لا يزال الوسط القبرصي يشهدُ ردود أفعال متتالية عقب تهديد الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله باستهداف أهداف قبرصية في حال ساهمت بأي حرب على لبنان. وفي وقت نفى المتحدث باسم الحكومة القبرصة هذه الإتهامات، مؤكدًا أن لا أساس لأي ادعاء عن تورط قبرص عبر بنيتها التحتية في حال أي مواجهة تتعلق بلبنان، أصدرت المبادرة الشيوعية القبرصية بيانًا دعت من خلاله الحكومة إلى إنهاء التعاون مع إسرائيل والتوقف عن تسهيل قيادة نتنياهو حرب غزة.
وجاء في البيان:" إن تصريح السيد حسن نصرالله، ليس بلا أساس للأسف، ولا ينبع من أي تعصب. بل على العكس من ذلك، فهو نتيجة للموقف الذي اتخذته الحكومة القبرصية باستمرار، والذي وقف إلى جانب إسرائيل بلا تحفظ وبكل الوسائل، منذ اليوم الأول للحرب. حكومة خريستودوليديس (وكذلك الحكومات السابقة) متواطئة في الجريمة وتشارك في المذبحة والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة". أضاف البيان:" حقيقة أن
القواعد البريطانية هي موجّهة ضد شعب فلسطين واليمن وجميع الشعوب التي يستهدفها حلف شمال الأطلسي القاتل أمر يعرفه الجميع. فضلا عن تقديم التسهيلات من قبل الدولة القبرصية لإسرائيل، مع استخدام المطارات والموانئ، بالاضافة إلى التدريبات العسكرية للجيش الإسرائيلي على الأراضي القبرصية.. كل هذا معروف ولم ينتظر أحد تصريحات أمين عام حزب الله ليعرف ما يحدث". وأضافت المبادرة الشيوعية:" لقد قمنا بتنظيم مظاهرات في القواعد البريطانية والمفوضية العليا للمملكة المتحدة، وكان الشعار المركزي هو: القواعد وحلف شمال الأطلسي، خارج قبرص".
ودعت الطبقة العاملة في قبرص، والشرائح الشعبية، وكذلك كل شخص تقدمي، إلى توحيد الجهود، للتقدم إلى الأمام وتنظيم نضال الشعب ضد الإمبريالية والحروب غير العادلة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ "رياحاً جديدة تهبُّ في لبنان"، مشيرة إلى أنَّ "رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام نجحا في إظهار قوتهما تجاه حزب الله خلال فترةٍ قصيرة"، وسألت: "أمام ما يجري، هل ستعرف إسرائيل كيفية استغلال هذا التغيير لصالحها؟". ويقولُ
التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه "جرى تشييع أمين عام حزب الله السابق السيد حسن
نصرالله في الأسبوع الذي نالت فيه حكومة سلام الثقة من المجلس النيابي"، وأردف: "لقد ودعنا نصرالله يوم الأحد إلى الأبد، وفي الوقت الذي كان يصنع فيه الرؤساء ويُقرر من سيتولى الحكومة أو من سيجلس في القصر الرئاسي، لم يكن بإمكان سلام أن يصل إلى ما هو عليه اليوم". وتابع: "جنازة نصرالله كانت الأكبر في تاريخ
لبنان حيث تجمع مئات الآلاف لوداع أمين عام حزب الله الذي لم يكُن عدو إسرائيل اللدود فحسب، بل كان أيضاً الزعيم الذي أسس طائفتهُ من الرّماد. بفضل نصرالله إلى حد كبير، بات الشيعة في لبنان يتمتعون بحقوقٍ مُتساوية وفي بعض الأحيان بامتيازات. لقد أعطاهم سبل العيش وأرسى لهم حلولاً لمشاكلهم، علماً أن هناك آخرين سبقوه ضمن الطائفة لكنه تمت إزاحتهم باكراً أو هو تفوق عليهم جميعاً". ويلفت التقرير إلى أنَّ "اغتيال نصرالله قبل 5 أشهر كانت بمثابة ذروة أحداث أيلول الأسود بالنسبة لحزب الله"، وأردف: "قبل 10 أيام من ذلك، بدأت عملية