تزايد عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين يشكل تطورًا مهمًا في السياسة الدولية، ويعبر عن نجاحا قويا للدبلوماسية الفلسطينية والدول الصديقة التي تسعى بكل أدواتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبعد أن أعلنت أرمينيا رسميًا اعترافها بالدولة الفلسطينية، تزايدت الترحيبات من قبل المنظمات العربية.

حتى اليوم، اعترفت ١٤٨ دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين هذا يشمل دولًا أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وإيرلندا، ودولًا في منطقة الكاريبي مثل جامايكا وترينيداد وتوباغو وبربادوس وجزر الباهاما.

ومع ذلك، لا تشمل هذه القائمة معظم بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

 

ترحيب عربي باعتراف أرمينيا

و احدث الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ، هي جمهورية أرمينيا، ورحبت المنظمات العربية أمس من بينها جامعة الدول العربية والبرلمان العربي بقرار أرمينيا ، ووصفوه بأنه  انتصارًا جديدًا للقضية والدبلوماسية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وأكد البرلمان العربي، أن هذا  الاعتراف خطوة هامة في الاتجاه الصحيح نحو اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطين، دعمًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس.

وأشار البرلمان العربي إلى أن اعتراف جمهورية أرمينيا بدولة فلسطين يضاف إلى ما قامت به عدد من الدول بالاعتراف بفلسطين وحق شعبها في إقامة دولته المستقلة في ظل ما تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمخططات لتصفيتها من كيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن حرب إبادة جماعية في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى التطهير العرقي والتهجير القسري بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين تمارس ضدهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.

 

تأثير الاعتراف على فلسطين

وينعكس تزايد اعتراف دول العالم بدولة فلسطين على الأبعاد القانونية والسياسية والإنسانية،  حيث اعتراف الدول الأوروبية يؤكد شرعية دولة فلسطين ويعزز مكانتها القانونية على الساحة الدولية .

وأكد البرلمان العربى، أن تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، يمثل ردا عمليا على مخططات كيان الاحتلال الفاشلة لتصفية القضية الفلسطينية.

ودعت الجامعة العربية جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدما في الاعتراف كخطوة نحو إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود من الاحتلال، ووفق حل الدولتين المعترف به دولياً، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، مطالباً المجتمع الدولي وجميع الدول بالوقوف بجانب الحق الفلسطيني، والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأوضحت منظمة التعاون الإسلامي  أن الاعتراف يساهم في جهود إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة .

القوانين الدولية والدعم الدبلوماسي

  هذه الخطوة تساهم في تعزيز الدعم الدولي للحل الثنائي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، و اعتراف الدول يمكن أن يؤدي إلى دعم سياسي أكبر للقضية الفلسطينية في المنظمات الدولية والمنتديات الدولية وعلى مستوى الشعوب والتي تحركت الفترة الأخيرة رافضة العمليات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة

 و أصبحت السويد التي تقيم فيها جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بـ"دولة فلسطين" في العام 2014، بعد جمهورية التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

في عام ١٩٨٨ ، أعلن زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات "قيام دولة فلسطين"  خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى في الجزائر، وبعد اسبوع من هذا الاعلان اتخذت أربعون دولة، من بينها الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية، الخطوة نفسها. تبعتها جميع دول القارة الأفريقية والكتلة السوفياتية السابقة.

وفي عامي 2010 و2011، اعترفت معظم بلدان أمريكا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية، معلنه بذلك عن ابتعادها عن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.

وانضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في العام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. ودانت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار.

وفتحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في أكتوبر 2011، وردا على هذا القرار انسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة  عام 2018، إلا أن أمريكا عادت مرة اخري  عام 2023.

 

الضغط على إسرائيل والأمل للفلسطينيين

مع تزايد اعداد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية يكون لهذه الخطوة تأثير على إسرائيل للالتزام بحل الدولتين والتوصل إلى تسوية سلمية، والتي عبرت عن غضبها بهذه القرارات وامرت باستدعاء سفراءها من الدول الأوربية التي اعترفت مؤخرا بالدولة الفلسطينية.

ومن جانبه قال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة إن توسع رقعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعكس اقتناعا متزايدا لدى المجتمع الدولي باستحالة استمرار الاحتلال وضرورة تطبيق حل الدولتين، معتبرا أن الاعتراف يمثل خطوة مهمة نحو تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

و استدعت إسرائيل سفراءها في النرويج وإسبانيا وإيرلندا، هذه الخطوة تعكس استياءً من الاعتراف، وزعمت إسرائيل ان الدعم الغربي والاعتراف بفلسطين خطوة لتعزيز الإرهاب.

