موقع النيلين:
2025-01-31@03:26:23 GMT

الدور الآن علي عبدالعزيز بركة ساكن

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

د عبدالحي يوسف ، الهندي عزالدين ، وعبدالعزيز بركة ساكن ..
مالذي يجمع بين هذه الشخصيات ؟

نعم جميعهم ناشطون في العمل العام ، كل في مجاله ، والقاسم المشترك الذي يجمعهم هو تعرضهم لحملات إعلامية علي وسائل التواصل الإجتماعي تتفاوت في توقيتها وحجمها وأمد إستمرارها ، غير أن السبب يكاد يكون واحدا ، وهو الإختلاف في الرأي الذي من المفترض ألا يفسد للود قضية ، وإن اختلفت مشارب المهاجمَين السياسية والفكرية فإن توجهات المهاجمِين ظلت ثابتة .

.

تتفق الشخصيات الثلاث في أنهم إختلفوا مع أولئك في الرؤية حول قضايا عامة واختاروا مقارعة الحجة بالحجة ، ولكن لا شئ أخطر علي الغوغاء من الحجة ، ولا شئ يخيف جماعات الظلام التي تخطط لمصادرة الوعي غير نشر الوعي عبر الكلمة ،..

هل تعتقد عزيزي القارئ أن الهجوم المتواتر علي هذه الشخصيات المحترمة هو مجرد صدفة ؟ أو حتي تعبير خشن عن إختلاف في الرأي ؟ سأجيبك أنك مخطئا إذا ظننت ذلك ، فكم من مختلف في الرأي مع الجهات المهاجِمة لم يتطرق إليهم أحد ، ولم يسبهم ناشط ، ولم يذكرهم مؤثر ..

الهدف الرئيس لتلك الحملات المصنوعة بعناية فائقة في إستهدافها للشخصيات وفي إختيار محتوي الحملة هو صناعة رأي عام لخدمة أهداف سياسية آنية أو مستقبلية ، وهو ما يعرفه خبراء صناعة الرأي العام بنظرية المنعكس الشرطي التي يعرفها خبير علم النفس الروسي إيفان بافلوف بأنها ( فعل إعلامي بخلفيات سياسية أو إجتماعية له رد فعل جماهيري مدروس مسبقا ومعروفة نتائجه سلفا ) ، والغرض الأساسي من تلك الحملات هو برمجة عقول شعب ما لغايات سياسية..

وفي سبيل تحقيق هذه الغايات السياسية تقوم جهات محترفة ذات أجندة لخلق البيئة المناسبة التي توجد كتلة من الجمهور المستهدف الذي يقوم بالأدوار دون أن يكون كثير منهم علي دراية أنهم يعملون في ماكينة كبيرة تتم إدارتها علي مستوي عالي من جهات تخفي نفسها ، تقول المؤلفة والصحفية الإستقصائية الأمريكية شاريل أتكسون ( يتوقف نجاح الحملة علي البقاء مختفيا لجعل الأمر يبدو كما لو أنه غير مقصود ، وبغض النظر عن المضمون تتكرر المواضيع التي تصبح مقبولة من قبل الكثيرين كحقيقة ) ..

وهو المعني نفسه الذي ذهب إليه مقدم البرنامج تاكر كارلسون الذي عاني من الحملات بعد إنشقاقه عن القطيع الأمريكي وتقديم إستقالته من فوكس نيوز ، بل وسفره لموسكو ومحاورة الرئيس فلاديمير بوتين ، يقول كارلسون ( يجب أن تكون الحملة مثيرة للإهتمام تماما ، ويفضل أن تكون بذيئة ، وإختصارها في جملة أو جملتين حتي أنه الأفضل أن يتم إختزالها في عبارة واحدة ) ( كأن يقال فلان كوز ) وانتهي الموضوع ..

في فترة من فترات ( الثورة ) تعرض الدكتور عبدالحي يوسف والأستاذ الهندي عزالدين لحملات ممنهجة من الإستهداف ، ولو سألت أيا من المهاجمين مثلا هل تعرف الأستاذ الهندي أو قرأت له مقالا سيجيبك بلا ، وستتلقي نفس الإجابة لو سألته عن الشيخ عبدالحي ، سيقول لك لقد أفتي بقتل المتظاهرين ، حسنا متي قال ذلك وأين ؟ سيقول لك قالوا كدا !!!
والهندي ؟ سيجيبك ( كوز ) لو سألته هل تعرف عدد مرات مصادرة صحيفة الهندي من الحكومة ؟ وعدد مقالاته ضدها ؟ وكيف عرفت أنه كوز ؟

ستكون إجابته أنه سمع آخرين يقولون ذلك ، وبالضبط ذلك هو المرجو وكيف يعمل نظام صناعة القطيع الذي يعرفه غوستاف لوبون علي أنه ( ميل الأشخاص في المجموعة إلي التفكير والتصرف بطرق تتوافق مع الآخرين في المجموعة ، أو تعديل وجهات النظر لتتوافق مع المجموعة وليس كأفراد مستقلين ) ..

وفي عالم اليوم الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة مهمة لتلقي المعلومات والأخبار فإن فرص صناعة البيئة والحواضن التي توفر ملاذا لنمو جماعات القطيع صارت سهلة وميسورة ، إذ توفر للمتلقي فرصة للتهرب من التفكير العميق وإمتلاك العقلية النقدية تجاه الجاهز من الأفكار والمواقف ، كما أنها تؤدي إلي إتباع الآخرين دون تفكير ، وهو ما يوفر الشعور بالأمان ويعطي الإحساس بالقوة كونك تسير في مجموعة وليس بمفردك ..

واذا أردت معرفة خطورة هذه الوسائط في صناعة القطيع وإدارته فعليك الرجوع إلي الفيلم الوثائقي The great hack والذي يتناول فضيحة شركة كامبردج أناليتيكا ، وسنعود إليها في هذا المقال ، ولكن دعونا نستعرض هنا رأي الخبير في مراقبة حرب المعلومات رونالد ديبرت الذي يشرح خطوات بناء القطيع والسيطرة عليه على النحو التالي :
– التحكم بالمشاعر والقرارات والسلوك والأذواق ..

– عزل المنغمسين في وسائل التواصل عن الواقع الإفتراضي للتحكم بإدراكهم ووعيهم ..
– التفرد بالتحكم بتلك الكتلة وتحريكها لصالح قادة الحرب التركيبية ..
– النجاح في تعطيل حاسة النقد والتفكير ..
بعد التغيير الذي حدث في السودان ، وبعد إندلاع الحرب اتخذ الروائي بركة ساكن موقفا متسقا مع ضميره الوطنى فقام عليه المهاجمون يشنعون موقفه ويبخسون بضاعته الأدبية ..
والسؤال هنا لماذا تعمل الآلة الآعلامية لجماعة المهاجمِين الآن ضد ساكن ، الإجابة لأنه اختلف معهم في الرأي وحاول مقارعتهم الحجة بالحجة ..

والإجابة كذلك لأن هذه الحملات مصنوعة وتنفذ بوعي أو بغير وعي من جماعة المهاجمِين الذين أدمنوا سياسة ( الردم ) ، تساعدهم في ذلك الجهات التي لديها القدرة علي توجيه الشركات العاملة في هذا المجال عبر التلاعب بالخوارزميات وإستخدام الحسابات المزيفة وقبل ذلك التلاعب بالعقول ..

