ألمانيا: الرسوم المزمع فرضها على السيارات الكهربائية الصينية ليست عقوبة
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
اعتبر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن الرسوم الجمركية التي قرر الاتحاد الأوروبي فرضها على سلع صينية من ضمنها السيارات الكهربائية ليست "عقوبة"، جاء ذلك خلال حديث أجراه مع مسؤولين صينيين في بكين اليوم السبت.
زيارة هابيك للصين هي الأولى التي يقوم بها مسؤول أوروبي كبير منذ أن اقترح التكتل فرض رسوم كبيرة على واردات السيارات الكهربائية صينية الصنع لمكافحة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي دعما مفرطا.
وحذرت الصين أمس الجمعة قبل وصوله من أن تصاعد الخلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى حرب تجارية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في 12 يونيو/حزيران الجاري رفع الرسوم الجمركية الأوروبية على واردات السيارات الكهربائية الصينية لتصل إلى نحو 38%، متهمة بكين بتوفير دعم لشركات تصنيع السيارات المحلية بشكل غير قانوني.
وقال هابيك في أولى جلسات (حوار المناخ والتحول) بين البلدين "من المهم فهم أن هذه ليست رسوما عقابية". وأضاف أن دولا مثل الولايات المتحدة والبرازيل وتركيا استخدمت الرسوم العقابية، لكن الاتحاد الأوروبي لا يفعل ذلك. وتابع "أوروبا تفعل الأشياء بشكل مختلف".
وأوضح هابيك أن المفوضية الأوروبية درست بتفصيل شديد على مدى 9 أشهر ما إذا كانت الشركات الصينية قد استفادت من الدعم الحكومي على نحو غير عادل.
وأضاف أن أي إجراء بفرض رسوم مضادة يكون مبنيا على المراجعة التي يجريها الاتحاد الأوروبي "ليس عقابا"، وأن هذه الإجراءات تهدف إلى التعويض عن مزايا تمنحها بكين للشركات الصينية.
هابيك: الرسوم الجمركية المقترحة من الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين (رويترز) خلاف صيني أوروبيوقال هابيك "يجب تحقيق معايير عامة ومتساوية بشأن الوصول إلى الأسواق".
وخلال اجتماعه مع تشنغ شان جيه، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، قال هابيك إن الرسوم الجمركية المقترحة من الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين.
ورد تشنغ "سنبذل قصارى جهدنا لحماية الشركات الصينية".
وأضاف تشنغ أن رسوم الاتحاد الأوروبي المقترحة على استيراد السيارات الكهربائية صينية الصنع ستضر بالجانبين. وقال لهابيك إنه يأمل أن تضطلع ألمانيا بدور قيادي داخل الاتحاد الأوروبي و"تفعل الشيء الصحيح".
كما نفى الاتهامات بتقديم دعم غير عادل، قائلا إن تطوير قطاع الطاقة الجديدة في الصين كان نتيجة للمزايا واسعة النطاق للتكنولوجيا والسوق وسلاسل الصناعة، والتي عززتها المنافسة القوية، معتبرا أن نمو القطاع "هو نتيجة المنافسة لا الدعم".
ومن المقرر تطبيق رسوم الاتحاد الأوروبي بصورة مؤقتة بحلول الرابع من يوليو/تموز القادم، مع استمرار التحقيق حتى الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفي حال إقرار الرسوم حينها ستسمر لـ5 سنوات.
وبعد اجتماعه مع تشنغ، تحدث هابيك مع وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو الذي قال إنه سيتناول مسألة الرسوم مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس مساء السبت في اجتماع عبر الفيديو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
بدعم إيلون ماسك.. ترامب ينوي إلغاء الإعفاء الضريبي على السيارات الكهربائية
إيلون ماسك يدعم خطة ترامب لإنهاء الاعتمادات الضريبية للسيارات الكهربائية: كيف تستفيد تسلا؟
قد يبدو غريبًا أن يدعم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الإعفاءات الضريبية التي تصل إلى 7500 دولار لشراء السيارات الكهربائية.
فهذه الإعانات تمثل حافزًا قويًا للمستهلكين لشراء السيارات الكهربائية، وتُعتبر أداة تسويقية مهمة للمنافسة في السوق.
ومع ذلك، فقد أوضح ماسك أن هذا القرار سيكون "مؤذيًا" لمنافسي تسلا، ورغم ذلك، يعتقد ماسك أن هذه الخطوة قد تعزز في النهاية موقف تسلا في السوق، لا سيما مع تراجع الحصة السوقية للشركة في سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة لأول مرة إلى أقل من 50%.
وقال ماسك في مكالمة أرباح في يوليو: "أعتقد أن ذلك سيكون مدمرا لمنافسينا ولشركة تسلا إلى حد ما. لكن على المدى الطويل ربما يساعد تسلا بالفعل."
لماذا يدعم ماسك إنهاء الإعفاءات الضريبية؟
تتمثل الاستراتيجية وراء دعم ماسك في الضغط على المنافسين الأصغر حجمًا. في ظل التحديات التي تواجهها العديد من الشركات الأخرى في صناعة السيارات الكهربائية، تسلا لديها ميزة تنافسية كبيرة من خلال حجم مبيعاتها الكبير وهامش ربحها المرتفع.
في الربع الثالث من عام 2024، أعلنت تسلا عن هامش ربح قبل الضريبة بنسبة 18%، وهو ضعف المتوسط الصناعي الذي يبلغ حوالي 9%.
على النقيض من ذلك، أعلنت شركة فورد - وهي منافس رئيسي - عن خسائر ضخمة في وحدة السيارات الكهربائية موديل إي.
حرب الأسعار ودور تسلا في السوق
شركة تسلا لا تقتصر على الهيمنة في عدد المركبات المباعة فحسب، بل تميزت أيضًا بخفض الأسعار المستمر لمركباتها، ما دفع الشركات الأخرى إلى خفض أسعار سياراتها الكهربائية للمنافسة.
في النصف الأول من عام 2023، تم بيع حوالي 600 ألف سيارة كهربائية في الولايات المتحدة، نصفها تقريبًا كان من إنتاج تسلا.
هذا التراجع في الأسعار، الذي يُعد جزءًا من "حرب الأسعار" التي قادتها تسلا، يهدف إلى الحفاظ على حصتها السوقية الكبيرة في مواجهة تزايد المنافسة.
النتائج المتوقعة لقرار ترامب
في حال تم تطبيق القرار، من المتوقع أن يؤدي إنهاء الإعفاء الضريبي إلى زيادة الضغوط على الشركات الكبرى مثل فورد وجنرال موتورز، حيث ستجد هذه الشركات نفسها في وضع أصعب بالمقارنة مع تسلا التي تستطيع تقديم أسعار تنافسية بفضل إنتاجها الضخم وكفاءتها الاقتصادية.
يعتقد المحلل دان إيفز من شركة ويدبوش أن هذا القرار قد يُؤذي بعض الطلب على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، ولكنه سيتيح لتسلا المزيد من الفرص للتفوق على منافسيها من ديترويت.
بينما قد يكون إنهاء الإعفاءات الضريبية خطوة مؤلمة للمستهلكين في البداية، إلا أن ماسك يرى فيها فرصة لتعزيز تفوق تسلا في السوق.
فالتسعير والقدرة الإنتاجية الواسعة التي تتمتع بها تسلا تمنحها ميزة تنافسية على الشركات الأخرى، مما يضعها في وضع قوي في مواجهة التحديات المستقبلية في سوق السيارات الكهربائية.