ترأس الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي، وذلك برعية العذراء مريم، بكوم أمبو.

واحتفل الأنبا عمانوئيل بسر المعمودية المقدس، لإحدى بنات الرعية، كما تم تبريك رفاة القديسة ريتا، والطوباوية مارجريتا كياني، بالإضافة إلى تكريم ابن الرعية الشاب، يوسف هادي، لتفوقه في الثانوية العامة، وحصوله على المركز الثاني على مستوى محافظة أسوان.

كذلك، الاحتفال بالأخت ماري بسمة جورج، التي قدمت نذورها الأولى، منذ بضعة أيام في رهبنة يسوع ومريم القبطيات، حيث شارك في الصلاة والاحتفال الأب يوسف زكي، راعي الكنيسة، والأب لوقا عايد، راعي كنيسة القديس يوسف، بدراو، وراهبات مريم الطفل.

وفي كلمة العظة، تأمل راعي الإيبارشية في الآية القائلة ""لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ".

وتحدث الأب المطران حول مسيرة حياة القداسة، التي عاشتها القديسة ريتا في البداية من أحداث مدمرة، حتى حياة النعمة، بالإضافة إلى المثل الصالح في الرسالة، والخدمة للطوباوية مارجريت كياني، داعيًا الجميع إلى للتشبه بهما، وطلب شفاعتهما.

وفي ختام الاحتفال، قدم مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك  شهادة تقدير للطالب يوسف هادي، باسم جميع الإيبارشية، كما عبر الأنبا عمانوئيل عن امتنانه للآباء الكهنة، والأخوات الراهبات، لخدمتهم المميزة، والغيرة على خلاص النفوس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القداس الألهي العذراء مريم كوم أمبو

إقرأ أيضاً:

الأب مدرسة الحياة.. وبر الوالدين النجاة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في حياة كل منا، يترك الأب بصمة لا تُمحى، ويظل أثره يعيش في قلوب أبنائه حتى بعد رحيله، حيث يُعتبر الأب رمزًا للحنان والتضحية والأمان، والسند والمعلم في مدرسة الحياة، يزرع في أبنائه الطموح الذي يدفعهم نحو المستقبل، وهذا ما مثّله والدي، "الحاج عمر"، الذي رحل عنا فجأة، تاركًا وراءه إرثًا من القيم والدروس، فقد كان والدي مثالًا يُحتذى به في حسن الخلق، والسيرة الطيبة، عُرف بتواضعه وكرمه، وكان يسعى دائمًا لإسعاد من حوله، تعب طوال حياته ليؤمن لنا حياة كريمة، لم يكل أو يمل، كان يستيقظ فجرًا ليبدأ يومه بالعمل، بهمة ونشاط مهما كانت الظروف، كان يؤمن بأن الرزق يأتي من الله، لكنه كان أيضًا يدرك أهمية السعي والاجتهاد وترك الكسل والصلابة في كل موقف.

 لقد ربيتنا يا أبي، رجالًا ونساءً، على القيم والمبادئ، والصبر، والرضا، وحب الخير، وكأنك تُضيء لنا طريق العز والشرف بسمعتك الطيبة وسيرتك العطرة، كيف لي أن أنسى ضحكاتك الطفولية التي كانت تملأ المنزل سعادة، ووجهك الذي يبعث الأمل في قلوبنا؟، كنت ساعيًا للرزق الحلال، تسعى لتأمين حياة كريمة لنا، رغم الصعوبات والتحديات؛ لقد نجاك الله من حريق الدنيا، وسينجيك بكرمه وجوده من عذاب النار في الآخرة، وهذا يُعطي قلبي بعض السلوى، فقد كنت والله نعم الأب الصالح، والصديق المخلص، والروح الهادئة، مثلك مثل الأشجار الطيبة، تُثمر وتعطي بلا حدود، وقد كنت مثلاً يُحتذى به في كل ما فعلته، أعمالك الصالحة ستبقى خالدة في ذاكرة من عرفوك، وكلماتك الطيبة ستبقى صدى في قلوبنا.

سأفتقد يا حبيبي تلك الأيام التي قضيناها معًا في الحج والعمرة، حيث كنت تقودني نحو بيت الله، تُعلمني كيف أرفع يدي بالدعاء، وتساعد الكبير والصغير، وأنت تنظر إليَّ بفخر واعتزاز وتخاف عليّ وعلى أمي من الزحام وهول المشهد، تلك اللحظات كانت تتجاوز الكلمات، إذ كانت تملؤنا بالسكينة والطمأنينة والفرح.

