تشريعيات فرنسا 2024..هل هي بداية سقوط الجمهورية الخامسة..؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
بقلم : د. عيد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
الكل يعرف” بالخطر القاتل ” اي المد اليميني المتطرف و كسبه في كل معركة انتخابية مساحات جديدة و مقاعد جديدة و مناصب قرار جديدة…
الكل يعرف الخلفية الايديولوجية و التاريخية و الدينية لليمين المتطرف و أفق قدرته على التغيير أو التشطيب أو التعديل…و إعلانه المتكرر على ” مانيفيستو ” عنصري و عرقي و ديني….
و الكل يقر بخطره على المجتمعات المتعددة الثقافات و الديانات…
و الكل يعترف بقوة آلته الإعلامية و كيف يقوم بأكبر عملية غسل الدماغ لمجموعات كبيرة في نفس الفترة….!
و مع كل هذا العلم المسبق بهذا الخطر الداهم للمجتمعات و للمجمعات الفكرية و الإعلامية…فإن اليمين المتطرف ينجح هنا و يكتسح هناك…وهو يتقدم دائما و لا احد يقدر على فرملته رغم كل هذا العلم المسبق…!
فكيف و لماذا و متى….؟
يتكرر هذا المشهد السياسي في كل المحطات الانتخابية سواء البلدية أو الجهوية اوالبرلمانية او الرئاسية…
وأصبح الجميع يعرف جيدا نقط البرامج الانتخابية لليمين المتطرف…و حتى نتائج استقراءات الرأي بخصوص نية التصويت تعلن تقدمهم و اكتساحهم…
فيما تتكلف آلتهم الإعلامية الرهيبة بتهييء الناخبين من الناحية النفسية بعد اقناعهم من طرف أقلام و كتاب و مؤثرين و حتى ما يعرف بمدربي الكوتشينغ الذاتي…كل هؤلاء يتكلفون ليس في أيام الحملة الانتخابية..بل ان اليمين المتطرف هو في حملة طوال السنة سواء كان في مراكز القرار هو خارجه…
لقد تعودوا على منهجية حكومات موازية أو “حكومات الظل ” …
وهنا نعود لطرح السؤال /الإشكالية…من أين لهم بكل هذه القوة..؟ و بكل هذه الثقة…؟
أعتقد أن أحد عناصر الجواب تكمن في الوعاء الانتخابي نفسه…لذلك فالتعليقات عن نتائج الانتخابات تختلف بين تيار اليمين المتطرف و التيارات الأخرى التي تكتفي بإلقاء اللوم على ” الناخب ” أو ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي و أن هذه النتائج هي عقاب انتخابي….في حين ان تعليقات اليمين المتطرف مهما كانت نسبة نتائجه و مرتبته….فإن عناوين الإعلام تأتي قوية و صور الصفحات الأولى تعبر عن ” الإنجاز الكبير ” و تفتح طريق الأمل للمستقبل…
في مشهد يكاد يكون نسخة طبق الأصل في كل تجارب فرنسا و المانيا و ايطاليا و هولندا و النمسا و اسبانياو هنغاريا…
لا تقتصر الإجابة على حصرها في الحالة الصحية للوضعية الاقتصادية أو الاجتماعية في الزمن الانتخابي…بل هناك عناصر تاريخية و أيديولوجية أيضا…فبعد إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن انتخابات مبكرة مثلا…فإن الحديث قفز الى منطقة أخرى لها جدور تاريخية ترتبط بين مرحلة ” الماريشال فيليب بيتان ” و ” الجنرال ديغول ” لذلك هناك من جعل من الصراع الانتخابي و السياسي الحالي بين ماكرون و لوبان هو حلقة جديدة للصراع بين أحفاد الماريشال بيتان و الجنرال ديغول…بين حكومة فيشي و تسليم اليهود للنازي هتلر و مبادى الجمهورية الخامسة…
أعتقد – و هنا احتفظ لنفسي بمساحة في الخطأ – …ان ” كلمة السر ” في نجاحات اليمين المتطرف في صناديق الاقتراع هو الناخب اليميني المتطرف و الذي يطلق عليه لقب ” مناضل Militant ” وهو يتقاسم و يشارك في تسويق أفكار اليمين المتطرف بل و يدافع عنها في الاعلام و المسيرات الاحتجاجية و مجالات الإبداع الفني و الفكري و يتوج هذا المسار الترافعي بالتصويت المنتظم في كل المحطات الانتخابية…
وهو هنا يرتفع قليلا عن لقب ” ناخب ” و الذي يتعامل بمنطق النفعية و المصلحة إذ قد ينتقل من التصويت لهذا الحزب أو ذاك فقط لأنه سيخصص امتيازات جديدة في سوق العمل أو الضرائب أو منح المساعدات الاجتماعية و الثقافية…لذلك فهو يتعامل بمفهوم التصويت العقابي و يهاجر الى حزب أو تحالف جديد و قد يهجر العملية برمتها في شكل عزوف انتخابي…
ففي فرنسا مثلا..نجد اليسار يتحرك سواء و سط اليسار أو اليسار الراديكالي…كما نجد حركات مدنية و سياسية يسارية تشتغل بقوة في شكل تحالفات من أجل الفوز…و بالمقابل نجد أيضا قوى تحالف اليمين و اليمين المتطرف تشتغل أيضا و تتفق حول مراكز ” المرشح المشترك “…كما نسجل تحركات فريق حزب ماكرون ‘ النهضة ” و دفعه ‘غابرييل أتال” للفوز برئاسة الحكومة كمرحلة تمهيدية لرئاسيات 2027 أمام بارديلا أو ماري لوبان…
