من حجاب المرأة إلى المفاوضات النووية.. هذه أبرز وعود مرشحي الرئاسة بإيران
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
طهران- مع حلول فصل الصيف، تجتاح إيران موجة حر شديدة تنعكس شيئا فشيئا على الأجواء الانتخابية التي كانت قد عانت برودا خلال الأسبوع الأول من الحملات الدعائية، حيث بدأت حدة التنافس بين المرشحين الستة في الاشتعال، ومعها إطلاق الوعود البراقة على شتى المستويات.
ويواصل المرشحون الترويج لبرامجهم عبر إطلاق وعود من جهة ومهاجمة سجل المرشح المنافس وتياره السياسي من جهة أخرى، وسط آمال يعلقها الناخب الإيراني على قدرة المرشحين على تنفيذ الوعود الاقتصادية ووضع حد للقضايا الشائكة في سياسة البلاد الخارجية التي أنهكت واقعه المعيشي على مدى العقدين الأخيرين.
ولطالما شكّل الاقتصاد والسياسة الخارجية أبرز هموم الناخب الإيراني ويتصدر الملفان وعود مرشحي الرئاسة بمعالجتهما، في حين يتساءل الناخب -على منصات التواصل- عن سبب تأجيل تنفيذ تلك الوعود حتى الآن؛ نظرا إلى المشاركة العملية لجميع المرشحين في إدارة البلاد بالحكومة أو البرلمان.
العقوبات الأجنبيةومن خلال متابعة الجزيرة نت طيلة الأيام الـ10 الأولى للحملات الدعائية في إيران، يتضح أن العقوبات الأميركية المفروضة على طهران حظيت باهتمام جميع المرشحين الذين وعدوا بالعمل على إلغائها أو إبطال مفعولها.
وفي السياق، أكد كل من المرشحين؛ المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، ونائبه الإصلاحي مسعود بزشكيان، وعالم الدين المحافظ المحسوب على التيار المعتدل مصطفى بور محمدي، إعطاء الأولوية لرفع العقوبات. بينما قلل المرشحون المحافظون الآخرون من أهمية تأثير العقوبات على الاقتصاد الوطني، مؤكدين "أن ثروات البلاد وطاقاتها أكبر من أن تتأثر بالعقوبات الغربية".
أما بشأن المصادقة على قوانين مجموعة العمل المالي "فاتف" المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، فقد تباين موقف المرشحين بين بزشكيان وبور محمدي اللذين وعدا بالعمل على إزاحة عقبة هذه القوانين، وبين المحافظين قاليباف وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي الذين عارضوا التوجه الأول.
كما اختلف المرشحون الستة، للانتخابات المقررة يوم 28 يونيو/حزيران الجاري، بشأن المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، حيث يفضل قاليباف المناورة في المنطقة الرمادية، ويؤكد أنه يؤمن بالتفاوض مع القوى الغربية وفق الشروط الإيرانية.
بينما يعد كل من بزشكيان وبور محمدي بالعمل على تعزيز علاقة بلادهما مع كل دول العالم ما عدا "الكيان الصهيوني" الذي لا تعترف به الجمهورية الإسلامية، ويبدو المرشح جليلي غير متحمس للعلاقة مع الدول الغربية، في حين يؤمن زاكاني بالعلاقة غير المتوازنة بين القوى الشرقية والغربية.
أما قاضي زاده هاشمي فلا يرى ضيرا في الكشف عن موقفه المعارض للتعويل على العلاقات مع الدول الغربية، بينما يفضّل قاليباف متابعة السياسات الخارجية العليا التي سارت عليها البلاد خلال الفترة الماضية.
ويبدو أن جميع مرشحي الانتخابات الرئاسية في إيران يجمعون على ضرورة إنعاش الاقتصاد الوطني المتدهور، بيد أن لا أحد منهم يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في ظل تربع تياره السياسي على السلطة التنفيذية، في حين يستبسل بعضهم في الدفاع عن أداء الحكومة الحالية، ويلقون باللوم -في الوقت نفسه- على الحكومة السابقة.
