صوت الناس.. إعاقة وفقر تحت سقف واحد
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شاءت الأقدار أن يجتمع المرض والفقر واليُتم تحت سقف منزل واحد، شقيقتان يبلغان من العمر 25 عامًا و 23 عامًا وُلدوا بإعاقة ذهنية حادة جعلتهم يعيشون في حالة من اللاوعي الدائم، فليس هناك تحكم في كميات الأكل أو الحركة أو قضاء الحاجة، الآباء يبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل أبنائهم مهما عظمت الظروف وقابلتها التضحيات المحفوفة بالصبر وحرمان الذات، ومهما تفاقمت ظروف الأبناء فليس هناك من يفرط في احتياجات أطفاله خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة منهم، ولكن ما مصير الأبناء بعد وفاة الوالدين؟
توفي الأب والأم في فترات متقاربة منذ 15 عامًا، كانت الشقيقتان "هيام وفردوس إبراهيم فريد" تبلغان من العمر 8 و 10 سنوات، وقد انتقلوا إلى منزل شقيقتهم الكبرى المتزوجة بالقاهرة، ورحبت في بداية الأمر هي وزوجها وعملوا على راحة الجسدين المريضين، لكن مع مرور الوقت أنجبت هذه الأخت أربعة أبناء وزادت احتياجاتهم وكذلك تعين عليهم توفير وقت لهم لراحتهم وللنوم والمذاكرة، ومن المؤسف أن الأطفال تعرضوا لحالات شديدة من الذعر نتيجة التصرفات اللاواعية الصادرة من خالاتهم حيث الصراخ المستمر والحركات المريبة وعدم التحكم الكامل في الكلام والأكل والنوم وقضاء الحاجة، مما خلق حالة ذعر وتشتت وتهيج بالأعصاب لدى الأطفال، وتفاقمت الأمور سوءًا من الناحية النفسية والمادية، فالشقيقتان يحتاجان للحفاضات بشكل يومي وكذلك كميات مهولة من الطعام وجرعات الأدوية ومواعيد الذهاب للمستشفيات وكذلك الرعاية والنظافة الشخصية.
ضافت الأرض بالشقيقة الكبرى وزوجها، فقررا أن يبعثا بالشقيقتين إلى أختهم الأخرى المتزوجة بقرية نائية بالصعيد حيث موطنهم الأصلي، وبعد فترة وجيزة بلغ الوضع أصعب مدى وتعرضوا لإهمال شديد على المستوى الصحي والنظافة الشخصية نظرًا لضيق الحال والظروف المادية التي تعاني منها أغلب الأسر، لذلك تناشد هذه الأسرة المكلومة السلطات ودور الرعاية ورجال الخير أن يتبنوا هذه الحالة الإنسانية التي تؤرق عائلة بأكملها.
تخلى الجميع عن الشقيقتين بسبب ظروف رعايتهما الصعبة وتركوهما لشقيقتهم وردة التي لا تستطيع التعامل مع تلك الظروف، فقد اختارها القدر مرتين لتتكفل بمثل هذه الظروف الصعبة، فقد مكثت معها والدة زوجها سنوات وكانت سيدة عجوز طريحة الفراش تحتاج إلى الحفاضات ولا تستطيع القيام بأبسط الأمور.
للتواصل المباشر مع الحاجة وردة إبراهيم فريد، رقم التليفون 01122414781
IMG-20240622-WA0013 IMG-20240620-WA0002المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إعاقة ذهنية الظروف الصعبة النظافة الشخصية ذوي الاحتياجات الخاصة دور الرعاية صوت الناس
إقرأ أيضاً:
من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
في مشهد يعكس إصرارا استثنائيا، عاد عدد من طلاب غزة إلى مدارسهم المدمرة لاستئناف تعليمهم، متحدّين الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة. ورغم غياب الزي المدرسي والكتب، فإن الأمل في مستقبل أفضل كان دافعًا لهم للاستمرار في مسيرتهم التعليمية.
صامد إيهاب (13 عامًا) طالب في الصف التاسع من مخيم البريج وسط قطاع غزة، كان من بين مئات الطلاب الذين هرعوا إلى مدارسهم على أمل أن يجدوا مقاعدهم الدراسية كما تركوها. لكن الواقع كان مختلفًا، إذ يقول لوكالة الأنباء الألمانية "لم نجد في المدرسة سوى بضع جدران مدمرة وبقايا صفوف دراسية. ومع ذلك، فضلنا العودة إلى حياتنا التعليمية حتى إن كان كل شيء مدمرًا حولنا".
لم تكن المدرسة وحدها ما فقده إيهاب، بل أيضًا زيه المدرسي الذي تعذر عليه الاحتفاظ به خلال شهور النزوح المتكررة. ويضيف "صحيح أننا فقدنا كل شيء تقريبًا، لكن ذلك لن يمنعنا من التعلم. نحن مصممون على بناء مستقبلنا، حتى إن كانت مدارسنا مدمرة".
