دق تحليل نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية، ناقوس الخطر في ظل ما تقوم به ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، من عملية غسل أدمغة عدد كبير من أطفال اليمن، ليكونوا انتحاريين وإرهابيين في المستقبل، وليصبحوا أسوأ كابوس في العالم.

التحليل أعدته الباحثة فيليس فريدسون، الرئيس والمدير التنفيذي لوكالة أنباء ميديا لاين بعنوان "مخيم الحوثيين الصيفي للأطفال يدور حول تصدير الإرهاب".

موضحة أن المخيمات الصيفية التي تنظمها ميليشيا الحوثي بشكل منتظم يتم فيها إجبار نحو مليون طفل على حضور تدريبات عسكرية وإرهابية، وهذه أرقام تنشرها الجهات الحوثية بفخر ما يؤكد أن أرواح الأطفال المنخرطين في تلك المخيمات باتت في خطر وسط حرمانهم من حياة الحرية والتعليم. 

وأكد التحليل أن العالم غض النظر لفترة طويلة عن محنة الآخرين في الأراضي الأجنبية، بما في ذلك اليمن، وهذا الافتقار إلى الفهم لما يجري من أعمال سيكلف الحضارة الغربية حريتها وحياتها في نهاية المطاف.

وحددت الأمم المتحدة 14 دولة، بما في ذلك أفغانستان والعراق والصومال والسودان وسوريا واليمن، حيث يستخدم الأطفال على نطاق واسع كجنود. وفي تموز/يوليو الماضي، كما كان الحال في العديد من فصول الصيف السابقة، يتم تدريب  الأطفال والمراهقين على استخدام الأسلحة والحرب. 

مخيمات بالقوة 

وأوضحت الباحثة  فيليس فريدسون أن المخيمات الصيفية المجانية المقامة في مناطق الحوثيين إما تفرض على الأسر أو يتم إغراؤها من خلال الحوافز المقدمة في المجتمعات الفقيرة في المقام الأول. مشيرة إلى أن الآباء الذين يرفضون تسجيل أطفالهم في المخيمات الحوثية يمكن وصفهم بأنهم غير موالين لهم، ويتم حرمانهم  من المساعدات الإنسانية الأساسية، مثل شراء غاز الطهي بسعر مدعوم.

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني: إن عشرات الآلاف من الأطفال يحضرون هذه المخيمات سنويا. لا أحد متأكد من الأرقام، لكن الأطفال الجدد يحضرون كل عام، لذلك من المحتمل أن يصل العدد إلى مليون شخص تم تعليمهم مسار الحوثيين مدى الحياة. وقد تم وسم عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال كجنود أطفال أو آلات قتل. 

ونقل التحليل تصريحاً لأحد المعلمين في مناطق الحوثي: "يتم إعداد هؤلاء الطلاب للموت من أجل الحوثيين وليس من أجل البلاد".

الحوثيون أخطر الجماعات

وأشار التحليل إلى أن العقلية الحوثية، ولدت من رحم الكراهية للغرب، والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل، واليهود، وأميركا، وأي شيء لا يتماشى مع فلسفتهم. فهم مدينون بالفضل لطهران. موضحاً أن تسلسل الأحداث التي نشهدها، بما في ذلك استهداف الحوثيين لسفن الشحن والسفن الحربية في البحر الأحمر، هو مجرد اختبار.

وأكد التحليل أن الحوثيين هم من أخطر الجماعات الإرهابية اليوم. ومن خلال وقوعها في البحر الأحمر، أظهرت للعالم أن بإمكانها إطلاق الصواريخ والاستيلاء على السفن البحرية ومهاجمتها في أحد أكثر الممرات التجارية ازدحاما في العالم، وهم يهددون بتكثيف هجماتهم إذا لم يستجب العالم لمطالبهم. 

وقالت الباحثة  فيليس فريدسون: "لسنوات، عندما تحدثت عن اليمن، لم يكن لدى معظم الأمريكيين أي فكرة عن مكان البلاد، ناهيك عن تأثيرها على بقية العالم. الحوثيون، المعروفون رسميا باسم أنصار الله، وهو حزب سياسي إسلامي شيعي تم إنشاؤه في تسعينيات القرن العشرين تحت قيادة حسين الحوثي. وهم يقودون حاليا حربا أهلية مستمرة ضد الحكومة السنية المنتخبة في اليمن".

