بوابة الوفد:
2024-07-04@10:49:38 GMT

عتاب الندل اجتنابه!

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

إنى ليهجرنى الصديق تجنيًا

فأريه أن لهجره أسبابًا

وأخاف إن عاتبته أغريته

فأرى له ترك العتاب عتابًا

هذا ما قاله الشاعر العباسى عبدالله بن محمد، الناشئ الأنبارى، أبوالعباس فى العتاب.

والحقيقة إن العتاب بالمعنى المجرد شيء حسن، فالدافع إليه هو الحرص على دوام والمحبة والقيام بحق النصح فى حق الصاحب، وهنا قال أبوالدرداء رضى الله عنه: «معاتبة الأخ خير من فقده»، وقد مدحه بعضهم فقالوا: «العتاب حدائق المتحابّين»،

كما قال أحدهم: «ويبقى الود ما بقى العتاب»؛ فالعتاب خير من الحقد، ولا يكون العتاب إلّا على زلّة، فهو دليل على بقاء المودّة، لأنه يزيل أثر الكراهية من القلوب، ويزيد الألفة، كما ينقّى النّفوس والنوايا ويطهّرها من سوء الظن، ولا يكون العتاب إلا لأهله، فليس كل قريب منك جديرًا بالعتاب، فكم من قريب تملؤه مشاعر الكره والبغضاء.

وقد يصبح العتاب سببًا من أسباب القطيعة والعداوة إذا تجاوز الحد، وصار عادة، أو استعملت فيه الألفاظ القاسية والنظرات الحادة فى المواقف التى تجمعنا بالآخرين– لا سيما البسيطة منها- فلماذا نملأ حياتنا بتتبع أخطاء الآخرين والإصرار على طرحها ومناقشتها؟! ونفقد بذلك دقائق وساعات بل ربما أيامًا، نناقش ونتفاعل ونتأزم، بل حتى عندما نعفو نبدأ فى تذكر تلك اللحظات المؤلمة، ومالنا لا نتذكر؟ وقد سمحنا لتلك الأخطاء أن تتخذ لها مكانًا فى ذاكرتنا بمناقشتها والبحث فى ثناياها، وذهبت أيامنا كلها سدى.

وبذلك ينبغى أن يكون الغرض من العتاب رد الصديق عن خطأ أو توجيه النصح له، فإذا تحول العتاب إلى الجدال قد يظن أنك تنتقص منه وتعيبه فيدفعه ذلك إلى رفض النصح ومحاولة الانتصار لنفسه ثم تكون القطيعة وربما العداوة، كما لا ينبغى أن نتعامل مع أخطاء الناس كأننا لا نخطئ، بل نلتمس الأعذار، ونبين للمخطئ، وننصحه عسى أن يكون جاهلًا أو متأولًا، أو له عذر لا نعلمه، فإذا علمناه ونصحناه رجع عن خطئه.

وليس كل شخص جديرًا بالعتاب؛ فليس كل من يتعرف عليه الإنسان هو صديق، فقد تقابل فى حياتك كثيرًا من الأشخاص يمكن عدهم زملاء عمل أو دراسة ولكن يظل الصديق الذى يستحق العتاب هو الأقرب وهو محل ثقة وهو الشخص الذى يمكن الاعتماد عليه فى جميع المواقف، تظهر صداقته الحقيقية فى الشدائد والمحن، ويظهر الصديق الحقيقى فى هذه الأوقات العصيبة، يعاون صديقه ويؤازره ولا يتخلى عنه، وقد يكون لدى الفرد دائرة كبيرة من الأصدقاء فى المدرسة أو الكلية أو العمل، لكنه يعلم أنه لا يمكن الاعتماد إلا على شخص واحد أو شخصين فقط، يشاركونه صداقة حقيقية، وهما فقط من يستحقان العتاب، ومن هم دون ذلك يكون أفضل عتاب لهم هو التجنب.

وفى النهاية من لا يُغْمِض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يَمُتْ وهو عاتب، فإذا أردت مصاحبة الناس فلا بد من التغافل وترك العتاب للإبقاء على من يستحق أحيانًا، واجتنابًا للأنذال أحيانًا أخرى!

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان جامعة المنصورة عبدالله بن محمد العتاب

إقرأ أيضاً:

نحلة تسبب إصابة خطيرة لخمسيني بسبب لدغة (تفاصيل)

تسببت لدغة نحلة إلى مضاعفات خطيرة لرجل يبلغ من العمر 55 عام حيث كشف أطباء مستشفى ويلز للعيون في ولاية فيلادلفيا الأمريكية عن حالة نادرة لإصابة رجل بلدغة نحلة في عينه .

وأفادت التقارير بأن الرجل طلب مساعدة قسم الطوارئ المحلي يوم إصابته بلدغة النحلة، ولكن الطاقم الطبي لم ينجح في محاولات إزالة إبرة النحلة العالقة في قزحية العين.

وبعد يومين، تفاقمت حالة المريض، حيث بدأت الأوعية الدموية في قزحية عينه اليمنى تنزف، مع غياب القدرة على الرؤية بها تقريبا. 

واستخدم المتخصصون في عيادة العيون، التي قصدها بغاية العلاج، صبغة الفلورسنت لصبغ قرنية العين الملتهبة، وتحت مجهر متخصص مزود بضوء ساطع، عثر الفريق على جسم صغير مغروس في الأنسجة الشفافة بين القزحية والصلبة (بياض العين).

وكان الغشاء المخاطي الرقيق الذي يغطي الصلبة ملتهبا بالأوعية الدموية المتوسعة. وتورمت القرنية التي تغطي حدقة العين والقزحية.

واستخدم الأطباء ملقط الصائغ لسحب بقية الجسم الغريب الصغير من عين الرجل. ثم تم وصف قطرات العين مع الأدوية المضادة للبكتيريا والمنشطات للمريض، وبعد 5 أشهر، تحسنت رؤيته إلى أقل بقليل من الكمال 20/25.

وحذرت طبيبتا العيون في مستشفى ويلز للعيون، تاليا شوشاني وزيبا سيد، من أن "لدغة النحل في العين تستدعي مراجعة طبيب عيون بسبب الالتهاب الشديد الذي قد ينجم عن الإصابة، فضلا عن احتمال وجود إبرة لاذعة في العين".

ويقول خبراء في الأكاديمية الأمريكية لطب العيون إنه بدون استشارة عاجلة، يمكن أن يكون الضرر "مدمرا لصحة العين ووظيفتها البصرية".

ويوضح المختصون أن لسعات النحل والدبابير معقدة، وتطلق سما يمكن أن يخترق عمق الجزء الشبيه بالهلام من العين، ما يعرض الجزء الخلفي من مقلة العين للسموم ويثير رد فعل مناعي.

ويمكن أن تؤدي إزالة الإبرة إلى وقف رد الفعل المناعي للجسم وتحسين الأعراض، ولكن قد لا يكون ذلك ضروريا أو ينصح به في جميع الحالات. 

مقالات مشابهة

  • هل يمكن أن يكون الاكتئاب معديًا كالأنفلونزا؟.. دراسة حديثة تكشف مفاجأة
  • دراسة: إطعام الرضع بالملعقة يمكن أن يكون سيئًا لنموهم!
  • "الخضيري" يوضح أسباب وعلاج تهيج القولون
  • احذر.. التجشؤ المفرط قد يكون علامة على الإصابة بأمراض خطيرة جدا
  • نحلة تسبب إصابة خطيرة لخمسيني بسبب لدغة (تفاصيل)
  • أعراض السرطان عند النساء.. 5 علامات غير عادية يجب الحذر منها
  • كل ما تريد معرفته عن التهاب الكلى.. الأعراض والأسباب والعلاج
  • حظك اليوم.. توقعات برج الدلو 2 يوليو 2024
  • 8 طرق لعلاج الشعر الخفيف.. تعرفي عليها
  • نصّار: لبنان لا يمكن إلا أن يكون شريكاً بحل الخلافات في المنطقة