ويؤمن إيهاب بأن التعليم هو السبيل الوحيد للخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، قائلا إن "التعليم هو الطريق الوحيد للنجاة، ليس فقط من الظروف القاسية، بل أيضًا من الجهل الذي تسعى إسرائيل لفرضه علينا".
إعلانويضيف "لم يكن سهلًا عليّ أن أعود إلى المدرسة ولا أجد العديد من زملائي. بعضهم قتلهم الجيش الإسرائيلي، وآخرون نزحوا إلى مناطق أخرى. لكنني تعرفت على أصدقاء جدد يجمعنا الإصرار ذاته لمواصلة تعليمنا مهما كانت الظروف. التعليم هو السلاح الأقوى ضد الجهل، ونحن نعلم أن العلم هو أداة التغيير في هذا العالم".
وكانت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة قد أعلنت قبل أيام عن بدء العام الدراسي الجديد، في أول استئناف للعملية التعليمية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في مؤتمر صحفي بمدينة غزة، إن مئات الآلاف من التلاميذ انتظموا في بقايا المدارس التي دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% منها، إضافة إلى خيام ونقاط تعليمية أقيمت لضمان استئناف التعليم الوجاهي.
وأضافت "يبدأ اليوم العام الدراسي الجديد في ظل ظروف استثنائية، ورغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب والدمار الهائل الذي خلفته".
وشددت الوزارة على التزامها بضمان حق التعليم لجميع الطلبة، سواء في المدارس التي لا تزال قائمة، أو تلك التي رُمّمت وجُهزت، أو عبر المدارس البديلة التي أنشئت في مناطق عدة.
هلا السبع (13 عامًا)، طالبة في الصف التاسع، كانت من بين الطلاب الذين عادوا إلى مقاعدهم الدراسية رغم كل الظروف. وتقول "لقد افتقدنا المدرسة وحياتنا التعليمية، وهذه بداية جديدة لرحلتنا الدراسية".
وتضيف لوكالة الأنباء الألمانية "صحيح أننا لا نمتلك الكتب أو الدفاتر أو حتى الزي المدرسي، لكننا نمتلك الإصرار والعزيمة لمواصلة تعليمنا، حتى إن اعتمدنا فقط على الحفظ".
وتتابع "نحن جيل المستقبل الذي سيعتمد على العلم سلاحا أساسيا لإعادة بناء وطننا والارتقاء به".
إعلان التعليم عن بعدلم يتمكن جميع الطلاب من العودة إلى المدارس الوجاهية بسبب نقص مقومات الحياة الأساسية، مثل المواصلات، وذلك ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى توفير خيار التعليم عن بعد للطلبة الذين تعذر عليهم الحضور.
وأوضحت الوزارة أنها تعمل على استخدام منصات افتراضية مثل "Teams" و"Wise School" لضمان استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية.
إبراهيم عبد الرحمن، من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كان من بين الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى المدرسة. ويقول لوكالة الأنباء الألمانية "كنت أحلم بالعودة إلى المدرسة ومقابلة أصدقائي وأساتذتي، لكن الدمار الكبير الذي لحق بها حرمني من ذلك".
ويضيف "حتى التعليم الإلكتروني ليس بالأمر السهل علي، فمع انقطاع الإنترنت المتكرر أخشى أن أفقد عامي الدراسي أو أن يتأثر مستقبلي التعليمي إذا استمر الوضع هكذا مدة طويلة".
التحدي الأكبر
من جانبها، تؤكد المعلمة أمينة التي تعمل في إحدى مدارس غزة أن الطلاب رغم الظروف القاسية يظلون متمسكين بالتعليم.
وتقول لوكالة الأنباء الألمانية "الأمل في نفوس الطلاب كان دائمًا أكبر من كل الصعوبات. ورغم الدمار الكبير في مدارسنا، نرى في عيونهم رغبة عميقة في التعلم".
وتضيف "لقد تعلمنا من هؤلاء الأطفال أن التعليم ليس مجرد عملية أكاديمية، بل هو مقاومة حقيقية في وجه التحديات".
وتوضح أمينة "من الصعب توفير المواد التعليمية في ظل هذه الظروف، لكننا نواصل التدريس لأننا نعلم أن كل درس نقدمه هو خطوة نحو مستقبل أفضل".
وتشير إلى أن المعلمين يبذلون جهودًا كبيرة لدعم الطلاب نفسيا، إلى جانب العملية التعليمية، قائلة "نساعدهم على تجاوز الصعوبات النفسية باستخدام طرق تعليمية مبتكرة، ونوفر لهم الدعم العاطفي لاستكمال تعليمهم رغم كل شيء".