عربي21:
2024-07-05@23:36:36 GMT

هل ستكون بولندا في مرمى موسكو بعد أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

ترسم الحروب كثيرا من حدود الدول ويرسم التاريخ مسار كثير من الحروب وهو ما حدث ويحدث مع بولندا حاليا التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها من دولة تسعى للتعافي الاقتصادي والتقدم والنهوض كعضو في الاتحاد الأوروبي إلى دولة تماس على خط النار مع أوكرانيا. وقد بدأ التململ الروسي مبكرا من دور بولندا كدولة ممر للأسلحة والمعدات لأوكرانيا ووصل إلى ما اعتبرته وارسو تهديدا روسيا علنيا لسيادتها وتهديدا عسكريا صريحا قادما من بيلاروسيا.



وحتى نفهم أزمة بولندا ينبغي التنويه أنها من دول أوروبا الوسطى وهي دول تعاني من أزمة هوية أوروبية فلا هي تنتمي إلى معسكر أوروبا الغربية مثل فرنسا وهولندا بكل ما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية وصناعية ولا هي من معسكر شرق أوروبا المنقسم بين دعم موسكو ومحاولة الاتحاد الأوروبي استمالته والاستثمار السياسي والعسكري فيه.

من الناحية النظرية فإن وراسو وكييف على قلب رجل أوروبي غربي واحد في مواجهة موسكو. ومن الناحية العملية فإن كل منهما يدفع فاتورة جوار الآخر. فبولندا أصبحت في مرمى النيران السياسية والدبلوماسية وأخيرا العسكرية والأمنية من موسكو منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا. ووصل الأمر إلى أثمان تتعلق بالمنتجات الزراعية، فمؤخرا نشب تلاسن دبلوماسي ظهر للعلن بسبب المنتجات الزراعية الأوكرانية ودورها في التأثير السلبي على المزارعين البولنديين الذين تريد وارسو أن يتمكنوا من التسويق وبيع منتجاتهم ولا يتعرضوا لمنافسة من المنتجات الأوكرانية الأرخص ثمنا. ولم يقف الأمر عند التلاسن بل وصل إلى استدعاء السفير البولندي في أوكرانيا ونظيره الأوكراني في بولندا.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.عسكريا قالت بولندا بوضوح على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكيإن إن مجموعات من مليشيات فاغنر العسكرية تتحرك نحو حدودها وهو ما يعني التحرش بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي الناتو. وردت وارسو بإرسال نحو ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا. ووصف رئيس الوزراء الوضع بأنه بالغ الخطورة. ولم تسفر هذه التحركات عن اشتباكات عسكرية حتى الآن لكن واضح من أن هناك من وضع البنزين بجوار النار في انتظار أية شرارة للاشتعال.

سياسيا قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الشهر الماضي إن بولندا حصلت على أراض في المناطق الغربية بسبب الرئيس الروسي السابق جوزيف ستالين وهو ما اعترضت عليه بولندا واعتبرته تهديدا لدولة ذات سيادة وتحديا لحدودها المعترف بها دوليا. ووصل الأمر بأن قال نائب وزير الدفاع الروسي السابق أندريه كارتابولوف الشهر الماضي بأنه يعتقد بأن قوات فاغنر موجود في بيلاروسيا للتحضر لهجوم على بولندا وأنها ستكون جاهزة للاستيلاء على أراض بولندية خلال ساعات.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.

والأهم من هذا وذاك هو رد فعل حلف شمال الأطلسي على صيحة الاستنجاد التي أطلقها رئيس الوزراء البولندي، إذ لم يتجاوب الحلف جديا مع هذه الصيحة ولم يدر أي حديث عن إمكانية تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الدفاع الجماعي للحلف. وبعد أن أبلغته وارسو بالوضع اكتفى بالقول إنه يراقب الوضع. وهذا أمر يقبل كثيرا من التأويلات أهمها أن مسرح العمليات العسكرية في شرق أوروبا مرشح لدخول فاعلين جدد مثل قوات فاغنر ودولة مثل بيلاروسيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بولندا روسيا روسيا علاقات بولندا رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

موسكو تتهم مقاتلة حربية بالاقتراب الخطر من طائرة روسية فوق سوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نقلت وكالة تاس للأنباء، اليوم الجمعة، عن الجيش الروسي أن طائرة حربية من طراز تايفون تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اقتربت بشكل خطير من طائرة عسكرية روسية من طراز «إن - 30» فوق محافظة حمص.
ونقلت «تاس» عن الجيش قوله إن الطيار الروسي تمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب وقوع اصطدام، والواقعة المذكورة حدثت يوم الأربعاء، وفق وكالة رويترز للأنباء.

مقالات مشابهة

  • بوتين: كييف لن توقف إطلاق النار لأن هذا يعني اختفاء ذريعة تمديد الأحكام العرفية
  • بوتين يجدد شروط إنهاء الأزمة في أوكرانيا
  • موسكو تتهم مقاتلة غربية بالاقتراب من طائرة روسية فوق سوريا
  • الكرملين: بوتين ورئيس وزراء المجر سيبحثان ملف الأزمة الأوكرانية
  • موسكو تتهم مقاتلة حربية بالاقتراب الخطر من طائرة روسية فوق سوريا
  • بوتين: طالبان حليفتنا في مكافحة الإرهاب
  • برلماني روسي: موسكو تدرس نشر صواريخ في كوبا
  • ميخائيل بوغدانوف وحسين عوض يبحثان حل الأزمة في السودان
  • بوتين يُحدد شرط موسكو لإيقاف الحرب على أوكرانيا.. ويُعلق على خطط ترامب
  • موجة حر لم تشهدها موسكو منذ أكثر من قرن