3 محاور مستهدفة تعزز ريادة قطاع البحوث

 

اقبل نفسك كما هى، وتعلم أنك لست مثاليا، وأن الأخطاء جزء من شخصيتك، لكن المهم أن تستفيد من الدرس، وقتها ستكون قادرا على تحقيق المستحيل.. عندما تتحمل معاناة الرحلة تتنقل من أفق العادى والمألوف إلى أفق التفكير والتحليل والتأمل.. ربما تتعثر، لكن هذا لا يعنى أنك خرجت من الصورة، استمر، وثابر، لا تتخلَّ عما تريد، فالذى لديه أحلام كبيرة، هو أقوى من الذى لديه الحقائق.

. اعلم أن الذى يحمل تفكيرا إيجابيا يجعل من رحلته ومسيرته أكثر سهولة.. وكذلك محدثى دائم الاجتهاد من أجل الوصول لأفكار جديدة، ورؤية تمنحه التميز.

يتعثر الكثيرون فى مسيرتهم لا لضعف القدرة، ولا حتى لنقص الشجاعة، وإنما لأنهم لم يوجهوا طاقاتهم نحو هدف محدد.. عندما لا تتعرف على قيمة ذاتك أو هدفك الذى تريد الوصول إليه، لا تستطيع حينها تحقيق أى نجاح، وعلى هذا رسم محدثى طريقه وأهدافه ليصل إلى القمة ويسعى للحفاظ عليها.

هانى عامر الرئيس المشارك بقطاع البحوث بشركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية.. يمكنه الذهاب إلى أبعد مما يتخيله أحد، يتذكر ما يؤمن به ويعمل على تحقيقه، تركيزه يمده بالطاقة، يسعى دائما لتحقيق رسالته، التخطيط أسلوبه، والبساطة فلسفته، يحمل الشكر والعرفان لكل من ساهم فى صناعته.. والداه وزوجته.

وسط مساحة عشبية مزروعة بمختلف أنواع النباتات من الأزهار والأشجار منسقة الشكل، يقع مبنى عملاق من عدة طوابق.. بالطابق العلوى يبدو كل شىء بسيطا، عند المدخل الرئيسى تبدو الألوان البيضاء، الممتزجة باللون الذهبى تعكس هدوءا وطاقة إيجابية، لوحات طبيعية، وصور تحمل شجرة العائلة، ديكورات اتسمت بالخطوط الرئيسية، لتستكمل الصورة الجمالية، مجموعة فازات، حفرت على جدارها بعض الرسومات التراثية، وبعض الزهور الجميلة الموزعة فى الاركان، الأثاث ذات لون خاص، الهدوء يمنح المكان طاقة إيجابية.

على بعد أمتار وعلى شمال المدخل الرئيسى تبدو غرفة مكتبه زاخرة بالكتب والملفات المتنوعة، منها ما يتعلق بمجال عمله فى إدارة البحوث، ومنها ما يرتبط بمجالات أخرى، سطح مكتبه أكثر تنظيما، قصاصات ورقية يرصد فى صفحاتها تقييما لأدائه اليومى، أجندة ذكريات يدون فى سطورها محطات مهمة فى رحلته الطويلة بدأ مقدمته بقوله «الإرادة الصادقة تشبه قوة خفية، تدفعه إلى الأمام على طرق النجاح.. فكن كذلك».

بمنطق «دون العمل الشاق لا ينمو أى شىء» يسير الرجل، يفتش ويبحث عن كل ما هو جديد، يستند إلى الأرقام فى تحليلاته، دقيق، ذو رؤية واضحة، وصريحة، لا يعتمد على المجاملات، يتحدث عن المشهد الاقتصادى بدقة، يقول إن «الاقتصاد الوطنى تعرض لمؤثرات ومتغيرات خارجية سلبية، حالت دون استمرار مسيرة الإصلاح الذى بدأ منذ نوفمبر 2016، مع تحرير سعر الصرف، وما تبعه من إصلاحات هيكلية، ولكن هذه المتغيرات تسببت فى تأخير خطط الحكومة لاستكمال الإصلاحات، وتحقيق أهدافها، ومحاولة تعزيز مصادرها الدولارية التى تأثرت بسبب ارتفاع الفاتورة الاستيرادية، فى ظل تحديات داخلية كان لها الأثر الأكبر، سواء فى زيادة الكثافة السكانية، أو نتيجة شح الدولار، ومعاناة جميع القطاعات المتنوعة، حاولت الحكومة تغيير فلسفتها بالاعتماد على الاستراتيجية القائمة على التصدير، والتصنيع والإنتاج، وهو ما تعول عليه الآمال.

- بهدوء واستنادا للحقائق يقول إن «الحكومة تسعى جاهدة إلى تجنب الأخطاء، وأيضاً تجنب تكرار الأزمات السابقة التى أثرت على الاقتصاد، لذلك لا بد من استيعاب دروس الماضى مع تطوير الخطط الخاصة، بما يسهم فى عودة المصانع للعمل، مع التوسع فى إنشاء هذه المصانع للحد من الفاتورة الاستهلاكية، وتوفير احتياجات السوق من الموارد الدولارية، خاصة مع تعديلات وزارية، من شأنها تحديد خطط أكثر احترافية وجدية، يسير بها العمل وفقا لنظام مؤسسى لا يتغير بتغير الوزراء».

التجارب المتعددة والمحطات التى مر بها أصقلت من خبراته، يتبين ذلك فى حديثه عن عملية رفع أسعار الفائدة بالبنك المركزى بعد الحرب الروسية الأوكرانية، فى ظل انتهاج البنوك المركزية للاقتصاديات الدول، بحسب قوله، حيث إن معدلات أسعار الفائدة قبل الحرب الروسية كانت فى مستوياتها الطبيعية، لكن بسبب ارتفاع معدلات التضخم، دفعت الحكومة إلى رفع أسعار الفائدة، فى محاولة لدعم القطاع العائلى، ومواجهة شح الدولار، عبر جذب الاستثمارات الأجنبية فى أذون الخزانة والسندات، مع أيضاً العمل على تحقيق سعر صرف مرن.

فى جعبة الرجل الكثير من حكايات حول ملف معدلات أسعار الفائدة، ومدى إمكانيات اتجاه الحكومة إلى انتهاج سياسة توسعية فى ظل تراجع معدلات التضخم، وانخفاض أسعار بعض السلع، قد يدفع البنك المركزى أيضاً إلى خفض أسعار الفائدة مع بداية عام 2025، حتى يستطيع الاقتصاد امتصاص الأزمات والمشاكل فى ندرة الدولار.

الاعتماد على الأرقام من السمات التى تميزه، لكون خبراته الطويلة فى هذا المجال، وما يحمل من مسيرة فى ذلك، تجده حينما يتحدث عن الأموال الساخنة، أكثر دقة فيما يقول إنه يمكن الاستفادة من هذه الأموال فى مشروعات قصيرة الأجل، وليس مشروعات تجنى ثمارها بعد سنوات طويلة، بالإضافة إلى قدرة هذه الأموال على التسييل وضخها فى استثمارات أجنبية مباشرة، تحقق إفادة للاقتصاد.

الأهداف التى لا تدونها على الورق هى مجرد أمنيات، لذلك تجد محدثى أكثر قدرة على التخطيط لتحقيق مستهدفاته، يتبين ذلك فى حديثه عن القطاعات المستفيدة من تحرير سعر الصرف، تتصدرها القطاعات التصديرية، وكذلك القطاعات التى كانت فى حاجة إلى خامات، وواجهت مشاكل فى توفير الدولار لتدبير متطلباتهم من العملة الصعبة، لكن بعد عملية تحرير سعر الصرف استقرت الأمور فى سعر الصرف وباتت قوى العرض والطلب هى المتحكم فى حركته.

- بهدوء وثقة يجيبنى قائلا إن «وتيرة الاقتراض الخارجى تراجعت، مع المزيد من التراجعات للاتجاه فى الفترة القادمة إلى التصنيع والإنتاج، بالإضافة إلى التصدير، وخطة الدولة فى رفع معدلات التصدير، مع أيضاً تعزيز دور القطاع الخاص، وكلها أمور تسهم فى الحد من الاقتراض».

يركز دائما على التفاصيل حتى يستطيع الوصول إلى نتائج دقيقة، يتبين ذلك فى حديثه عن ملف السياسة المالية، ومحاولة تحقيق التوازن بين المصروفات، والإيرادات، مع ترشيد النفقات التى تحمل الحكومة أعباء دون الاستفادة منها، بالإضافة أيضاً إلى أن العمل على تخفيف الأعباء الضريبية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات، بما يسهم فى تعظيم الإيرادات من خلال خفض هذه الأعباء، بالإضافة أيضاً إلى العمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى الاقتصاد الرسمى، مع تقديم محفزات للعاملين فى هذا القطاع، حتى يتمكن من الوصول إلى النسبة الأكبر من هذا القطاع.

أول الخيط للطريق الصحيح، لاستقطاب استثمارات أجنبية دراسة التجارب السابق، وكذلك فى فلسفة الرجل أنه على الدولة الدعم المستمر للقطاع الخاص سواء الأجنبى أو المحلى، وتحقيق المنافسة العادلة فى السوق، بين الحكومة والقطاع الخاص، مع تراجع دور الدولة سيسهم بصورة كبيرة فى استقطاب استثمارات بقيم كبيرة، تحقق نسب نمو تتلاءم مع الاقتصاد الوطنى، مع تقديم المزيد من المحفزات، مع تحديد خريطة استثمارية واضحة للسلع والمنتجات غير المتوافرة، مع أيضاً تخارج الحكومة لمصلحة القطاع الخاص، وهو ما يزيد نسبته فى المساهمة فى النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى العمل على التوسع فى المناطق الاقتصادية الحرة ذات القوانين الخاصة التى من شأنها استقطاب شرائح جديدة من المستثمرين.

- بدا على ملامحه تركيز شديد قبل أن يجيبنى قائلاً إن «الذى يتحكم فى هذا الملف يتمثل فى قدرة المستثمرين الأجانب على التخارج بأموالهم، إذ أإنها من الأمور المهمة التى تسهم فى نجاح الطروحات، مع التركيز على اكتتابات قوية، تعمل على تعويض السوق من الشركات التى شهدت تخارجا بسبب الاستحواذات وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام البورصة».

يأتى النجاح من الفضول والتركيز والمثابرة وهو ما يحظى به الرجل يتحدث عن نتائج الأعمال المحققة من الشركات العاملة والكبيرة، رغم أن أسهم هذه الشركات لا تزال يتم تداولها بأسعار متدنية، بالإضافة إلى أن الشركات تضم أصولا مالية قوية.

التفكير بأسلوب جديد ضرورى، وذلك إذا كان مرتبطا بعمل إبداعى، مثلما تنتهج إدارة البحوث بالشركة، حيث تستهدف 3 محاور لتعزيز دور الإدارة منها توسيع زيادة التغطية، والوصول إلى تغطية نحو 100 سهم، بالإضافة إلى تقديم خدمة مميزة للعملاء بصورة سريعة، وكذلك العمل على تغطية المنتجات الجديدة، ومنها أسهم المؤشر الإسلامى.

مسيرته تحمل المثابرة، والرضا، لذلك كان نجاحه فى كل الأماكن التى عمل بها، إرادتك ورغبتك القوية، ستجد دائماً طريقا لحل المشاكل وهو سر نجاحه، تجده أكثر حرصا على ممارسة الرياضة، وعاشقا للسباحة بما تحققه من هدوء وراحة بال، محبا للألوان التى تدعو للتفاؤل، يحث أولاده على الاجتهاد وبذل المجهود.. لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالبحوث مع مجلس الإدارة إلى تعزيز ريادتها.. فهل يستطيع ذلك؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سحرها الأوراق المالية

إقرأ أيضاً:

بيروت من “باريس الشرق” إلى ساحة الخراب وحزب الله .. فيديو

خاص

في الستينيات والسبعينيات، عُرفت العاصمة اللبنانية بيروت بـ”باريس الشرق الأوسط”، بسبب طبعها العالمي، إذ كانت المدينة مركزًا للإبداع الفني والتنوع الثقافي .

وتميزت بيروت بحياة اجتماعية نابضة ومشاهد ثقافية غنية، شوارع مثل “الحمرا” التي كانت تعج بالمقاهي، المسارح، ودور السينما والأوبرا، كما توافد إليها الأدباء والمثقفين ونجوم هوليوود مثل ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور.

وكانت “باريس الشرق” تعد أحد المراكز المالية المهمة في المنطقة وذلك خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؛ بفضل موقعها الاستراتيجي، مما جعلها مقصدًا للاستثمارات والمشاريع التجارية الدولية .

وعلى الرغم من هذه الصورة المثالية لبيروت، إلا أنها حملت العديد من التناقضات والتوترات السياسية انتهت باندلاع الحرب الأهلية عام 1975، التي دمرت الكثير من معالم المدينة وجعلتها مقسمة بين خطوط طائفية وعسكرية، مما أدى إلى انهيار بنيتها الاجتماعية والثقافية تدريجيًا.

بعد الحرب الأهلية، برز حزب الله كقوة سياسية وعسكرية في لبنان، إذ تأسس الحزب في الثمانينيات لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لكنه توسع ليصبح لاعبًا رئيسيًا في السياسة اللبنانية.

والانفجار الذي شهده مرفأ بيروت عام 2020 أدى إلى تصعيد الانتقادات الموجهة للحزب بسبب دوره في السياسة اللبنانية، وسط اتهامات بأنه يعوق الإصلاحات ويستغل نفوذه لمصالح إقليمية، بسبب هيمنته على مؤسسات الدولة واستغلاله للنفوذ السياسي والعسكري، بالإضافة إلى تزايد النفوذ الإيراني والانقسامات الطائفية، بالإضافة إلى الفساد الحكومي مما جعل بيروت تتأرجح بين محاولات الإصلاح والصراعات المستمرة على النفوذ الداخلي والخارجي.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/11/WhatsApp-Video-2024-11-21-at-5.14.40-PM.mp4

مقالات مشابهة

  • بيروت من “باريس الشرق” إلى ساحة الخراب وحزب الله .. فيديو
  • رسالة طمأنينة
  • رينارد يفقد يمينه.. هل يتأثر الأخضر؟
  • "الطفولة والأمومة" يطلق فعاليات معسكر آفاق جديدة  للناشئين
  • النفط يرتفع والدولار يصعد والذهب يفقد مكاسبه.. ما الأسباب؟
  • «سياحة النواب»: تطوير منطقة الأهرامات من المشروعات الكبرى لتحسين الاقتصاد
  • محافظ الشرقية: دعم البورصة للشركات الصغيرة والمتوسطة يعزز الاقتصاد المحلي
  • النائب حسن عمار: قمة العشرين نافذة قوية لاستعراض فرص مصر الاستثمارية
  • عضو بـ«النواب»: قمة العشرين نافذة قوية لاستعراض فرص مصر الاستثمارية
  • مشاركة قوية لمجموعة بيك الباتروس للفنادق فى بورصة لندن السياحية