لجريدة عمان:
2025-01-21@10:42:04 GMT

الأوروبيون وموقفهم من الديمقراطية الأمريكية

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

في بعض الأحيان، تصبح الأمور أكثر وضوحًا للبعيد أكثر من القريب، ولذلك يبدو أن أصدقاء الولايات المتحدة في أوروبا أكثر وعيًا بالمخاطر التي تحيط بانتخاباتنا منا نحن الأمريكيين، وهم يدركون الخطر الذي يهدد التحالفات طويلة الأمد بين الدول الديمقراطية والإجماع السياسي بينها الذي يتجاوز الخطوط الأيديولوجية في مقاومة التطرف والدوافع الاستبدادية.

إن قول هذا، بالطبع، يضع الآخرين يتهموننا بالحزبية لأن الرئيس بايدن يجعل الحفاظ على الديمقراطية قضية مركزية في انتخابات عام 2024، كما أكد ذلك خلال رحلته إلى أوروبا الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى يوم الإنزال. وفي الوقت نفسه، يكرر دونالد ترامب إشادته بصلاحية الأنظمة القمعية في روسيا والصين والمجر وحتى كوريا الشمالية، وقد قال أواخر الشهر الماضي إن قادة هذه الدول الآن «في قمة مجدهم، سواء أعجبك ذلك أم لا».

ولكن لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الأمر على أنه حزبي عندما أشرح القضية المطروحة في الانتخابات. وفي محادثاتي مع الأوروبيين على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أذهلني أن الكثيرين، من مختلف الميولات السياسية، كانوا يدركون بشدة كيف سيكون العالم ويفكرون في حجم المشاكل التي ستواجهها الديمقراطية إذا فاز ترامب. وإذا ما استثنينا أنصار أحزاب اليمين المتطرف، هناك عدد قليل من أنصار ترامب في أوروبا.

هناك سبب آخر لحساسية أوروبا النسبية تجاه مسألة الديمقراطية، فالدكتاتورية هي واقع حديث نسبيًّا هناك بطريقة لم تكن موجودة من قبل في الولايات المتحدة. ولنتأمل هنا تجربة الفاشية والنازية في ثلاثينات وأوائل أربعينات القرن العشرين، وانظر أيضًا إلى التحول الحديث نسبيًا إلى الديمقراطية في إسبانيا والبرتغال في السبعينات أو في أوروبا الوسطى والشرقية بعد سقوط جدار برلين عام 1989 ونهاية الحرب العالمية الثانية ونهاية الاحتلال السوفييتي.

إن نظرتي حول الاختيارات السياسية في هذه اللحظة لا تأتي من فيلسوف سياسي بل من المغني الشعبي جوني ميتشل، الذي أعلن قائلاً: «إنك لا تعرف ما الذي تملكه إلا بعد أن تفقده». وفي أوروبا، أصبحت تكلفة خسارة الديمقراطية بمثابة ذكرى حية.

خوفي هو أن الديمقراطية ليست حية بما فيه الكفاية. إن الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء يفقدون تقديرهم للديمقراطية -لأنها أصبحت ثوبا قديما، أو لأن الحكومات الديمقراطية يُنظَر إليها باعتبارها فاشلة في حل المشاكل، أو لأن الساسة يُنظَر إليهم على أنهم يخدمون مصالح نخبة أو أخرى.

وفي الولايات المتحدة، وجدت مؤسسة جالوب أن الثقة في الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية انخفضت من 61 في المائة في عام 1984 إلى 28 في المائة أواخر عام 2023. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس في نفس الوقت تقريبا أن الأغلبية أو التعددية تعلن عدم رضاها عن الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية في كل من بولندا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكرواتيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. ومن بين الدول التي شملها الاستطلاع، أعربت الأغلبية في السويد فقط عن رضاها عن الديمقراطية.

وبالتالي، قد يبحث أبطال الديمقراطية خارج الدول الغنية في الشمال والغرب عما يذكرنا بقدرة الديمقراطية على منح الناخبين فرصًا للتعبير عن رغبتهم في التغيير، والتحدث ضد الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، ومحاسبة الحكومات، والدفاع عن الديمقراطية نفسها.

