أبوظبي: سلام أبوشهاب
كشف تقرير برلماني عن أن عزوف الشباب عن الزواج يعود إلى جملة من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن ذلك يتطلب من وزارة تنمية المجتمع إعداد دراسات علمية للوقوف على هذه الأسباب وبدائل الحل لهذه الظاهرة وكذلك إعداد برامج محددة بشأن دور وسائل الإعلام لتشجيع الشباب على الزواج المبكر.

أشار التقرير الذي حصلت «الخليج» على نسخة منه إلى أنه من خلال تدارس لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية في المجلس الوطني الاتحادي، وما توفر لديها من معلومات ودراسات وبيانات إحصائية بشأن موضوع «سياسة الحكومة بشأن معايير وبرامج منح الزواج وبرامج تأهيل المقبلين على الزواج»، تبين لها أن تأخر سن الزواج لدى الشباب في المجتمع الإماراتي قد يعود، وفقاً لدراسة ميدانية حول «عوامل تأخر سن زواج الإماراتيين» شارك فيها 2462 إماراتياً، إلى مجموعة من العوامل المؤثرة بناء على ما أشارت إليه نتائج الدراسة، وهذه العوامل هي: 67.2% من عينة الدراسة أشاروا إلى غلاء المعيشة، و63.3% غلاء المهور، و53.3% عدم الرغبة في تحمل الأعباء المالية للزواج، و49.4% العادات والتقاليد التي تفرض التزامات كبيرة على الأزواج، و40.3% الصورة السلبية التي يعكسها الإعلام عن الزواج، و40.35% عدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأبناء، و35.8% الخوف من الفشل، و35.7% تدخل الوالدين، و32.3% الانشغال بالتعليم.

وأكدت اللجنة في تقريرها، الذي سبق أن ناقشه المجلس الوطني الاتحادي في جلسة سابقة، أهمية توجيه الخطاب الإعلامي لعرض الجانب الإيجابي للزواج ودوره في الصحة النفسية واستقرار الشباب، وتفعيل دور وسائل الإعلام للتصدي لمروجي الخطاب السلبي من مشاهير التواصل الاجتماعي بشأن الزواج.

وأوضح التقرير أن ممثلي الحكومة أشاروا في التقرير خلال اجتماعات مشتركة مع اللجنة إلى إعداد دراسة بعنوان «الزواج المتأخر» خلال عام 2019، بالتعاون مع جامعة الإمارات، شملت موظفي الجهات الاتحادية والمحلية وأظهرت أن من أهم أسباب تأخر سن الزواج ما يلي:

أسباب اقتصادية تتمثل في ارتفاع مستوى المعيشة، وغلاء الأسعار بشكل عام، وغلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج بشكل خاص، وصعوبة توفر سكن على نحو عاجل للمتزوجين حديثاً، وأسباب اجتماعية تتعلق بالعادات والتقاليد التي تؤدي إلى صعوبة الاختيار في الزواج، كما أوضحت النتائج أن للميول والتوجهات الجديدة بين الشباب أثراً على تأخر سن الزواج سواء تعلق ذلك بالرغبة في تحقيق الذات أو الخوف من تحمل المسؤولية، كما بينت الدراسة أن ثمة العديد من الآثار السلبية لتأخر سن الزواج على الفرد والأسرة والمجتمع.

وأشار التقرير إلى أن اللجنة تقدر أهمية طرح مبادرات عملية تتضمن ثلاثة محاور، وهي: اقتصادية - بهدف تقليل الأعباء المادية المترتبة على الزواج. ثقافية - بهدف توعية الشباب بفوائد الزواج المبكر والإسهام في تكوين شخصيته واستقراره المجتمعي. اجتماعية - بهدف تكوين أسر إماراتية متماسكة والتصدي للتجارب السلبية للزواج.

وأكد أنه تبين للجنة، بناء على مخرجات اجتماعاتها مع الجهات المعنية بالأسرة، الحاجة إلى دراسات متخصصة وأكثر عمقاً بشأن المقبلين على الزواج، والتحديات التي تواجههم، وحاجاتهم، إضافة إلى قدم الدراسات والبحوث التي تتناول الظواهر الاجتماعية، ويعود ذلك إلى الأسباب التالية: قلة المخصصات المالية للمبادرات والبرامج وللبحوث والدراسات، حيث تبين بمراجعة ميزانية الوزارة لعام 2023 أن المخصصات المالية للبحوث والدراسات لا تشكل سوى 0.09% من إجمالي المخصص المالي للهدف الاستراتيجي المتمثل في «إعداد سياسات وخدمة استباقية مبتكرة تستجيب لاحتياجات المجتمع ومتغيرات القطاع الاجتماعي»، حيث بلغ إجمالي المبلغ المرصود للمبادرة 2,898,300 درهم من إجمالي الميزانية المرصودة للهدف الاستراتيجي التي بلغت 6,329,700 درهم، إضافة إلى صعوبة الحصول على بيانات محدثة بشأن المؤشرات والظواهر والمشاكل المتعلقة بالأسرة.

وأوضح التقرير أنه تبين أيضاً للجنة، بناء على مخرجات اجتماعها مع ممثلي الحكومة، قلة الميزانية المخصصة لإعداد برامج التوعية، إذ يصل قيمة مبلغ إعداد برنامج توعوي واحد ينشر على الشاشات التلفزيونية 500 ألف درهم، وقد توافق ممثلو الحكومة في ردهم على اللجنة في وجود إشكالية تتعلق بالحصول على بيانات دورية محدثة لرصد وتحليل المخاطر المجتمعية المحتملة والمتعلقة بالأسرة.

وأكدت اللجنة أن استمرار انخفاض المخصصات المالية لإعداد المبادرات والبرامج والدراسات والبحوث وصعوبة الحصول على بيانات دورية سيحول دون القدرة على إعداد خطط استباقية شاملة ومتكاملة للرصد والتنبؤ بالمخاطر الاجتماعية الحالية والمحتملة على المديين القريب والبعيد، ووضع نظم إنذار مبكر، والتدخل المبكر للتعامل مع أي مشكلات أو ظواهر اجتماعية تمس سلامة الأسرة، ما يتطلب زيادة المخصصات المالية في ميزانية الوزارة الموجهة للبرامج والمبادرات والدراسات والبحوث.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الخليج الزواج المخصصات المالیة على الزواج

إقرأ أيضاً:

“تنمية المجتمع” في دبي تطلق برنامج “الثقافة المالية للأسرة”

 

أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي، بالتعاون مع أكاديمية الاقتصاد الجديد، البرنامج التدريبي، “الثقافة المالية للأسرة ــ دبي.. كيف تستقر أسرتك مالياً”، وذلك ضمن “برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة”، الذي أطلقته حرم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، بهدف دعم تأسيس ونمو الأُسر في دبي بما يسهم في تعزيز استقرارها وترابطها، وترسيخ القيم المجتمعية، وتعزيز جودة حياة الأسر في الإمارة.
ويستهدف البرنامج التدريبي منتسبي برنامج “أعراس دبي”، الذي أطلقته الهيئة في يناير عام 2024، بتوجيهات من سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، بهدف توفير الدعم للمقبلين على الزواج من المواطنين في دبي، وتخفيف الأعباء المالية عنهم، بما يشجّعهم على الزواج، ويسهم في تعزيز الاستقرار الأسري؛ إذ يتميز البرنامج بتغطية تكاليف حفلة الزفاف الرئيسية، وتوفير قاعات الزفاف ومجالس الأحياء بالمجان.
ويتضمن البرنامج مجموعة من المحاضرات والورش، بإشراف نخبة من الخبراء والمتخصصين من الهيئة، وأكاديمية الاقتصاد الجديد، والهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، و”الاتحاد للمعلومات الائتمانية”.
ويهدف البرنامج إلى تمكين المقبلين على الزواج وحديثي الزواج من التخطيط المالي السليم، وإدارة الموارد المالية بفعالية، لضمان استقرارهم المالي على المدى الطويل، إضافة إلى التوعية بأهمية الادخار، وإدارة الميزانية الأسرية، وتفادي الوقوع في الديون، كما يستهدف مساعدة الزوجين في وضع ميزانية فعّالة وإدارة النفقات بطريقة مستدامة وتخصيص الأموال للضروريات.
وأشارت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، إلى أن البرنامج يعكس التزام الهيئة بدعم الاستقرار الأسري والاجتماعي للمواطنين في إمارة دبي وتعزيز جودة حياتهم، ويأتي ضمن جهودها المستمرة في دعم ومساعدة المقبلين على الزواج من خلال تمكينهم من المهارات والمعرفة اللازمة للتخطيط المالي السليم، بما يضمن لهم مستقبلاً مالياً مستقراً ومستداماً.
وأكدت أن البرنامج يُقدَّم بأسلوب متكامل يجمع بين الوعي المالي والنفسي والاجتماعي، انطلاقاً من أهمية هذا الترابط في بناء أسر متماسكة ومجتمعات مستقرة.
وأضافت أن تعزيز الوعي المالي للأسرة لا يُعد مجرد جانب اقتصادي، بل هو خطوة محورية في تعزيز التوازن النفسي والاجتماعي، وهو ما تحرص عليه الهيئة تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ الروابط الأسرية، وبناء بيئة مجتمعية داعمة للنمو والازدهار على الأصعدة المختلفة.
وقالت في تصريح لوكالة انباء الإمارات “وام”، إن البرنامج يركّز على فئة الشباب والمقبلين على الزواج، ويهدف إلى رفع وعيهم بالممارسات المالية السليمة، مشيرة إلى أن الدورات التدريبية ستعقد على مدى الأشهر الستة المقبلة، بمعدل أكثر من 100 مشارك في كل دورة، وأن الدورة الأولى انطلقت بالفعل بمشاركة 100 شاب وشابة.
وبيّنت أن البرنامج يستند إلى دراسات بحثية واجتماعية موسّعة أجرتها الهيئة، كشفت أن الجانب المالي يمثل أحد أبرز التحديات في بداية الحياة الزوجية، إلى جانب المسكن والتعليم، مؤكدة أن تمكين الشباب من أدوات التخطيط المالي يسهم في تأسيس أسر مستقرة ومستدامة.
وأضافت أن الهيئة نظمت منذ بداية عام 2025 وحتى الآن أكثر من 150 حفل زفاف ضمن مبادرة “أعراس دبي”، مقابل 44 حفلًا خلال عام 2024، ما أسهم في رفع نسبة زواج المواطنين من المواطنات بنسبة 12%، مشيرة إلى أن هذه المؤشرات تعكس الأثر الإيجابي المباشر للمبادرات على دعم تكوين الأسر الإماراتية ورفع معدلات الخصوبة.
من جانبها قالت الدكتورة ليلى فريدون، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الاقتصاد الجديد، إن الأكاديمية تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تمكين المستهدفين وتعزيز ثقافتهم المالية لاستيعاب التطورات المتسارعة في مجال الاقتصاد وإدارة الموارد المالية بذكاء وبناء مستقبل مالي مستدام، بما ينعكس إيجاباً على استقرار أسرهم ويسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهاراً.
وأكد سعادة مروان لطفي، المدير العام لـ”الاتحاد للمعلومات الائتمانية”، في تصريح لـ”وام”، أن الاتحاد أصدر منذ تأسيسه أكثر من 95 مليون تقرير ائتماني، منها أكثر من 14 مليون تقرير خلال عام 2024، مشيرًا إلى أن السجل الائتماني يشمل التزامات الأفراد المالية كافة، ويُعد أداة رئيسية لبناء أسر مستقرة ماليًا، لافتًا إلى أن الاتحاد يعمل على إطلاق تطبيق ذكي نهاية العام الجاري، يوفر إرشادًا فوريًا حول تقييم الجدارة الائتمانية، بما يدعم تعزيز الثقافة المالية من داخل الأسرة.
بدوره، قال سعاده فراس عبد الكريم الرمحي، المدير العام للهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، إن مبادرة “أعراس دبي”، تُعد ركيزة أساسية ضمن برنامج متكامل يهدف إلى دعم الشباب المقبلين على الزواج والتخفيف من الأعباء المالية عنهم.
وأشار إلى أن هذه المبادرة، تنسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتنمية المجتمع وتعزيز أدوار الجهات المعنية في التنفيذ.
ويوفر البرنامج إستراتيجيات متقدمة لإدارة الديون، وتشجيع الادخار لتحقيق الأهداف الرئيسية في الحياة مثل امتلاك منزل، وتربية الأطفال، والاستعداد للتقاعد، إضافة إلى تزويد الأزواج بمهارات التواصل البنّاء لمعالجة أي خلافات مالية.
ويشمل البرنامج أيضاً تعلم إستراتيجيات الاستثمار الذكي وبناء الثروة، وفهم خيارات الادخار التقاعدي المختلفة، كما يتدرب المشاركون على كيفية التعامل مع التحديات المالية مثل فقدان الوظيفة أو الطوارئ الطبية، وتحقيق التوازن المالي في الأوقات الصعبة.وام


مقالات مشابهة

  • الأولمبية تحذر من الشائعات وتؤكد على التنسيق التام مع وزارة الشباب بشأن تعديلات قانون الرياضة
  • عبدالقيوم: حرب «الزبادي» أعادت إلينا الوعي بقوتنا.. و3 أسباب وراء نجاحها
  • شنيب: عزوف النساء عن الترشح يثير القلق.. ونُطلق مبادرة لدعم المرشحات
  • انتهاء صياغة مشروع التوصيات بشأن «اقتصادية الشارقة»
  • إطلاق برنامج تدريبي لتعزيز الثقافة المالية للأسرة
  • “تنمية المجتمع” في دبي تطلق برنامج “الثقافة المالية للأسرة”
  • تعرف على آخر رسالة كتبها البابا فرنسيس حول الزواج قبل وفاته
  • توصيات هامة لـ "رياضة النواب" بشأن برنامج عمل الحكومة في الربع الأول من 2024/2025
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • 25 توصية.. تفاصيل تقرير رياضة النواب عن برنامج عمل الحكومة