الدويري: دقة هجمات المقاومة تعكس مستوى عاليا من التخطيط والاستطلاع
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المقاومة تنفذ هجمات متطورة ضد جيش الاحتلال، وتحتاج إلى تخطيط واستطلاع وعمليات ميدانية معقدة، حتى يكون التنفيذ بهذه الدقة.
وأضاف -في تعليقه على مقاطع فيديو بثتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكمين شارع السكة في حي الشابورة- أن هناك 6 لقطات بارزة تمثلت في استهداف دبابتي ميركافا وعربتي "إيتان" من زوايا مختلفة ولقطات تظهر ترجل جنود الاحتلال من المركبة بعد استهدافها، ثم لقطات استهداف المقاومة لهم في أزقة مخيم الشابورة، موضحا أن الفيديو جاء مطابقا لما سبق أن أعلنته القسام قبل 48 ساعة.
ويرى الدويري أن الفيديو يعكس واقعا ميدانيا حقيقيا واشتباكا من مسافة صفرية، وأوضح وجود آليات العدو، ولكن رغم ازدحام المكان -يضيف الخبير- فإن رجال المقاومة تمكنوا من الخروج والمواجهة ومتابعة مَن ترجل من قوات الاحتلال والإجهاز عليهم.
ونوه الخبير إلى نجاح المقاومة في تنفيذ عملياتها رغم أن طائرات "كوادكابتر" التي لا تغادر سماء المنطقة وترصد كل شيء، موضحا أن قادة الجيش الإسرائيلي سبق أن تذمروا بدعوى أن القسام تنشر أعدادا كبيرة من كاميرات المراقبة التي تمكنها من جمع المعلومات التي تساعدها في تحديد الزمان والمكان المناسبين للحركة والهجوم.
معركة رفح
وفيما يتعلق بالأوضاع في رفح قال الدويري إن طريقة إدارة المعركة في رفح تختلف نوعا ما عن باقي المعارك في قطاع غزة، مشيرا إلى أن المنطقة الشرقية من رفح حول الشوكة والمطار توجد بها فراغات ما بين المباني، موضحا أنها سمحت للمقاومة بمهاجمة عمق القوة المتوغلة بطريقة "الموجات اللاحقة" وليس المعركة الصدامية.
أما عندما انتقل القتال إلى منطقة الشابورة وحي وتل السلطان والحي السعودي فإن حجم القوات الإسرائيلية المتوغلة أجبرت قوات المقاومة على التراجع.
موضحا أن المقاومة هدفت إلى أن تعطي قوات الاحتلال فرصة الدخول وأن تعلق في المناطق السكنية ذات الكثافة العالية التي تحد من حركة آلياتها، وهو ما يسهل على عناصر المقاومة الخروج لقتالها أو قنصها من المسافة صفر.
وأكد الخبير أن قوات الاحتلال أصبحت تعتمد تفجير المربعات السكنية جزءا من إستراتيجيتها خلال "حربها القذرة" على القطاع، وهو ما تنفذه طائراته بعد أن تخرج قواته من المناطق السكنية ويصبح لديها مساحات آمنة لتنفيذ الغارات بدون أن تصيب وحداتها العسكرية.
وبحسب الخبير العسكري فإن ضغط جيش الاحتلال على مناطق جنوب غزة في هذا التوقيت يأتي منسجما مع تصريحات جيش الاحتلال الأخيرة.
وبيّن أن نسبة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال تبلغ 50% في منطقة رفح، و30% تجرى في مدينة غزة وتحديدا في الحافة الجنوبية ومناطق حي الزيتون وتل الهوى والرمال الجنوبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال موضحا أن
إقرأ أيضاً:
الدويري: عملية الاحتلال بجنين مختلفة عن سابقاتها وخطوة أولى لضم الضفة
قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري إن عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، تندرج في سياق مقاربة إسرائيلية إستراتيجية، وليس في إطار عمل عسكري خطير فحسب.
وأوضح الدويري -في حديثه للجزيرة- أن العملية الحالية هي خطوة أولى وترجمة فعلية لرؤية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بضم أراضي الضفة إلى إسرائيل، مستحضرا خرائط دأب سموتريتش ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو على عرضها بشأن الضفة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال سموتريتش إنه أصدر تعليمات للتحضير لـ"بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية"، موضحا أنه يأمل تطبيق هذه الخطة في 2025.
وبشأن العملية العسكرية الحالية، رأى الخبير العسكري أن العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية أقل من نظيرتها السابقة من حيث حجم القوات، لكنها مشابهة لها من حيث تقدم القوات من المناطق المحاصرة نفسها.
وأعرب عن قناعته بأن جيش الاحتلال يدير المعركة هذه المرة بطريقة مختلفة، إذ يتقدم ببطء شديد، ويدمر بشكل ممنهج مع إجباره السكان على الخروج، واستخدام بعض المنازل كنقاط عسكرية.
والثلاثاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه وجهاز الشاباك وحرس الحدود باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".
إعلانوفي أغسطس/آب 2024، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية أطلق عليها "مخيمات صيفية" في شمالي الضفة، واستهدفت مدينة جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة.
ولفت الدويري إلى أن عملية جيش الاحتلال موسعة ولا تقتصر على مخيم جنين فحسب، بل تشمل المدينة وبلدتها ومحيطها، مشيرا إلى حملات عسكرية مماثلة تجري في مدن مختلفة بالضفة مثل رام الله والبيرة والخليل.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، الخميس، تقييما للأوضاع في جنين، في حين قال الأخير "نحن في حرب متعددة الجبهات، والآن هو وقت شمال الضفة الغربية، ولا يمكن هزيمة الإرهاب بالدفاع".
ويرى الدويري أن إسرائيل تخطط لتنفيذ عمليات عسكرية في مختلف مناطق الضفة، ابتداء من جنين وطولكرم شمالا، مرورا بنابلس ورام الله ومحيط القدس، وصولا إلى بيت لحم والخليل جنوبا.