لقد قدمت الأسابيع الأخيرة مثاليـْن بارزين يوضحان قيمة الانتخابات الحرة، وكيف يتمكن أولئك الذين لا يملكون الثروة أو الامتيازات من إبراز أصواتهم.

الأول في الهند، إذ حرم الناخبون حزب (بهاراتيا جاناتا) الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي من الحصول على الأغلبية بعد أن توقع مودي، ومعظم استطلاعات الرأي، أنه سيحقق فوزا ساحقا. وحدث ذلك بسبب الناخبين الهنود الفقراء الذين شعروا بأنهم مستبعدون من ازدهار البلاد، ومن أولئك الذين يخشون أن تؤدي قومية مودي الهندوسية إلى تغييرات دستورية تحرم المسلمين وكذلك الهندوس من الطبقة الدنيا.

والثاني في جنوب إفريقيا، حيث خسر المؤتمر الوطني الإفريقي أغلبيته للمرة الأولى منذ إجراء انتخابات شاملة في عام 1994 بعد انتهاء نظام الفصل العنصري. ورد الرئيس سيريل رامافوسا يوم الخميس على النتائج بالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

في حد ذاتها، لا تكفي هذه الانتخابات ولا المخاوف الأوروبية بشأن رئاسة ترامب لتحويل الديمقراطية إلى قضية تصويت هذا العام. ولكن من الأفضل للأمريكيين أن ينتبهوا إلى الكيفية التي قد يفسر بها أصدقاء الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم الاختيار الذي نتخذه. إنهم يحذروننا من أن مغازلة الاستبداد لا تنتهي أبدًا بخير.

إي جيه. ديون جونيور يكتب عمودًا مرتين أسبوعيًا لصحيفة واشنطن بوست. وهو أستاذ في كلية ماكورت للسياسة العامة بجامعة جورج تاون، وكبير الزملاء في معهد بروكينجز. أحدث كتاب له، بالتعاون مع مايلز رابوبورت، هو «100% ديموقراطية: دعوة إلى تصويت عالمي».

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

الشرع مهنئا ترامب: نثق أنه القائد الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  هنأ قائد الإدارة الحالية في سوريا، أحمد الشرع، في بيان، دونالد ترامب على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، ووصفه بأنه "القائد الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط".

ووفقا للبيان الذي نشرته القيادة العامة السورية، فإن الشرع قال إن اختيار الشعب الأمريكي لترامب "شهادة على الثقة التي وضعها في قيادته".

 وعلى صعيد العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، ذكر أحمد الشرع أنه "يتطلع إلى تحسين العلاقات بين البلدين على أساس الحوار والتفاهم".

وقال: "لدينا ثقة في أنه مع هذه الإدارة، ستغتنم الولايات المتحدة وسوريا الفرصة لتشكيل شراكة تعكس تطلعات كلا البلدين".

وذكر : "نثق أن (ترامب) القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة".

مقالات مشابهة

  • ما هي الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب وتلك التي ألغاها؟
  • ما هي أوامر ترامب التنفيذية الصادرة وتلك التي ألغاها؟
  • الشرع مهنئا ترامب: نثق أنه القائد الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط
  • إبراهيم عيسى: تنصيب ترامب يعكس قوة الديمقراطية الأمريكية
  • تزامنا مع تنصيب ترامب.. ماكرون يطالب أوروبا بالتوقف عن شراء الأسلحة الأمريكية
  • محلل سياسي: الديمقراطية الأمريكية تتفوق على أي انتصار فردي
  • بدء مراسم تنصيب «دونالد ترامب» رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
  • من هم القادة الأوروبيون الذين سيشاركون في حفل تنصيب ترامب الثاني؟
  • خطر على الديمقراطية.. هكذا وصف سفير ألمانيا في واشنطن ترامب بوثيقة سرية
  • ترامب: إلغاء كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن