جثث وبرك دماء.. مشاهد خلفها سقوط قذائف قرب مكتب الصليب الأحمر في غزة
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
في بادئ الأمر وقعت "انفجارات كبيرة عدة" على مقربة من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، تلاها تدفق للجرحى و"أكوام من الجثث" و"برك من الدماء"، وفق ما روى، السبت، مسؤول في المنظمة.
في ليل الجمعة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط "قذائف من العيار الثقيل" على مقربة من مكتبها في المواصي بالقرب من رفح، ما أدى إلى "تدفق هائل للضحايا إلى المستشفى الميداني للصليب الأحمر"، الذي "استقبل 22 قتيلا و45 جريحا"، بدون تحديد مصدر النيران.
وأفاد مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وليام شومبورغ، في تصريح لصحفيين عبر الفيديو بأن كل شيء بدأ نحو الساعة 15,30 بالتوقيت المحلي (12,30 ت غ) مع دوي "ثلاثة انفجارات كبيرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتضرر فيها مرافق تابعة للمنظمة التي تتخذ في جنيف مقرا، منذ اندلاع الحرب في غزة.
لكن شومبورغ شدد على أن "حجم هذه الصدمة كان غير مسبوق، على الأقل بالنسبة الينا"، وأضاف "عثرنا حرفيا على أشلاء بشرية متناثرة في مناطق مختلفة، بما في ذلك داخل مجمع" اللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحا أن هذه الأشلاء جرى لاحقا جمعها.
وقال "في لحظات قليلة، شهدنا تدفقا لجرحى يصلون إلى مدخل مجمعنا. كانت هناك أكوام من الجثث والدماء في كل مكان".
وأضاف "بصراحة، إنه أمر لا يشبه أي شيء رأيته من قبل. كان حجم المعاناة في غضون وقت قصير جدا صادما حقا للفريق. حاولنا بكل قوانا جعل حال بعض الضحايا مستقرة".
وتولت سيارات إسعاف نقل الجرحى إلى مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر، يبعد نحو "500 متر من مكتبنا"، لكن بعضهم توفي هناك.
وتحدث شومبروغ عن "برك من الدماء" في محيط مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعن "جثث متناثرة على الأرض، وشعور بالخوف الشديد لدى الناس الذين تملّكهم بوضوح الذعر واليأس والذين لا مكان آخر يذهبون إليه".
وأضاف أنه كان "يوما عصيبا للغاية بالنسبة الى الفريق والضحايا والعائلات".
وتقيم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجوار المبنى الذي تضرر من جراء "المقذوفات"، مخيما كبيرا يؤوي عددا كبيرا من عائلات موظفي المنظمة.
ووصف شومبورغ عدم إصابة أعضاء فريقه وعائلاتهم بجروح خطرة بأنه "معجزة".
وتؤوي منطقة المواصي الساحلية القريبة من رفح، نازحين انتقلوا إليها هربا من القتال في بقية أنحاء القطاع الفلسطيني. وقد أعلنتها إسرائيل "منطقة إنسانية"، وهي نظريا آمنة للنازحين.
ووفق شومبورغ، فإن مرافق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تقع في هذه "المنطقة الإنسانية" بل جنوبها، في "قطاع محاذ".
وشدد على أن مواقع وإحداثيات كل المرافق التابعة للمنظمة معروفة لدى جميع أطراف النزاع، كما أن المباني كافة تحمل شارة الصليب الأحمر.
وردا على سؤال حول تفسيره للضربات التي وقعت الجمعة، قال شومبورغ "أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يُطرح على أطراف النزاع وليس علينا"، مشددا على أنه ناشط في العمل الإنساني "وليس خبيرا عسكريا".
اندلعت الحرب في غزة إثر شن حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37551 شخصا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قذائف من العیار الثقیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الهجوم على مركز إيواء للمهاجرين في محافظة صعدة شمال اليمن، يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن الغارق بالحرب منذ أكثر من 10 سنوات.
وذكرت اللجنة الدولية في بيان لها إن الهجوم الدامي على مركز احتجاز في مدينة صعدة أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، كثير منهم من المهاجرين، مشيرة إلى أنها سارعت مع جمعية الهلال الأحمر اليمني إلى موقع الحادث منذ الساعات الأولى عقب الهجوم، للاستجابة إلى الاحتياجات العاجلة.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في اليمن، السيدة "كريستين شيبولا": "ليس معقولاً أن يقع أفراد في مرمى النيران وهم قيد الاحتجاز وليس ثمة سبيل أمامهم للهروب".
وأضافت: "يسلط هذا الهجوم الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن يومًا بعد يوم؛ من موت وإصابات شديدة وصدمات نفسية جارفة".
وأشار بيان اللجنة، إلى أن مندوبيها أجروا على مدى السنوات القليلة الماضية، زيارات منتظمة للمحتجزين في هذا المركز، في إطار عملها المتواصل لكفالة حصول نزلائه على معاملة إنسانية لائقة وتحسين ظروف احتجازهم.
وكررت اللجنة دعوتها للأطراف كافة لاحترام المدنيين وحمايتهم، بمن فيهم الأشخاص المحرومون من حريتهم، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مشددة على اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة تجنبًا لإحداث خسائر في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية.
وبحسب البيان، فقد ساعدت جمعية الهلال الأحمر اليمني، بدعم من اللجنة الدولية، في إجلاء الجرحى وعاونت في جهود إدارة جثامين الموتى بطريقة تحفظ كرامتهم. في الوقت الذي تعمل اللجنة الدولية على توفير المستلزمات الطبية للمستشفيات القريبة التي تتولى علاج المصابين من جراء الهجوم.
ولفتت اللجنة الدولية لاتزامها بتقديم المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح، وتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات الأشد تضررًا من الأحداث الجارية، ويشمل ذلك ما تقدمه من دعم لجمعية الهلال الأحمر اليمني.