الخليل– قدم نحو 50 ألفا من طلاب الثانوية العامة داخل الضفة الغربية وخارجها، الامتحان الأول لنيل شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، في وقت يحرم فيه نحو 39 ألف طالب من التقدم للامتحان في قطاع غزة، بحسب ما كشف الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق خضور للجزيرة نت.

ويأتي موعد امتحانات الثانوية العامة هذا العام بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة آلاف الطلبة ومعلميهم، بمن فيهم طلبة الثانوية العامة.

وألقت الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة والاقتصادية -إضافة للحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية- بظلالها على الطلبة والمعلمين وبالتالي العملية التعليمية برمتها.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يتفقد أول امتحانات التوجيهي (مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني) التعليم في أرقام

يقول صادق خضور إن 450 طالبا وطالبة من المرحلة الثانوية استشهدوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 430 في غزة و20 في الضفة الغربية. وأضاف أن جرائم الاحتلال واعتداءاته واقتحاماته ألقت بظلالها على العملية التعليمية ودافعية الطلبة للدراسة وحتى وصولهم إلى المدارس.

وقال إن الاحتلال أعاق في اليوم الأول لتقديم الامتحانات وصول المعلمين كمراقبين إلى بعض مدارس القدس، كما اقتحم مدينتي جنين وقلقيلية شمالي الضفة، بينما كان الطلبة في قاعات الامتحان.

وكشف المسؤول الفلسطيني عن التحاق 1320 طالبا وطالبا خارج فلسطين موزعين على 29 دولة بالامتحان في يومه الأول في التوقيت ذاته، وهو التاسعة صباحا بتوقيت القدس.

وتابع أن "هناك نحو 8 آلاف طالب شهيد و15 ألف طالب جريح، و90% من البنية التحتية للمدارس هدمت في غزة، في استهداف واضح للبشر والحجر".

وأشار إلى خطط لتعويض طلبة الثانوية العامة في غزة في حال توقفت الحرب، وخطط لتعويض طلبة المدارس أيضا لإنقاذ العام الدراسي ترتكز على "إجراء مسح شامل وتوفير بدائل للغرف الصفية المهدمة باستخدام 4500 غرفة صفية متوفرة حاليا بنظام الفترتين (صباحا ومساء)، وخطة لتعويض الفاقد التعليمي وخطة للجانب النفسي والاجتماعي".

اقتحامات وحصار

وتطرق خضور إلى ما شهده العام الماضي من إرباك في المسيرة التعليمية بالضفة، نتيجة الاقتحامات الإسرائيلية من جهة، والحصار المالي على السلطة الفلسطينية من جهة ثانية.

وقال إن "الاقتحامات والحواجز تركت أثرها، وهو ما دفعنا لتنفيذ النظام المدمج (دراسة وَجاهية داخل الصفوف وإلكترونيا عن بعد). لدينا 130 مدرسة داومت عن بعد لمدة 3 شهور في بداية الحرب، كما أن الحصار المالي انعكس أيضا على رواتب المعلمين في الضفة".

ووفق خضور، قدمت مدارس الضفة 67 شهيدا من طلابها، واعتقل منهم العشرات، وهناك معلمون شهداء ومعتقلون.

وخلال العام الدراسي 2022-2023، نفذ المعلمون إضرابات استمرت شهورا للمطالبة بحقوق مالية لم تنتظم خلالها الدراسة، بينما قلصت المدارس عدد أيام حضور المعلمين والطلبة خلال العام 2023-2024 بسبب الحرب وبسبب عدم تقاضي المعلمين كامل رواتبهم.

ومنذ سنوات، يتقاضى موظفو القطاع الحكومي بين 50 و70% من رواتبهم، لعدم قدرة السلطة الفلسطينية على دفع كامل الرواتب.

وخلال تفقده قاعات الامتحانات في الخليل، قال رئيس الوزراء محمد مصطفى إن الاحتلال يحرم 39 ألف طالب من تقديم امتحانات الثانوية العامة نتيجة استمرار العدوان على قطاع غزة.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم تبذل كافة الجهود من أجل تعويضهم خلال الفترة القادمة، وفق بيان صادر عن مكتبه وصل الجزيرة نت نسخة منه.

الطالب محمد الفسفوس: لاقتحامات الضفة أثر نفسي سينعكس في التحصيل ونتيجة الامتحانات (الجزيرة) تأثير نفسي

من جهتهم قال طلاب التقتهم الجزيرة نت في مدينة دورا، جنوبي الضفة، إن العدوان على غزة وإجراءات الاحتلال في الضفة أثرا على استعدادهم للامتحان.

وقال الطالب وهيب الدرابيع، بعد انتهائه من تقديم امتحان اليوم إنه لا يستطيع الجمع بين الاستعداد للامتحانات ومتابعة الأخبار، فقرر التفرغ لامتحاناته حتى لا يضيع تعب 12 عاما من عمره.

في حين يقول زميله محمد أبو زنيد إن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة في الضفة تشتت انتباه طلبة الثانوية وتشغلهم عن الاستعداد للامتحان، مضيفا: "قلوبنا مع زملائنا وأهلنا في غزة".

كما يشير محمد الفسفوس إلى أن حدة الأحداث والاقتحام جنوبي الضفة أقل منها في الشمال، ومع ذلك فإن الأوضاع تشتت انتباهه ولا يستطيع مفارقة الأخبار.

وأضاف أن الاقتحامات وإجراءات الاحتلال لا تستثني أحدا، ويضطر لمتابعة كل اقتحام وما يسفر عنه، معتبرا أن لذلك أثرا نفسيا سينعكس في التحصيل ونتيجة الامتحانات.

ووفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى تدمير 110 مدارس وجامعات تدميرا كليا، و321 مدرسة وجامعة تدميرا جزئيا، فضلا عن استشهاد وفقدان 47 ألف و551 مواطنا، وإصابة نحو 85 ألفا و911 آخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثانویة العامة قطاع غزة فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحتلال

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 29 فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة وصعّدت اقتحاماتها للمدن والقرى منذ فجر اليوم الاثنين، بينما أعلنت المقاومة استهداف قوات إسرائيلية في طولكرم.

وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس الأحد وحتى صباح اليوم الاثنين 29 مواطنا فلسطينيا على الأقل من الضفة، بينهم طفل وسيدة وأسرى سابقون.

وأوضحت أن من بين المعتقلين 11 فلسطينيا من بلدة باقة الحطب شرقي قلقيلية شمال الضفة، من بينهم امرأة، كما أوضحت أن عمليات الاعتقال طالت فلسطينيين في محافظات الخليل، وبيت لحم جنوب الضفة، وجنين وقلقيلية في شمالها وأريحا شرقي الضفة المحتلة.

وأوضح بيان آخر لنادي الأسير الفلسطيني، أن عمليات الاعتقال رافقتها اعتداءات وتهديدات للمعتقلين وعائلاتهم، وقالت إن قوات الاحتلال شنت حملات دهم وتفتيش لمنازل فلسطينيين في العديد من البلدات والقرى بالضفة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 11 ألفا و800 فلسطيني بالضفة منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

من جهة أخرى، قالت سرايا القدس-كتيبة طولكرم إن مقاتليها تمكنوا مساء أمس الأحد من مهاجمة تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنة "أفني حيفتس" جنوب طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

تعطيل الدراسة

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية صباح اليوم الاثنين نحو قرية المْغَيِّر شرق مدينة رام الله، وأظهرت مشاهد نشرتها منصات محلية فلسطينية، دخول عدد من الآليات للقرية وتنفيذها حملة دهم واعتقال لعدد من الشبان.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية بتعليق الدراسة في القرية لليوم الثاني على التوالي بسبب الاقتحامات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للبلدة.

وطالت الاقتحامات الإسرائيلية مدينة الخليل جنوب الضفة، بلدة سعير ومخيم العروب شمال الخليل، وبلدة تقوع في بيت لحم، ومخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، كما طالت الاقتحامات بلدة باقة الحطب شرق قلقيلية، حيث احتجزت قوات الاحتلال فلسطينيين في مسجد بالبلدة.

ذكرت مصادر للجزيرة أن فلسطينيين أحدهما طفل استشهدا، مساء أمس الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لبلدة يعبد جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، كما اقتحمت هذه القوات بلدتي دوما وبيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة.

ووفقا لشهود عيان فإن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد، واشتبكت مع بعض الشبان، ولاحق جنود الشابين وأطلقوا النار عليهما من مسافة قريبة مما أدى لإصابتهما بالرصاص المتفجر في الرأس والقلب واستشهادهما. وقد شيع أهالي البلدة الشهيدين.

وبالتوازي مع حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسّع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، مما أسفر عن استشهاد 795 شخصا، وإصابة نحو 6 آلاف و450 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال ينفذ اقتحامات بالضفة والقدس
  • الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا في الضفة الغربية
  • اقتحامات ومداهمات شمال الضفة ومقاومون يتصدون
  • الاحتلال الإسرائيلي يحاصر منطقة الخليل في الضفة الغربية
  • اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحتلال
  • قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة
  • تركزت في قلقيلية والخليل.. قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة
  • شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
  • التربية: اجراءات لعقد امتحانات التوجيهي الكترونيا نهاية العام الحالي 
  • بينهم أسرى سابقون.. الاحتلال يعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية