة حمائية عنكبوتية مركزها النظام الحاكم ورأسه في دمشق. لكن النظام لم يكتف بكل ذلك، بل عمد إلى تشكيل وحدات أمنية خاصة ترتبط به مباشرة، ومنحها صلاحيات واسعة بعيدا عن يد الأجهزة الأمنية التقليدية.

أبرز هذه الوحدات هي قوات الحرس الجمهوري، التي تأسست في السبعينيات إثر الصدامات المسلحة التي وقعت بين نظام حافظ الأسد ومعارضيه في حماة وحلب، وهي قوة نخبة جيدة التسليح قوامها 10 آلاف جندي تقريبا ومهمتها الأساسية حماية العاصمة دمشق من أي تهديدات داخلية أو خارجية، ويُعتقد أن ضباط الحرس البارزين كانوا يتلقون حصصا مهمة من إيرادات النفط السوري لضمان ولائهم.

وبجانب الحرس الجمهوري، يبرز اسم الفرقة الرابعة للجيش التي طالما اعتُبرت احتياطيا استراتيجيا للنظام، ويعود تأسيسها إلى عهد حافظ الأسد وشقيقه رفعت الذي كان يقود "سرايا الدفاع" المسؤولة عن مجازر مدينة حماة عام 1982، قبل أن تُدمج تلك السرايا في الفرقة الرابعة بعد إبعاد رفعت الأسد إلى المنفى عام 1984.

إعلان

يصل عدد أفراد الفرقة حسب مصادر إعلامية فرنسية إلى 15 ألف مقاتل، وتنحدر الغالبية الساحقة منهم من الطائفة العلوية. وتعد الفرقة الرابعة من أفضل تشكيلات الجيش السوري تدريباً وتجهيزاً، وتمتلك أحدث الآليات الثقيلة مثل دبابات "تي 72" الروسية، وكان يقودها -حتى سقوط النظام- العميد ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد.

يبرز أيضا نجم "قوات النمر"، وهي تشكيل حديث نسبيا عابر للتنظيمات العسكرية والأمنية، تأسست عام 2013 على يد سهيل الحسن المقرب من روسيا، كثمرة لتحالف بين المخابرات الجوية والجيش والفرقة الرابعة، وتُعد قوة ذات طبيعة خاصة تجمع بين العملين العسكري والأمني مع صلاحيات واسعة لاستخدام جميع مرافق الدولة بما يشمل المطارات العسكرية والمدنية.

وتهدف القوة إلى ضمان التدخل السريع دون عوائق بيروقراطية، وحماية المجال الحيوي للطائفة العلوية، ومنع أي تحركات احتجاجية في معاقلها. وتلقت القوة تمويلا من جمعية البستان التابعة لرامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد)، وقد شاركت في معظم المعارك الرئيسية للنظام ضد معارضيه مثل ريف دمشق، حماة، إدلب، حمص، وريف اللاذقية، مستفيدة من دعمها الاجتماعي داخل الطائفة العلوية وصلاحياتها الواسعة.

عملت جميع هذه الأجهزة، وغيرها من الأجهزة الرديفة التي تشكلت خلال نحو 15 عاما من عمر الانتفاضة السورية، وفق فلسفة واحدة تقريبا هي مزج الولاء الطائفي للنظام بالمصالح والمنافع المادية الواسعة. وبينما نجح النظام في ربط هذه الأجهزة برابط من الولاء الوثيق ومنحها صلاحيات واسعة للتدخل في جميع مناحي الحياة، تحرص هي على تكريس التنافسية فيما بينها عبر توزيع النفوذ والمصالح، مثل التحكم بالمنافذ الحدودية بحيث أصبح كل منفذ حدودي تابعا لجهاز أمني واحد هو المسيطر عليه والمتحكم في عائداته، فالمنافذ الحدودية مع العراق تابعة لإدارة المخابرات العامة، والمنافذ الحدودية مع الأردن تابعة للمخابرات الجوية، والمنافذ مع لبنان للمخابرات العسكرية، والمنافذ مع تركيا للأمن السياسي.

إعلان

وحتى داخل المؤسسات الأمنية ذاتها، زرع النظام بذور الشك والخوف بين الأعضاء بما يمنع نشوء تحالفات داخلية يمكن أن تهدده، وكرّس تركيبة طائفية متناقضة داخل دوائر القرار في كل فرع، لضمان الولاء المطلق. وقد سمحت هذه الفلسفة للأجهزة بالتركيز على هدف وحيد هو حماية النظام كجزء من حماية مكتسباتها التي توسعت باستمرار على حساب سائر النفقات المدنية، مثل الخدمات والتعليم والصحة.

