انكسار الأبناء.. خطيئة الآباء
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
عائض الأحمد
حينما تبدأ حديثك بأمنية بسيطة، لن تدفع مُقابلها أكثر من حروف كتابتها أو الجهر بها ليسمعها القاصي والداني، ليتك يا أبي لم تكن تفعل ذلك، قد تكون رغبة في إرسال رسالة وقد يكون شيء مكتسب متوارث، خلفته قسوة تعددت مصادرها ونمت في دواخلنا نستحضرها في سلوكنا وطريقة تعاملنا دون وعي منَّا، فهي تأتي قرينة تصرفاتنا، فنندم على بعضها ونستحسن آخر.
لم أكن أكثر شفقة من ذلك الأب أو أحسن تربية وخلقاً منه ولكنني أشفقت على ذلك اليافع الذي كان يقوده مستفسرا عن فعلته "الشنيعة" التي جعلته فريسة سهلة لهذا البائع الذي أعتقد أنه يخدع هذا الفتى "المسكين" الذي انتهكت كرامته وكأني بالحاضرين ينظرون لوالده بغضب كاد أن يخرج بعض منهم عن صمته برفض هذا السلوك غير الإنساني مع طفل لم يتجاوز الحلم ظناً منه بأنَّ تلك القسوة ستجعل منه رجلا قبل أوانه منتهكا براءته، دون أن يرف له جفن، وهو يتصبب خجلا ويشيح بناظره عن العامة أليس فيكم حكيم يهب رافضاً ما اقترفته يدي أبي أو يذهب دون أن أشعر بتلك الغصة في حلقه دون أن تظهر حديثا يرفض ما قام به دون سبب غير تلك الدراهم المعدودة التي أراقت ماء وجهي الطفولي وجعلت من عمري الصغير حديثاً اسمعه في صمت الحاضرين همسًا، متسائلا ألم ينقرض هؤلاء القوم بعد؟
لو أمعنت النظر لوجدت كل شيء أصبح صديقًا للبيئة شئت أم أبيت، فهل بعد كل هذا نستطيع أن نطلب منك أن تكون صديقا لمن حولك، كتلك العبوة البلاستيكية التي أقمت عليها قيامة هذا الطفل، أتمنى وأرجو ذلك.
وهج: المقارنة يطلقها الجاهل ويتجاهلها العاقل.
ختامًا: أعلم وأنتم تعلمون أن الخطأ والصواب مسائل نسبية، فما تراه حقًا يجب العمل به، قد يرفضه آخرون، لكن المؤكد هو احترام حق الاختلاف.
شيء من ذاته: التربية النفسية تخلص إلى تربية اجتماعية قوامها سلوك إنساني يحفظ قيمتك وحقوق الآخرين دون إفراط أو تفريط، فالكمال لم يُخلق بعد، واعلم أن "المجاملة" هنا ليست نفاقًاً اجتماعيًا؛ بل احترامًا ذاتيًا، ليس بالضرورة أن تنتظر مقابلًا له.
نقد: لم تجتمع أمَّة على شخص واحد، فماذا تنتظر أنت؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عضو بـ«العالمي للفتوى»: اختيار الزوجة الصالحة حق يجب أن يوفره الأب لأطفاله
قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن حقوق الطفل تبدأ قبل أن يُولد، وتحديدًا قبل أن يختار الأب شريكة حياته، مؤكدة أن الأب يجب أن يبدأ بإعداد نفسه للزواج والأبوة بشكل متكامل، حيث ينبغي له تحسين نفسه روحياً وأخلاقياً ليكون زوجًا صالحًا وأبًا قادرًا على تحمل المسؤولية.
صلاح الأب يؤثر على الأبناءوأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن صلاح الأب يؤثر بشكل إيجابي على الأبناء، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: «وكان أبوهما صالحًا»، وبالتالي، يجب على الأب أن يحرص على إصلاح نفسه ليكون قدوة حسنة لأبنائه، مشيرة إلى أن اختيار الزوجة الصالحة من أهم الحقوق التي يجب أن يوفرها الأب لأطفاله، حيث يجب أن يبحث عن امرأة ذات دين وأخلاق، كما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
وأضافت أن إعداد الأب نفسه لا يتوقف عند تحسين الأخلاق فقط، بل يشمل أيضًا التأكد من قدرته على تحمل المسؤولية التي ستترتب على الزواج والأبوة، وعلى البحث عن شريكة حياة تكون قادرة على تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة.