جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-28@22:06:28 GMT

هُدهد سليمان و"مُسيَّرة حزب الله"

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

هُدهد سليمان و'مُسيَّرة حزب الله'

 

 

الطليعة الشحرية

تتجلّى آية الله سبحانه في الإعجاز الإعلامي الرائع في قول الهدهد: "وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" (النمل: 22)؛ حيث نرى في قصة الهُدهُد تنوعًا في أبطال القصة، فمرّة نجد نبي الله سُليمان يتفقَّد الطير فلا يجد الهدهد، ومرة نجد الهدهد يقف بين يدي نبي الله سليمان مُتحديًا "أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ" (النمل: 22)، ومرة ثالثة نجده عند ملكة سبأ وقد عبدت الشمس من دون الله، وكأنه يُحلِّل المعلومات ويفهمها ويعقلها.

. وهنا نسأل: أيُشبه هُدهد سليمان مُسيَّرة حزب الله؟!

اخترقت مُسيَّرة حزب الله "الهدهد" شمال فلسطين المُحتلة، وعادت بمقطع مدته 9 دقائق عالي الدقة والوضوح، يكشف مواقع إسرائيلية حسّاسة وقواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات، ومشاهد جوية لمدينة حيفا، من بينها مجمع الصناعات العسكرية ومنطقة الموانئ التي تضم قاعدة حيفا العسكرية ومنشأة بتروكيميائية، علاوة على مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفن ساعر الحربية بأنواعها؛ مما يعني أنَّ حزب الله يمتلك القدرة على اختراق دفاعات الكيان المحتل والعودة دون أن يُكشف.

خطاب الـ Golden Time

قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إنَّ المقاومة "ستقاتل بلا ضوابط أو قواعد أو سقوف إذا فُرضت عليها حرب شاملة مع إسرائيل"، وأشار إلى أنَّ "العدو يجب أن ينتظر المواجهة برًا وبحرًا وجوًا"، واعتبرُ أن هذا الخطاب هو "خطاب الفترة الذهبية"، وهي الفترة الزمنية التي تتراوح مدتها من بضع دقائق إلى عدة ساعات عقب الإصابة بصدمة بعد أي اعتداء.

لقد فجّر خطاب الأمين العام لحزب الله، الرعبَ في الشارع الإسرائيلي؛ فالمُقاومة اللبنانية تمتلكُ القدرة العسكرية، وتعرف أهدافها بدقة، ولن تستثني صواريخها هدفًا ثابتًا أو متحركًا في حالة صعّد الجيش المُحتل والمختل دائرة الصراع، واجتاح لبنان، أو شن عدوانًا عليه.

عاد هُدهد حزب الله بالخبر اليقين، مُثيرًا الشك والرعب؛ فلم تعد فكرة اجتياح لبنان اليوم بذات السهولة كاجتياح بيروت في 1982؛ إذ إن إسرائيل الأمس مُحصّنة دوليًا تستطيع اجتياح دولة أخرى ذات سيادة وسلطة وشرعية بذريعة طرد المنظمات الفلسطينية! لكن المُسيَّرة "هدهد" قلبت الطاولة على رأس دول الكهنوت الخائنة والتي تنسج مخططًا عنكبوتيًا مع الجيش المُختَل لتطويق وتصفية الشعب الفلسطيني والمقاومة.

جيش الـ70 ألف مجنون

انهيار "الجيش الذي لا يُقهر" تأكد من خلال التراشق بالتصريحات بين المتحدث الرسمي باسم الجيش دانيال هاغاري وابن نتنياهو الهارب من جحيم الحرب إلى رغد العيش في ولاية فلوريدا الأمريكية؛ إذ قال هاغاري: "حماس فكرة وحزب وهي مغروسة في قلوب النَّاس ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ"، مضيفًا "الكلام عن القضاء على حماس خداع للجمهور".  هذا يؤكد أنَّ جيش الكيان المُختَل فَقَدَ توازنه لا سيما مع ارتفاع عدد المُعاقين في صفوفه، وقد كشفت الأرقام أنَّ 70 ألفًا يعالجون من أمراض عقلية جرّاء الحرب.

لقد صَدَقَ العدو، عندما قال إن حركة حماس تجسّد فكرة مُطلقة غير محدودة، هدفها التحرر من الظلم ومُقاومة الطغيان، وهذه سُنة كونية، لن تُبدّل ولن تتغير. وجنون السفاح نتنياهو وسعيه إلى فتح جبهة حرب في لبنان، ما هي إلا مُماطلة للبقاء في السلطة.

العالم يعلم أن مرتكب الهولوكوست هم النازيون الألمان وليس الفلسطينيون، والعالم يعلم أن أول دولة طُرِدَ اليهود منها كانت بريطانيا العظمى، بعد أن أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول عام 1290 أمرًا بطرد كل اليهود من بلاده، وأصبح أول بلد يُقدِم على هذا الإجراء في أوروبا قبل إسبانيا بثلاثة قرون!

والعالم يعلم من هم الذين قتلوا 140ألف شخص في هيروشيما و80 ألف شخص في ناغازاكي، ومن ارتكب مجزرة "بود داجون" بحق سكان قبيلة "المورو" (Moros) الواقعة جنوب الفليبين، ومن ارتكب مذابح قندهار بأفغانستان والفلوجة بالعراق. بكل أسف ستطول قائمة المذابح التي ارتكبها الجيش الأمريكي بمفرده! واليوم تُساعد الإدارة الأمريكية وجيشها على تنفيذ أبشع المذابح بحق الفلسطينيين، وارتكاب جرائم إبادة جماعية بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، مع تعمُّد تجويع الشعب الفلسطيني.. لذلك نسأل: لماذا لا يُدرج الجيش الأمريكي على قائمة العار الأممية؟! لماذا لا تتنازل بريطانيا عن دولة تابعة للتاج البريطاني لصالح اليهود؟

إنَّ المقاومة فكرة أقوى من رصاص الاحتلال، والفكرة لا تموت ولا تنتحر؛ بل يُخلِصُ المرء لها ويتفانى في سبيلِها ويسترخِصُ لقاءَ تحقيقها كلَّ غالٍ ونفيس.

لقد غاب هُدهد سليمان، تم أتاه بـ"نبأ يقين"، واخترقت مُسيَّرة حزب الله "الهدهد" قبل خطاب الفترة الذهبية بـ24 ساعة وعادت بمشاهد تشل الكيان وحلفاءه.

نكأ الخطابُ جبهةَ الأعداء، وقطع المسار السياسي الذي يسعى لرسمه آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأمريكي، وكُل المساعي على الصعيدين السياسي والإعلامي لتشويه المقاومة ولتبرير الذبح والإبادة غير مجدية؛ بل عقيمة؛ لأن الشعوب أحاطت بما جهلت، الشعوب كالهدهد حلَّلت وفهِمَت؛ ففكرة المقاومة لا تحتاج إلى قهر أو إجبار أو إخضاع أحد لقبولها والإيمان بها. 

عندما تلقفت آذان تلميذ إسحاق بن راهويه يوم قال: " لو أن أحدَكم يَجْمَعُ كتابًا فيما صحَ من سُنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم"، مات إسحاق ونتيجة فكرته ماثلة في صحيح تلميذه البخاري.

إنَّ الايمان بالمقاومة فكرة لن تموت، ولن يدفنها الاحتلال ولا أعوانه.. تفنى الأجساد وذاكرة الهُدهد تُسجِّل وتحفظ وتوحي للبشر بأفكار عظيمة يُخلِّدُها التاريخ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المخرج أحمد خالد موسي في حوار لـ"البوابة نيوز": أنا ضد فكرة التكرار لكن توليفة العتاولة لم تقدم من قبل .. ولم أظلم فريدة سيف النصر.. ولا نية لتقديم جزء ثالث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استطاع المخرج أحمد خالد موسى، رغم صغر سنه، أن يترك بصمة قوية في عالم الإخراج، وحقق مسلسله "العتاولة" نجاحًا جماهيريًا واسعًا.

 في هذا الحوار، يكشف "موسى" لـ"البوابة نيوز" كواليس تصوير الجزء الثاني، وتفاصيل التغيير في طاقم العمل، كما يرد لأول مرة على تصريحات الفنانة فريدة سيف النصر، ويوضح رؤيته حول احتمالية تقديم جزء ثالث.

- تقدم الدراما الشعبية للعام الثاني على التوالي، هل ترى أنها رهان مضمون وقريب من الجمهور؟

لا إطلاقًا، عندما قدمت "العتاولة" في جزئه الأول لم أتوقع نجاحه الكاسح بهذه الصورة. العمل لم يكن مجرد مسلسل شعبي تقليدي، بل قدمنا لونًا مختلفًا خارج عن المألوف، بتصوير في أكثر من بلد، وبطابع كوميدي إلى حد ما. لم يسبق أن قُدِّم عمل بنفس توليفة "العتاولة"، ونجاحه لم يكن مجرد رأي شخصي، بل تؤكده التقارير والإحصاءات.

- هل تعتبر تقديم جزء ثانٍ تحديًا كبيرًا لك؟

بالتأكيد، تقديم جزء ثانٍ لأي عمل درامي هو تحدٍّ ضخم، خاصة مع خروج بعض الأبطال ودخول آخرين. نحرص على الحفاظ على نجاح الجزء الأول بل وتحقيق نجاح أكبر، وهذا ما جعل التجربة قوية ومميزة.

