منتجات إنقاص الوزن تحوّل أحلام الرشاقة إلى مخاطر
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
تنتشر في الأوساط المجتمعية برامج مضللة تروج لمنتجات إنقاص الوزن، ورغم الإقبال عليها بدافع معالجة السمنة وحلم الحصول على جسم رشيق، إلا أن مستهلكين عديدين عبّروا عن استيائهم من عدم توصلهم إلى نتيجة إيجابية من استخدامهم لتلك المنتجات، بل وأكد بعضهم إصابته بأضرار صحية.
وفي استطلاع لـ«عمان» روت إحدى الفتيات تجربتها مع منتجات التخسيس قائلة: استخدمت أحد هذه المنتجات لمدة 4 أشهر بالإضافة إلى اتباع برنامج نظام غذائي محدد وأمارس رياضة المشي حوالي 10 كيلومترات يوميًا وللأسف لم أرَ أي تغير في وزني مع أنني منتظمة في تناول الأكل الصحي وامتنعت عن تناول السكريات والكربوهيدرات تمامًا، لكن المنتج جعلني محبطة كثيرًا وهذا ما دعاني للعودة إلى نظامي السابق في الأكل غير الصحي.
وفي قصة أخرى تقول إحداهن: في الآونة الأخيرة روّج بعض الأفراد لمنتج يساعد في إنزال الوزن خلال أسبوع وشدني الفضول في التجربة ويحتوي المنتج على نوعين من الشراب أحدهما للطاقة والآخر عبارة عن ألياف، وللأسف لم أحصل على أي نتيجة إيجابية مما سبّب لي ألما في البطن بالإضافة إلى الإمساك الشديد، وأشعر بالندم أنني استخدمت هذا المنتج من غير استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية وتوقفت فورًا عن استخدامه، وسمعت عن تجارب بعض الأشخاص ممن استخدموا المنتج واستدعت حالتهم الدخول إلى المستشفى.
وتقول إحداهن: شدني أحد الإعلانات لمنتجات التخسيس رغم أنني غير مقتنعة تمامًا، وللأسف مع تجربتي لها زادت شهيتي للأكل.
الأضرار الصحية
وعن منتجات تخفيف الوزن قالت خديجة بنت سليمان العامرية أخصائية تغذية علاجية: هناك العديد من الأعشاب التي يتم الترويج لها كإحدى الطرق المساعدة لفقدان الوزن، ولكن يجب الانتباه إلى أن معظم هذه الأعشاب التي لم تثبت فعاليتها في فقدان الوزن، ومع ذلك فإن بعض الأعشاب يمكن أن تساعد في تعزيز عملية الهضم وتحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث أصبحت هذه الأعشاب رائجة بشكل كبير، بهدف الربح المادي دون التفكير بمصلحة المريض وصحته سيما مع كم الإعلانات التي تسوق لها على أنها العصا السحرية التي ستحوّل الأمنيات بالحصول على قوام مثالي إلى واقع ملموس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن تلك الأعشاب قد تكون لها مضار عديدة وآثار جانبية مثل الإسهال ومشاكل الجهاز الهضمي، حيث تحتوي هذه الأعشاب في كثير من الأحيان على العقاقير غير المرخصة من قبل الهيئات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ووفقًا للعديد من الدراسات فإنها تؤثر على الكليتين والمعدة والجهاز العصبي، ويتسبب بعضها بالإصابة بالتوتر والعصبية، لذلك لا يُمكن تناول أي مادة مهما كان نوعها بدون استشارة المختصين، مشيرة إلى أن بعض هذه المستحضرات تعتمد على النباتات التي تحتوي على الكافيين وتزود بالطاقة العالية.
ويمكن أن تحدث تفاعلات بين أنواع الأعشاب والأدوية التي تقلل من مفعول الأدوية أو تسبب أعراضًا جانبية.
وسائل إنقاص الوزن
وعن أفضل وسائل تخفيف الوزن ودواعي استخدامها بيّنت العامرية أن فكرة شرب الشاي أو تناول كبسولة ثم الجلوس في السرير وانتظار ذوبان الدهون هي فكرة ساذجة وبعيدة عن الواقع، إذ أن الكافيين ليس له تأثير كبير على الوزن، وتناوله لا يغني عن اتباع حمية غذائية متناسبة مع الحالة الصحية للشخص، لذلك من الضروري أخذ النصيحة والمشورة الطبية من المختصين، تجنبًا لحدوث أي مضاعفات من استخدام مثل هذه الوصفات والخلطات.
