أجرت صفحة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بالفيسبوك حواراً أمس الجمعة، مع الأمين العام لـ”تقدم” المهندس الصديق الصادق المهدي قدّم فيه العديد من الإجابات حول مختلف القضايا المتصلة بموقف “تقدم” خاصة موقفها من الانتهاكات الممارسة من طرفي الحرب، والانحياز لأحد طرفي الصراع، وموقف “تقدم” من مستقبل التواصل مع قيادات الجيش بعد تصريحات قيادات الجيش برفض أي تواصل مع “تقدم”، في ما يلي نص الحوار:

* هناك إتهام بأنكم تنحازون لقوات الدعم السريع وتغفلون الإنتهاكات التي تقوم بها؟

انحيازنا للمدنيين وللشعب السوداني، وليس لأي جهة.

السيادة أصلاً للشعوب؛ والسلطة، اذا كانت شرعية، هي في خدمة الشعب. القوات المسلحة مهمتها حماية الوطن والمواطنين، اي خدمتهم.

الوضع قبل حرب 15 ابريل، به عدة تشوهات استغلت فيه القوات المسلحة للانقلاب على السلطة الشرعية عبر الانقلابات العسكرية، وشوهت الدولة ومؤسساتها بإجراءات التمكين؛ وانشأت المليشيات وشرعنت تكوين الدعم السريع كجيش مواز، إنحازت لثورة ديسمبر، وانقلبت عليها في 25 أكتوبر 2021م وكان التخطيط أن تحل التباينات بالوسائل المدنية “الإتفاق الاطاري”، لكنهم اختاروا الحرب، فقتلوا المواطنين ودمروا بلادهم واغتصبوهم وشردوهم…

ندين انتهاكات طرفي الحرب تجاه المدنيين واستهدافهم بالقصف المدفعي والجوي.

* مقاطعة: إذاً هل تنظرون لطرفي الحرب من ذات الزاوية من حيث إدانة الانتهاكات؟

إن إدانة انتهاكات المدنيين موقف مبدئي وأخلاقي، من أي جهة كانت “الدعم السريع، أو الجيش، أو المليشيات التابعة لأي منهما.” ندين بأغلظ العبارات كل الإنتهاكات التي تقع على المدنيين في كل البلاد، في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم وغيرها بما في ذلك ضحايا القصف المدفعي من قبل الدعم السريع كما حدث مؤخراً في مناطق امدرمان ومستشفي النو أو الهجوم على المدنيين في عدد من مناطق الجزيرة والتهجير القسري للمدنيين من قراهم وفي ذات الوقت إدانة ضحايا القصف الجوي للطيران الحربي التابع للجيش في العديد من المناطق في دارفور ومدنها وآخرها مليط وكتم بجانب ما حدث صباح اليوم في مدينة الفولة كل هذه الإنتهاكات ننظر لها كإنتهاكات طالت المدنيين غير المنخرطين في الحرب بغض النظر عن الطرف الذي قام بإرتكابها فنحن موقفنا ضد الحرب ومنحازين فقط للمدنيين من شعبنا ضحايا هذه الحرب.

ودورنا يتعدى الإدانات والبيانات للعمل على قفل مداخل وأبواب الإنتهاكات، بالعمل على حماية المدنيين والعمل على توصيل الإغاثات والمساعدات ووقف العدائيات، ثم العمل على إيقاف الحرب. أيضاً قضية التحقيق العادل الشفاف، لمحاسبة مرتكبي الإنتهاكات وإنصاف الضحايا، وجدير بالذكر أن تقدم وأجهزتها هي الآن في مرحلة الانتقال مما قبل المؤتمر لما بعده، ولذلك ستبدأ عملها برؤية سياسية واضحة هدفها إيقاف الحرب ومخاطبة جذورها عبر العملية السياسية الجامعة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني المنشودة.

يخطئ الكثيرون في توصيف طبيعة الصراع في السودان، ويرونه بين الجيش والدعم السريع، وبهذا الوصف فمن لم يقف مع الجيش فهو بالضرورة مع الدعم السريع، طبيعة الصراع في السودان منذ الاستقلال، بين دعاة المشروع المدني الديمقراطي ودعاة المشروع الشمولي تسلطوا ثلاثة عقود، واسقطناهم بثورة ديسمبر المجيدة، انقلبوا عليها في 25 أكتوبر، ثم احتربوا في 15 أبريل. بكل وضوح أقول لكم أننا ننظر لطرفي الحرب من ذات الزاوية من حيث إدانة الإنتهاكات.

المندوب بالأمم المتحدة لا يمثل حكومة شرعية.. والهتافية غير مفيدة في الدبلوماسية

* انتقادكم لموقف مندوب بورتسودان بالأمم المتحدة يبدو كأنه مساندة لموقف الإمارات العربية المتحدة ضد الإتهامات السودانية؟

إننا ننطلق من قضايا وطننا، وكل تركيزنا منصب على قضية إيقاف الحرب، وإنهاء معاناة السودانيين، مآخذنا على موقف مندوب السودان مردها إنه ابتداء لا يمثل حكومة شرعية، فقد انتفت الشرعية منذ انقلاب اكتوبر 2021. ونعتقد أن كل الجهد يجب أن ينصب على إيقاف الحرب وحماية ومساعدة ضحاياها من المدنيين، فالكلام عن كفاية إنتاج الغذاء، والجوع يهدد حياة الملايين، يوضح بعده عما يجب قوله. كذلك مهم النأي عن التعاطي الخارجي باللغة الهتافية، يجب أن تدرس المواقف بعمق وان يتم تبني كلّما يخدم قضية الشعب الجوهرية وهي إيقاف الحرب، وهذا ما يجب أن نؤسس مواقفنا عليه تجاه كل الدول والأطراف، قربا وبعداً، أما محاولة تصوير موقفنا حول ما ورد في تلك الجلسة بخلاف ما أشرت إليه وإعتباره داعم لدولة الإمارات العربية المتحدة فهو جزء من المسلك المستمر الساعي لتحوير مواقفنا وإخراجها من سياقها الموضوعي فالإمارات بإعتبارها عضواً بالأمم المتحدة قادرة على الرد على الاتهامات المتبادلة بينها وبين مجموعة بورتسودان من داخل مجلس الأمن الدولي ولذلك نحن موقفنا مما ورد في تلك الجلسة هو ما ذكرته لكم في مستهل إجابتي.

قرار مجلس الأمن حول الفاشر حوى العديد من النقاط الإيجابية

* لماذا لم تعلقوا على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الفاشر، هل تتحفظون على هذا القرار؟

المواقف والبيانات تصدر عن مؤسسات “تقدم” بعد دراستها. قرار مجلس الأمن حول الفاشر، في رأيي فيه العديد من النقاط الإيجابية؛ دعوة الدعم السريع لإيقاف الحصار والأطراف المتقاتلة لإيقاف الإقتتال، والدعوة لحماية المدنيين والإلتزام بإعلان جدة، وحث الأطراف على إيصال المساعدات، والدعوة لوقف إمدادات الاسلحة، ودعوة الأمين العام للتنسيق بين المبادرات لتحقيق السلام وإيقاف الحرب. وأعتقد أن النقطة الاخيرة المتعلقة بإيقاف الحرب وتحقيق السلام تتطلب تركيزا واهتماما أكبر من مجلس الأمن، فالجهد الحالي دون المطلوب.

لن ندخر أي جهد لوقف الحرب وسيستمر تواصلنا مع قيادة الجيش

* هل يستمر التواصل بينكم وقيادة الجيش رغم رفض الجيش أي تواصل معكم؟!

بيننا شعب يعاني من الحرب وتبعاتها، ولن ندخر جهداً في أي عمل يوقف الحرب وينهي معاناة أهل السودان، ومن ذلك نعم، سيستمر تواصلنا مع قيادة الجيش التي قبلت اللقاء مبدئيا ولم تحدد مكانه وزمانه، وننتهز هذه السانحة لمناشدة  قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع الإستجابة لما يطلبه أهل السودان، والإلتزام بما اتفقا عليه تجاه المدنيين وحمايتهم في جدة.

نتواصل مع المسؤولين بدول الجوار والجهات الدولية لحل قضايا اللاجئين

* كيف ستسهم “تقدم” في قضايا اللاجئين في عدة دول خاصة إثيوبيا ومصر؟

قضية اللاجئين السودانيين قضية كبيرة، فالأعداد كبيرة وفي تزايد لإستمرار الحرب وتوسع نطاقها، للأسف، فالحل الجذري يكمن في إيقاف الحرب التي تدفع للجوء وإلى حينه نتحدث مع المسئولين في دول الجوار المختلفة، والجهات الدولية والمنظمات ذات الصلة بقضايا اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

* إلى أي مدى سيسهم المؤتمر التأسيسي وقراراته في تفعيل دور “تقدم” وحراكها في مجال إنهاء الحرب وتحقيق السلام؟

حظي مؤتمر تقدم بالمشاركة الواسعة ” قرابة 700 مشارك ومشاركة” من داخل السودان وخارجه، مكونات حزبية وغير حزبية، حديثة وتقليدية؛ فالرؤية السياسية المجازة من المؤتمر تأخد قوة وقيمة سياسية من هذه المشاركة الواسعة. الرؤية السياسية المجازة تعتمد مرحلتين؛ الأولى مرحلة المائدة المستديرة لتوحيد موقف القوى المدنية لإيقاف الحرب، وهذه تشمل كل الطيف المدني والسياسي عدا المؤتمر الوطني، المائدة المستديرة ينظمها ويدعو لها طرف محايد، المرحلة الثانية هي العملية السياسية، وتضم أيضا طرفي الحرب، تنظمها وتدعو لها تنسيقية توحِد المنابر الفاعلة والساعية والمؤثرة في تحقيق السلام في السودان “جدة، الإيقاد، المنامة، الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة”.

بهذه الرؤى التي تؤمّن المشاركة الواسعة في تحقيق السلام في السودان “ليس تقدم وحدها،” وتنسيق أدوار الفاعلين،  تتسع فرص تحقيق السلام.

* نقلاً عن صفحة “تقدم” بالفيسبوك

الوسومإثيوبيا الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان الصديق الصادق المهدي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم حكومة بورتسودان دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن الدولي مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إثيوبيا الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حكومة بورتسودان دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن الدولي مصر الدعم السریع إیقاف الحرب طرفی الحرب فی السودان مجلس الأمن العدید من فی الحرب

إقرأ أيضاً:

تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية

 

حين اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي، انطلقت معها حملات دعاية حربية منسقة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأغرَقتْها بمعلومات مضللة أضافت بُعدًا آخر للحرب، تحولت فيها منصات مثل «فيسبوك» و«إكس» إلى منابر لترويج المعلومات المضللة بشأن التقدم الميداني للأطراف المتنازعة أو تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية لهذا الطرف أو ذاك وتقويض جهود الآخر.

التغيير _ و كالات

ومع تصاعد زخم المعلومات المضللة التي أثرت سلبًا في المتلقي، تصدى «مرصد بيم» لكشف شبكات التضليل من الطرفين، وتعزيز الوعي بمخاطر الدعاية الحربية.

وأعد مرصد”بيم ريبورت”  تقريرًا مفصلًا بشأن الدعاية الحربية في السياق السوداني، أوضح فيه مفهوم المصطلح، وشرح كيف استُخدمت شبكات التضليل أو ما تُعرف بـ«شبكات السلوك الزائف المنسق» ضمن أساليب الدعاية الحربية.

