المسلة:
2025-02-22@11:22:23 GMT

ليس بالمجسرات وحدها تُحل مشكلة الازدحام المروري

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

ليس بالمجسرات وحدها تُحل مشكلة الازدحام المروري

22 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: كتب رئيس قسم هندسة العمارة في كلية الهندسة بجامعة الكوفة شبر منعم فلاح مقالا بعنوان: (انشاء المجسرات في مراكز بغداد والمحافظات).

في كل مرة ننشأ مجسر او نفق سيارات، نلاحظ تدهور المنطقة التجارية المحيطة بالتقاطع! , المجسرات وانفاق السيارات، تسرع حركة السيارات في الشوارع، و تصعب وقوفها، أليس ذلك هو الغرض من المجسرات؟نعم، فالمجسرات تبنى لتسهيل حركة السيارة وتقليل ازدحامات المرور.

على اية حال، الاثار الجانبية لهذه المجسرات ، تصعيب حركة المشاة في المكان، والنتيجة انخفاض ارباح المحال التجارية المحيطة، وهكذا تذبل حيوية المنطقة، وتموت مراكز المدن.

منذ كتاب جين جاكوبس (موت وحياة مدن امريكية كبرى) عام 1961 والى الان ، نفس المشكلة ونفس الحلول. لقد ناضلت هذه المرأة الشجاعة من اجل انقاذ مدينتها، نيويورك، من مجسرات وشوارع المصمم الكبير، روبرت موسس. رفعت صوتها بالمظاهرات، والمحاكم، والمؤلفات. وحسنا فعلت، اوقفت المشروع وانقذت مدينتها من الضرر الذي لحق باغلب المدن الامريكية الاخرى.

جادلت جاكوبس : لا يمكن ان تكون المدينة للسيارات المسرعة فقط! ولا يمكن ان تكون المدينة تحت سلطة مهندسي الطرق ومعادلاتهم الرياضية فقط.

المدينة هي مدينة، بامانها للمشاة، بظلال اشجارها، بحدائقها العامة، بأرصفتها الواسعة، بمواقف السيارات اليسيرة ، بمحلاتها الصغيرة، باستخداماتها المتنوعة، بعقدِّها التاريخية، حيث يلتقي الناس، ويتجول الباعة. هي مدينة بتوفيرها اماكن سهلة الوصول لأحتضان ناسها دون تمييز. اماكن للأطفال، النساء ، المسنين، الفقراء او الاغنياء على السواء.

لذلك، يتم تطوير المدن من مجموعة اختصاصات، على رأسهم المخطط الحضري، والمصمم الحضري، مهندسي البنى التحتية، في الكهرباء ، المجاري، الماء، تصريف مياه امطار، واكيدا مهندسي الطرق. كذلك مؤرخين، معماريين ، وربما اهم عضو، هم الممثلين عن المنطقة قيد التطوير، فهؤلاء هم الاعلم بالمشاكل الحقيقية.

الان، بسبب الازدحامات الخانقة، اصبحت السلطة كاملة بيد اختصاص هندسة الطرق! مع احترامي الكبير لهذا الاختصاص المهم، لكنه اختصاص يعالج جانب واحد فقط من المشكلة، وهكذا حلولهم تصبح غير شاملة.
بكلمات اخرى، هندسة الطرق، تحل مشكلة الازدحام، ولكنها من غير قصد، قد تقتل المنطقة المحيطة بالتقاطعات.

وهكذا يصبح السؤال، كيف نقلل الازدحامات اذن ؟ هل تبقي التقاطعات مثل ما هي، حتى نحافظ على روح المدينة؟
بالتأكيد لا، الازدحامات المرورية الخانقة ، في بغداد على الاقل، هي المشكلة الكبيرة الان، ولا بد من معالجتها.

على اية حال، المجسرات والانفاق، ليست هي الحلول الامثل للازدحامات المرورية. هناك حلول اخرى، مثلا، ابعاد سبب الازدحام من المنطقة ونقله الى مكان اخر. احيانا، يتم تقوية محاور حركة جديدة موازية للمحاور القديمة،. فتح شوارع حلقية خارج المدينة، لسحب الازدحام من المراكز. احيانا اخرى، يتم بناء مجسرات صغيرة تحل المشكلة جزئيا، فتخفف الازدحام الى حد مقبول، وتبقي على حيوية المكان بشكل معقول ايضا. احيانا قانون شديد يمنع التوقف على جوانب الطريق. احيانا اخرى يتم فرض رسوم لدخول المنطقة المزدحمة. و اكيدا تنشيط النقل العام يجب ان يكون الهاجس الدائم في معالجة ازمات المرور.