ونصحت بالطريقة الأمثل لتنزيل الوزن هي اتباع نمط الحياة الصحي والنزول التدريجي للوزن عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي ملائم، والأهم من كل ذلك التحلي بالصبر لرؤية النتائج مع وضع أهداف قصيرة لتنزيل كيلوجرامات معينة كل شهر، بالإضافة إلى اتباع عادات صحية تتحول تدريجيًا لروتين حياة.
الترويج المضلل
وأشارت العامرية في حديثها إلى الترويج المضلل لبرامج تدعي علاج السكري وإنقاص الوزن، حيث لوحظ وجود انتشار واسع لمقاطع صوتية ومرئية على وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات شخصية تروج لمنتجات شركات تنتهج التسويق الهرمي وتقدمها ضمن برامج تدخل للتعامل مع حالات مرضية كمرضى السكري من النوع الثاني أو السمنة أو متلازمة تكيس المبايض، وظهر بعض الأشخاص في مقاطع يثنون على نتائج أحد البرامج وأنه حقق الشفاء من مرض السكري أو نتج عنه إنقاص في الوزن، وهي لا تخلو من الانحياز غير المبرر والمغلوط أحيانا في عرض نتائج الأمر الذي يستدعي توضيح كيفية عمل هذه البرامج حتى يستطيع الأفراد الأصحاء منهم والمرضى اتخاذ قرار استخدامها من عدمه.
وأضافت: بعض البرامج تشمل استخدام منتجات عبارة عن حبيبات في أكياس وهي تحتوي على خليط من الألياف الذائبة وغير الذائبة بالإضافة إلى بعض المنكهات والمحليات الصناعية والمواد الأخرى، وبالرغم من وجود فوائد صحية مثبتة للألياف بنوعيها في خفض تأثيرات الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات بشكل عام أو خفض الكوليسترول إلا أن هذا التأثير في الغالب يكون بسيطًا وغير كافٍ لإظهار نتائج كبيرة كما يروج لها، والحقيقة أن أغلب التأثير الظاهر على المستخدمين هو ناتج عن فترة الصيام المتقطع التي تتراوح بين 12 و16 ساعة يوميًا بالإضافة إلى تأثير تغيير نمط الحياة من خلال الالتزام بممارسة النشاط البدني والتقليل من كميات الكربوهيدرات المستهلكة يوميا.
وأضافت العامرية: هناك بعض برامج التخسيس والتي تستخدم عشبة المتة وهي تصنع كمسحوق ثم تشرب كشاي وتستهلك في دول عديدة بأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية مثل لبنان وسوريا ويستخدمها بعض مشاهير الرياضة، وتحتوي هذه العشبة على مادة الكافيين المنشطة بالإضافة إلى مركبات البولي فينول ومضادات الأكسدة وغيرها وهي في المجمل مواد منشطة تحفز عمليات الإيض ومثلها مثل بقية المشروبات المنشطة كالشاي الأخضر والقهوة، وأظهرت الدراسات أنها تساعد في تعزيز النشاط الجسدي ولها تأثيرات بسيطة في خفض سكر الدم وإنقاص الوزن، وبالرغم من هذه الفوائد لهذه العشبة إلا أن الأبحاث لم تقرر حتى الآن مأمونية استهلاكها من قبل البشر بكميات تتجاوز لتر إلى لترين من المشروب في اليوم، فهناك دراسة على الفئران نظرت في تأثير استهلاكها بمعدلات عالية لمدة 12 أسبوعًا وأظهرت زيادة في خطورة الإصابة ببعض الأورام في الفم والحلق.