في 2018 تفجرت فضيحة شركة كامبردج أناليتيكا المتخصصة في الإستشارات السياسية التي جمعت بيانات ما يقارب ال 90 مليون من مشتركي فيسبوك وقامت بتحليل بياناتهم الشخصية دون إذن منهم ووظفتها للتأثير علي الناخبين في أمريكا وخاصة لدعم حملة دونالد ترمب في إنتخابات العام 2016 ، كما أنها ساعدت في التأثير علي قرار المصوتين البريطانيين في الإستفتاء للخروج من الإتحاد الأوربي ..وتحت ضغط الرأي العام وافقت شركة ميتا المالكة لفيسبوك علي دفع مبلغ 785 مليون دولار كتسوية قضائية جماعية رفعت ضدها لإتاحتها لطرف ثالث للحصول علي بياناتهم الشخصية …

خطورة هذه القصة تتلخص في قدرة الشركات هذه علي التأثير علي الجمهور من خلال تحليل البيانات لمعرفة أذواقهم أو توجهاتهم السياسية ومن ثم تصميم الرسالة المناسبة لتوجيه تفكيرهم ومن ثم صناعة الرأي العام الذي ترغب فيه الجهات صاحبة الأجندة ..

ولنختم بتوضيح أخير للقارئ الكريم عن المصنع الكبير الذي يعد فيه الناشطون وتصنع فيه عقليات القطيع المتشابهة في تفكيرها الذي يقبل الإشاعات كمسلمات ولديها لقدرة علي مهاجمة الرموز السياسية والدينية والإجتماعية دون أن تعرف سبب الهجوم أو نتائجه ..
تقول الصحفية داريا اسلاموفا الخبيرة الروسية في تغطية الثورات الملونة ، أنها إستخلصت ستة مبادئ رئيسية لصناعة الثورات ، وذلك من محاضرة للعقيد في الجيش الأميركي روبرت هيلي والتي قدمها لبعض الشباب ( الثوار ) في دول أوبا الشرقية ، وهي علي النحو التالي:
– فتاة ببلوزة بيضاء أو في ثوب أبيض في الصف الأول للتظاهرة ، وحبذا لو اعتدت عليها الشرطة ..
– إضرب واهرب ، تهاجم الشرطة وتهرب وتجعلهم يعتقلون أبرياء آخرين ..
– مضاعفة أعداد المقموعين ..

– الإعتماد على الشباب فقط ، لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه ، ومن ورائهم آباءهم وأمهاتهم الموالين للحكومة ، والذين سيغضبون جدا من إعتداء الشرطة علي حبيبهم ..
– لا توجد قيادة : نشر ثقافة أن العمل السياسي ممل وأن الأحزاب فاشلة للتمهيد لظهور الشخصيات الحقيقية التي تقف وراء الثورة..

د ياسر يوسف إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الرأی

إقرأ أيضاً:

تعزيز حق الدفاع وحرية الرأي والتعبير.. البرلمان ينحاز للصحفيين والمحامين

انحياز كبير أبداه مجلس النواب، خلال مناقشاته مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، بجلسته العمة اليوم، لكل من المحامين والصحفيين، في ضوء ما أقره من مواد وما قام به من حذف لأخرى تلبية لمطالب النقابتين وتعزيزًا لحق الدفاع من جهة وحرية الرأي والتعبير من جهة أخرى.

تعزيز حقوق الدفاع

وفيما يتعلق بتعزيز حقوق الدفاع، فقد أقر مجلس النواب المادة 242 كما جاء ت من اللجنة المشتركة دون قبول أي تعديلات عليها، بما يمثل تعزيز لدور الدفاع من خلال إقرار سلطة وحق رئيس المحكمة في إحالة مذكرة ضد المحامي في حال ما يمكن اعتباره إخلال بنظام الجلسة، ورفض المجلس أن يكون هناك إحالة للمحامس نفسه.

النواب يحذف المادة 267 من مشروع قانون الإجراءات الجنائيةإجراءات جديدة لإعلان الخصوم بمشروع قانون الإجراءات الجنائية

ونصت المادة 242 على أنه: مع عدم الإخلال بالضمانات المقررة في قانون المحاماة وتعديلاته إذا وقع من المحامي أثناء قيامه بواجبه في الجلسة وبسببه ما يجوز اعتباره إخلالاً بنظام الجلسة، أو ما يستدعي مؤاخذته جنائياً يحرر رئيس الجلسة مذكرة بما حدث.
وللمحكمة إحالة المذكرة إلى النيابة العامة لإجراء التحقيق إذا كان ما وقع منه ما يستدعي مؤاخذته جنائياً، وإلى رئيس المحكمة إذا كان ما وقع منه يستدعي مؤاخذته تأديبياً، وتخطر النقابة الفرعية المختصة بذلك.