كما أعد المرصد سلسلة من التقارير، سعى عبرها إلى الكشف عن شبكات تضليل متشعبة ومعقدة، تعمل على دعم الجيش السوداني ومهاجمة القوى المدنية، فيما تُبدي انحيازًا واضحًا إلى النظام السابق، عبر حسابات بعضها أنشئ حديثًا عقب اندلاع الحرب، وبعضها قديم ساهم من قبل في حملات استهدفت قوى الثورة والتحول الديمقراطي.

صفحات مضللة

وبدأ المرصد هذه السلسلة بتقرير عن شبكة على رأسها صفحتان باسمي «نادر محمد البدوي» و«ساتا بوست نيوز»، إلى جانب حسابات عديدة تعمل على تضخيم المحتوى المضلل عبر سلوك زائف منسق.

صفحة سما السودان

يكشف هذا التقرير عن إحدى شبكات التضليل المنسقة والمعقدة التي تهدف إلى دعم الجيش السوداني من خلال تقديم معلومات مضللة وتضخيمها وتوسيع انتشارها. قادت هذه الحملة صفحة باسم «سما السودان» أنشئت في يونيو 2023 – أي بعد اندلاع الحرب في السودان بشهرين، مما يرجح إنشاءها لأغراض تتعلق بالتضليل الحربي، وهو ما سيتضح، فيما بعد، من خلال نوع المحتوى الذي تقدمه هذه الصفحة والصفحات الأخرى التي تتشكل منها الشبكة.

تتكون هذه الشبكة من خمس صفحات رئيسة، يتابعها في المجمل أكثر من 787 ألف متابع، وتدار معظمها من تركيا وسوريا. فيما تعمل على تضخيم محتوى الشبكة مجموعة كبيرة من الحسابات، عبر الإعجاب ومشاركة المحتوى في «مجموعات» على «فيسبوك» في سلوك زائف منسق. وتدعم العديد من الحسابات شبكة «سما السودان» لضمان انتشار محتواها في الفضاء الرقمي السوداني، وبينما يدار بعض هذه الحسابات على نحوٍ طبيعي، يدار بعضها الآخر بطريقة تبدو أنها آلية.

السمات المشتركة بين الصفحات و الحسابات النشطة ضمن الشبكة:

جميع الصفحات نشرت معلومات مفبركة أو مضللة من قبل.

و جميع الصفحات والحسابات تنشر محتوى يهاجم قادة تنسيقية «تقدم» وقوات «الدعم السريع».

جميع الصفحات والحسابات تناصر الجيش السوداني.

تتفاعل الصفحات والحسابات بعضها مع بعض عن طريق الإعجاب ومشاركة المحتوى.

تعمل الحسابات على إعادة نشر المحتوى المضلل فيما بينها لتعزيز انتشاره.

تعمل الحسابات على تضخيم وصول محتوى الشبكة لجمهور أكبر.

لدى معظم حسابات الشبكة صور شخصية موحدة (علم السودان أو صور منتجة رقميًا).

الصفحات التي تشكل الشبكة: سما السودان:

أنشئت صفحة «سما السودان» في يونيو 2023، وتضم نحو 187 ألف متابع، وتدار من تركيا وسوريا. وتنشر الصفحة محتوى يدعم الجيش السوداني؛ كما تنشط، على نحوٍ مكثف، في نشر تحركات الجيش وتقدماته الميدانية، بالإضافة إلى مهاجمة «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية بدعوى أنها متحالفة مع «الدعم السريع» في حربها ضد الجيش.

وضمن جهود البحث في نشاط الشبكة، اكتشف «مرصد بيم» صفحةً أخرى باسم «سما السودان» ولكن باللغة الإنجليزية «Sama Sudan»؛ ولاحظ أنها أنشئت في العام 2020 باسم الفنانة «إنصاف فتحي»، ومن ثم غُيّر اسمها إلى «محبي الفنانة إنصاف فتحي»، قبل تحويله إلى «Sama Sudan» في نوفمبر 2023. وتضم الصفحة نحو 268 ألف متابع، وتدار أيضًا من سوريا وتركيا، وتمارس نشاطًا مشابهًا لنشاط الصفحة الأولى، ويستخدم كلاهما الشعار نفسه.