وأضافت: "سيزيد الحوثيون من تعطيل الشحن الدولي، ويستولون على سفن وطواقم إضافية، وسيواصلون الحصول على أسلحة بعيدة المدى واستخدامها، وربما يقطعون كابلات الإنترنت في مضيق باب المندب. سوف يحتجزون شعبهم رهينة".

أطفال أسلحة حرب

ويشير التحليل في مجلة "نيوزويك" إلى أن "نحو مليون طفل يمني يتم تلقينهم من قبل الحوثيين، ويزرعون الكراهية ويتم تدريبهم على استخدام أسلحة حرب". ولم يستبعد التحليل أن "يستغل الحوثيون لعشرات الآلاف من المقاتلين الأطفال، وتحويلهم كمحاربين باعتبارهم إرهابيين بالغين".

وأشارت الباحثة إلى ضرورة التحرك لإيقاف هذا الخطر الإرهابي الذي يهدد العالم، وأن يتم استخدم أجهزة الاستخبارات ومقرات الحكم والنفوذ لوقف الإرهابيين في مساراتهم، وإلا فإن هؤلاء المفجرين الانتحاريين الأطفال الذين تم تلقينهم يمكن أن يفجروا أنفسهم، والعديد من الأبرياء، في ساحاتنا الخلفية.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على تكتل سوري يمول الحوثيين في اليمن

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات جديدة على كيانات وأفراد مرتبطين بشركة تمول فيلق القدس وجماعة الحوثي.

 

وذكر بيان لوزارة الخزانة الأمريكية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة فرض عقوبات على 26 كياناً وفرداً مرتبطين بشركة القاطرجي، وهي تكتل سوري يُزعم أنه يوجه مئات الملايين من الدولارات إلى قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وحركة الحوثيين في اليمن.

 

وتستهدف العقوبات عمليات شركة القاطرجي التي تمول قوة القدس من خلال بيع النفط الإيراني إلى سوريا والصين، وكذلك من خلال عائدات النفط التي تُحوَّل لجماعة الحوثي.

 

وذكرت وزارة الخزانة أن الشركة أصبحت قناة مالية رئيسية لقوة القدس، وأن توسيع العقوبات يهدف إلى منع الحرس الثوري من الاستفادة من عمليات الشركة.

 

وقال برادلي تي. سميث، وكيل وزارة الخزانة المؤقت لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "إن إيران تعتمد بشكل متزايد على شركاء تجاريين رئيسيين مثل شركة القاطرجي لتمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار وشبكة وكلائها الإرهابيين عبر المنطقة".

 

وأضاف: "ستواصل وزارة الخزانة اتخاذ جميع التدابير المتاحة للحد من قدرة النظام الإيراني على تحقيق أرباح من المخططات غير القانونية التي تدعم أجندته الخطرة في المنطقة".


مقالات مشابهة

  • اليمن.. قتلى وجرحى بهجوم إرهابي لـ«القاعدة» في أبين
  • واشنطن تفرض عقوبات على تكتل سوري يمول الحوثيين في اليمن
  • تصاعد متأجج للحرب بين الحوثيين وواشنطن في اليمن والسعودية تعود عبر القوات المشتركة (تحليل)
  • ”نساء اليمن: سلاح حرب الحوثيين الجديد”
  • اليمن.. «الحوثي» يهجر أهالي 5 قرى في الحديدة
  • اليمن تقلب الطاولة على واشنطن في الشرق الأوسط.. تحليل للبيان العسكري الأخير
  • مجلس الأمن يمدد العقوبات على الحوثيين في اليمن
  • كابوس لا نهاية له.. أطفال غزة بنك أهداف إسرائيل خلال عام
  • تطور عسكري خطير وغير مسبوق.. طائرات F-35C الأمريكية تقصف الحوثيين في اليمن.. ماذا يعني ذلك؟
  • تحليل أمريكي: شارات "نادي صيد الحوثيين" على كتف ضباط البحرية الأمريكية تحمل طابع الحرب العسكرية العنصرية (ترجمة خاصة)