وعلى وتر الوعود الاقتصادية البرّاقة التي يعزف عليها المرشحون للرئاسة، يرى مراقبون أنها لا تتجاوز الشعارات ولا تستند إلى خطط علمية وعملية واضحة المعالم.
فمثلا، يطلق المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان وعودا بتحرير سعر الوقود وتخصيص الحصة الشهرية المقننة لجميع أفراد المجتمع، في حين يظهر بور محمدي داعما لتقنين البنزين، لكن جليلي يريد استيراد النفط وتصدير منتجاته القيمة بعد تكريره، والمفارقة أنهم لا يقدمون رؤية واضحة لتنفيذ الوعود، بحسب مراقبين.
في غضون ذلك، يطلق زاكاني وعودا بتوحيد سعر الوقود لكي لا يتجاوز سعر لتر البنزين 15 ألف ريال إيراني (الدولار يساوي 600 ألف ريال)، أما قاضي زاده فيكتفي بوعوده بشأن زيادة صادرات بلاده من النفط الخام رغم العقوبات الأميركية، ويعد قاليباف بتعزيز طاقات المصافي الوطنية والحيلولة دون إتلاف الوقود.
وتشخص عيون الإيرانيين هذه الأيام نحو الوعود التي يطلقها المرشحون للقضاء على أزمة السكن والسيطرة على أسعار العقارات، فيعد المرشح جليلي بتوفير السكن دون تحديد فترة زمنية لذلك.
ويعتقد زاكاني أن المشكلة قابلة للحل خلال 4 أعوام فقط، في حين يعد قاضي زاده هاشمي بخفض أسعار السكن عبر تقليل نفقات الإنشاء، فيما يتعهد قاليباف بخفض سعر السكن عبر بوابة خفض أسعار الأراضي ويؤكد أنه سيحل الأزمة خلال 7 أعوام.
وفي المقابل، يرفض المرشح بزشكيان أن تتولى الحكومة إنشاء السكن ويعد بتجاوز الأزمة عبر تقديم تسهيلات للقطاع الخاص وشرائح الشعب. بينما يؤكد بور محمدي ضرورة فرض ضرائب على الشقق الخالية لحث أصحابها على عرضها في السوق.
وانطلاقا من الحركة الاحتجاجية التي شهدتها الجمهورية الإسلامية عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) منتصف سبتمبر/أيلول 2022، إثر توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران بحجة عدم التزامها بارتداء لباس محتشم، حظي موضوع الحجاب باهتمام جميع المرشحين.
وقد يكون المرشح بزشكيان أكثر وضوحا في معارضته الحجاب الإلزامي وتوظيف دوريات الإرشاد لإجبار النساء على ارتدائه، بينما وعد بور محمدي بسحب "مشروع قانون العفة والحجاب" من البرلمان، أما جليلي فيعتقد بضرورة الاستعانة بدوريات الإرشاد لتنفيذ قانون الحجاب.
وفي حين يذكّر زاكاني بأن الحجاب "أمر شرعي وقانوني"، يشبّهه قاليباف بأنه "آفة الأسرة والمجتمع"، ويكتفي قاضي زاده هاشمي بالقول إن "هاجس المرأة اليوم ليس الحجاب وإنما التمييز في الفرص وإنها محقة في ذلك".
وبخصوص سياسة تقييد استخدام خدمة الإنترنت وحجب منصات التواصل الأجنبية، فقد عارض كل من بزشكيان وبور محمدي هذه السياسة التي طالما أضرت شريحة من الناشطين الاقتصاديين عبر الشبكة العنكبوتية للمعلومات مما أدى إلى ازدهار برامج فك التشفير "في بي إن"، فيما أبدى المرشحون الآخرون مبرراتهم لفرض هذا التوجه وفق متطلبات الأمن القومي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بور محمدی فی حین
إقرأ أيضاً:
أحمر الناشئين يُطيح بإيران ويُبقي على حظوظه بالمونديال!