تفجير أجهزة البيجر، وبعد أسبوع واحد قتلت القوات الإسرائيلية هاشم صفي الدين خليفة نصرالله". وأضاف: "إلى جانب نواف سلام، تولى الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عوان منصبه مؤخراً. يحظى قائد الجيش السابق بدعم السعوديين والأميركيين، كما يتمتع بحب أغلب السنّة والمسيحيين في وطنه. ورغم أنه يتقاسم القيادة مع حكومة سلام، فإن عون، مثل أحمد الشرع في سوريا، ورث واقعاً صعباً، فقد أصبح لبنان بعد الحرب بلداً مفككاً حزيناً يائساً". وتزعم الصحيفة أنّه في عشية تشييع نصرالله، قرّر الإيرانيون إيفاد وزير خارجيتهم عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف إلى لبنان للمشاركة في الوداع، وأضافت: "عند وصولهما إلى بيروت، طلب الرجلان الإيرانيان أن يستقبلهما رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهذا ما حصل. لكن عندما غادرا، نشر مكتب رئيس الجمهورية مجموعة من الرسائل القاسية التي وجهها للإيرانيين داخل غرفة الإجتماع، ومن بين ما قاله إن لبنان سئم الحروب التي يشنها الآخرون على أراضيه، كما قال لهم إنه لا يجوز للدول التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". ويضيف التقرير: "بعد ذلك بيومين، تحدث سلام لأول مرة أمام مجلس النواب خلال جلسة نيل الحكومة ثقة البرلمان، فقال إننا نريد بلداً يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط، بلداً لا تديره عقلية عدوانية بل عقلية دفاعية، بلداً يحمي شعبه وإذا اضطر إلى خوض حرب، فسوف يتم ذلك وفقاً للدستور". واعتبر التقرير أن "عون وسلام وجها لكمة لحزب الله وإيران، فأعربا عن سخطهما من الإيرانيين، وقالا لحزب الله إنَّ زمن جر البلاد إلى الحرب خدمةً للآخرين قد ولّى وانتهى". وتابع: "لا شك أن مثل هذه الكلمات تتطلب أفعالاً، لكن الإدارة الجديدة في بيروت أظهرت بالفعل تصميمها على ذلك. لم يُسمح للطائرات الإيرانية بالهبوط في بيروت خلال الأسابيع الأخيرة إذا وردت معلومات عن أنها تحمل أموالاً أو ذخيرة سراً إلى حزب الله. ولا بد من الافتراض أن تل ابيب تدرك الواقع الجديد في لبنان، وأن القيادة السياسية في إسرائيل تدرك أن تغييراً غير مسبوق حدث في بيروت. السؤال هو كيف ترى إسرائيل هذا التغيير، هل في الساحة العسكرية فقط أم في الساحة السياسية أيضاً؟". في غضون ذلك، يقول التقرير إنَّ التنافس سيكونُ قائماً بين لبنان وسوريا وغزة على أموال إعادة الإعمار في الأعوام المُقبلة، وهي بحاجة إلى مليارات الدولارات، وأضاف: "إنَّ إعادة التأهيل المطلوبة لا تقتصر على الجانب المادي فقط، بل يجب بناء قطاعي الاقتصاد والتوظيف في هذه البلدان، وبناء أنظمة الحكم، وتشكيل واقع سياسي جديد". وأردف: "لقد تعرض ملايين المدنيين الأبرياء للقصف والتهجير، وشاهدوا أقاربهم ومعارفهم يقتلون أمام أعينهم. من الممكن أن يأتي الجزء الأكبر من التمويل اللازم لمشاريع إعادة التأهيل من دول الخليج والبقية من الغرب. كذلك، سيتم دعوة المستثمرين من القطاع الخاص إلى التبرع بأموالهم، كما ستفعل البلدان أيضاً". وختم: "إنَّ الرأسماليين ليسوا في عجلة من أمرهم لفتح محافظهم، ولذلك لا يخدع أحد نفسه بأن المليارات سوف تتدفق بسهولة. ولكن إذا جاء الاستقرار، سيأتي المستثمرون معه". المصدر: ترجمة "لبنان 24"