كما أنّ المحتوى المقدم يكون في أحيان كثيرة هو نفسه، ولكن تعاد صياغته ليبدو مختلفًا. ونجد –على سبيل المثال– أن صفحة «سما السودان» نشرت تقريرًا مصورًا عن تحركات الوزير الإماراتي الشيخ شخبوط بن نهيان في إفريقيا – والتي قال التقرير إنها بهدف توفير الدعم والإسناد لقوات الدعم السريع. فيما نشرت صفحة «Sama Sudan» محتوى التقرير نفسه، ولكن بتصميم مختلف.

وتدعم الصفحتان الجيش السوداني وتهاجمان «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية، مع التشجيع على استمرار الحرب. وتُعدّ الصفحتان نواة الشبكة التي تدعمها حسابات أخرى في نشر المحتوى المضلل وتضخيمه.

ولاحظ فريق المرصد أن صفحة «سما السودان» تنشر محتوى يدعم علاقات السودان مع كلًّ من الصين وتركيا.

عرب ميديا:

لاحظ «مرصد بيم» نشاط صفحة أخرى باسم «عرب ميديا»، أنشئت في يوليو 2022 وتدار أيضًا من سوريا وتركيا – الموقع الجغرافي نفسه الذي تدار منه صفحة «سما السودان». وكانت صفحة «عرب ميديا» تنشر، قبل اندلاع الحرب في السودان، محتوى ناقدًا لأنظمة الإمارات والسعودية ومصر بالإضافة إلى النظام السوريّ، وداعمًا للتوجهات القطرية.

صفحة عرب ميديا

ومع أنّ الصفحة لم تكن تنشر في ذلك الوقت محتوى بشأن السودان، لكنها ركزت، منذ اندلاع الحرب، نشاطها على السودان ودعم الدعاية الحربية للجيش السوداني، بل صار نوع المحتوى الوحيد الذي تقدمه الصفحة، منذ مايو 2023، هو المحتوى المرتبط بمجريات الأحداث في السودان، والداعم لموقف الجيش وعلاقات السودان بدولة قطر، وهو ما يتوافق مع نهج صفحة «سما السودان» والمحتوى الذي تنشره.

دفاع السودان:

من الصفحات الفاعلة أيضًا في الشبكة، صفحة «دفاع السودان» التي أنشئت في يونيو 2023 وتدار أيضًا من تركيا وسوريا، ويتابعها نحو 51 ألف متابع.

صفحة دفاع السودان

وتنشر الصفحة محتوى مضللًا لمصلحة الجيش السوداني. كما تدعم الصفحة العلاقات مع مصر، لا سيما عقب التصريحات الأخيرة لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» التي صعد فيها لهجته ضد مصر، متهمًا سلاح الجو المصري بقصف قواته في منطقة «جبل مويا» غربي ولاية سنار.

وتتوافق أهداف صفحة «دفاع السودان» مع أهداف صفحة «سما السودان»؛ إذ تدعم كلتاهما الجيش على نحو منسق، كما نشرت صفحة «سما السودان» منشورًا شجعت فيه جمهورها على متابعة صفحة «دفاع السودان»، مما يُظهر الجهود المنسقة بين الصفحتين لتحقيق الأهداف المشتركة.

عاجل السودان:

اعتمدت الشبكة على صفحات أخرى، ليس فقط في النشر، وإنما أيضًا في إنتاج المحتوى الذي يحقق أهدافها، ومن ضمنها صفحة «عاجل السودان» التي أنشئت في يونيو 2023، وتُدار من تركيا والإمارات العربية المتحدة، وتنشر محتوى مشابهًا للمحتوى الذي تنشره صفحة «سما السودان»؛ إذ تنشر دعاية حربية لمصلحة الجيش السوداني، وتهاجم الإمارات بوصفها «داعمة لقوات الدعم السريع»، كما تدعم العلاقات السودانية القطرية.

