كأس أوروبا 2024.. البرتغال تعبر إلى دور الثمن بتغلبها على تركيا بثلاثية نظيفة
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
تأهل المنتخب البرتغالي إلى ثمن نهائي كأس أوروبا ألمانيا 2024 لكرة القدم، بتغلبه على نظيره التركي، بثلاثة أهداف دون رد، اليوم السبت، على أرضية ملعب سيغنال إيدونا بارك بدورتموند، ضمن الجولة الثانية للمجموعة السادسة من العرس القاري الأوروبي.
وسجل أهداف سيليساو أوروبا كل من بيرناردو سيلفا (د 22) والتركي صامت أكايدن (د 28 ضد مرماه) وبرونو فيرنانديز (د 56).
وعقب هذا الفوز اعتلى زملاء كريستيانو رونالدو صدارة المجموعة السادسة بست نقاط، فيما يحتل المنتخب التركي المركز الثاني بـ 3 نقاط، يليه المنتخب التشيكي بنقطة واحدة في المركز الثالث، متقدما بنسبة الأهداف على المنتخب الجورجي، الرابع بنقطة واحدة.
ويواجه المنتخب البرتغالي في الجولة الثالثة، نظيره الجورجي، فيما يقابل المنتخب التركي نظيره التشيكي الأربعاء القادم.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
تركيا لن تهرول نحو أوروبا
لا يخفى على المتابعين للشؤون الأوروبية كثرة التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأوروبيون هذه الأيام للثناء على تركيا، بالإضافة إلى التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الأوروبية للفت الأنظار إلى أهمية تركيا في حماية أمن القارة العجوز، كما لا يخفى عليهم أن هذا الاهتمام المتزايد الذي يبديه هؤلاء الأوروبيون للعلاقات التركية الأوروبية، جاء بعد التهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوروبا، وتغير موقف واشنطن من الحرب الروسية الأوكرانية.
رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي خلال زيارته لأنقرة، ذكر أنه عرض على تركيا أن تلعب دورا فعالا في بدء عملية السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأعرب عن أمله في أن تصبح عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عملية واقعية وملموسة، مؤكدا أن بلاده تدعم مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد، وستستمر في دعمها.
الاتحاد الأوروبي منقسم على نفسه، كما أن هناك خلافات عميقة بين دول الاتحاد في قضايا مصيرية، مثل التعامل مع الخطر الروسي. وتشعر دول البلطيق وأوروبا الشرقية بذاك الخطر أكثر مما تشعر به دول أوروبا الغربية. ولذلك، تتطلع أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا إلى دور تركي أكبر في مواجهة روسيا
وعلى الصعيد الإعلامي، ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية في تحليل نشرته، السبت، أن ازدراء ترامب لحلفاء الولايات المتحدة، وتخليه عن أوكرانيا، وتقربه من روسيا، دفع تركيا وأوروبا إلى تقارب ضروري، مؤكدة أن بروكسل وأنقرة بحاجة إلى بعضهما البعض. وقالت إن تركيا تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بفضل مضيقي البوسفور والدردنيل، وتملك ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إضافة إلى أن الجنود الأتراك أكثر خبرة في المعارك من جنود معظم الدول الأوروبية، كما أشارت إلى تقدم تركيا في مجال الصناعات الدفاعية التي تحتاج إليها أوروبا في ظل تسابقها لإعادة التسلح.
تركيا حققت في السنوات الأخيرة قفزة كبيرة في مجال الصناعات الدفاعية، وبدأت تصنع طائراتها المسيرة ومركباتها البحرية، وسفنها الحربية ودباباتها ومدرعاتها ومروحياتها وصواريخها وأقمارها الصناعية وأنظمتها للدفاع الجوي، وأصبحت تعتمد على الأسلحة الوطنية إلى حد كبير، بعد أن أدركت بفضل العقوبات الغربية أن الاعتماد على الدول الأخرى في هذا المجال خطأ كبير. وهناك دول أوروبية قامت بشراء عدد من الطائرات المسيرة والمدرعات من تركيا، كما وقعت شركة بايكار التركية اتفاقية مع شركة ليوناردو الإيطالية لإنشاء مشروع مشترك لإنتاج الطائرات المسيرة. وترغب كثير من الدول الأوروبية في الاستفادة من التجربة التركية ومنتجاتها المتطورة في هذا المجال.
