ديفيد هيرست: تحالف قادة إسرائيل مع الفاشيين في أوروبا أكبر تهديد لليهود
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
حذّر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إسرائيل من أن تصبح دولة فصل عنصري تتبنى الأيديولوجية الفاشية وتتقارب مع اليمين الفاشي الأوروبي من أجل إيجاد حل نهائي لصراعها مع الفلسطينيين.
وقال إن إسرائيل إذا فعلت ذلك ستواجه لحظة وجودية في وقت أقرب مما يعتقد كثيرون.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: كثيرون يجب أن يقلقوا إن نشبت حرب بين حزب الله وقبرصlist 2 of 2أصوات القنابل طوال اليوم.. غارديان: إسرائيل تقترب من الحرب مع حزب اللهend of list
وفي مقال له بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تحدث هيرست عن ظاهرة تقارب إسرائيل واليمين الأوروبي المتطرف رغم العداء المفرط بين الطرفين خلال الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخ قريب.
وسرد الكاتب تفاصيل عن التقارب المذكور، مثل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس مؤخرا والتي وصف فيها الحرب بغزة مخاطبا الأوروبيين: "انتصارنا هو انتصاركم! إنه انتصار الحضارة اليهودية المسيحية على البربرية. إنه انتصار فرنسا! إذا انتصرنا نحن هنا، فأنتم تنتصرون هناك".
وتحدث هيرست عما أسماه شماتة الإسرائيليين بسبب نجاح اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، فقد اعتبروه ردا على اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية.
هتلر أصبح قدوةولفت الكاتب إلى أن أدولف هتلر أصبح قدوة لإسرائيل هذه الأيام؛ فقد استشهد به موشيه فيغلين، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، عندما قال الأسبوع الماضي على شاشة تلفزيونية "كما قال هتلر، لا يمكنني العيش إذا بقي يهودي واحد حيا؛ فلا يمكننا العيش هنا إذا بقي إسلامي نازي واحد في غزة"، على حد وصفه.
واعتبر الكاتب أن هذه هي الفاشية بكل وضوح وبساطة؛ وأنها قد أصبحت -على نحو متزايد- عملة شائعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، فلقد اختفت جميع المحرمات القديمة، ولهذا السبب يتم قبول الفاشيين الأوروبيين بسهولة باعتبارهم رفقاء الروح للفاشيين الإسرائيليين.
وأشار هيرست إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وصربيا، وزيادة الأخيرة تصدير السلاح لإسرائيل أثناء عدوانها على غزة، وتعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن امتنانه للرئيس الصربي.
مصلحة مشتركة
وقال إن هذا التقارب ليس من قبيل المصادفة، بل قام على مصلحة مشتركة للطرفين، فإسرائيل لديها نية صريحة لإجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الخروج من الأراضي التي تحتلها، والمتطرفون اليمينيون في أوروبا يريدون طرد أكبر عدد ممكن من المسلمين من القارة العجوز.
وأضاف أن الجيل الجديد من السياسيين الأوروبيين واضحون فيما يفكرون فيه؛ فهم يعتقدون أن "الحضارة الغربية" مهددة من قِبَل الإسلام، وأن "سكان أوروبا الأصليين" مهددون من قبل المهاجرين، وهم يؤيدون نظرية صدام الحضارات ونظرية الاستبدال الكبرى، ويؤيدون إسرائيل بشكل قوي في تصريحاتهم، إن لم يكن بأفعالهم.
وبيّن الكاتب أن التحالف مع الأحزاب السياسية الأوروبية التي تشوه صورة المسلمين، بنفس الطريقة التي تغذي بها الجماعات اليمينية المتطرفة كراهية اليهود، أصبح أكثر من مجرد مغازلة؛ فقد تم ترسيخه بسرعة ليصبح تحالفا أكثر اتساعا بكثير بين إسرائيل واليمين الأوروبي المتطرف، وبالأفعال كما بالأقوال.
التهديد الأكبر لإسرائيلوقال هيرست إنه لا يوجد اليوم تهديد لإسرائيل أكبر من أقوال وأفعال قادتها، وأكبر من الفاشيين الأوروبيين الذين يجدون قضية مشتركة مع إسرائيل، ويعودون للسلطة في أوروبا مرة أخرى.
وأضاف أن ما يقوله لا يتعلق بالتاريخ؛ بل إنه يتعلق بإسرائيل اليوم. فلا يهم إسرائيل ملايين اليهود الذين وقعوا ضحايا للفاشية في أوروبا، ولا يهم أن المعادين للسامية الحقيقيين هم حلفاؤهم اليوم؛ كل ما يهم هو أنهم وجدوا قضية مشتركة ضد عدو مشترك. وبالنسبة لليمين المتطرف الفاشي الأوروبي؛ أصبحت إسرائيل نموذجا يُحتذى به في كيفية التعامل مع الأقلية المسلمة المتمردة.
وبيّن الكاتب أنه بالنسبة لإسرائيل؛ هناك مخاطر واضحة في اتباع هذا المسار، لأنها ليست في أرض يمثل فيها المسلمون أقلية، بل إن اليهود أقلية حتى في إسرائيل نفسها، علاوة على ذلك؛ فإن "الدولة اليهودية" ليست على هامش العالم الإسلامي، بل إنها تقع مباشرة في مركزه.
كما أن ما يحدث ليس تكرارا لما حدث في عام 1948، على الأقل ليس بالنسبة للفلسطينيين؛ فإذا حاولت إسرائيل القيام بعملية تطهير عرقي كبرى في الضفة الغربية، فسوف يثور الأردن ويصبح قاعدة لحركة مقاومة نشطة على طول الحدود البرية الأطول لإسرائيل، ولن تنعم إسرائيل بحدود هادئة مرة أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
وسط مخاوف من أعمال الشغب..مظاهرات حاشدة في فرنسا ضد اليمين المتطرف
انطلقت اليوم الخميس أعداد حاشدة من المواطنين في مسيرات بجميع أنحاء فرنسا، بدعوة من النقابات العمالية الكبرى، وذلك للتعبير عن مطالبهم بمناسبة عيد العمال، الذي يوافق الأول من ماي من كل عام.
ومن المقرر تنظيم العديد من الفعاليات في مختلف أنحاء البلاد. ففي باريس، تنطلق مسيرات النقابات بحضور ممثلي النقابات العمالية المختلفة. منها الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل، والكونفدرالية العامة للعمل، والاتحاد الطلابي الفرنسي، والمنظمات الشبابية، بعد ظهر اليوم، من ساحة “إيطاليا” في الدائرة الثالثة عشرة بباريس. وذلك تحت شعار النضال “ضد اليمين المتطرف. ومن أجل السلام والحريات والعدالة الاجتماعية”، وفقًا للبيان الصحفي للنقابات، بالإضافة إلى مطالب اجتماعية أخرى.ومن المقرر انطلاق نحو 250 تظاهرة في جميع أنحاء البلاد. وتتوقع السلطات الفرنسية مشاركة ما بين 100 ألف و150 ألف شخص في مظاهرات اليوم في عدة مدن فرنسية، وفقًا لمصدر بالشرطة. وفي باريس وحدها. من المتوقع أن يشارك ما بين ((15 ألفًا إلى 30 ألفًا)).
إلا أن السلطات الأمنية تخشى من وقوع اضطرابات وأعمال شغب، حيث تتوقع وجود أشخاص قد يتسببون في حدوث توترات في مختلف أنحاء البلاد. وفي باريس، قُدر عدد هؤلاء العناصر ما بين 200 إلى 400 من مثيري الشغب.
في هذا السياق، أعلن قائد شرطة باريس، لوران نونيز، صباح اليوم الخميس، عن نشر 2000 فرد أمن) خلال تظاهرة باريس. مضيفًا أنه ستكون هناك “عمليات تحقق وتفتيش مكثفة خلال المظاهرة”. وأعرب عن خشيته من حدوث تجاوزات، خاصة مع احتمالية وجود عناصر من مثيري الشغب.
مع ذلك، أكد قائد شرطة باريس أنه “لا يوجد أي خطر” في المشاركة بالتظاهر، رغم المخاوف من الاضطرابات، مشددًا على أن المسيرات النقابية ستُجرى في أجواء سلمية. لكنه حذّر من التعامل مع العناصر المخربة، قائلًا: “لن نتسامح مع أي تجاوزات… وسنتدخل بحزم شديد.”
كما من المقرر تنظيم مسيرات في مدن فرنسية أخرى، من بينها “مارسيليا” و”بوردو” و”ليون”.