اضافة الى ما ذكر اعلاه، المجسرات تخفف الازدحام لمدة سنة او سنتين، بعد ذلك، يستسهل اصحاب السيارات الخاصة استخدام سياراتهم، فيعود الازدحام المروري مرة اخرى، ولكن في هذه المرة، خسارتنا ستكون مضاعفة. ماتت المنطقة تجاريا، وعادت الازدحامات.

خير شاهد على ذلك المجسرات المنتشرة وسط بغداد، او مجسرات ثورة العشرين في النجف ، اذ اصبحت ظاهرة ازدحامها طبيعية.

موضوع الازدحامات المرورية، موضوع معقد، ولا يمكن حله بتعريض الشارع وانشاء المجسرات. يجب ان تكون الحلول تراكمية تعاونية، قائمة على تنسيق بين القطاعات ذات العلاقة وتحت مظلة رؤية كاملة للمدينة.
النقطة في هذا المقال المختصر، سلطات المدينة، لا بد ان تتوقف وتفكر قليلا، قبل ان تتخذ قرارا ببناء مجسرا في وسط المدينة.

لا يمكن ان تتحكم معادلات هندسة الطرق وحدها بشكل المدينة، فهذه المعادلات وضعت لتسهيل حركة السيارة، فقط دون اي اعتبار لروح المكان.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الفقر في ألمانيا مشكلة غابت عن الحملة الانتخابية!

كيل"أ.ف.ب": بعدما عملت لسنوات طويلة، تعاني الألمانية ريناته كراوزه من الفقر وهي على أبواب التقاعد، موضحة أنه من "الصعب" عليها احتمال "ازدراء" السلطات السياسية حيال الذين يعيشون في ظروف هشة.

وهذه المرأة البالغة 71 عاما هي من ضمن 13.1 مليون شخص يطالهم الفقر في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، ما يعني شخصا من أصل سبعة بحسب الإحصاءات الرسمية.

وإذا ما أضيف إليهم عدد الأشخاص المهددين بالفقر، عندها يرتفع الرقم إلى 17 مليونا، إي خمس التعداد السكاني الإجمالي، معظمهم نساء عازبات وعاطلون عن العمل لفترات طويلة، وعدد متزايد من المتقاعدين.

غير أن ريناته كراوزه تشير إلى أن الأحزاب السياسية الكبرى التي تتنافس في الانتخابات التشريعية المقررة في 23 فبراير "تتجاهل بصورة إجمالية" هذا الموضوع، فيما تسيطر مسألتا الهجرة والأمن على الحملة.

وترى هذه الأم لأربعة أولاد التي التقتها وكالة فرانس برس في شقتها الصغيرة عند أطراف مدينة كيل على ضفاف بحر البلطيق، أن ذلك يعكس "حملة ضد الفقراء" من قبل بعض الأحزاب، ولا سيما المحافظين الذين يتصدرون نوايا الأصوات، باعتبارها الفقر "قدرا شخصيا لا يجب الأخذ به في أي قوانين".

قالت "استخدمت مداخيلي لتمويل حياتي وضمان تعليم جيد لأولادي".

وروت المرأة التي تتقن الخياطة والحياكة أنها بعدما كانت تعمل في مكتبة، قررت في الثمانينات العمل لحسابها ففتحت محلّ نسيج، ثم باعت منتجاتها في الأسواق.

لكن هذا لم يكن كافيا للاستثمار في تأمين خاص للتقاعد، وهو ما كان يجدر بها أن تفعل بصفتها عاملة مستقلة.

وبعد طلاقها عام 2001، وإصابتها بورم سرطاني في عينها حدّ من رؤيتها، تخلت عن حياتها النشطة في 2015، قبل بضع سنوات من سن التقاعد المحدد بـ67 عاما.

