افتتاحية.. مُعمِر الأرض وهادمها
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
حرارة الأرض ترتفع ضمن معدل متزايد، وتشهد مستويات قياسية، إذا قفزت 0.26 درجة خلال العقد الماضي، نتيجة تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن أنشطة الإنسان. الإنسان نفسه الذي يقف اليوم على بوابة من السناريوهات المظلمة والظروف البيئية التي تهدد كل شي حوله بدءًا من تأثر المرجان في عمق المحيطات وحتى تلوث الهواء واتساع فتحة الأوزون في أعلى طبقات السماء، ولا يجد بين يديه طريقة للخلاص إلا باكتشاف إمكانيات جديدة له ولما حوله.
ويعتقد هذا الإنسان بدماغه الأكثر تعقيدًا بين الكائنات – والذي لم يكتشف جميع قواه بعد– أن حلولًا كتقنيات التبريد أو الطاقة المتجددة أو السيارات الذكية- كما ستقرأون لاحقًا- قادرة على جعل الأرض التي باتت تُذيب جليدها وتُشعل في غاباتها وطنًا آمنًا متجددًا مرة أخرى، غير آبه بالاحتمالات التي يمكن أن تفتحها علوم توليد الطاقة والهندسة الحيوية في انتشار صنع الأسلحة الفتاكة، أو التحكم بجينات الإنسان المستقبلي أو تجنيد الروبوتات أو حتى تمردها عليه.
ويعتقد الإنسان هذا نفسه أن كل هذه احتمالات بإمكانه تحسينها وتسخيرها لمنفعته «ونحن نعتقد ذلك أيضا»، ونود أن نأخذكم في نقاش معمق ومتعدد الزوايا حول جميع الإمكانيات النيرة والمظلمة التي بانتظارنا خلال صفحات ملحق جريدة عمان العلمي في عدده الثالث عشر، وحول الإمكانيات غير المكتشفة في الفضاء وفي عقل الإنسان، ونقاش عن مستقبل التنقل والطاقة، كما نعود معكم لحكايات عن أصل الأشياء من حولنا، كاللغة التي تفكرون بها الآن، وأصل التبريد الذي يجعلنا صامدين في وجه مناخ متقلب المزاج، وأصل مرض السرطان وغيرها من الموضوعات التي نأمل أن تلقى استحسانكم. قراءة ماتعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
القرآن حذر منه.. أخطر أشكال الفساد يدمّر الحرث والنسل
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن القرآن الكريم حذر من الفساد ونهى عنه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، مشيرًا إلى أن الفساد من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن الأدب الشرعي يقتضي أن يتخلى الإنسان عن الفساد أولًا قبل أن يتحلى بالإصلاح، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".
وأضاف أن أخطر أشكال الفساد هو النفاق، حيث يعتمد المنافقون على حسن القول وكثرة الحلف باليمين لإقناع الناس بصدقهم، بينما يضمرون الشر في قلوبهم، مشيرا إلى أن من علامات الكذب المبادرة بالحلف بالله، حيث يلجأ الكاذب إلى القسم دون أن يُطلب منه، ليجعل يمين الله ستارًا لكذبه، وهو ما حذر منه القرآن الكريم.
كما بيَّن "الهدهد"، أن المنافق يظهر السعي في الخير بينما يضمر الفساد، إذ قال الله تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها"، موضحًا أن كلمة "سعى" تُستخدم غالبًا في الخير، ولكن هنا جاء استخدامها ليكشف زيف هؤلاء الذين يدّعون الإصلاح بينما هم أدوات للفساد.
وأكد أن الله سبحانه وتعالى قدَّر لكل مخلوق رزقه قبل أن يُخلق، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"، داعيًا الجميع إلى الاعتماد على السعي والعمل والأخذ بالأسباب، والابتعاد عن النفاق الذي يؤدي إلى هلاك المجتمعات بالفساد وهلاك الحرث والنسل.