 وفي المقابل التأثير على الشعب الفلسطيني ، بتعزيز  الشخصية القانونية للشعب الفلسطيني والتي تساعده في تحقيق حقه في تقرير مصيره  ، وتشكيل خطوة داعمه لاستمرار الأمل في السلام  بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، حيث اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين يعكس تحولًا في الدعم الدولي .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنظمات العربية دولة فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الدولة الفلسطينية الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائیلی بالدولة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی دولته المستقلة بدولة فلسطین اعتراف الدول دولة فلسطین الدول التی

إقرأ أيضاً:

أمين مجلس الكنائس العالمي: رفض قاطع لأي خطط للتهجير أو التغيير الديموجرافي بفلسطين

أكد الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، جيري بيلاي، الرفض القاطع لأية خطط تهدف إلى التهجير القسري أو التغيير الديموجرافي في فلسطين، مشددًا على أن السلام لن يتحقق دون معالجة جذور الصراع، والمتمثلة في الاحتلال غير القانوني، والتمييز المنهجي، وإنكار حق الفلسطينيين في تقرير المصير.

جاء ذلك خلال لقائه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شئون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، اليوم الأربعاء، بحضور البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر الأراضي المقدسة، ورئيس مجلس كنائس القدس.

ونقل خوري تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيدا بالمواقف الثابتة لمجلس الكنائس العالمي في دعم الشعب الفلسطيني، ورفضه القاطع للمخططات الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين، خاصة من قطاع غزة، التي تتبناها أطراف دولية.

وحذر «خوري» بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، من خطورة الأوضاع المتدهورة في فلسطين جراء السياسات الإسرائيلية القمعية، والتضييق المستمر على الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بالإضافة إلى حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وما لها من تأثير مباشر يهدد الوجود المسيحي في الأرض المقدسة.

وفي السياق ذاته، شدد البطريرك ثيوفيلوس على أن "الكنائس ورؤساءها لم يتوقفوا عن المطالبة بوقف إطلاق نار دائم وفعّال، وتقديم دعم اقتصادي لإعادة بناء المستشفيات والمدارس والجمعيات الخيرية التي تديرها الكنائس، وضمان وصول القادة الروحيين إلى غزة".

وميدانيا، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، في بلدة بيتا، جنوبي نابلس، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وداهمت عدة أحياء فيها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز السام المسيل للدموع، دون أن يُبلّغ عن إصابات.

وفي بيت لحم، أصيب فلسطينيون بالاختناق، مساءً، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية حوسان غرب بيت لحم.

وأفاد مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت حوسان وتمركزت في منطقتي "المطينة" و"محيط المدارس"، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق.

وفي طوباس، استشهد 3 فلسطينيين بعدما حاصر الجيش الإسرائيلي منزلا في مخيم الفارعة جنوب طوباس، حيث استهدف المنزل المحاصر بالرصاص والقذائف، وقام باختطاف جثامينهم.

وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت منزلا في مخيم الفارعة بعد تسلل قوات خاصة إليه، ودفعت بتعزيزات عسكرية من حاجز الحمرا العسكري باتجاه المخيم، كما استهدفت المنزل بقذائف الأنيرجا.

اقرأ أيضاًعائلات الأسرى الإسرائيليين تحذر نتنياهو من تداعيات عدم بدء ثاني مراحل اتفاق غزة

مصطفى بكري: إسرائيل لديها «عقدة» من الجيش المصري.. ومخطط التهجير لا يستهدف غزة وحدها

رئيس وزراء إسبانيا: تهجير الفلسطينيين من غزة عمل لا أخلاقي

مقالات مشابهة

  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • الاتحاد: يجب أن تلتف الدول العربية حول موقف واحد لدعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • الأهلية الفلسطينية: إسرائيل ستحاول تعميق الأزمة الإنسانية في غزة حتى تدفع السكان للتهجير
  • الاتحاد الإفريقي يقف بحزم إلى جانب غزة والدول العربية تغرق في التطبيع
  • أمين مجلس الكنائس العالمي: رفض قاطع لأي خطط للتهجير أو التغيير الديموجرافي بفلسطين
  • خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الطريق الوحيد لتحقيق السلام
  • السيسي يشيد بقرار إسبانيا "الشجاع" تجاه فلسطين ويرفض التهجير
  • الخارجية الفلسطينية: قرارات الشرعية الدولية تؤكد أن القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تقود الدول العربية لحل القضية الفلسطينية