في مشهد التكنولوجيا المالية دائم التطور، تبرز ماستركارد كقوة رائدة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي (AI) لدفع الابتكار والكفاءة التشغيلية. تتعمق دراسة الحالة هذه في كيفية تطبيق Mastercard للذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي، وتوسيع نطاق تطبيقاتها، والحفاظ على عمليات حوكمة قوية لضمان الاستخدام المسؤول والمؤثر لهذه التكنولوجيا التحويلية.

استخدام ماستركارد الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي
لقد أدركت ماستركارد منذ فترة طويلة الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي. وفقًا لإد ماكلولين، الرئيس والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في Mastercard، "لقد كان الذكاء الاصطناعي بمثابة قدرة أساسية لشركة Mastercard لسنوات حتى الآن، ونحن نرى أنها تتزايد من حيث الأهمية والتأثير." قامت الشركة بدمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في عملياتها الأساسية، مما أدى إلى تعزيز أمان خدماتها وتخصيصها.


إحدى الطرق الأساسية التي تستخدم بها Mastercard الذكاء الاصطناعي هي من خلال منصة إدارة القرار الخاصة بها، والتي تعمل بمثابة عقل الذكاء الاصطناعي الذي يعمل داخل شبكتها. تتيح هذه المنصة للشركة اتخاذ قرارات معقدة في الوقت الفعلي بشأن المعاملات، مما يعزز بشكل كبير اكتشاف الاحتيال ومنعه. وشدد ماكلولين على أنه "في الأشهر الـ 12 الماضية، أوقفنا عمليات احتيال بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار".

اختيار تطبيقات الذكاء الاصطناعي المناسبة
إن التطبيق الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في Mastercard ليس مسألة صدفة، بل هو نتيجة لعملية اتخاذ قرار دقيقة. تستخدم الشركة آلية مراجعة ذات مستويين لتقييم فرص الذكاء الاصطناعي: مجلس مراجعة الذكاء الاصطناعي ومراجعة فنية عميقة لاحقة.

يتكون مجلس مراجعة الذكاء الاصطناعي من خبراء من مجالات مختلفة، بما في ذلك الشؤون القانونية والخصوصية والمنتج والأعمال. يقوم هذا المجلس بتقييم النية ومصدر البيانات والآثار الأخلاقية لمشاريع الذكاء الاصطناعي المحتملة. وأوضح ماكلولين، "لقد بدأنا بالجوانب القانونية والخصوصية والمنتج والنية التجارية، ومن المهم حقًا أن نفهم - ما الذي نحاول القيام به هنا؟ هل ينبغي علينا القيام بذلك؟ هل يمكننا القيام بذلك؟"

بمجرد اجتياز المشروع للمراجعة الأولية، فإنه يخضع لتقييم فني صارم. يتضمن ذلك تقييم قابلية التوسع وعائد الاستثمار والكفاءة التشغيلية لتطبيق الذكاء الاصطناعي المقترح. وشدد ماكلولين على أنه "إذا لم يكن الأمر قابلاً للتوسع، فلا يهم"، مسلطًا الضوء على أهمية قابلية التوسع في مبادرات الذكاء الاصطناعي.

توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي عبر المنظمة
يتضمن نهج ماستركارد لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي التحقق من الوضع الصامت، حيث يتم اختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة بالتوازي مع الأنظمة الحالية. تسمح هذه الطريقة للشركة بقياس تأثير وفعالية الذكاء الاصطناعي دون تعطيل العمليات الحالية. وأشار ماكلولين إلى أنه "يمكننا تشغيل هذا في الإنتاج بالتوازي مع ما لدينا بالفعل ومن ثم تحديد ما إذا كانت الدلتا تستحق النفقات الإضافية."

ولضمان إمكانية توسيع نطاق مبادرات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، تستثمر ماستركارد بشكل كبير في تدريب القوى العاملة لديها وتحسين مهاراتها. أنشأت الشركة مناضد عمل متخصصة لأدوار مختلفة، مثل هندسة البرمجيات وعلوم البيانات والمبيعات، لتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي والتدريب المخصص. "نحن نقول، ما هو المستوى المناسب للاستثمار في علوم البيانات، ومنضدة العمل الهندسية، والتوليدية وغيرها؟ كيف يمكنك تخصيصها لتناسب بيئتك؟" قال ماكلولين.