حقق منتخبنا الوطني للناشئين فوزا مثيرا على إيران في الجولة الثانية لحساب المجموعة الرابعة لنهائيات أمم آسيا دون 17 عاما باستاد الأمير عبدالله الفيصل بمدينة جدة، بعدما قلب تأخره لفوز بثلاثة أهداف لهدفين محققا النقاط الثلاث الأولى في البطولة بعد البداية المتعثرة في الجولة الأولى أمام طاجيكستان.
بدأ منتخبنا المباراة ببعض التغييرات التي أجراها أنور الحبسي مقارنة بالمباراة الثانية حيث أشرك أحمد الرواحي في حراسة المرمى، وفي الدفاع القائد الحسن القاسمي وإبراهيم الشامسي وفهد المشايخي وإبراهيم التميمي، وفي الوسط محمد المشايخي وسليمان الخروصي والوليد آل عبدالسلام وعبدالعزيز البلوشي وأحمد العمراني، وفي الهجوم الوليد الراشدي، بينما اختار المدرب الإيراني عباس شيامانيان طريقة 4-3-3 بوجود أبو الفضل خليليان بين الخشبات، ورباعي الدفاع أبو الفضل كاظمي وأمير علي أشورنجاد ومحمد رضا يوسفي ومحمد أمين حسيني، وفي الوسط الثلاثي مهدي صحنة وعرفان يوسف زاده وماهان بهشتي والثلاثي الهجومي ماهان علي بور وإحسان خراديبشي وأوميد قريميشلو.
مع صافرة الحكم القطري محمد الشمري تعلّم منتخبنا من الدرس الطاجيكي وبادر هو بالهجوم، وعند الدقيقة السابعة أطلق أحمد العمراني تسديدة قوية ارتدت من الحارس ولكن الوليد الراشدي فشل في ترجمتها لهدف التقدم، وأطلق ماهان علي بور تسديدة قوية عند الدقيقة 27 تصدى لها ببراعة أحمد الرواحي، بعد ذلك طمع المنتخب الإيراني بالتقدم وشن العديد من الهجمات وعند الدقيقة 40 أطلق ماهان بهشتي قذيفة قوية عجز حارس الأحمر عن التصدي لها معلنة الهدف الإيراني الأول، بعد ذلك تصدى الرواحي لهجمتين متتاليتين لينتهي الشوط الأول بأقل الأضرار للأحمر من خلال الخسارة بهدف نظيف.
ومع مطلع الشوط الثاني استشعر المدرب أنور الحبسي خطر الخروج المبكر من البطولة وتلاشي آمال التأهل للمونديال فأجرى تغييرا بدخول أسامة المعمري في الجهة اليمنى بدلا للوليد آل عبدالسلام، واحتاج المعمري 8 دقائق ليُقدم هدية لزميله الوليد الراشدي ليسجل الأخير هدف التعادل للمنتخب برأسية قوية عند الدقيقة 53، لكن الأحمر لم يهنأ بهذا الهدف سوى دقيقة فقط حيث توغل ماهان علي بور في الجهة اليمنى للأحمر وسجل إحسان خرادبيشي الهدف الثاني لإيران لتصبح النتيجة 2-1 لإيران.
عاود أنور الحبسي تغييراته حينما قرر إجراء تغييرين هجوميين بدخول فراس السعدي واليزن البلوشي بدلا من إبراهيم التميمي وعبدالعزيز البلوشي، وكان المنتخب الإيراني الأكثر تسديدا على المرمى ووقف الرواحي ودفاعه ببسالة أمامها وسدد المتألق أحمد العمراني مرتين باتجاه مرمى أبو الفضل خليليان لكن الأخير أبعد الأولى لركنية بينما مرت الكرة الثانية بجوار خشباته.
مدرب الأحمر دفع بورقتي الوليد البريدعي وعبدالله السعدي قبل 20 دقيقة من النهاية وتحصل البديل اليزن البلوشي عند الدقيقة 74 على خطأ للعرقلة من الدفاع الإيراني ليحتسب الحكم ركلة جزاء للأحمر وقف أمامها العمراني ونفذها بكل نجاح، هذه النتيجة لم تشبع رغبات مدرب إيران عباش شامانيان فأجرى ثلاثة تغييرات هجومية حيث كان يخطط للفوز في الدقائق الأخيرة وشن المنافس بعض الهجمات، وقبل دقيقة من النهاية توغل أسامة المعمري في الجهة اليمنى لدفاع إيران وسدد كرة ارتدت من الحارس خليليان ولكنها وجدت أحمد العمراني الذي سجلا هدفا ثالثا انتهت عليه المباراة ليحصد منتخبنا النقاط الثلاث الأولى بينما تجمد رصيد إيران عند النقطة التي حصدها أمام كوريا الشمالية في الجولة الأولى.
وفي مباراة ثانية للمجموعة ذاتها تمكنت كوريا الشمالية من الانفراد بالمجموعة الرابعة بعد فوزها على طاجيكستان بثلاثية نظيفة سجلها باك كوانغ-سونغ (50 و58) وري كانغ-ريم (82)، لتصل كوريا لصدارة المجموعة برصيد 4 نقاط ثم طاجيكستان بفارق المواجهات عن منتخبنا بالرصيد ذاته من النقاط وإيران في المركز الأخير بنقطة وحيدة، وأكمل منتخب طاجيكستان المباراة بعشرة لاعبين عقب طرد المدافع ميخروشيدين روزيكوف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.
وعقب المباراة أشاد أنور الحبسي، مدرب منتخبنا الوطني بالروح الانتصارية التي تحلى بها اللاعبون في الشوط الثاني، وقال: نحمد الله على هذا الفوز الذي تحقق بصعوبة بالغة، واللاعبون كانوا يدركون أن الخسارة مجددا تعني أنهم خارج البطولة لهذا قدموا كل شيء ممكن في الشوط الثاني واستحقوا هذا الفوز أمام منتخب ليس سهلا على الإطلاق، وأضاف: هذا الفوز ليس مجرد ثلاث نقاط بل نقاط خففت الكثير من الضغوطات على اللاعبين وبالتالي عليهم الآن أن يواجهوا منتخب كوريا الشمالية بثقة أكبر من أجل تحقيق فوز ثانٍ وضمان التأهل للمونديال ومواصلة مشوار البطولة.
وأشاد العمراني صاحب هدفين للأحمر بالحديث بالفوز الذي تحقق حيث قال: لا أُخفي عليكم فقد توقعت قبل المباراة بأنني سأسجل هدفين في مباراة إيران وهذا ما تحقق، أنا سعيد أكثر لأنني ساهمت في فوز فريقي لنواصل مشوار البطولة، وأضاف: المدرب حفّزنا بين الشوطين ومنحنا جرعات من الثقة وهذا ساهم في ظهورنا بهذا الشكل المميز في الشوط الثاني.
على الجانب الآخر قدم عباس شامانيان، مدرب إيران اعتذاره بعد الخسارة وقال في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الإيراني لكرة القدم: أقدم اعتذاري لكل الشعب الإيراني بعد هذه الخسارة، علينا تحمّل مسؤولياتنا، قانون كرة القدم واضح حينما لا تستغل الفرص التي تتاح لك عليك أن تتحمّل هذه التبعات، لقد تلقينا ثلاثة أهداف في الشوط الثاني بالرغم من أن فرصنا كانت الأخطر خاصة في الشوط الأول. وأضاف: بعد هدف عُمان الأول عدنا للمباراة مباشرة ولكن اللاعبين فقدوا تركيزهم في آخر ربع ساعة وكلفنا ذلك هذه الخسارة القاسية.
وسدد المنتخب الإيراني على مرمى منتخبنا 23 مرة منها 9 كرات بين الخشبات، في حين سدد لاعبو منتخبنا الكرة 11 مرة منها 7 فقط كانت باتجاه المرمى، ومرر لاعبو إيران الكرة 318 مقابل 300 لمنتخبنا الوطني الذي سيطر على المباراة بنسبة 48% مقابل 52% للمنافس.