استنزاف الأموال
وبيّنت العامرية أن منظومة التسويق الهرمي تشكل حافزًا ماديًا لمروجي هذه المنتجات لتسويقها كحلول لمشكلات صحية مزمنة وعرضها في وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تستطيع علاج حالات معينة شائعة مثل السكري وغيره، وقد شكّلت عملية ربطها مع نظام التغييرات في أنماط الحياة في أحيان معينة تضليلًا للمستخدمين بأن الأثر هو ناتج عن المنتج بينما الحقيقة أن الأثر الأكبر هو ناتج عن الصيام المتقطع وتقليل الكربوهيدرات وممارسة النشاط البدني ولذلك أن المستخدمين الذين لا يستطيعون الالتزام بالبرنامج كاملًا ويكتفون فقط باستهلاك المنتج لا يحققون أي نتائج إيجابية بالرغم من وجود بعض المنتجات في الأسواق منذ أكثر من 20عامًا ويعرف عنها عدم فعاليتها إلا أن إدخال الصيام المتقطع وتغيير نمط الحياة مع استخدامها أظهرها مؤخرًا بأنها ذات فعالية هذا أمر مبالغ فيه كثيرًا، لأن أغلب هذه البرامج مكلفة تستنزف أموالا طائلة من المستخدمين وهذا ما يدفعهم للحرص الشديد على اتباعها في حين أن برامج تغيير نمط الحياة ذات الأثر متوفرة في المؤسسات الصحية بشكل مجاني ويقدمها متخصصون في المجال وهناك الكثيرون ممن استفادوا منها ولكن ديمومة أثرها مرتبطة بمدى الاستمرار في تبنيها في الحياة اليومية، كما أفادت أنه لا يصح أبدًا إيهام المرضى بالأثر المبالغ فيه لهذه المنتجات على صحة الأفراد وأنها وسائل علاجية للأمراض ما لم يثبت ذلك بأبحاث مستقلة على مستخدمي هذه المنتجات والتأكد من أن الأثر الناتج فعلًا مرتبط بها وليس ناتجا عن مؤثرات أخرى، كما نصحت الجمعية العمانية للسكري المواطنين والمقيمين بضرورة استشارة الأطباء والأخصائيين المتخصصين في المجال لمناقشة مثل هذه البرامج والتعرف على حقيقتها قبل اتخاذ قرار بشأنها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالإضافة إلى هذه المنتجات إنقاص الوزن نمط الحیاة إلا أن
إقرأ أيضاً:
ماكرون يوجه نداء إلى أوروبا بشأن الأمن
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، في أن الأوروبيين يجب ألا "يفوضوا للأبد" أمنهم للأميركيين، وعليهم "الدفاع" على نطاق أوسع عن "مصالحهم".
وقال ماكرون، في مستهل قمة المجموعة السياسية الأوروبية في بودابست عاصمة المجر "هذه لحظة تاريخية حاسمة بالنسبة إلينا نحن الأوروبيين. السؤال المطروح علينا في الأساس هو: هل نريد أن نقرأ التاريخ كما يكتبه الآخرون؟ أم أننا نريد أن نكتب التاريخ؟ أعتقد شخصيا أن لدينا القدرة على كتابته".
وذكّر الرئيس الفرنسي أنه هنأ، في اليوم السابق، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب "الذي كان بعضنا حول هذه الطاولة يعرفه، قبل أربع سنوات".
وأضاف "لقد انتخبه الشعب الأميركي وسيدافع عن مصالح الأميركيين وهذا أمر مشروع وجيد. والسؤال هو هل نحن مستعدون للدفاع عن مصالح الأوروبيين؟".
وتابع "أعتقد أن هذه هي أولويتنا. يجب ألا نعول على (التحالف) +عبر الأطلسي+ وهو أمر ساذج، ولا التشكيك في تحالفاتنا، ولا التعويل على قومية ضيقة لن تسمح لنا برفع التحدي في مواجهة الصين والولايات المتحدة الأميركية".
وتابع الرئيس الفرنسي "بالنسبة لي، الأمر بسيط. العالم يتكون من آكلي الأعشاب وآكلي اللحوم. إذا قررنا أن نبقى آكلي أعشاب، فسوف ينتصر آكلو اللحوم وسنكون سوقا لهم"، مستعملا هذه الاستعارة لحث الأوروبيين أن يكونوا "على الأقل" من "آكلي الأعشاب واللحوم".
واختتم ماكرون كلامه قائلا "لا أريد أن أكون عدوانيا، أريد فقط أن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا في كل من هذه الملفات".