الحوكمة والاعتبارات الأخلاقية
تلعب الحوكمة دورًا حاسمًا في استراتيجية الذكاء الاصطناعي لدى Mastercard. نفذت الشركة إطارًا شاملاً لحوكمة الذكاء الاصطناعي للإشراف على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي. يتضمن هذا الإطار المراقبة المستمرة، وضوابط التعويض، وحلقات التغذية الراجعة لضمان فعالية النموذج المستمرة والتخفيف من العواقب غير المقصودة.

وتعد ماستركارد أيضًا عضوًا مؤسسًا في مجلس هارفارد للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بالممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. وأكد ماكلولين: "لقد نشرنا ميثاق حقوق البيانات لعملائنا: بياناتك هي بياناتك. ولك الحق في معرفة البيانات التي لدينا منك، وكيف نستخدم تلك البيانات".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات

أكدت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، أن مصر تقوم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في توثيق القطع المتحفية والترميم الافتراضي وعمل توصيف للمناظر الأثرية باللغة الطبيعية لها سواء بالعربية أو الإنجليزية منذ أوائل تسعينات القرن الماضي.

جاء ذلك خلال كلمتها بالجلسة الرئيسية للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف والذي أقامه المكتب الإقليمي لهيئة اليونسكو بالقاهرة في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، بالتعاون مع وزارة الأثار والسياحة والمجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم).

وقالت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية:" يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف كل عام كمناسبة لإلقاء الضوء على أهمية وجود المتاحف، ومدى ارتباطها بنمو الدول، وتطورها". موضحة أن بدايات إنشاء المتاحف يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، ويمكن أن نرى ذلك في شكل المقابر الفرعونية، حيث تم الاحتفاظ فيها بكل ما هو قيم وثمين بأشكال مختلفة عبر الزمن لتكون منارة علمية وثقافية وبحثية.

وأضافت:" بعد عودتي لمصر عام 1992 طُلب مني في عام 93 الاشتراك في المشروع القومي لتوثيق القطع المتحفية من خلال الجانب البحثي وكيفية استخدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التوثيق المتحفي، وبالفعل قمنا بعمل مشروعين ناجحين في هذا الشأن، وكان المشروع الأول هو استخدام تقنيات معالجة اللغات الطبيعية والتي تعد أحد فروع الذكاء الاصطناعي في عمل لوغاريزم شبه آلي يأخذ من قاعدة البيانات التي يوجد بها توصيف للشواهد الموضوعة على مقابر الملوك وغيرها والتي تعد جزء من القطع المتحفية، ويقوم النظام آليا بترجمة هذه البيانات إلى توصيف كافة الرسوم التي تحتويها تلك القطع إلى نصوص وشرح باللغة الطبيعية سواء العربية أو الإنجليزية ".

وتابعت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية:" في هذا السياق قام طالب من كلية الهندسة بجامعة القاهرة بعمل رسالة ماجستير، وكانت نتائجها توصيف اللغات الطبيعية لجميع الشواهد الموجودة في المتحف المصري وتم استخدامها أيضا في رسالتين للدكتوراة من قبل الباحثين بقطاع الآثار".

وأوضحت الدكتورة ريم بهجت، أن المشروع الثاني كان باستخدام تقنية الـ "Computer vision" أو الرؤية بالحاسب وهي أحد فروع الذكاء الاصطناعي، وقمنا باستخدامها لتحليل نتائج المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد لبعض القطع الأثرية المهمة في بعض المتاحف بمصر والتي قد تكون بحاجة إلى ترميم أو ينقصها بعض الأجزاء، ومن هذا المنطلق نقوم بعمل ترميم افتراضي لها بحيث نبحث عن أفضل تقنية لترميمها، بالإضافة لاستنتاج الأجزاء الناقصة وما تعبر عنه، وهو ما يتطلب تدخل الذكاء الاصطناعي.

