سرّ المطبخ في بولينيزيا الفرنسية الشهي تضرب جذوره بثقافة المطبخ الصيني.. كيف؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
ملاحظة المحرر: زار أليكس شير، مراسل CNN، جزر بولينيزيا الفرنسية وكتب هذا التقرير.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إنه صباح صافٍ والشمس مشرقة قبالة ساحل بابيتي، عاصمة بولينيزيا الفرنسية وأكبر مدنها، ما عزّز ظلال لون مياهها الزرقاء النابضة بالحياة.
رغم أنها تبعد أمتارًا قليلة عن أكبر ميناء تجاري في المنطقة، ومحطة السفن السياحية، والمطار، إلا أنّ المياه نظيفة وواضحة.
يجوب مرشد الصيد بالرمح، الشعاب المرجانية بحثًا عن أي شيء يمكن أن يصلح لوجبة لذيذة، لكنني آمل أن نصطاد بعض أسماك التونة، أو الماكريل، أو أسماك الببغاء، لإعداد طبق poisson Cru à la Chinoise، وهو النسخة الصينية للطبق الوطني في بولينيزيا الفرنسية Poisson Cru au lait de coco (سمك نيء متبّل بالليمون مع حليب جوز الهند).
تقع على هاتين النسختين من الطبق الوطني في كل أنحاء هذه البلاد، لشدة مذاقهما الطيب. لكن شعبية النسخة الصينية تطرح سؤالاً مثيرًا للاهتمام: كيف أصبح الطعام الصيني من المأكولات المفضلة على الأراضي الفرنسية؟
تكوين حياة جديدة على بعد آلاف الأميال من المنزلوفقًا للروايات التاريخية، وصلت المجموعة الأولى من المهاجرين الصينيين، ومعظمهم من الإثنيتين هاكا وبونتي، إلى بولينيزيا الفرنسية في عام 1865.
وقد استُقدم غالبيتهم من مقاطعة قوانغدونغ الصينية للعمل في مزرعة للقطن في أتيماونو، الواقعة على الجانب الجنوبي من جزيرة تاهيتي الرئيسية في بولينيزيا الفرنسية.
لكن في عام 1873، توفي صاحب المزرعة. وبعد عام واحد فقط، أفلست شركته لصناعة القطن.
ولأنهم يعيشون بعيدًا عن منازلهم أكثر من 11 ألف كيلومتر، ويملكون القليل من المال، بقي العديد من هؤلاء العمال الصينيين في بولينيزيا الفرنسية لتكوين حياة جديدة.
واصل البعض الزراعة في المزرعة البائدة، فيما افتتح آخرون متاجر صغيرة ومطاعم في جميع أنحاء الأرخبيل.
ومن هذه البدايات المتواضعة، نما عدد السكان الصينيين حتى أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من قطاع الأعمال في بولينيزيا الفرنسية، ويشكّلون ثاني أكبر مجموعة عرقية في البلاد، حيث يمثلون أكثر من 10% من سكان أراضي ما وراء البحار.
في وقت مبكر، كان على الطهاة الصينيين التكيّف مع ما كان متاحًا في بولينيزيا الفرنسية، وذلك باستخدام المزيد من المأكولات البحرية الطازجة، والفاكهة مثل جوز الهند، وفاكهة الخبز، والمواد الغذائية الأساسية مثل القلقاس عوض الأرز. واستخدام صلصة الصويا والمحار، إلى جانب المكونات الأخرى اللازمة للطهي الصيني الأكثر تعقيدا، التي ستصبح متوفرة بسهولة أكبر فقط مع موجات لاحقة من هجرة الصين، بين مطلع ومنتصف القرن العشرين، بحسب ما جاء في مقال نُشر في مجلة تاريخ المحيط الهادئ.
هذه الوتيرة البطيئة نسبيًا لتطور الطهي من شأنها أيضًا أن تمنح الأذواق التاهيتية المحلية مزيدًا من الوقت للتعود على الطعام اللذيذ.
قبل وصول الصينيين، كان المطبخ التاهيتي بسيطًا جدًا ومتبّلًا في الغالب بعدد قليل من المكونات، مثل الملح، والفلفل، والليمون، والبصل، وحليب جوز الهند.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: غذاء فنادق مطاعم
إقرأ أيضاً:
الجزائر ترد بالمثل: تقليص مساحة السفارة الفرنسية وتهديد برفع الإيجار
قررت السلطات الجزائرية تقليص المساحات المخصصة للسفارة الفرنسية في الجزائر، في خطوة فسّرت على أنها تطبيق لمبدأ المعاملة بالمثل، وسط تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، فقد تم تقليص مساحة مقر إقامة السفير الفرنسي من 4 هكتارات إلى هكتار واحد فقط، إضافة إلى خفض مساحة مبنى السفارة الفرنسية من 14 هكتارًا إلى هكتارين.
كما كشفت مصادر مطلعة أن الجزائر “تحتفظ بحقها في مراجعة أسعار الإيجار الخاصة بالمقرات الدبلوماسية”، والتي قد تصل إلى عدة ملايين يورو سنويًا.
هذه الخطوة تأتي ردًا على إجراءات اتخذتها السلطات الفرنسية، واعتُبرت مسيئة للمصالح الجزائرية، أبرزها إزالة المساحة المخصصة لوقوف سيارات السفارة الجزائرية في بلدية نويي سور سين، بقرار من رئيس البلدية كريستوف فورمانتين، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس مقاطعة أو دو سين.
ولم تقف الإجراءات الفرنسية عند هذا الحد، إذ فرضت باريس ضريبة سنوية قدرها 11,700 يورو على كابينة الأمن المثبتة أمام مقر السفارة الجزائرية، في خطوة وصفتها مصادر جزائرية بأنها “تصعيد غير ودي” يستدعي ردًا سياديًا حازمًا.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا متزايدًا في الأشهر الأخيرة، انعكس في سلسلة من التصريحات والإجراءات المتبادلة بين البلدين، ويرتبط هذا التوتر بخلافات تاريخية وسياسية متعددة، من بينها ملف الذاكرة الاستعمارية، وقضايا الهجرة، والتعاون الأمني، ورغم محاولات التهدئة بين الطرفين، لا تزال العديد من الملفات الشائكة تحول دون عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.