الاتحاد الأوروبي منقسم على نفسه، كما أن هناك خلافات عميقة بين دول الاتحاد في قضايا مصيرية، مثل التعامل مع الخطر الروسي. وتشعر دول البلطيق وأوروبا الشرقية بذاك الخطر أكثر مما تشعر به دول أوروبا الغربية. ولذلك، تتطلع أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا إلى دور تركي أكبر في مواجهة روسيا. وفي المقابل، هناك دول أوروبية أخرى ما زالت تكابر وتحمل نظرة استعلائية تجاه أنقرة، وترفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، رغم وعيها بمدى أهمية تركيا في حماية أمن القارة العجوز.
المستشار الألماني أولاف شولتس، دعا أردوغان إلى القمة التي ستجمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي في 20-21 آذار / مارس الجاري في بروكسل لمناقشة الحرب الأوكرانية الروسية وسبل تعزيز القدرة الدفاعية لأوروبا. وترحب تركيا مثل هذه الدعوات، إلا أنها، من ناحية أخرى، تطالب الاتحاد الأوروبي بأن لا ينظر إليها كقوة عسكرية فحسب يمكن استخدامها وقت الحاجة، بل كشريك حقيقي في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
أنقرة تعلم جيدا أسباب تزايد الاهتمام الأوروبي بتركيا في الآونة الأخيرة، وترى مدى حاجة أوروبا إليها في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية، كما تدرك أن التوازنات المتغيرة تمنح لها فرصا يمكن أن تضع تركيا في قلب المعادلات الدولية، إن أحسنت استغلالها كما ينبغي
أنقرة تعلم جيدا أسباب تزايد الاهتمام الأوروبي بتركيا في الآونة الأخيرة، وترى مدى حاجة أوروبا إليها في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية، كما تدرك أن التوازنات المتغيرة تمنح لها فرصا يمكن أن تضع تركيا في قلب المعادلات الدولية، إن أحسنت استغلالها كما ينبغي. ويرى الرئيس التركي أن أوروبا لم يعد أمامها خيار سوى قبول تركيا كشريك في أي هيكل أمني جديد قد يحل محل مظلة حلف الناتو، في ظل تزايد الشكوك حول مستقبل الحلف، وأنه لا يمكن إرساء الأمن الأوروبي بدون تركيا، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تركيا إن كان يأمل في مواصلة دوره كلاعب عالمي. ومع ذلك، لا تفكر تركيا في الهرولة نحو أوروبا، على الرغم من تمسكها بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد كل تلك المماطلة والازدواجية التي مارستها ولا تزال تمارسها دول الاتحاد تجاهها، بل ستتبنى سياسة التوازن في علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض أدَّت إلى اهتزاز الثقة بحلف الناتو، وتدهور العلاقات الأمريكية الأوروبية، واكتشاف أوروبا لموقع تركيا في التوازنات الإقليمية والدولية، إلا أنها في ذات الوقت، فتحت الباب أمام ترميم العلاقات التركية الأمريكية. وفي اتصال هاتفي أجراه مع ترامب، شدد أردوغان على ضرورة إنهاء عقوبات كاتسا وإتمام مرحلة شراء طائرات أف-16 وإعادة تركيا إلى برنامج أف-35 من أجل تطوير التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية. كما يتوقع أن يقوم الرئيس التركي بزيارة واشنطن الشهر القادم ليلتقي نظيره الأمريكي، الأمر الذي يؤكد أن أنقرة لن تفضل إحدى الفرصتين على الأخرى، وهما فرصة التقارب مع أوروبا وفرصة ترميم العلاقات مع أمريكا، بل ستسعى إلى استغلال كلتيهما وفق المصالح التركية العليا.
x.com/ismail_yasa