وفي جميع الأحوال لا يجوز أن يكون رئيس الجلسة التي وقع فيها الحادث أو أحد أعضائها عضواً في الهيئة التي تنظر الدعوى.
وذلك كُله مع عدم الإخلال بحالة التلبس."

و أكد عبدالحليم علام نقيب المحامين أن هذه المادة تم التوافق عليها بين لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ونقابة المحامين حيث تأتي هذه المادة تلبية لرغبة محامين مصر وتم صياغتها بما يكفل تحقيق مزيداً من الضمانات المقرة لحق الدفاع سواء في مشروع القانون المعروض أو في قانون المحاماة وتعديلاته. ووافق المجلس على المادة دون أي تعديلات عليها، مشيدا بانفتاح مجلس النواب على جميع الآراء وقبوله للمقترحات التي تتفق وأحكام الدستور وتكفل حقوق الدفاع.

تعزيز حرية الرأي والتعبير والاستجابة للصحفيين

وبعدما كانت المادة 276 محل مطالب من نقابة الصحفيي نلحذفها أثناء مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، وذلك لتعزيز حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، فقد تم حذفها أثناء المناقشات، وهو ما أقره مجلس النواب بجلسته العامة اليوم.

وأكد مجلس النواب على حذف المادة (٢٦٧) من مشروع قانون الإجراءات الجنائية التي كانت تنص على (لا يجوز نشر أخبار أو معلومات أو إدارة حوارات أو مناقشات عن وقائع الجلسات أو ما دار بها على نحو غير أمين أو على نحو من شأنه التأثير على حسن سير العدالة.
ويحظر تناول أي بيانات أو معلومات تتعلق بالقضاة أو أعضاء النيابة العامة أو الشهود أو المتهمين عند نظر المحكمة لأي من الجرائم المنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب الصادر بالقانون رقم ٩٤ لسنة ٢٠١٥.

ويعاقب كل من يخالف أحكام هذه المادة بالعقوبة المنصوص عليها في المادة ١٨٦ مكرراً من قانون العقوبات).

وأعاد المجلس التأكيد خلال جلسته العامة المعقودة اليوم ٢٨ يناير الجاري على حذف هذه المادة في ضوء حرص المجلس على توفير ضمانات وحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة في ضوء ما أثارته هذه المادة من لبس لدى بعض السادة الصحفيين والإعلاميين، وحرصاً من المجلس على إزالة هذا اللبس تم التأكيد على حذف هذه المادة من مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.

مقالات مشابهة

  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • بعد تأجيل زيارة بركة لمشروع الربط المائي بالشمال... بايتاس يقول إن الزيارة ستتم حين تنتهي التجارب
  • أفضل نباتات العطور التي تصلح زراعتها في مصر
  • الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع
  • “حياة”… حملة تبرع بالدم لمؤسسة بركة الإنسانية في حماة
  • تأجيل زيارة بركة لمشروع الربط المائي بالشمال... أي علاقة بمشهد "انعزال" وزراء الاستقلال في البرلمان؟
  • حرصا على حرية الرأي.. «النواب» يحذف المادة 267 من مشروع ‏قانون الإجراءات الجنائية
  • تعزيز حق الدفاع وحرية الرأي والتعبير.. البرلمان ينحاز للصحفيين والمحامين
  • بسبب ترامب.. سيلينا غوميز تتصدر الرأي العام الأمريكي!
  • الأمير سلطان بن سلمان: نظرة الملك عبدالعزيز الاقتصادية بعيدة المدى كما تنظر الدولة الآن عبر خطط التنمية ورؤية المملكة 2030 واختراق الزمن والواقع