وهي تتقاضى من خلال معاشها التقاعدي الأساسي والمساعدات الاجتماعية 1065,91 يورو في الشهر، وهو مبلغ دون عتبة الفقر.

وبعد حسم الإيجار والتدفئة، يبقى لها 678,51 يورو. وهي تؤكد أن كل الكماليات التي تملكها الآن من تلفزيون وأدوات كهربائية اكتسبتها قبل انحدارها إلى الفقر.

وتوضح أن الفقر يجعل الشخص يعيش في عزلة. فلا يمكنها مثلا أن تجلس في مقهى لتناول فنجان قهوة، ولا سيما مع تزايد الأسعار بسبب التضخم. وبما أن عائلتها مبعثرة في أنحاء المانيا، لا يمكنها "زيارة أحفادها السبعة".

واعتمد زعيم المحافظين فريدريش ميرتس الذي يرجح أن يكون المستشار المقبل لألمانيا، خطا متشددا بشأن المساعدات الاجتماعية، مستهدفا بصورة خاصة "معاشا أساسيا" بقيمة 563 يورو يقدم للعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة، إحدى الإصلاحات الرئيسية التي أقرتها حكومة وسط اليسار المنتهية ولايتها.

ومن بين حوالى 5,5 مليون شخص يتقاضون هذه المساعدة، هناك أكثر من 60% "ذوي أصول مهاجرة" بحسب البيانات الرسمية، وهي نسبة عالية مردّها أن العديد من اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا مؤخرا يستفيدون منها.

وجعل اليمين المتطرف من هذه الأرقام أحد محاور حملته.

واعتبر ميرتس أن هذه المساعدة سخية أكثر مما ينبغي وقال هذا الأسبوع إن "الذين لا يعملون في حين أنه يمكنهم مزاولة وظيفة لن يتلقوا مساعدة البطالة في المستقبل".

غير أن هذا يشمل عددا ضئيلا من الاشخاص بحسب ميكايل دافيد، عالم الاجتماع في منظمة "دياكونيه" الخيرية البروتستانتية، وأوضح "لا نحارب الفقر بمحاربة الفقراء" داعيا بالأحرى إلى أنظمة طويلة الأمد لإعادة دمج العاطلين عن العمل في الحياة النشطة.

وكان مجلس أوروبا وجه تحذيرا العام الماضي إلى برلين بسبب مستوى الفقر والتفاوت الاجتماعي في ألمانيا معتبرا أنه "غير متناسب مع ثروة البلد".

كما يواجه البلد الذي يعاني من شيخوخة سكانه، تحدي تزايد عدد المتقاعدين المهددين بالفقر. وقدرت دراسة نشرت مؤخرا بـ2,8 مليون نسمة عدد المعنيين من جيل "طفرة المواليد" (منتصف القرن العشرين) عند تقاعدهم بحلول 2035.

وغالبا ما تدلي ريناته كراوزه بشهادة في إطار "المؤتمر حول الفقر"، وهو ائتلاف منظمات غير حكومية ينشط من أجل التوعية في هذا المجال.

وإن كان العديد من الفقراء يعتزمون مقاطعة الانتخابات، فهي مصممة على القيام بـ"واجبها الديموقراطي" لأن "الذين لا يصوتون، فهم أذعنوا".

مقالات مشابهة

  • خارطة الزحام المروري في بغداد
  • الاستقرار في المنطقة.. هل يطال لبنان؟
  • دونالد ترامب يتعرض لانتقادات بعد منشور "الملك"
  • ترامب يشبه نفسه بالملوك
  • الموقف المروري: خرائط الطرق حمراء وحركة السير شبه متوقفة في بغداد
  • قبل ما تتحرك من بيتك.. خريطة الزحام المروري بطرق ومحاور القاهرة والجيزة
  • أمير منطقة المدينة المنورة يلتقي أهالي محافظة وادي الفرع ومديري الإدارات الحكومية
  • أمير المدينة المنورة يلتقي أهالي محافظة وادي الفرع ومديري الإدارات الحكومية
  • الفقر في ألمانيا مشكلة غابت عن الحملة الانتخابية!
  • مصطفى بكري: إسرائيل لديها «عقدة» من الجيش المصري.. ومخطط التهجير لا يستهدف غزة وحدها