عربي21:
2025-02-05@17:36:32 GMT

هل ستكون بولندا في مرمى موسكو بعد أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

ترسم الحروب كثيرا من حدود الدول ويرسم التاريخ مسار كثير من الحروب وهو ما حدث ويحدث مع بولندا حاليا التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها من دولة تسعى للتعافي الاقتصادي والتقدم والنهوض كعضو في الاتحاد الأوروبي إلى دولة تماس على خط النار مع أوكرانيا. وقد بدأ التململ الروسي مبكرا من دور بولندا كدولة ممر للأسلحة والمعدات لأوكرانيا ووصل إلى ما اعتبرته وارسو تهديدا روسيا علنيا لسيادتها وتهديدا عسكريا صريحا قادما من بيلاروسيا.



وحتى نفهم أزمة بولندا ينبغي التنويه أنها من دول أوروبا الوسطى وهي دول تعاني من أزمة هوية أوروبية فلا هي تنتمي إلى معسكر أوروبا الغربية مثل فرنسا وهولندا بكل ما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية وصناعية ولا هي من معسكر شرق أوروبا المنقسم بين دعم موسكو ومحاولة الاتحاد الأوروبي استمالته والاستثمار السياسي والعسكري فيه.

من الناحية النظرية فإن وراسو وكييف على قلب رجل أوروبي غربي واحد في مواجهة موسكو. ومن الناحية العملية فإن كل منهما يدفع فاتورة جوار الآخر. فبولندا أصبحت في مرمى النيران السياسية والدبلوماسية وأخيرا العسكرية والأمنية من موسكو منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا. ووصل الأمر إلى أثمان تتعلق بالمنتجات الزراعية، فمؤخرا نشب تلاسن دبلوماسي ظهر للعلن بسبب المنتجات الزراعية الأوكرانية ودورها في التأثير السلبي على المزارعين البولنديين الذين تريد وارسو أن يتمكنوا من التسويق وبيع منتجاتهم ولا يتعرضوا لمنافسة من المنتجات الأوكرانية الأرخص ثمنا. ولم يقف الأمر عند التلاسن بل وصل إلى استدعاء السفير البولندي في أوكرانيا ونظيره الأوكراني في بولندا.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.عسكريا قالت بولندا بوضوح على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكيإن إن مجموعات من مليشيات فاغنر العسكرية تتحرك نحو حدودها وهو ما يعني التحرش بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي الناتو. وردت وارسو بإرسال نحو ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا. ووصف رئيس الوزراء الوضع بأنه بالغ الخطورة. ولم تسفر هذه التحركات عن اشتباكات عسكرية حتى الآن لكن واضح من أن هناك من وضع البنزين بجوار النار في انتظار أية شرارة للاشتعال.

سياسيا قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الشهر الماضي إن بولندا حصلت على أراض في المناطق الغربية بسبب الرئيس الروسي السابق جوزيف ستالين وهو ما اعترضت عليه بولندا واعتبرته تهديدا لدولة ذات سيادة وتحديا لحدودها المعترف بها دوليا. ووصل الأمر بأن قال نائب وزير الدفاع الروسي السابق أندريه كارتابولوف الشهر الماضي بأنه يعتقد بأن قوات فاغنر موجود في بيلاروسيا للتحضر لهجوم على بولندا وأنها ستكون جاهزة للاستيلاء على أراض بولندية خلال ساعات.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.

والأهم من هذا وذاك هو رد فعل حلف شمال الأطلسي على صيحة الاستنجاد التي أطلقها رئيس الوزراء البولندي، إذ لم يتجاوب الحلف جديا مع هذه الصيحة ولم يدر أي حديث عن إمكانية تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الدفاع الجماعي للحلف. وبعد أن أبلغته وارسو بالوضع اكتفى بالقول إنه يراقب الوضع. وهذا أمر يقبل كثيرا من التأويلات أهمها أن مسرح العمليات العسكرية في شرق أوروبا مرشح لدخول فاعلين جدد مثل قوات فاغنر ودولة مثل بيلاروسيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بولندا روسيا روسيا علاقات بولندا رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يساوم أوكرانيا لإيقاف الحرب مع روسيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين، إنه يريد من أوكرانيا أن تزود الولايات المتحدة بمعادن أرضية نادرة كوسيلة للدفع مقابل الدعم المالي الأميركي لجهود الحرب ضد روسيا.

وأكد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أن أوكرانيا مستعدة لذلك، مضيفا أنه يريد "تسوية من أوكرانيا مقابل ما يقرب من 300 مليار دولار من الدعم المقدم من واشنطن.

وأضاف ترامب: نقول لأوكرانيا إن لديها عناصر أرضية نادرة ثمينة جدا، ونحن نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا حيث يمكنهم تغطية ما نقدمه لهم مقابل عناصر أرضية نادرة وأشياء أخرى.

وتعتبر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هناك 50 معدنا لها أهمية حيوية لاقتصاد البلاد ودفاعها الوطني، منها بعض العناصر الأرضية النادرة والنيكل والليثيوم.

والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 معدنا تستخدم في صناعة المغناطيس الذي يحول الطاقة إلى حركة للسيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. ولا توجد بدائل معروفة لهذه المعادن.

مقالات مشابهة

  • 45 ألف جندي..زيلينسكي يكشف خسائر أوكرانيا في الحرب
  • سارة فاغنكنيشت: صفقة واشنطن مع أوكرانيا ستكون كارثية لأوروبا إن تمّت
  • أوكرانيا ترد على ترامب: لا انتخابات قبل انتهاء الحرب الروسية
  • دبلوماسي روسي سابق: موسكو ترغب في السلام الدائم مع أوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي
  • ترامب يساوم أوكرانيا لإيقاف الحرب مع روسيا
  • وفد من حماس يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو
  • تطورات عسكرية متسارعة في اليمن.. وثلاث محافظات قد تنطلق منها شرارة الحرب
  • بعد انتهاء ولايته الدستورية..موسكو: لا يحق لزيلينسكي التفاوض باسم أوكرانيا
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 841 ألفا و660 جنديا منذ بدء العملية العسكرية