وفي ظل تردي الخدمات والإدارة، عملت فلسفة الأمن على ربط المجتمع السوري كليًا بالنظام الأمني، وهو ما أعاق أي تطور أو إصلاح، وجعل الأجهزة الأمنية المصدرَ الفعلي والوحيد للسلطة في المجتمع. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل أغرقت الأجهزة الأمنية المجتمع بعدد كبير من الفروع المتداخلة والمرجعيات المختلفة، بما أدى إلى تعقيد الحياة اليومية وفرض حصار بيروقراطي خنق أي محاولة للتنظيم الاجتماعي أو السياسي في مهدها.

الأجهزة الأمنية ورموزها ما بعد الأسد

والآن بعد سقوط النظام، يلف الغموض مصير تلك الأجهزة الأمنية التي أحالت حياة السوريين جحيما مقيما. وقد أعلن رئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة أنس خطاب، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن خطط لإعادة تشكيل المؤسسات الأمنية من جديد بعد حل كافة الفروع وإعادة هيكلتها.

لن تكون تلك المهمة سهلة أو مفروشة بالورود في ظل تعقد الشبكات المرتبطة بهذه الأجهزة، لكن المهمة الأصعب بالتأكيد هي مطاردة ومحاسبة القادة الأمنيين الذين تحكموا في هذه المنظومة وفرّوا خارج البلاد أو اختبؤوا داخلها بلا أثر في انتظار فرصة للهروب، وعلى رأسهم بالطبع رئيس النظام بشار الأسد الذي فر بأسرته إلى موسكو التي منحتهم حق اللجوء، وشقيقه ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة، الذي تشير المصادر إلى أنه فر كذلك إلى روسيا.

وهناك أيضا علي مملوك، المستشار الأمني للأسد والرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة، المدان من قبل محكمة فرنسية بالتورط في جرائم حرب، ويعتقد أنه فر إلى لبنان، ولا يُعلم إن كان لا يزال هناك أم لا. ولا نغفل الإشارة إلى رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والشخصية الاقتصادية الأكثر نفوذا في عهد الرئيس السابق، والذي أفادت تقارير أنه كان ضمن موكب يتحرك إلى لبنان من سوريا قبل أن يُطلق عليه النار من قبل مسلحين، ما أسفر عن مقتل أخيه إيهاب، وإصابة شقيقه إياد، وأن الموكب وصل إلى بيروت رغم ذلك، ولكن دون تأكيد رسمي للخبر.

إعلان

تضم القائمة أيضا، سهيل الحسن، رئيس القوات الخاصة السورية التي كانت مفتاحاً للعديد من انتصارات النظام في مراحل سابقة من الحرب في سوريا، بما فيها حلب والضواحي الشرقية لدمشق، ومكانه غير معروف حتى الآن. هذا بالإضافة إلى حسام لوقا، رئيس جهاز المخابرات العامة، وقحطان خليل، رئيس المخابرات الجوية، وكلاهما مجهول المكان أيضا. وأخيرا وليس آخرا، علي عباس، وزير الدفاع السوري منذ أبريل/نيسان 2022 وحتى سقوط نظام بشار الأسد، والذي يعتقد أنه هرب بصحبة قحطان خليل من المطار قبل وصول المعارضة إليهما، ولا تزال وجهته غير معلومة هو الآخر حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • البنك المركزي البريطاني يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة
  • رئيس الجمهورية يؤكد لمحافظ البنك المركزي ضرورة تطوير الخدمات المقدمة للمواطن
  • إعلام أمريكي: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بسماع خطة ترامب
  • الجهاز المركزي: 174.8 ألف كيلو متر إجمالى أطوال شبكة الطرق
  • المركزي للإحصاء: 174.8 ألف كم إجمالي أطوال شبكة الطرق في مصر عـام 2023/2024
  • حوالات البنك المركزي العراقي تتجاوز 95% اليوم
  • مسؤول إسرائيلي بارز بتحدث عن خطة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ضد حزب الله.. هذا ما كشفه
  • عزرائيل السوريين.. ما هي الأجهزة الأمنية خلال حكم الأسد؟ وما مصيرها؟
  • الحكومة تتبنى بالتعاون مع البنك المركزي مبادرة شاملة للإصلاح المصرفي