ليست مجرد واقعة لمقيم سودانى علق فوق محل الحلاقة الذى يملكه خريطة تظهر حلايب وشلاتين سودانية.. إنما هى كشف الغطاء عن «قدر» يغلى منذ أن جاء الإخوة السودانيون بهذه الأعداد الكبيرة التى تعد بالملايين إلى وطنهم الثانى مصر.
هم ضيوف مرحب بهم بالطبع ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز الحدود وبعض التصرفات التى حدثت تتجاوز حد اللياقة.
كما قلت الحادثة فقط نكأت الجرح وكشفت عن الكثير من الأفعال التى وصلت أحيانًا إلى حد الجرائم عند البعض ولا يجب أن نعمم، فالغالبية إخوة مسالمين وفوق الرأس طالما أنهم يحترمون القوانين المصرية.
ويجب أن يعرف الجميع أن المجلس المصرى للاجئين أولى الاخوة السودانيين بالدعم والتعامل معهم وبتوجيهات رئاسية مثل المصريين ويوفر لأبنائهم التعليم المجانى فى المدارس الحكومية.
والمفوضية الدولية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجدت كل التيسرات من الحكومة المصرية لخدمة الإخوة السودانيين.
وكل هذا ومع كامل التقدير لهم وأنهم ليسوا لاجئين وإنما ضيوف فى وطنهم الثانى كان يجب أن يقابله ضبط لسلوكهم والحرص على عدم التطرق لقضايا مثل حلايب وشلاتين وعدم إزعاج أهل البيت بتلك الأعداد التى يخرجون فيها وبعضهم يحمل أسلحة بيضاء..
الحقيقة أن السودانيين دخلوا مصر محملين بعادات تختلف عن المصريين، واستوطنوا المدن المصرية بفرض أسلوب حياتهم بدلاً من محاولة الاندماج مع المجتمع المصرى، ولذلك ظهر بعض التناحر والتشاحن غير المبرر.
لك أن تعرف أن الإخوة السودانيين اتجهوا مباشرة إلى فتح محلات للطعام السودانى والعطارة السودانية وأفران للخبز وحتى الطعمية جعلوها طعمية سودانى، ومع تلك الحالة من فرض ثقافة وافدة داخل مجتمع تعود على فرض ثقافته مثل المجتمع المصرى ظهر كل ما نشاهده الآن من تنافر.
نحن فى مصر نقدر السودانيين ونتعاطف معهم فى حقهم فى العيش بأمان بعد أن شردتهم الحرب، ولكن ابدًا لن تستقيم الامور مع فرض الضيف لأسلوب حياته على أصحاب المنزل وإزعاجهم.
مصر ستبقى رغم الظروف الاقتصادية الصعبة أبوابها مفتوحة للجميع حتى لو وصل الأمر إلى طمس هوية أحياء بكاملها فى القاهرة مثل أكتوبر الذى انتشر فيه العراقيون والسوريون، والدقى لليمنيين، وفيصل والهرم للسودانيين
كل هذا لا يهم طالما أنه يتم فى إطار القوانين المصرية، ويحترم السيادة المصرية على أراضيها.
رفقًا بمصر ولا تقارنوها بدول الخليج الغنية، فهذه الدول ليس لديها مشاكل مصر وعدد سكانها الكبير وعدم تحملها لمزيد من الأعباء.
من يختار أن يعيش معنا يتحمل ظروفنا الاقتصادية، ويحترم سيادتنا وقوانينا ويتجه فورًا للحصول على إقامة شرعية مؤقتة لحين عودته إلى بلده.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محل الحلاقة الأعداد الكبيرة تجاوز الحدود حد الجرائم
إقرأ أيضاً:
الضم: إسرائيل تكتب القوانين بنفسها
يواجه المجتمع الدولي اختباراً حاسماً أمام التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمع تزايد عمليات الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية بعد ضم القدس الشرقية، تبدو إسرائيل وكأنها ماضية في تكريس واقع جديد يتحدى أسس القانون الدولي ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
الضم الإسرائيلي يتناقض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف. إذ يُحظر بموجب القانون الدولي أي استيلاء على الأراضي بالقوة. ورغم ذلك، تواصل إسرائيل استراتيجيتها التوسعية عبر نقل صلاحيات إدارية وسياسية إلى شخصيات مدنية مثل الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي تم منحه صلاحيات شبه سيادية في الضفة الغربية.
إن هذه الخطوات لا تقتصر على كونها انتهاكات للقانون الدولي، بل تعد جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، فإن غياب الإرادة الدولية لمعاقبة هذه الانتهاكات يعزز الشعور بالإفلات من العقاب ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى في النظام العالمي.
من أبرز التحديات التي تواجه العدالة الدولية هي ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ففي حين واجهت روسيا عقوبات صارمة بعد ضمها لأجزاء من أوكرانيا، يتم التعامل مع الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بخطابات سياسية فارغة. هذه الازدواجية ليست مجرد مسألة أخلاقية، بل تنعكس بشكل مباشر على مصداقية المؤسسات الدولية التي أنشئت لضمان العدالة.
وهنا سأضع الأبعاد الإنسانية والسياسية للضم على شكل نقاط مختصرة يجب علينا التركيز عليها على الصعيد العالمي:
1. تعميق الفصل العنصري: يعيش المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي المحتلة ضمن نظام مدني يوفر لهم حقوقاً واسعة، بينما يُحرم الفلسطينيون من حقوقهم الأساسية تحت نظام عسكري صارم. هذه السياسة تؤدي إلى تعزيز واقع الفصل العنصري، وهو أمر يهدد النسيج الاجتماعي للمنطقة.
2. تصعيد العنف: مع تصاعد عمليات الضم، تتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين من خلال القتل والاعتقال والتهجير القسري. هذه الممارسات تغذي دائرة الكراهية وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أكثر عنفاً.
3. نهاية حل الدولتين: الضم يعني فعلياً تدمير أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ما يؤدي إلى تعقيد الصراع وجعله أكثر استعصاءً على الحل.
التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي، الذي دعا علناً إلى ضم الضفة الغربية إذا قضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات، تعكس تصعيداً خطيراً يعمق الانتهاكات. كما أن سياسات الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات وبناء البنية التحتية اللازمة لربطها بإسرائيل تؤكد نيتها فرض واقع دائم يتجاهل تماماً الحقوق الفلسطينية.
يتطلب الوضع الراهن استجابة دولية تتسم بالحزم والفعالية. على المجتمع الدولي:
1. فرض عقوبات: كما تم مع روسيا، يجب تطبيق عقوبات رادعة على إسرائيل لخرقها القانون الدولي.
2. تعزيز صمود الفلسطينيين: من خلال دعمهم اقتصادياً وسياسياً لمواجهة مخططات الضم.
3. إعادة تفعيل القانون الدولي: رفض ازدواجية المعايير وإلزام جميع الأطراف باحترام القوانين الدولية.
يمثل الضم الإسرائيلي تهديداً وجودياً للنظام الدولي القائم على القانون. إن الصمت أو التردد في مواجهة هذه السياسات لن يؤدي سوى إلى تعزيز ثقافة القوة وغياب العدالة. اليوم، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية في وقف هذه الانتهاكات والعمل على تحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.
(الأيام الفلسطينية)