البوابة نيوز:
2024-09-30@12:05:34 GMT

القوى الخارقة للقهوة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب".. وما أدراك ما الفنجان المقلوب لدى الكثيرين هو عالم من الغد المثير. البعض يقلب فنجانه في أوقات معينة من اليوم فقط إيمانًا بأن هذه الأوقات هي التي تجلب الطالع الحقيقي، والبعض لا يفعلها في أيام معينة تشاؤمًا وفألًا. تقوم بعض السيدات في مصر بعمل جلسات أشبه بالحفلات الأسبوعية احتفاءً بالقهوة، تتجمع فيها مجموعات من الصديقات لتقرا لهم صاحبة المنزل فناجينهن، أو ربما يستدعين عرافة من باب الترفيه وتغيير الأجواء؛ إذ إن الأمر لا يزال غير مكلف ومليء بالإثارة.

أما عن رأيي أنا فأنا مع كلام الدين "كذب المنجمون ولو صدقوا"، إلا أنني كعاشقة للقهوة أستطيع معكم أن أسجل بعض الأشياء اللافتة بكاميرا فكري. وكلها تشير إلى أن العشق يأتي بحالات من الهوس بما تعشق، تجعله يكتسب أشياء لا يملكها، يحدث هذا مع القهوة. جعل هذا العشق القهوة ثاني أكثر السلع استخدامًا في العالم بعد النفط، وثاني أكثر المشروبات شعبية بعد الماء على الأرض.

   درجت السيدات في المناطق الجبلية النائية في إثيوبيا، حيث تعد يتم إنتاج حبوب من أفضل ما تنتج القهوة، على تقديم طعام للأرض التي يتم عليها طهو أو شرب القهوة قبل شربها. تظن هؤلاء السيدات أن القهوة يجب أن يتم شكر الأرض عليها قبل البدء في شربها، إذ أن هذا الإرضاء للأرض شكر واجب يقي من الغضب. نحن في كل مكان في العالم نشرب بن أثيوبيا ولا نقدم للأرض قربانًا من حبوب فشار أو غيره كما يفعلون هناك، لم يلاحقنا الغضب ولا فسدت القهوة بين أيدينا. ينشأ القوم هناك على احترام حبوب البن احترامًا بالغًا قبل الاستفادة منها. إذ أن القهوة لها هيبة لا يمكن انكارها في أي مكان على الأرض.

  في بعض المناطق الجبلية بآسيا وأوروبا يعقد البعض أن القهوة يجب أن يكون شربها بملابس خفيفة حتى في أشد ليلات الشتاء برودة، إذ يعتقدون أن هذا يجلب لهم البركة في الجسد، حتى أنهم قد يلجأون لشربها في جماعات متقاربين من بعضهم البعض في الشتاء القارص حتى تدفئ التجمعات أجسادهم. يعتقدون أن مخالفة هذا الأمر قد تجلب المرض، أو تذهب مفعول القهوة، وهاهو العالم كله يشرب القهوة متدثرًا طبقات من الأغطية في الشتاء. لم يمت أحد متأثرًا بقلة البركة ولا قوة غامضة. إلا أن عشق الطقس ذاته مع لعب البن بيقظة العقل تزيد من قوة اعتقاد البعض بأن البركة قادمة وأنها خارقة تهزم كل وجع وظرف موجع مثل البرد.

   لطالما أحببت تسمية القهوة "خمر العباقرة" لأنها تريك ما لا تراه بدونها لسبب وحيد هو زيادة كمية الدم المتدفق للدماغ، ولابد أن يزيد نشاط الدماغ طالما زاد غذاؤه. تدفئ الجسد وتزيد نشاطه، وبالنسبة لشخص مثلي يشربها بكثرة تغير لون بشرتي بعد أول رشفة بثوانٍ كما لاحظ طلبتي الأعزاء. كما ترون إن الأمور البيولوجية تثير في بداياتها علامات استفهام حولها، وتترك مجالًا لتكهنات لا علاقة لها بالمنطق على الإطلاق. تزيد قوة هذه التكهنات في الأماكن التي ال ينتشر فيها التفسير البيولوجي العلمي بسرعة وانتشار وتبقى موروثًا ثقافيًا أسطوريًا لا علاقة له بالواقع لكن له علاقة بمزاج الشعوب وآفاق تخيلها. يدفع كل من الليل الطويل البارد والمرض والوجع الأفراد لابتكار حلول سهلة بيد قوى خفية طلبًا للأمل وما أدراك ما الأمل. قهوة سعيدة لي ولكم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القهوة

إقرأ أيضاً:

«إكس» تُجري تغييرات في نظام الحظر

أعلن الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك»، مالك منصة «إكس» عن تغييرات في نظام الحظر، تتيح للمستخدمين المحظورين رؤية المنشورات العامة للحسابات التي حظرتهم؛ دون أن يستطيعوا التفاعل مع المنشورات بالإعجاب أو الرد أو إعادة النشر، ما تسبب بإثارة جدلا واسعا.

وجاء هذا التغيير بعد أن لاحظت المنصة أن كثيراً من المستخدمين المحظورين ينشؤون حسابات بديلة لمتابعة الحسابات التي حظرتهم والتفاعل معها.

التغييرات الجديدة لاقت انتقادات من بعض المستخدمين الذين يرون أن الحظر هو وسيلة لحماية الخصوصية ومنع التنمر الإلكتروني. بينما يدعم البعض الآخر هذا التغيير، معتقدين أنه يعزز حرية التعبير.

ماسك أعرب سابقاً عن رغبته في إلغاء ميزة الحظر، واصفاً إياها بأنها «محدودة الفائدة»، وأكد أن التغيير الجديد يمنح المستخدمين المحظورين القدرة على الإبلاغ عن المحتوى الضار الذي لم يتمكنوا من رؤيته سابقاً.

من غير الواضح بعد، كيف ستؤثر هذه التغييرات على تجربة المستخدمين على المدى البعيد. هناك مخاوف من أن تقلل هذه التعديلات من فعالية الحظر في حماية المستخدمين، مما قد يدفع البعض للبحث عن منصات تواصل أخرى توفر خصوصية وأماناً أكبر.

ماسك يسعى إلى جعل «إكس» منصة تركز على حرية التعبير؛ لكنه يواجه تحدي إيجاد توازن بين السماح بحرية التفاعل وضمان الأمان الرقمي للمستخدمين.

مقالات مشابهة

  • هل حقا سيكون هناك قمر ثان للأرض قريبا؟
  • قتلت نصر الله ورفاقه... كيف تعمل القنابل الخارقة للتحصينات؟
  • القوى الاستعمارية ودبلوماسيةُ الدمار والدم
  • «إكس» تُجري تغييرات في نظام الحظر
  • "العطس الخريفي.. بين الحساسية الموسمية وأعراض الأمراض الفيروسية
  • بعد أنباء اغتيال حسن نصر الله.. ما هي «القـنبلة الخارقة» المستخدمة في قصف ضاحية لبنان؟
  • العطس الخريفي.. دليل شامل لأسبابه وأعراضه وطرق علاجه
  • بعد قصف مقر «حزب الله».. 11 معلومات عن قنبلة «إم كيه 84» الخارقة للتحصينات
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال استخدم قنابل حافرة للأرض في الغارات على ضاحية بيروت
  • المرتضى: المغتربون بيّضوا وجهِ لبنان