بالصور: كارينثيا.. جنّة السياحة النمساوية بأكثر من 200 بحيرة وتاريخ ضارب في القدم

 

 

◄ تاريخ مدينة كلاغنفورت يعود إلى 800 عام.. والأسواق الشعبية تعكس الثراء الحضاري

◄ منتجع "سيبارك ورثيرسي" يتميز بحديقته الجميلة ومواقع الاسترخاء والاستجمام في الهواء الطلق

◄ برج المشاهدة المعاد بناؤه على قمة بيراميدنكوجيل يعد أعلى بناء خشبي في العالم

◄ فندق  شلوس فيلدين يتميز بموقعه الفريد أمام البحيرة والمراسي

◄ قلعة لاندسكرون شاهدة على أحداث القرون الوسطى

 

 

كارينثيا (النمسا)- مدرين المكتومية

 

بدعوة كريمة من هيئة السياحة النمساوية، زارت "الرؤية" أحد أبرز المواقع السياحية في النمسا، إنها دوقية كارينثيا التي تقع في جنوب النمسا، وشمال جمهورية سلوفينيا.

وتعد كارينثيا إحدى أهم المُقاطعات الجميلة التي تحوي أكثر من 200 بحيرة والتي يطلق عليها جنَّة السياحة النمساوية؛ حيث تضم البحيرات الرائعة والتباين الطبيعي.

وكانت وجهتنا بالتحديد في كارينثيا مدينة "كلاغنفورت"؛ وهي إحدى المدن النمساوية وهي عاصمة ولاية كيرنتن؛ حيث تقع على مساحة 120 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها 92404 نسمات، وتقعُ في الجانب الشرقي من بحيرة ورثير سي.

فندق ساندويرث

حطت رحالنا في فندق ساندويرث، بوسط المدينة؛ حيث يمكنك أن تعيش خلاله أيضا تجربة السكن في أحد القصور القديمة، فالفندق يتضمن مبنى قديمًا تأتي إليه العائلات الكبيرة للسكن فيه، فهو يعطي خصوصية الشعور بأنك في منزلك ولكن بخدمات فندقية مميزة، تدخل في هذا القسم الأشبه بالقصور الفكتورية القديمة وكأنك تعيش في أحد القصور القديمة، وهذا التباين بين القديم والمعاصر يعطي الشخص شعورا بأنه يتعايش مع مختلف العصور وتحت سقف واحد، كما يتميز الفندق بعدد من الكافيهات والمطاعم حيث يقدم مقهى ساندويرث الوجبات الخفيفة وأطباق الغذاء والمعجنات محلية الصنع ومجموعة كبيرة متنوعة من المشروبات، كما يضم مكتبة وصالة مقهى ومنطقة جلوس خارجية من فصل الربيع وحتى فصل الخريف.

تلا ذلك جولة مُصغّرة في هذه المدينة الجميلة، استطعنا من خلالها التعرف على تاريخ المدينة الذي يعود إلى 800 عام، وأثناء هذه النُزهة، تعرفنا على طبيعة السكان المحليين، وأهم ما يميز المدينة من معالم؛ حيث تضم مرافق للتسوق تتنوع بين محلات البقالة الصغيرة والمتاجر العالمية الشهيرة، إضافة إلى محلات الشوكولاته التي يُبدع صناعها في تشكيلاتها ومذاقها المختلف.

مطعم "Dolce Vita"

مسك ختام زيارة المدينة، كان بتناول وجبة العشاء في المطعم الشهير "Dolce Vita" وهو أحد أهم المطاعم التي تُقدِّم وجبات مُعدة خصيصًا على الطريقة النمساوية، ويعتمد في مجمله على الوجبات البحرية المختلفة وبنكهات متنوعة، كما إن موقع المطعم يجعله محببًا للجميع، خاصة وأن صاحب المطعم هو الشيف وهو أيضًا المشرف بشكل كامل على تفاصيل تقديم الوجبات للزبائن.

وفي اليوم التالي، انطلقت رحلتنا عبر حافلة كلاسيكية قديمة، تشبه العربة الكبيرة ووجهتنا كانت "Minimundus"، وهو أحد العوالم المُصغَّرة في بحيرة "ورثير سي"، الذي تم تصميمها على شكل معالم مصغرة للعالم في مكان واحد، ويمكن للعائلات الاستمتاع بها، وهو مكان للاستكشاف والاستمتاع وقضاء الوقت والتعلم والاستمتاع مع نماذج من كل قارة؛ حيث يغطي أكثر من 26000 متر مربع من الحدائق.

منتجع سيبارك ورثيرسي

من ثم انتقلنا لتعرف على أحد الفنادق الأخرى الذي أيضاً يضم مجموعة من الأجنحة الخاصة بالعائلات والكثير من المزايا المختلفة والذي يطلق عليه "منتجع سيبارك ورثيرسي" الذي يحتوي على 142 غرفة، ويتميز بحديقته الجميلة التي تعد أحد أهم أماكن الاسترخاء والاستجمام في الهواء الطلق، كما يمكن للنزلاء ممن يحبون اكتشاف المناطق المحيطة بالدراجة حيث يوفر درجات هوائية يمكن للنزلاء استعارتها والتجول بها.

واصلنا رحلتنا نحو منطقة "ماريا وورث" ولكن هذه المرة عبر إحدى السفن الكبيرة لتنقلنا لتناول وجبة الغداء؛ حيث استمتعنا أثناء الرحلة بمناظر الطبيعة التي تشعرك للحظة بالاسترخاء والرغبة في النوم من شدة الشعور بالراحة، وأثناء الرحلة تستمتع بتناول المشروبات المختلفة والنظر نحو الجبال الخضراء وإنعكاسها على البحيرة الكرستالية، إنه مشهد سينمائي بحت وجميل حتى نصل لوجهتنا لمطعم "لينده" الذي يقدم أشهى المأكولات والأطعمة وبأذواق مختلفة.

برج المشاهدة

واصلنا رحلتنا نحو برج المشاهدة المعاد بناؤه على قمة بيراميدنكوجيل، على ارتفاع 851 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ ارتفاعه 100 متر، وهو أعلى برج خشبي للمشاهدة في العالم، وعندما تقف في القمة تشاهد البحيرات والغابات والمدينة بأكملها بشكل رهيب وبمنظر خيالي رائع، حيث يتكون البناء من 16 دعامة ضخمة من خشب الصنوبر، و80 دعامة فولاذية قطرية،  ويبلغ ارتفاع الهيكل الفعلي 67 مترا، ويوجد في الطابق الأرضي من مبنى البرج الرئيسي مطعم يقدم الأطباق الوطنية والعالمية ومكتب لبيع التذاكر ومتجر للهدايا التذكارية، كما يوجد في المنطقة الخارجية ملعب واسع للترفيه عن الصغار يحتوي على إطار تسلق كبير مع منزلق، بالإضافة إلى بعض الأراجيح وتلة يتم فيها إخفاء نظام الأنفاق، كما يوجد في نهاية الشرفة مسرح للأطفال الصغار جدًا.

فيلدن جنة الذواقة

ثم انتقلنا لمنطقة "فيلدن" في بحيرة وورثريسي للتعرف على أحد أهم الفنادق التي تتميز بها المنطقة والتي يرتادها أيضا كبار الشخصيات وأغنياء العالم وهو فندق "شلوس فيلدين"؛ حيث يتميز بموقعه الفريد أمام البحيرة والمراسي، يمكن للنزلاء الاستمتاع أيضاً بارتياد اليخوت البحرية التابعة للفندق كجزء من الخدمات، يتميز بإطلالته الساحرة التي تشكل أمامك مشاهد من اللوحات الفنية، كما أننا استمتعنا بتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم المطلة على البحيرة، والتي تجعلك تستمتع بكل إيقاع الحياة الذي تراه أمامك، والأطباق التي قدمها المطعم كانت متنوعة وذات نكهات مختلفة عن المطاعم الأخرى، والملفت في الأمر حقاً أنَّ النمسا بلد يمكنك الاستمتاع بالأطباق التي تقدمها مختلف المدن فيه.

متحف الأسلحة

من ثم ذهبنا لزيارة أحد أهم المتاحف الخاصة بتصنيع الأسلحة التي كانت تستخدم آنذاك لصيد الحيوانات باختلافها، والذي يقع في منطقة " فرلاش" حيث استمتعنا بتجربة تقاليد صانعي الأسلحة الخاصة بالحيوانات، وتطورها مع الوقت، كما يعرض المتحف العديد من الجوائز للحيوانات المحلية والأجنبية من مجموعات هورتن والدكتور هيلموث رايشيل.

انتقلنا بعد ذلك لزيارة بحيرة "Ossiach"؛ وهي بحيرة خافتة تتميز بفترات اختلاط في الربيع وأواخر الخريف، وتناولنا وجبة الغداء في اليوم الثالث أحد الأماكن المخصصة أيضًا لرياضة الجولف ومختلف الرياضات، حيث استمتعنا بالمناظر الخلابة مع تناول الوجبة التي تتميز بها ألمانيا وهي طبق من الدجاج بطريقة طبخ مُعينة.

ثم قمنا بزيارة "قلعة لاندسكرون" وهي قلعة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى شمال شرق فيلاخ في ولاية كارينثيا، ويعود تاريخها إلى أوائل القرن الرابع عشر، وتقع أطلال القلعة على مخروط صخري في سلسلة جبال أوسياتش تاورن، على ارتفاع 658 مترًا (2159 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر، وتعد قلعة لاندسكرون اليوم مركزًا للصقور والطيور؛ حيث حظينا بحضور عرض للطيور في ساحات تلك القلعه بالاضافة الى رؤية انواع مختلفه من الطيور.

وكانت محطتنا الأخيرة في منتجع "وارمباد فيلاتش الصحي والسبا" الذي يعد لأكثر من 220 عامًا من التاريخ كوجهة صحية وسياحية حصرية. وفي بداية عام 2019، تم وضع إدارة الشركة العائلية في أيدي جديدة، حيث تم تكليف كارينا وينكلر، التي تمثل الجيل الثامن، بإدارة الشركة مع ماج هانيس براندستاتر، ماجستير في إدارة الأعمال وناديا شراغل، الرئيس التنفيذي معًا لقيادة الشركة.

الطب والسياحة

ويعد المنتجع أحد أهم المنتجعات التي تجمع بين الطب والسياحة وهو ما يُمثل جوهر العلامة التجارية للفنادق، والتي تجذب مجموعة واسعة من شرائح الضيوف من العائلات والباحثين عن المتعة المميزين المشاركين في مؤتمرات الأعمال والسياح الصحيين؛ حيث يضم المنتجع مبنى خاصاً بنزلاء الفندق، وآخر للنزلاء مع عائلاتهم وأطفالهم، ومبنى آخر خاص بالعلاج والباحثين عن أماكن علاجية، حيث تتنوع الخدمات في المنتجع من حيث المسابح الواسعة والمتعددة وذات الطوابع المختلفة؛ حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بمسابح حرارية داخلية وخارجية (مدفأة طوال العام) وغرف ساونا ومناطق للاسترخاء، وحديقة كبيرة للحمامات الشمسية في أحد المنتزهات الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، فإن علاجات الجسم والتجميل الحصرية في سبا تجعل الضيوف يشعرون بالتدليل التام، حيث يتم استخدام العديد من العلاجات.

مساءات المنتجع

وفي وقت متأخر من المساء استمتعنا بالمأكولات الشهية الإبداعية، التي تتوافر معها أيضا قوائم خفيفة تم إعدادها من قبل موظفي المطبخ تحت إشراف يورغن بيرلينجر، رئيس الطهاة بالفندق الحائز على جوائز، وقد حصل هذا الفندق ذو الـ 5 نجوم على جائزة Gault&Millau عدة مرات لأطباقه المميزة، وهو مكان شهير لحفلات الزفاف والاحتفالات بجميع أنواعها، ويُبهج ضيوفه ويفاجئهم بإبداعات موسمية مبتكرة من المطبخ (عند الطلب، يمكننا تقديم وجبات حلال معتمدة ) ولأكثر من 50 عامًا، من متجر المعجنات الحائز على جوائز.

ومن بين الضيوف النشطين في السنوات الأخيرة، لاعبو كرة قدم محترفون من أندية كبرى مثل ميلان، وأولمبيك ليون، وباريس سان جيرمان، والمنتخبين الوطنيين لبولندا وكرواتيا، وفي إف إل فولفسبورج، وإف سي باليرمو، وسبارتاك موسكو، وفي عام 2023، أقام فريق الهلال السعودي معسكرًا تدريبيًا صيفيًا في المنتجع.

الغرفة العلاجية الباردة

ثلاث دقائق فقط في غرفة Panacool الباردة، كافية للحصول على أقصى درجات الانتعاش وتجربة إحساس جديد بالحيوية. ومع وجود أكثر من 50 تطبيقًا ممكنًا في الطب والجمال والرياضة، فإن زيارة قصيرة إلى الغرفة الباردة من شأنها أن توفر الراحة، ولقد ثبت أن العلاج البارد له آثار طويلة المدى على مجموعة متنوعة من الحالات. كما يؤثر على عمليات التمثيل الغذائي على المستوى الخلوي، مما ثبت أنه يخفف الألم بشكل كبير، خاصة في الأمراض الروماتيزمية الالتهابية والألم المزمن. كما ثبت أن العلاج البارد يحسن حالات الجلد مثل الصدفية والتهاب الجلد العصبي عن طريق تقليل الحكة. علاوة على ذلك، فإنه يُعزز الصحة العامة ويؤدي إلى تحسينات في الصداع النصفي والمزاج الاكتئابي. ويؤدي التأثير المعقد على الجسم إلى زيادة الحيوية والرفاهية وله تأثير إيجابي على جهاز المناعة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية