أبدأ الكيان الصهيوني قلقا حيال تغيرات الوضع في اليمن أواخر عام 2014م , لما له من تأثير على قطع وصوله إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر, بل وخنقه اقتصاديا في حالة نشوب حرب او صراع في المنطقة .

خروج مصر
لقد ترتب على نتائج نكسة 5 يونيو 1967م , أن حرمت مصر من استخدام قناة السويس وما ترتب على ذلك من اطلاق حرية الكيان الصهيوني في المرور عبر مضيق تيران والبحر الأحمر بالإضافة إلى تعزيز مركزه ونفوذه لدى بعض الدول الافريقية مثل اثيوبيا وجنوب افريقيا والكونغو وغيرها بالإضافة إلى استمرار تعامله الاقتصادي والسياسي مع دول جنوب شرق آسيا واستغاله لحقوق البترول الموجودة بصحراء سيناء .

فنكسة يونيو 1967م , حققت للكيان الصهيوني ما لم تكن يحلم به . فقد حملت قواته إلى شاطئ قناة السويس وأخضع شبة جزيرة سيناء كلها للاحتلال الصهيوني , بعد ان احتل بقية القدس والضفة الغربية وغزة . وعندئذ أخذ الكيان الصهيوني في انتهاز الفرصة لكى يفتح المنفذ الثاني لتجارته في البحر الأحمر وهو قناة السويس . ولكن هذا المنفذ كان مرتبطا بأنهاء حالة الحرب بين مصر والكيان الصهيوني وعقد معاهدة سلام وفقا لمعاهدة القسطنطينية لعام 1888م , والتي تعطى لجميع الدول حق المرور ما دامت ليست في حالة حرب مع الدولة صاحبة القناة وهي مصر . وهذا ما وفرت شروطه اتفاقية كامب ديفيد عام 1978م . فقد انتهت المواجهة المصرية - الصهيونية في البحر الأحمر باتفاقية ( كامب ديفيد ) في 17 سبتمبر 1978م , بين مصر والكيان الصهيوني بشهادة جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .فلقد كانت هي نهاية المواجهة المصرية مع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر . وقد انتهت بتحقيق مطامع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر بشكل لم تكن تحلم به عند قيام الكيان الصهيوني في مايو 1948م , فلم يعد في وسعه فقط المروز في مضيق تيران بل وصار من حقه المرور في قناة السويس . ولقد كان مطامع الكيان الصهيوني في البداية ينحصر بالدرجة الأولى في النفاذ إلى البحر الأحمر عن طريق ميناء ايلات إلى خليج العقبة ومضيق تيران , ولم يكن المرور بقناة السويس يسبب له هما كبيرا إلا فيما يتصل بسهولة نقل سلعه من موانيه على البحر المتوسط إلى الساحل الشرقي لأفريقيا والبحر الأحمر . وبذلك قال الصهيوني (موشى ديان ) ( لم يكن أحد في اسرائيل يكن يعتقد في أن بحث حق المرور في قناة السويس يمكن أن يخرج عن نطاق الوسائل الدبلوماسية , إلا أن مسألة حرية الملاحة في مضيق تيران , كانت تدخل في اطار الحرب أو السلام ) .

الخطر الوحيد
ومع عقد اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني بقى مضيق باب المندب الذي أصبح يمثل الخطر الوحيد على أمن الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر , وقد بدأ الكيان من مد اطماعه عبر التواجد العسكري ببعض جزر البحر الأحمر. ومن الطبيعي أن اتفاقية كامب ديفيد قد نقلت مسؤولية المواجهة مع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر إلى الدول العربية الواقعة على شواطئه , لذلك ومع بداية بوادر واتجاهات الاتفاق بين مصر والكيان الصهيوني بعد حرب 6 اكتوبر 1973م , أخذت الجمهورية العربية اليمنية آنذاك بعهد الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي في اقامة التحصينات اللازمة في جميع الجزر اليمنية التابعة لها في جنوب البحر الأحمر وتحسين وسائل النقل إليها لتموينها , وذلك بهدف حمايتها من أي اعتداءات قد يقوم به الكيان الصهيوني لمحاولة السيطرة على مواقع مؤثرة وفعالة لبحريته , ولتأمين الملاحة الصهيونية مع تهديد الملاحة العربية والأمن العربي بصورة مباشرة . وسياسيا بدعوى من الرئيس الحمدي للدول العربية المطلة على البحر الأحمر عقد (مؤتمر البحر الأحمر) في مدينة تعز في عام 1977م , بحضور كل من رئيس السودان والصومال وجنوب اليمن . وفيما يخص جمهورية اليمن الجنوبية فقد تغلبت كفة القوى المتشددة المطالبة بمزيد من الاستقطاب نحو الاتحاد السوفيتي بانقلاب يوليو 1978م .

معركة اليوم
ولما كانت الدول العربية الواقعة على ساحل البحر الأحمر بعد خروج مصر من الصراع العربي - الصهيوني اثر اتفاقية كامب ديفيد لا تملك أى منها فيما عدا مصر القوة البحرية الكافية لمواجهة الكيان الصهيوني في البحر الأحمر , فأن اتفاقية كامب ديفيد التي وفرت اطارا لمعاهدة سلام بين مصر والكيان الصهيوني , تكون قد أخرجت من الساحة العربية أكبر قوة بحرية ضارية في البحر الأحمر , ومهدت للكيان الصهيوني التمتع بالحرية والأمن لملاحته في هذا البحر لأمد بعيد - لكنها لم تدم لأمد طويل فاليوم بعد 45 عاما من تلك الاتفاقية واخراج مصر كقوى بحرية عربية من الصراع العربي - الصهيوني سقطت معاهدة كامب ديفيد من البوابة الجنوبية للبحر الأحمر عبر ما تقوم به اليمن من مواجهة اقوى امبراطورية الشر بأساطيلها وبوارجها الحربية منذ عدة شهور في اشد معركة في البحر الاحمر كستر فيها هيبة امريكا كقوى عظمي . لتعلن اليمن عن استراتيجية التوازن وظهور قوى عربية قادرة على منازلة امريكا وحنق الكيان الصهيوني اقتصاديا عبر البوابة الجنوبية للبحر الاحمر بمضيق باب المندب بل ذهبت إلى ابعد من ذلك نحو البحر العربي والمحيط الهندي لذلك اصبحت اتفاقية كامب ديفيد لا قيمة لها مع ظهور اليمن كقوى اقليمية له دورها في توازن القوى وادارة الصراع والمعركة اليوم .

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر مع الکیان الصهیونی فی اتفاقیة کامب دیفید قناة السویس

إقرأ أيضاً:

القوات البحرية تنجح فى إحباط تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر

نجحت إحدى الوحدات البحرية، بقاعدة البحر الأحمر فى التصدى لمحاولة تهريب
كميات من المواد المخدرة بنطاق الأسطول الجنوبي.

حيث تمكنت الوحدة البحرية، أثناء القيام بأعمال التأمين بنطاق مسئوليتها بإكتشاف وضبط 2 فلوكة تقوم بإعمال التهريب لكميات من المواد المخدرة تشمل 34750 فرش من مخدر الحشيش و 365 لفافة من مخدر الهيدرو الجاف.

وقد تم تسليم الأفراد والمضبوطات إلى جهات الإختصاص لإتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بتكثيف أعمال تأمين وحماية حدود الدولة على مختلف الإتجاهات الإستراتيجية ، وإستمراراً لجهود القوات البحرية فى إحكام السيطرة الأمنية على كافة السواحل البحرية المصرية.

مقالات مشابهة

  • تفسير علمي لمعجزة شق البحر الأحمر أمام النبي موسى
  • تضامن البحر الأحمر تتسلم 2 طن لحوم لتوزيعها على المستحقين
  • القوات البحرية تحبط تهريب مواد مخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم في البحر الأحمر
  • القوات البحرية تنجح فى إحباط تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • تداول 48 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • أرض الصومال قاعدة الكيان في الحرب ضد اليمن
  • جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