كيف اكتشفنا شبكة التضليل:

لاحظ فريق المرصد أنّ محتوى شبكة «سما السودان» يُضخم من خلال عدة حسابات، تنشر على نحو منتظمٍ ومنسق، من ضمنها: «Tahama Zakaria» و«Amani Bourjeela» و«Hamed Saadab» و«Tibian Mahjor» و«رشيد حمد» و«صديق نافع».

وتعمل جميع هذه الحسابات على تضخيم محتوى الشبكة، من خلال نشره ومشاركته في «مجموعات» أوسع على «فيسبوك». وتنشر هذه الحسابات محتوى جميع صفحات الشبكة، سواء كانت «سما السودان» أو «عرب ميديا» أو «دفاع السودان» أو «عاجل السودان»، على نحو منسق ومنظم.

كما لاحظ فريق المرصد عاملًا مشتركًا آخر بين هذه الحسابات، وهو أن بعضها التي تحمل أسماء رجال، يضع أغلبها «علم السودان» صورةً تعريفية، في حين تظهر الحسابات التي تحمل أسماء نساء بصور رقمية بملامح سودانية. ويلاحظ كذلك أنّ حساب «Tibian Mahjor» صديق مشترك بين معظم هذه الحسابات.

وكانت تنشط حسابات، مثل «عبد الرحمن عثمان» و«جمعة الروبي»، في تضخيم محتوى صفحة «سما السودان»؛ وتعيد، بانتظام، نشر محتوى الصفحة على «مجموعات» على منصة «فيسبوك»، ولكن توقف نشاطها في نهاية العام الماضي، لتحل محلها حسابات أخرى تعمل على تضخيم محتوى الشبكة ونشره على «مجموعات فيسبوك» وتوسيع نطاق انتشاره.

فيما تنشط حسابات أخرى، على نحو منتظم، في تضخيم محتوى الشبكة وترويجه على «فيسبوك»، مثل حساب «Ahlam Badi» الذي يعمل، بانتظام، على نشر محتوى شبكة «سما السودان»، بما فيها نشر مقاطع فيديو من الصفحة على نحو متكرر. ولا يتضمن الحساب أيّ محتوى آخر غير مقاطع الفيديو التي يشاركها من حسابات أخرى، وأغلب هذه المقاطع داعمة للجيش.

كما ينشط حساب باسم «Ali Hamto» في تضخيم محتوى شبكة «سما السودان» وينشر بطريقة أقرب إلى أن تكون «آلية»، بمعدل منشور كل دقيقة تقريبًا. وفي حين ينشر حساب «Ali Hamto» محتوى «سما السودان» في «مجموعات» أكبر على منصة «فيسبوك»، لا يشارك الحساب المحتوى على صفحته، ويقتصر محتوى الصفحة على مشاركة مقاطع دينية وأخرى عن التطورات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما فلسطين.

ومن ضمن الحسابات الفاعلة في شبكة «سما السودان» أيضًا حساب باسم «منال نصر الدين»؛ وقد لاحظ فريق المرصد منشورًا نشره الحساب في أغسطس 2023، تفاعل معه معظم الحسابات النشطة في شبكة «سما السودان» بإعادة نشره والتعليق عليه، ومن بين تلك الحسابات: «شعبان البدري»، و«جمعة الروبي»، و«عنتر رحمة»، و«Tibian Mahjor»، و«Hamed Saadab».

تضخيم المحتوى على «تيك توك» و «إكس»:

في هذا السياق، رصد الفريق حسابًا على «تيك توك» باسم «دولة 56» ينشر محتوى صفحة «سما السودان». فيما ينشر حساب «سما السودان» على منصة «إكس»، على نحوٍ منتظم، محتوى يخدم أهداف الشبكة ويهاجم في أغلب منشوراته القوى السياسية ويُناصر الجيش السوداني.

الموقع الإلكتروني ومنسوبي النظام السابق:

ترتبط صفحة «سما السودان» بموقع إلكتروني يحمل الاسم نفسه، ويقول المسؤولون عنه إنه «مؤسسة إعلامية سودانية يديرها كوكبة من الإعلاميين الوطنيين والمتمرسين انطلقت مع بداية العدوان على السودان والتمرد على الجيش السوداني تلبية لنداء الواجب الوطني».

وبالبحث في محتوى الموقع، وجد الفريق أنه ينشر، بانتظام، مقالات لشخصيات محسوبة على نظام «الإنقاذ»، من ضمنهم عبد الله الأزرق الذي خدم وكيلًا لوزارة الخارجية في النظام البائد، وكان سفيرًا للسودان لدى كل من المملكة المتحدة وإيرلندا، بالإضافة إلى أنه اشتهر بمهاجمة «ثورة ديسمبر» منذ العام 2018، والدفاع عن النظام في لقاءات تلفزيونية متعددة. ومن ضمن الكتاب أيضًا محمد عبد الله كوكو الذي شغل سابقًا منصب رئيس شورى الحركة الإسلامية في ولاية الجزيرة.

محتوى مضلل عملت الشبكة على نشره:

عملت الشبكة على نشر معلومات مضللة تتماشى مع أهدافها. وكان «مرصد بيم» قد تحقق من جزء كبير منها؛ على سبيل المثال وجد المرصد أنّ عددًا من الحسابات تداولت خبرًا يتضمن تصريحًا منسوبًا إلى رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور «جاك ريد»، يقول فيه: «إن على قوات الدعم السريع أن ترضخ للأمر الواقع وتعلن عن وفاة قائدها رسميًا».

وهو ما تبين أنه تصريح مفبرك؛ ولكن صفحة «سما السودان» نشرته لأنه يتوافق مع أهدافها. فيما عمدت صفحة «دفاع السودان» على نشر معلومات مضللة، بما فيها مقطع فيديو يوثق قصفًا عنيفًا لبناية، مدعيةً أنها غارة جوية نفذها الجيش في أبريل 2024 على موقع القيادة والتحكم التابع لقوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين أنّ المقطع قديم، إذ نُشر أول مرة في أبريل 2023، إبان اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.

كما نشرت صفحة «دفاع السودان» مقطع فيديو آخر، ادعت أنه يوثق لمنصات صواريخ بعيدة المدى الإستراتيجية «شواظ»، نصبها الجيش السوداني على تخوم ولاية الجزيرة، وسط تقدم قواته على جميع المحاور؛ ولكن توصل فريق «مرصد بيم»، عبر البحث العكسي عن الفيديو، إلى أنّ المقطع قديم، نُشر في العام 2013 على صفحة غير رسمية تحمل اسم «القوات الجوية السودانية»، وذكرت أنّها راجمة صواريخ من طراز «WS-2» تابعة للقوات المسلحة السودانية، مما يبين كيف تستخدم الشبكة المعلومات المضللة لتحقيق أهدافها.

أهداف الشبكة:

يمكن تلخيص أهداف شبكة «سما السودان» في الآتي:

دعم الجيش السوداني عبر الدعاية الحربية المضللة.

مهاجة بعض القوى السياسية المدنية.

تعزيز العلاقات السودانية القطرية.

دعم العلاقات السودانية التركية.

مهاجمة قوات الدعم السريع.

مهاجمة الإمارات العربية المتحدة.

جدول صفحة الشبكات جدول يوضح أهم الحسابات النشطة في شبكة سما السودان

 

نقلاً عن مرصد”بيم ريبورت” 

الوسومتركيا دفاع السودان سما السودان سوريا شبكات تضليل مناصرة الجيش

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
  • ماكرون يدعو طرفي الصراع في السودان إلى “إلقاء السلاح”
  • الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزُرق العسكرية بدارفور
  • ماكرون يدعو طرفي الصراع في السودان إلى إلقاء السلاح
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • من تركيا وسوريا.. شبكة تضليل تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يبدي الغضب لمقتل 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان ويقول: عام 2024 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة في السودان
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع