نتنياهو وأكذوبة الحضارة المسيحية- اليهودية!
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
في حواره الأخير مع قناتي "TF1" و"LCI" الفرنسيتين (المملوكتين لعائلة بويغ) حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دغدغة مشاعر الفرنسيين، وخاطبهم مدعيا أنه في حرب الإبادة التي يقودها في غزة "فإن انتصارنا هو انتصاركم، انتصار إسرائيل على معاداة السامية، إنه انتصار الحضارة اليهودية- المسيحية ضد الهمجية، وسيكون أيضا انتصارا لفرنسا"!
ومضى نتنياهو في أكاذيبه وقارن الهجوم على رفح بـ"إنزال قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية في نورماندي بفرنسا".
ولدى سؤاله عن طلب المدعي العام للجنائية بإصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ادعى مجرم الحرب والإبادة الجماعية نتنياهو أن "الأمر يبدو كما لو أن ديغول وتشرشل قد حوكما مع القادة النازيين في محاكمات نورمبرغ"!
والمفارقة هنا بالحديث عن النازية أن نتنياهو، وفي أكذوبة تاريخية أخرى، ادعى في 2015، أن مفتي القدس والزعيم الفلسطيني في الأربعينيات، الحاج أمين الحسيني، هو الذي أقنع زعيم النازيين هيتلر بتنفيذ محرقة اليهود في أوروبا. وقال نتنياهو للمؤتمر الصهيوني العالمي في القدس المحتلة، حينها، بدا لافتا خاصة أن نتنياهو (العلماني المزعوم) وفي استمرار لأكاذيبه حاول في حواره مع القناتين الفرنسيتين، العزف على وتر أكذوبة "الحضارة المسيحية- اليهودية" التي يتم الترويج لها تلفيقا أيضا في فرنسا التي يرفع قطاع من إعلامها وطبقتها السياسية، للمفارقة، فزاعة الدفاع عن "اللائكية""إن هتلر إنما كان يريد في 1941 طرد اليهود من أوروبا فقط، ولكن مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني قال له إن اليهود ينبغي أن يزالوا من الوجود وإلا فإنهم سينتقلون إلى فلسطين". ومضى نتنياهو في كذبته ليقول إن هتلر سأل مفتي القدس: "ماذا عساي أن أفعل؟" فأجابه الأخير: "أحرقوهم"!
وقد أثار كلام نتنياهو حينها إدانات حتى من غلاة الصهيونية، الذين اعتبروه تزويرا للتاريخ، ومحاولة لتبرئة هتلر، وتحميل مسؤولية جريمة المحرقة النازية في حق اليهود للفلسطينيين!
وبدا لافتا خاصة أن نتنياهو (العلماني المزعوم) وفي استمرار لأكاذيبه حاول في حواره مع القناتين الفرنسيتين، العزف على وتر أكذوبة "الحضارة المسيحية- اليهودية" التي يتم الترويج لها تلفيقا أيضا في فرنسا التي يرفع قطاع من إعلامها وطبقتها السياسية، للمفارقة، فزاعة الدفاع عن "اللائكية" (العلمانية الفرنسية)، التي تحولت إلى ما يشبه "دين الدولة" بتفسيرات لا تدعو فقط إلى فصل الدين عن الدولة، بل استبعاد مظاهر الدين (والمقصود الإسلام!) أيضا عن الفضاء العام بشكل مثير للسخرية؛ بينها قرار أخير من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي بعد حظر الحجاب عن لاعبات كرة القدم، دعا لحظر الجوارب اللاصقة (التي يرتديها اللاعبون كذلك خاصة اتقاء للبرد) بزعم تحويلها إلى "علامات مرتبطة بالإسلام"!
وفيما احتج آلاف الفرنسيين أمام مقر القناتين الفرنسيتين على إجراء الحوار مع مجرم حرب، فقد تكفلت أذرع إعلامية وأبواق سياسية فرنسية أخرى بمحاولة التبرير لرئيس وزراء الكيان الصهيوني. في المقابل ارتفعت أصوات ولو قليلة من مثقفين، بينهم يهود، وأدانت محاولة نتنياهو والمتواطئين معه للترويج لأكاذيبه، بينها أكذوبة "الحضارة اليهودية- المسيحية"، التي يتم الترويج لها رغم أن الوقائع والشواهد التاريخية توثق المذابح التي ارتكبها المسيحيون وخاصة الكاثوليك في حق اليهود، الذين يعتبرونهم قتلة المسيح.
وحتى المسيحيون الإنجيليون، الذين يروجون أيضا لأكذوبة "المسيحية- اليهودية"، ويوصفون بالمسيحيين الصهاينة، يدعمون إسرائيل ليس حبا في اليهود، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم، وأنه عندما يعود المسيح فإنه سيخير اليهود بين التحول إلى المسيحية أو الذهاب إلى الجحيم!
المفارقة هنا أن المذيع الذي حاور نتنياهو للقناتين الفرنسيتين، وهو السويسري داريوش روشبين (من أب إيراني وأم سويسرية)، كان سبق أن حاور رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، في نيسان/ أبريل الماضي، في مقابلة لصالح "LCI"، وفيها صرح باراك أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو يوجد تحت تأثير وزرائه المسيحانيين (اليهود) العنصريين لحماية مكانته في السلطة، ولأنه لا يريد فقدان السيطرة على البلد. وقد تحول إلى أشبه بعبد لدى هؤلاء الوزراء الاستعباديين، الذين يفرضون خياراتهم عليه، مع أن الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك، فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلص".
وتجدر الإشارة إلى أن المشيح أو المِسّيّا بالعبرية، ومعناها المسيح، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي.
والمفارقة هنا أيضا أن باراك الصهيوني العلماني المزعوم مثل نتنياهو وكثير من الصهاينة (الذين لا يؤمنون بالله، ولكن يؤمنون بأنه وعهدهم بالأرض المقدسة!)، يتحدث أيضا بالمرجعيات الدينية اليهودية. ففي أيار/ مايو 2022، أبدى إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قال باراك: "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".
وأكد باراك أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وذكر أن "العقد الثامن لإسرائيل أنذر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو اليهودية الفلسطيني العلمانية فلسطين نتنياهو العلمانية اليهود المسيحيين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العقد الثامن
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد القلعة بالمدينة المنورة ويعزز الحضارة الإسلامية للمملكة
شمال شرق المدينة المنورة بنحو 102كلم، وبالتحديد في بلدة الحناكية – https://goo.gl/maps/tiKqsaeuv9hN8dm98 – وصل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، وبدأ العمل على تطوير مسجد القلعة التاريخي، الذي يتجاوز عمره مئة عام؛ لينضم إلى قائمة المساجد التي يستهدفها المشروع لإعادة الحياة فيها لما لها من أثرٍ تاريخي واجتماعي في تشكيل محيطها البشري والثقافي والفكري، فضلًا عن تعزيز الحضارة الإسلامية للمملكة، كونها مهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين.
وسيجدد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية مسجد القلعة على طراز المدينة المنورة التاريخي، ليزيد مساحته من 181.75 م2، إلى 263.55 م2، فيما ستصل طاقته الاستيعابية إلى 171 مصليًا بعد أن كان غير مستخدم، حيث سيستخدم المشروع المواد الطبيعية من الطين وأخشاب الأشجار المحلية؛ لإعادة بناء المسجد على شكله القديم والمحافظة على تقنيات البناء الذي يتميز بها في قدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار.
ويعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية، في حين يجري عملية تطويرها من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذات خبرة في مجالها.
ويأتي مسجد القلعة ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية التي شملت 30 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجدًا واحدًا في كل من الحدود الشمالية، وتبوك، والباحة، ونجران، وحائل، والقصيم.
اقرأ أيضاًالمجتمعوزير الحرس الوطني يستقبل أمراء الأفواج بالوزارة
يذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية أتى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من 4 أهداف إستراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة، الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.