مناجاة ودعاء

أدعو لك، يا أبي، بالرحمة والمغفرة، وأتوسل إلى الله -العلي القدير- أن يُدخل روحك فسيح جناته، أما أمي، فقلبي معها، أُعزيها على فراق رفيق دربها، ابن عمها، البار بها، محور حياتها، صبركِ يا أمي على هذا الفراق هو ثمرة الحب الذي جمعكما، أما أنا  فتعجز الكلمات في التعبير عن مدى اشتياقي لأبي الغالي، لكنني أعدك يا نبض قلبي أن أُكمل مسيرتك، وأكون كما كنت تُريد لي، سأعمل بجد، وأحافظ على السمعة الطيبة التي زرعتها فينا، فقلبي مليء بالدعوات الصادقة لك، يا أبتِ، وأنت في جنات الخلد؛ رغم أن الحياة دونك تبدو باهتة، ورحيلك أوجاعًا في الروح، وصوتك وابتسامتك لا تفارق ذاكرتي، لكن ذكراك تضيء دربي، لأنك السند الذي لا يُستغنى عنه في الأوقات الصعبة، أُناجيك بأنني أؤمن بلقاءٍ قريب، والأمل في الله كبير أن نلتقي في جنة الخلد، حيث سنجتمع سويا على سرر متقابلين، وسأكون فخورة بأنني ابنتك.

الرحيل مدرسة الحياة..  وبر الوالدين نجاة 

رحيل والدي المفاجئ علمنا الكثير، أول درس هو أن الحياة قصيرة ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث،  لذلك، يجب أن نقدر كل لحظة مع من نحبهم، علينا أن نعبّر عن مشاعرنا ونقدم الدعم لبعضنا، لأننا قد نفقدهم في أي لحظة، كما نبهني رحيل أبي لأهمية بر الوالدين وخفض الجناح لهما، فبرهما نجاة ودعواتهما بركة، فكم كانت دعوات أبي وأمي لنا سببًا في كل توفيق في حياتنا، لقد زرعا  فينا حب الخير، وعلّمانا أن نكون بارين بأهلنا، حتى في غيابهم،  يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ".. لا تنتظروا حتى يفوت الأوان لتعبّروا عن حبكم وبركم لوالديكم، احرصوا على تلبية احتياجاتهم، شاركوا معهم لحظات الفرح والحزن والتعب، فالأب والأم هم أعظم نعمة، ويستحقون منّا كل العطاء والاحترام.

وختامًا.. يا أبتِ يا من كنت النور لدربي وقلبي، يا مدرسة الحياة التي علمتني الكثير، بكيتك يا أبي والدمع يُبكي المقلَ أنت الحنان الذي غمرني برأفةٍ، وفي عينيك كانت كل العبرات تُقالُ، علمتني معنى الحب والعطاء، وجعلتني أسيرةً في دروب الكمالِ، ذكراك في القلب كنجمة تضيء، تجعل الأيام تحمل طيفك الجليلِ، أدعو لك في كل صلاة وتوجه يا غالي الروح، يا أجمل الخصالِ، يا من كان الأمان لي وفي ضلوعه تنمو زهور الأملِ، سأظل أفتقدك يا أغلى من في القلب، أدعو الله أن ينعم عليك بالرحمة والمغفرة، وأن يجمعني بك في جنات النعيم.

وسيبقى "الحاج عمر" في قلوبنا رمزًا للتضحية والعطاء، لن ننسى ذكراه، وسنستمر في نقل قيمه وتعاليمه إلى الأجيال القادمة، لأن الأثر الذي يتركه الأب الصالح يظل خالدًا إلى الأبد، وسأظل أعبر عن امتناني لكل ما علمني إياه أبي، فكل خطوة أُخطوها هي ثمرة من ثمار تربيتك، وكل ذكرى تحمل طيفك تجعلني أبتسم وأبكي في آن واحد، وستبقى ذكراك خالدة في قلوب كل من عرفك، وسأظل أحملك في قلبي، وذكراك شعلة تُضيء دربي، جعلك الله ممن قال فيهم ﴿جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَاۤىِٕهِمۡ وَأَزۡوَ ٰجِهِمۡ وَذُرِّیَّـٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَدۡخُلُونَ عَلَیۡهِم مِّن كُلِّ بَابࣲ ۝٢٣ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ۝٢٤﴾ [الرعد ٢٣-٢٤].

مقالات مشابهة

  • عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»
  • أسقف لوس أنجلوس يصلى القداس الإلهي بكنيسة مارجرجس بروما 
  • الأب مدرسة الحياة.. وبر الوالدين النجاة
  • الأنبا عمانوئيل يهنئ رئيس الجمهورية وقيادات الدولة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
  • أعلى طريق كلابشة السيالة.. إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم سيارتين
  • إصابة 10 أشخاص إثر حادث بطريق كلابشه باسوان
  • إصابة 10 أشخاص في تصادم بأسوان بينهم 7 طالبات
  • 10 معلومات عن مجلة الكرازة بعد دعوة البابا تواضروس لشرائها
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر توجه دعوة للصلاة من أجل السلام في العالم
  • الأنبا مكاريوس يختتم "خلوة التكريس البتولي"