لكن في ظل كل هذه التحركات و التغييرات و البرامج و تقديم وجوه جديدة و اخرى مألوفة مع مواكبة اعلامية قوية تترصدو تتعقب خطوات و أنفاس كل المتحكمين في المشهد السياسي و الإعلامي…نسجل هيمنة سرديات اليمين المتطرف من طرف إعلامهم المتحكم في نسبة المشاهدة و أجندة مرور المرشحين في تلك القنوات…لذلك فإن الجميع ينتظر بكل هدوء سقوط الكارثة يوم 30 يونيو..بل هناك من يروج وبقوة تشبيه اللحظة التاريخية بفرنسا بمآل رئيس الوزراء البريطاني السابق ” دافيد كامرون ” بعد دعوته لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي Brexit سنة 2016 و كيف غادر الساحة السياسية بعد تقديم اسنقالته…و هناك من يروج لحالة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك…
وهي كلها سيناريوهات غالبا من إعلام اليمين و اليمين المتطرف تمهد الطريق لقبول نتائج و تداعيات الخطر القاتل…
لذلك فالمعركة بين اليمين المتطرف و تيارات العيش المشترك هي معركة تاريخية بين الناخب و ” المناضل “….!
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
تعليم أسوان تنظم ورشة عمل "المعلم الموهوب" ضمن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"
نظمت وحدة التواصل والدعم بإدارة نصر النوبة التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بأسوان ورشة عمل بعنوان "المعلم الموهوب" حيث استهدفت الورشة رؤساء الأقسام النوعية بالإدارة وموجهي المواد الدراسية ومسئولي الدعم والتواصل بالمدارس وذلك ضمن فعاليات وأنشطة المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
وتهدف الورشة استعراض التجارب المميزة للمعلمين المتقدمين لمسابقة المعلم الموهوب حيث أدار الورشة داليا رمضان مدرب معتمد بقسم التدريب، تحت إشراف الدكتور أيمن عبداللطيف مسئول وحدة الدعم والتواصل بالإدارة.
فيما شهدت منال عبد الوهاب وكيل مديرية التربية والتعليم بأسوان ورشة عمل "المعلم الموهوب" والتى نظمتها وحدة التواصل والدعم بالمديرية ضمن فاعليات المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان بقاعة الاجتماعات بديوان المديرية بحضور رشدى موسى مسئول وحدة التواصل والدعم للمعلمين.
وتأتى ورشة عمل "المعلم الموهوب" استكمالاً لسلسلة برامج تدريبية نظمتها وحدة التواصل على مدى 4 أسابيع على مستوى المديرية والإدارات والمدارس عن بحوث الفعل- حقوق المعلم وواجباته - التجارب الرائدة ،وتهدف ورشة عمل "المعلم الموهوب" لاكتشاف المواهب بين جموع المعلمين فى شتى المجالات ، ودعم وتحفيز الموهوبين من خلال تسليط الضوء على أصحاب هذه المواهب وإبراز تجاربهم وتقديم الدعم لهم .
شاهد.. فرحة السائحين خلال زيارة محافظة أسوان جولة ميدانية لـ محافظ أسوان بالسوق السياحى ..ورؤية جديدة لمنع أى إشغالات. .شاهد أنشطة تعليميةواستعرضت وكيل المديرية مع الحاضرين من المعلمين الموهوبين من الادارات التعليمية ،والعاملين بالديوان ، مدى استفادتهم من ورشة العمل ومجالات المواهب ، وحثتهم على تقديم المزيد من الأعمال والمشاركة فى المسابقات المختلفة ، وأثنت على الجهد المبذول منهم .
وأكدت وكيل المديرية على ضرورة دعم القيادات من العاملين بالتوجيه والادارات النوعية لهذه المواهب واحتضانها ؛ بما يعود بالنفع على المعلم نفسه وإثراء شخصيته لتنعكس على أدائه فى العمل وتحقيق أهداف العملية التعليمية .
وأوضح مسئول وحدة الدعم والتواصل أن ورشة العمل اليوم تضمنت عروض متميزة قدمها عدد من الموهوبين المشاركين فى ورشة العمل ونالت استحسان جميع الحضور ، وأدار ورشة العمل ا/فاتن محمد رمضان المدرب المعتمد الأكاديمية المهنية للمعلمين.
وفى نهاية اللقاء أكدت عبد الوهاب على أهمية الكشف والتنقيب عن الموهوبين من المعلمين مثلما نهتم بالموهوبين من الطلاب ، وضرورة استثمار هذه المواهب ودعمها ؛ لأن ما ننشده من مسايرة التطوير فى العملية التعليمية لا يعتمد على معلم تقليدى نمطى ، ولكن معلم موهوب قادر على ابتكار طرق تدريس حديثة ، وأساليب تواصل فعالة مع الطلاب.