- كيف ترد على تصريحات الفنانة فريدة سيف النصر بأنها تعرضت للظلم؟

هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. العام الماضي ضم فريق العمل 40 ممثلًا، وهذا العام استعنا بنجوم جدد وفقًا لمتطلبات سيناريو الجزء الثاني. علاقتي بالجميع طيبة، وليس لدي أي نية للإضرار بأي فنان، ولا أحب الدخول في مثل هذه الخلافات.

- هل هناك خطة لتقديم جزء ثالث من "العتاولة"؟

بصراحة، من الصعب جدًا أن يحدث ذلك، ولم تُطرح الفكرة حتى الآن. أنا شخصيًا لا أحب التكرار وأرى أنه يستهلك الطاقة الإبداعية. أريد تقديم أعمال جديدة ومتنوعة، لكنني لا أستبق الأحداث.

- كيف تمكنت من إظهار زينة وطارق لطفي وباسم سمرة بشكل مختلف؟

الثقة المتبادلة بيني وبينهم هي السر. زينة نجمة موهوبة، وطارق لطفي فنان استثنائي، وهذا ليس التعاون الأول بيننا، فقد أخرجت له مسلسل "بعد البداية". أما باسم سمرة، فرغم تقديمه لأدوار شعبية من قبل، فإن شخصية "وزان" في "العتاولة" كانت مختلفة تمامًا، وهي من أبرز أدواره في هذا اللون.

- هناك آراء تقول إن بعض الفنانين تفوقوا على نجوم كبار في المسلسل، ما رأيك؟

كل النجوم حققوا نجاحًا كبيرًا، ولكل منهم بصمته الخاصة. أحمد السقا، مثلًا، هو أذكى نجم في جيله، واستطاع الحفاظ على استمراريته ونجاحه عبر مشواره الفني. كما أن فيفي عبده أضافت روحًا مميزة للجزء الثاني.

- كيف ترى الانتقادات التي طالت المسلسل بسبب رقصة مي القاضي؟

في الجزء الأول قدمنا مشهدًا مشابهًا برقص نهى عابدين، ولم يثر الضجة ذاتها. أعتقد أن النجاح الكبير للمسلسل هو السبب وراء التركيز على مثل هذه التفاصيل، خاصة أن الجمهور تابع العمل بشغف.

- هل تعمدت وضع مشهد الرقصة لإحداث ضجة؟

لا، إطلاقًا. هذا المشهد ليس جديدًا في "العتاولة"، لكن ربما كانت الصدمة بسبب ظهور مي القاضي في دور مختلف تمامًا. هي فنانة موهوبة، وأعتقد أن هذا ما لفت الأنظار.

- ما الجديد في مشروعاتك الفنية المقبلة؟

هناك عرض لفيلم سينمائي، لكنني لم أحسم قراري بعد، وسأنتظر الانتهاء من "العتاولة" أولًا قبل اتخاذ أي خطوة جديدة.

 

مقالات مشابهة

  • الهدهد: «المحرصاوي» لم يسعى إلى منصب.. وحاول الفرار من رئاسة جامعة الأزهر
  • المخرج أحمد خالد موسي في حوار لـ"البوابة نيوز": أنا ضد فكرة التكرار لكن توليفة العتاولة لم تقدم من قبل .. ولم أظلم فريدة سيف النصر.. ولا نية لتقديم جزء ثالث
  • ابنة «حسن نصرالله»: لبنان لن يصبح إسرائيلياً أبداً ومستمرون في طريق المقاومة
  • رئيس جامعة الأزهر الأسبق: العفو والصفح ليسا ضعفًا بل قمة القوة الأخلاقية
  • محلل إسرائيلي: عجز الجيش في لبنان يجعل من فكرة ضرب إيران خاطئة
  • خطيب الجامع الأزهر ناعيا المحرصاوي: كرس حياته للعلم والدين والوطن
  • الكاتب والصحفي اللبناني علي رضا يوسف سبيتي لـ” الثورة”:   جئنا من أرض المقاومة إلى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين
  • 6 قتلى خلال أقل من 24 ساعة : إسرائيل تكثف استهداف قادة «حزب الله» الميدانيين بالمسيرات
  • قائد أنصار الله: اليمن ماضٍ في موقفه المبدئي الإيماني والإنساني في دعم فلسطين دون تردد أو تراجع
  • مدرسة الحوليات الفرنسية و فكرة كسر حلقات الدوائر الخبيثة في السودان و الشب عن طوقها