تقارير أمريكية : اليمن يحقق انتصاراً استراتيجياً في حرب الاستنزاف ضد الأساطيل الغربية

الثورة / أحمد المالكي

قال مساعد مدير السياسة الخارجية الأمريكية، آري سيكوريل، «اليمنيون يحولون الضربات النادرة الفعالية من الناحية التكتيكية إلى نجاح استراتيجي».
وخلال شهر يونيو الجاري صعَّد اليمن هجماته ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، سواء من حيث تكرار الهجمات أو العدد الأكبر من الهجمات التي أصابت أهدافها- ما أدى إلى تحقيق درجة عالية من النجاح الاستراتيجي من خلال زيادة تكاليف الشحن وتقويض مصداقية الولايات المتحدة في قدرتها على حماية الملاحة البحرية التي تزعم من أنها تحت رعايتها منذ قرون، ويشير سيكوريل في تقرير نشره المعهد إلى أن «الولايات المتحدة سقطت في استراتيجية القوات اليمنية المتمثلة في شن حرب استنزاف انتقامية مكلفة منذ نوفمبر 2023».


وبحسب ما أشار إليه المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي فقد كانت النقلة النوعية للعمليات العسكرية اليمنية مع بدء المرحلة الرابعة كفيلةً بإحداث عدة متغيرات كان أبرزها الجدل الحاصل حول الوقت الذي ستسمر فيه الهجمات إذا ما طال أمد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من جهة، وردع الضربات دون أن يحدث ذلك تصعيداً ينذر بفتح جبهة أخرى ، ولعل غرق السفينة اليونانية توتور قبل أيام، ثم مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» دون أن تحقق الهدف الذي جاءت لأجله، يأتي في سياق واحد: «اليمن حقق انتصاراً استراتيجياً ستتبين آثاره تباعاً مع مرور الوقت، حتى بعد انتهاء الحرب».
وقد تجاوز إجمالي الضربات البحرية اليمنية الـ 36 ضربة حتى الآن في يونيو الجاري، الذروة السابقة البالغة 35 هجومًا في شهر آذار- مارس الماضي 2024م ، وإذا استمر معدل الهجمات على هذا النحو، من الممكن ان تصل الهجمات إلى 50 هجمة بحلول نهاية شهر يونيو- حزيران الجاري.
كذلك قيام وزارة الدفاع بصياغة استراتيجية تعمل على بناء شبكة متكاملة للتوعية في المجال البحري والعمليات بين شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي تتضمن مشاركة بيانات الاستشعار بحيث يكون لدى جميع الشركاء وعي كامل بالمجال البحري لتوفير اكتشاف مبكر وتتبع أطول للتهديدات المحتملة».
خاصة عندما يكون طاقم سفن الشحن التجارية قليل العدد ولديه قدرة محدودة على الاستجابة بسرعة للهجمات التي تضرب أي سفينة. حتى القذيفة الصغيرة يمكن أن تدمر قدرة الاستجابة للطوارئ لسفينة أكبر، ولذلك فإن ثقباً واحداً في السفينة يمكن أن يخرجها عن العمل.
وتتواصل حالة الإحباط واليأس والفشل لدى قادة الدفاع الأمريكيين في ظل الإخفاقات أمام اليمن على الرغم من التكلفة الباهظة وطول أمد الانتشار، كما يكشف تقرير جديد لوكالة أسوشيتد برس أعده فريقها من على متن حاملة الطائرات يو اس اس آيزنهاور التي ابتعدت مؤخرا عن اليمن نحو 650 كم.
ووفقا لتقرير الوكالة فإن حالة من الإرهاق بدأت تظهر لدى بحارة آيزنهاور، حيث تقترب الحاملة ومجموعتها الضاربة وحوالي 7000 بحار من الشهر التاسع من خوض أعنف معركة بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية. وهذا يثير أسئلة صعبة حول ما سيحدث بعد ذلك، حيث يتجادل قادة الجيش والدفاع الأمريكي حول كيفية تكرار القوة القتالية لحاملة الطائرات إذا عادت السفينة إلى موطنها في نورفولك بولاية فيرجينيا.
وقد تم تمديد نشر مجموعة آيزنهاور مرتين، وبات البحارة الذين ينشرون باستمرار صورا مظلمة على السفينة حول الحصول على استراحة قصيرة واحدة فقط خلال جولتهم، يخشون أن يتم أمرهم بالبقاء لفترة أطول في المعركة مع اليمن.
وبحسب أسوشيتد فإن القادة في البنتاغون يخوضون نقاشًا شائكًا لكنه مألوف. هل يرضخون لضغوط البحرية لإعادة آيزنهاور وثلاث سفن حربية أخرى في مجموعتها الضاربة إلى الوطن أم يلبون طلب القيادة المركزية الأمريكية بإبقائها هناك لفترة أطول؟!
ووفقا للتقرير فإن تمديد نشر الأيزنهاور مرة أخرى هو خيار – لكنه بالنسبة للكثيرين هو الأقل رغبة، حيث يقلق قادة البحرية بشأن البحارة، الذين كانوا قادرين بالفعل على رؤية الصواريخ التي يطلقها الحوثيون قبل ثوانٍ من تدميرها بواسطة الضربات الدفاعية للسفينة، فيما يتحدث المسؤولون في البنتاغون عن كيفية رعاية البحارة عند عودتهم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الاستشارة والعلاج لاضطراب ما بعد الصدمة المحتمل، كما يشير قائد مجموعة آيزنهاور مارك ميجيز أيضًا إلى الضغط على السفن نفسها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية

 

في السنوات الأخيرة؛ أصبحت الطائرات بدون طيار (المسيّرات) أحد العناصر الرئيسية في الحروب العسكرية الحديثة، حيث ساهمت بشكل كبير في تغيير موازين القوى وأساليب القتال، لتُستخدم تلك المسيّرات بشكل متزايد، ليس فقط كوسيلة للمراقبة والاستطلاع، بل كأداة هجوم فعّالة ذات دقة عالية وتكلفة منخفضة نسبيًا.

 

`•التطور التكنولوجي ومجال الاستخدام`

ومع التقدم العلمي وسباق التسليح التنافسي بين كبرى الدول؛ تطورت المسيّرات من أدوات صغيرة تُستخدم للاستطلاع إلى منصات متقدمة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة، نقل الإمدادات، وحتى خوض المعارك من مسافة الصفر، فهذه الطائرات أصبحت أساسية في حروب الدول، كما هو الحال في النزاعات العسكرية في أوكرانيا، اليمن، السودان، وناجورنو كاراباخ، حيث أثبتت أنها قوة فعالة لتحديد الأهداف وضربها، دون الحاجة إلى تعريض الطيارين للخطر.

`•الدور الاستراتيجي`

تلعب المسيّرات دورًا مزدوجًا في الحروب. فمن جهة، يمكن استخدامها لاستطلاع ميدان المعركة بدقة، ومن جهة أخرى تُستخدم لتنفيذ ضربات مدمرة ضد أهداف محددة، فعلى سبيل المثال؛ خلال الحرب في أوكرانيا، استخدمت كلاً من روسيا وأوكرانيا المسيّرات بكثافة لضرب البنية التحتية العسكرية والمدنية، مما زاد من تعقيد النزاع وجعله أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا.

 

`•التكلفة مقارنة بالتأثير`

استطاعت هذه المسيّرات أن تحقق للدول معادلة صعبة، تمثلت في إمكانية تحقيق نتائج كبيرة بموارد أقل مقارنة بالطائرات التقليدية، فمسيّرات مثل "بيرقدار" التركية و"شاهد" الإيرانية أثبتت فاعليتها في تحقيق أهداف عسكرية مهمة، وغالبًا ما تكون أقل تكلفة مقارنة بالطائرات المقاتلة، كما تُستخدم هذه الطائرات من قبل الجماعات المسلحة الغير نظامية، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على الأمن العالمي وانتشارها في أيدي أطراف غير رسمية (الميليشيات).

 

`•التهديدات والتحديات`

وعلى الرغم من ميزاتها؛ فإن الاعتماد المتزايد على المسيّرات يثير تحديات عديدة، منها التحدي الأخلاقي المرتبط بتقليل التفاعل البشري في اتخاذ قرارات القتل، إضافة إلى التحديات الأمنية المتمثلة في إمكانية تعرّض هذه الطائرات للاختراق الإلكتروني أو إعادة استخدامها من قبل الأعداء.

 

`•المستقبل والحروب الذكية`

تُشير التوقعات؛ إلى أن حروب المستقبل ستكون أكثر ذكاءً واعتمادًا على المسيّرات، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيهها، وتنفيذ هجمات معقدة بشكل ذاتي، ومع ذلك؛ فإن هذا التحول التكنولوجي يتطلب وضع ضوابط دولية لمنع الاستخدام السيء وضمان أن تبقى هذه الأدوات ضمن إطار القانون الدولي الإنساني.

 

وعلينا جميعًا أن نقر؛ بأن حرب المسيّرات أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله في المشهد العسكري الحديث، فهي تعيد تعريف طبيعة الصراعات بشكل جذري، مما يفرض تحديات كبيرة على الدول والمجتمع الدولي لمواكبة هذا التغير وضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطرق تعزز الأمن والاستقرار بدلًا من الفوضى.

مقالات مشابهة

  • بعد هروب حاملة الطائرات لينكولن.. لمن البحر العربي اليوم؟
  • وزارة الخارجية والمغتربين: تواصل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الجماعي انتهاج سياسات تقوض الأمن والاستقرار حول العالم وذلك من خلال استمرار دعمها اللامحدود لكل من نظام زيلنيسكي في أوروبا والكيان الصهيوني في منطقتنا
  • أستاذ علاقات دولية: الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن مسار نتنياهو
  • تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأمريكية خلال حرب العراق
  • شاهد | نتائج عملية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن
  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • مسيّرة تتجسس على حاملة طائرات بريطانية في هامبورغ.. وأصابع الاتهام نحو الصين
  • بعد اصطيادها بضربات القوات المسلحة.. حاملات الطائرات الأمريكية تفر من المنطقة
  • مجلة أمريكية: كيف ستتعامل إدارة ترامب مع الحوثيين وهل استهداف قيادة الجماعة ضمن بنك أهدافها؟ (ترجمة خاصة)
  • حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية