رسائل إسرائيلية مشفرة تشير إلى قرب انتهاء العدوان
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
#رسائل_إسرائيلية_مشفرة تشير إلى #قرب #انتهاء #العدوان
د. #منذر_حوارات ( خبير استراتيجي ومحلل سياسي)
إن هذا العمل المتمثل بتدمير حماس وجعلها تختفي هو ببساطة ذر للرماد في عيون الناس، وتابع حماس فكرة أنها متجذرة في قلوب الناس، ومن يعتقد أننا نستطيع القضاء عليها فهو مخطئ، وإذا لم تجد الحكومة بديلاً فإن حماس ستبقى.
قبل ذلك كانت المفاجأة التي فجرها هجاري بعد تحرير المحتجزين الأربعة عندما قال في تصريح رسمي أن الجيش لن يستطيع تحرير الأسرى بالوسائل العسكرية وبالتالي على القادة السياسيين أن يذهبوا باتجاه صفقة ما، ولا ننسى الهدنة التكتيكية التي أقرها الجيش في جنوب غزة وهو القرار الذي اعتقد الجميع أنه بطلب من الحكومة، لكن أصيب الجميع بالدهشة عندما صرح نتنياهو غاضباً (لدينا دولة بجيش وليس جيشاً بدولة)، ولا يجب أن يغيب عن البال حل مجلس الحرب والذي بدا وكأنه انعكاسًا لاستقالة الجنراليين بيني غانتس وغادي أيزنكوت ومحاولة من نتنياهو منع دخول المتطرفين بيني غانتس وبن غفير، لكن التدقيق قليلاً يشير إلى أن نتنياهو يوجه البوصلة إلى أن الحرب مقبلة على نهايتها.
مقالات ذات صلة العصر الجاهلي أم عصر ما قبل الإسلام 2024/06/21صحيح أن كل تلك القرارات المتعلقة بالجيش تم التراجع عنها والاعتذار للمستوى السياسي، لكن لا يمكن إغفال الرسائل التي تحويها تلك القرارات وأنها لم تكن وليدة من المفاجأة أو الصدفة أو حتى الاعتباطية، بالذات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العلاقة بين السياسيين والجيش معقدة وتحكمها اعتبارات متعددة، أهمها الدور المحوري والمركزي للجيش في المجتمع والسياسة الإسرائيلية، حيث يحظى بإحترام كبير وفي الغالب يقدم القادة العسكريين مداخلات حاسمة للمستوى السياسي وتعتبر آرائهم محط تقدير كبير، بالإضافة إلى أن العديد من السياسيين الإسرائيليين لهم خلفيات عسكرية.
وإسرائيل عموماً دولة مسكونة بهاجس الأمن، بالتالي فإن السياسيين يعتمدون في غالبية الأحيان على التوصيات العسكرية عند صياغة سياساتهم، وهذا يطمس الخطوط الفاصلة بين المجالين العسكري والسياسي ويؤكد على العلاقة التكافلية بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات السياسية.
وبالرغم من ذلك، هناك مساحة مهمة للخلاف بين السياسيين والعسكريين يتيحها النظام الديمقراطي لديهم، ورغم أن السيطرة المدنية على الجيش مبدأً أساسيًا وبموجب ذلك يحق للجيش تقديم آرائه وتوصياته المهنية، إلا أن سلطة اتخاذ القرار تقع على عاتق الحكوميين المنتخبين.
يمكن أن تؤدي هذه الديناميكية إلى خلافات أو اختلافات في الرأي حول مسائل مختلفة، بما في ذلك الاستراتيجيات العسكرية والسياسات الدفاعية وقضايا الأمن القومي. وهذا ما نحن فيه الآن، وهو ما يطرح السؤال: هل بدأ الجيش يرفض فكرة استمرار الحرب بصيغتها الحالية ولماذا؟ تؤكد المعطيات السابقة حول المؤسسة العسكرية والاستخباراتية والأمنية أنها تمثل العقل الباطن للدولة، والتي يبدو أنها وصلت إلى قناعة بأن استمرار الحرب يضر بسمعة إسرائيل، خاصة بعد ورقة بايدن التي تضمنت ثلاث نقاط أساسية، أولها وقف الحرب، وما تلاها من قرار مجلس الأمن الدولي في ١١ حزيران الذي أكد وقف الحرب بمبادرة بايدن.
وبالتالي، قرر الجيش استباق الأحداث وبدأ بتقديم ورقة تتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية التي أطلق عليها اسم “الفقاعات الإنسانية”، والتي تهدف في جوهرها إلى تحقيق السيطرة الأمنية على غزة. وحتى يتمكن الجيش من التحايل على وقف إطلاق النار، لا يتبقى عليه سوى العودة للخطة الأساسية للحرب، والتي تتضمن ثلاث محاور أساسية: المرحلة الأولى، التي استمرت ثلاثة أسابيع وتضمنت القصف الجوي والمدفعي والبحري.
أما المرحلة الثانية، التي لا تزال مستمرة وشملت الاجتياح البري والسيطرة على جميع معابر غزة ومحور فليدلفي وخط نتساريم.
أما المرحلة الثالثة، التي وضعت سلفًا ويرغب الجيش في الانتقال إليها، فهي التحول إلى صيغة تشبه ما يحدث بالضفة الغربية، بالاستمرار في العمليات دون إشعال حرب جديدة، والحفاظ على المعابر ومحور فليدلفي.
إذًا، مما سبق ندرك أن الجيش لديه ما يقوله وما تلك القرارات إلا جزءً من حلقات متواصلة غايتها التخلص من الضغط على إسرائيل بالانتقال التكتيكي من الحرب المفتوحة إلى العمليات المنضبطة، وتلك كانت نعمة في يد نتنياهو الذي بدأ سابقًا باستثمار ما يحدث، إذ أظهر حزمه مع الجيش وفي نفس الوقت استخدم تهديدات الجيش للتملص من استفزازات وزيريه المتطرفين وتمكنه لاحقًا من مواجهة الجمهور الإسرائيلي بأن أي قرار بوقف الحرب لم يأتِ إلا بسبب الضغوط التي بدأتها الولايات المتحدة لأغراض انتخابية. وأضيف إليها الضغوط من الجيش، وبالتالي فإنه سيذهب مضطرًا إلى هذا القرار، وفي نفس الوقت يمكنه هذا الضغط من تقديم هدية للإدارة الأمريكية في خطابه المقبل أمام الكونغرس، والذي سيتمثل بإعلانه الانصياع للضغط الأمريكي مما يفيد الإدارة ويفيده هو شخصيًا.
يُستشف من كل تلك الإشارات والمعطيات أن هناك نهاية قريبة للحرب في صيغتها الحالية، وتحولها بشكل نوعي إلى صيغة أخرى أكثر استدامة وأقل استثارة للمجتمع الدولي، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قرب انتهاء العدوان
إقرأ أيضاً:
عن نصرالله بعد تشييعه.. ماذا قالت صحيفة إسرائيلية؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ عهد الأمين العام لـ"حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله قد انتهى بعد تشييعه، مشيرة إلى أن المرحلة الجديدة تشير إلى بدء عهد إرثه. ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن "جنازة نصرالله يوم الأحد، حضرتها حشودٌ غفيرة في لبنان خصوصاً من الطائفة الشيعية، فضلاً عن وفود من العراق واليمن والبحرين ودول أخرى"، وأضاف: "كان ذلك بمثابة استعراضٍ للقوة من جانب حزب الله، ووسيلة لإرسال رسائل إلى منافسيه وأعدائه في ظل الضربة غير المسبوقة التي تعرض لها من جانب إسرائيل". وتابع: "في لبنان ، يسعى حزب الله إلى إيصال رسالة إلى أنصاره الشيعة، الذين يشكلون مصدر أمنه وقوته السياسية، مفادها أنه لا يزال المنظمة المحبوبة على الرغم من الانتقادات التي تتلقاها من قاعدته الاجتماعية، بسبب مصاعب الحرب. كذلك، فقد أشارت الجنازة الضخمة إلى خصوم حزب الله السياسيين بأنه على الرغم من ضعفه السياسي، فإن الجماعة تظل عاملاً مهماً في السياسة". وأكمل: "يحتاج حزب الله إلى أن يثبت لأعدائه خارج لبنان، وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة، أنه لا يزال قوياً، بغض النظر عن خسارته الكبيرة في القادة والزعماء والأضرار الجسيمة التي لحقت بأنظمة الصواريخ والقذائف الخاصة به. في حملته الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار (إنا على العهد)، يؤكد حزب الله على أهمية تمسك قاعدته الاجتماعية به، فالمنظمة تحتاج إلى أعداد كبيرة من المجندين من الطائفة الشيعية لملء الصفوف التي خلفها آلاف القادة والناشطين الذين تم القضاء عليهم خلال الحرب، سواء من خلال هجمات أجهزة البيجر، أو الاغتيالات المستهدفة، أو في هجمات الجيش الإسرائيلي المستمرة على مدى 13 شهراً من القتال". وتابع: "إن التأكيد الواسع على ميزات وسمات وأهمية شخصية نصر الله منذ اغتياله، وخاصة في جنازته، يرمز إلى الانتقال من عصر نصر الله إلى عصر إرثه. وفي غياب شخصية بقدراته، كما اعترفت طهران نفسها، فإن حزب الله يحتاج إلى إرث نصر الله لتعزيز تطلعاته في تعويض الضربات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية التي تعرض لها". وأكمل: "سوف تستخدم قيادة المنظمة شخصية نصرالله الآن لغرس الدافع في الشباب الشيعي وفي صفوف مختلف تشكيلات حزب الله، لمواصلة القتال على الرغم من التحديات والصعوبات غير المسبوقة". وأردف: "لا يمكن التقليل من أهمية نصر الله في تعزيز حزب الله وعلاقاته مع إيران. كان نصر الله يتقن اللغة الفارسية وتلقى تعليمه لمدة عامين في الحوزات الدينية في مدينة قم الإيرانية في أواخر الثمانينيات، وبالتالي طور علاقات عمل حميمة مع قيادة النظام الإيراني. وبينما كان قاسم سليماني قائداً لفيلق القدس (1998-2020)، فقد عمل بشكل مشترك ووثيق مع نصر الله في التخطيط لهجمات شديدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة". وقال: "إن خلفاءهما، نعيم قاسم في قيادة حزب الله وإسماعيل قاآني في فيلق القدس، لا يقتربون من قدرات أسلافهم. لقد شكل اغتيال نصر الله وسليماني ضربة قاسية لمحور المقاومة التابع لخامنئي". وأردف: "مع إضعاف وكلائه، خط الدفاع الأول لإيران، أدرك النظام الإيراني أنه يتعين عليه على الفور تعزيز حزب الله وإعادة بنائه. وبناءً على ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن مشاركة الوفد الإيراني الرفيع المستوى (برئاسة نائب قائد الحرس الثوري الإسلامي علي فدوي وآخرين) ترمز إلى التزام طهران بمواصلة مساعدتها لحزب الله". وتابع التقرير: "إن إضافة هذا التصريح إلى إعلان خامنئي أن حزب الله انتصر في الحرب يظهر أن الحوب وإيران يدركان أن المنظمة لا ينبغي أن يُنظر إليها على أنها ضعيفة ومتضررة خوفاً من الانزلاق إلى منحدر قد يعرض وجودها للخطر. لقد كانت الأنشطة العملياتية التي قامت بها إسرائيل أثناء الجنازة لافتة، حيث حلقت طائراتها فوق الموكب في بيروت. لقد أوصلت هذه الأنشطة الحزب إلى أن إسرائيل عازمة على عدم السماح لها بالعودة إلى الحياة".وأكمل: "بعد أن نجحت في فرض وقف إطلاق النار على حزب الله، تشير إسرائيل إلى أنها لا تنوي السماح للمنظمة بإعادة تسليح نفسها، أو إعادة تنشيط عمليات تهريب الأموال من إيران، أو إعادة ترسيخ وجودها في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني". وختم: "بطبيعة الحال، إلى جانب النشاط الموجه ضد حزب الله، يجب على إسرائيل أيضاً أن تتحرك ضد رأس الأفعى، أي إيران التي ترعى حزب الله". المصدر: ترجمة "لبنان 24"