وتعقيباً على تساؤل الدكتورة نوريا سانز مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لمصر والسودان، عن إمكانية واستعداد جامعة مصر للمعلوماتية تنظيم برنامج دراسي لمتخصصي الآثار لكي يتعلموا أحدث التكنولوجيات الحديثة التي يمكن استخدامها في أعمالهم المتحفية بما فيها استخدامات الذكاء الاصطناعي الآمنة، أجابت الدكتورة ريم بهجت قائلة: بالطبع نستطيع إعداد هذا البرنامج، ولكن علينا أن نكون مدركين أننا بحاجة إلى تأهيل العاملين في مجال الآثار ليصبحوا مستخدمين محترفين للتكنولوجيات الحديثة وتقريب اللغة بينهم وبين متخصصي البرمجيات ومتخصصي مجالات الذكاء الاصطناعي الذين سيقومون بإعداد البرامج والتقنيات المطلوبة في المتاحف".

ورداً على سؤال حول رأيها في الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وربط استخداماته في المتاحف؟ قالت الدكتورة ريم بهجت:" بدأت مصر منذ عام 1990 بتوثيق كل القطع المتحفية الموجودة بجميع متاحفنا، من خلال ذلك المشروع القومي الضخم، حيث كان يعتمد تسجيل القطع الأثرية قبل ذلك المشروع على التسجيل الورقي، وبعضها كان يتم تسجيله في Word file على الكومبيوتر ولم يكن هناك تنظيم لهذا الأمر من خلال قواعد البيانات".

وحول رؤيتها للموضوعات الهامة التي تنصح دارسي الدكتوراة من متخصصي علوم وهندسة الحاسب بالبحث فيها وتفيد الأعمال المتحفية؟ أفادت الدكتورة "ريم" أن الأبحاث مستمرة في مجالات الذكاء الاصطناعي ، وأحد المجالات البحثية التي قد تفيد العمل الأثري، هو التحليل الدلالي وتحليل السياق  حتى يتم استنتاج المعلومات الأثرية وارتباطها ببعضها البعض واتصالها بمواقع أثرية وأحداث تاريخية وشخصيات معينة لكي يكون التحليل ومن ثم استنباط المعلومات أعمق وأدق، وتلك هي بعض الأفكار وهناك العديد من النقاط البحثية التي يمكن البحث بها.

شارك في الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتورة نوريا سانز مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لمصر والسودان، الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، الدكتور أسامة عبد الوارث، رئيس ICOM مصر، والدكتور اسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور ياسر الشايب أستاذ الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، والدكتورة عبير قاسم أستاذ الآثار اليونانية الرومانية جامعة دمنهور.

يذكر أن جامعة مصر للمعلوماتية تعد من أوائل الجامعات المتخصصة بالشرق الأوسط وإفريقيا في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المتأثرة بها، وأسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتصبح مؤسسة أكاديمية رائدة تقدم برامج تعليمية متخصصة لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويقع مقرها بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وتضم جامعة مصر للمعلوماتية 4 كليات هي علوم الحاسب والمعلومات، الهندسة، تكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم، وتقدم 16 برنامجا تعليميا متخصصا لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل: الذكاء الاصطناعي وعلوم وهندسة البيانات، وهندسة الإلكترونيات والاتصالات والميكاترونكس، وتحليل الأعمال والتسويق الرقمي، وفنون الرسوم المتحركة وتجربة المستخدم وتصميم الألعاب الإلكترونية.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق الآثار
  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات
  • بالفيديو.. مختصة: الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التحقق من جودة البيانات
  • هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟
  • تمديد فترة الترشح لجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي
  • تمديد فترة الترشح لجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي حتى 12 يوليو
  • “تطور الذكاء الاصطناعي في مجال التجسس والأمان: تحديات وفرص
  • 45 طالباً في برنامج تدريبي بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تستقبل 45 طالباً في برنامج التدريب البحثي
  • جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعي لإضافة 110 لغة جديدة للترجمة