نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، تقريرا، سلّطت فيه الضوء على تداعيات الحرب الأهلية التي اجتاحت السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، لتصبح إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا النزاع أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 15500 شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين آخرين، وفقا لأحدث أرقام الأمم المتحدة.

ووصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع بأنه "من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم في العقود الأخيرة"، وأن الاستجابة الإنسانية "غير كافية" على الإطلاق.

ومن جهته، حثّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الذي سافر الخميس الماضي، إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، "جميع الأطراف على السماح بوصول العاملين في المجال الإنساني إلى السودان، مع أنه غير كاف"، مضيفا أن "جزءًا من السكّان معرّضون لخطر الموت جوعًا".

منذ الاشتباكات التي اندلعت في نيسان/ أبريل 2023 في السودان الذي يبلغ تعداد سكانه 45 مليون نسمة؛ يتصارع الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى السلطة فعليا بعد انقلاب 2021 والقوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو.

أكثر من 15500 قتيل
وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 15500 شخص خلال سنة واحدة من الحرب المدمرة، بينما تستمر أعمال العنف، وخاصة العنف العرقي، في جميع أنحاء البلاد. 

هذا الوضع يثير القلق بشكل خاص في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تحاصرها قوات الدعم السريع. قبل الحرب، كان عدد سكان المدينة يبلغ حوالي 1.5 مليون نسمة، وكانت موطنا لنحو 800 ألف نازح. وتؤكّد الأمم المتحدة أن هذه المنطقة تتعرض الآن لقصف متواصل وهجمات جويّة وفظائع تُرتكب ضد المدنيين على أسس عرقية.

كما أفاد محققو الأمم المتحدة بوجود "تجاهل صارخ"، من جانب المقاتلين، لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني الدولي، وهو السبب وراء جرائم القتل والنهب والتهجير الجماعي والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي.

10.8 مليون نازح
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الأزمة أجبرت حوالي 8.8 مليون سوداني على النزوح داخل البلاد في سنة واحدة، من بينهم أربعة ملايين طفل، وذلك وفقًا للأمم المتحدة. وبالنسبة لليونيسف، يعد هذا أكبر نزوح للأطفال في العالم.

ويمتد تأثير الصراع الآن إلى البلدان المجاورة. فمنذ نيسان/ أبريل 2023، أُجبر نحو مليوني سوداني على الفرار من العنف واللجوء إلى جنوب السودان وتشاد ومصر. 

ويستضيف جنوب السودان 35 بالمئة من النازحين خارج السودان، على الرغم من أنها خرجت لتوها من حرب أهلية دامية استمرت أكثر من ست سنوات. وفرّ 35 بالمئة آخرون إلى تشاد، حيث توجد بالفعل مخيمات للاجئين السودانيين يرجع تاريخها إلى حرب دارفور التي اندلعت سنة 2003.

14 مليون طفل بحاجة للمساعدة
وفقا لليونيسف، يحتاج 14 مليون طفل سوداني إلى مساعدات إنسانية طارئة. وقدّرت وكالة الأمم المتحدة في شباط/ فبراير، أن انتشار سوء التغذية والنزوح القسري وانهيار النظام الصحي يهدد بمقتل عدد أكبر بكثير من الأطفال مقارنة بالنزاع المسلح في حد ذاته.

وتشير اليونيسف أيضا إلى أنه من المتوقع أن يعاني ما يقارب 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذه السنة، بما في ذلك 730 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي قد يؤدي إلى الوفاة. كما حُرم أكثر من 90 بالمئة من الأطفال في سن الدراسة البالغ عددهم 19 مليون طفل من الوصول إلى التعليم الرسمي.

80 بالمئة من المستشفيات خارج الخدمة
يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 80 بالمئة من المستشفيات والعيادات لم تعد تعمل في بعض المناطق الأكثر تضررًا من النزاع، مما يؤثر بشكل خطير على إمكانية الحصول على الرعاية الطبية الحيوية.


ووفقا للأمم المتحدة، يعاني حوالي 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، ويواجه 5 ملايين خطر المجاعة الوشيكة. وتحذّر الأمم المتحدة من أن النساء الحوامل هنّ الأكثر عرضةً للخطر، حيث قد تموت 7000 أم جديدة في الأشهر المقبلة إذا لم يحصلن على الغذاء والرعاية الصحية.

ونقلت الصحيفة، عن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن الجوع في السودان يمكن أن يصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ المجاعة في إثيوبيا في أوائل الثمانينيات، التي خلّفت نحو 1.2 مليون قتيل. 

وقد حذّرت الدبلوماسية من أن "توقّعات الوفيات تشير إلى أن أكثر من 2.5 مليون شخص، أي حوالي 15 بالمئة من السكان، في دارفور وكردفان، وهي المناطق الأكثر تضررا، إذ قد يموتون بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر".

مساعدات بقيمة 2.7 مليار دولار
توفر خطة الاستجابة الإنسانية للسودان المنسقة من قبل الأمم المتحدة في سنة 2024 مبلغ 2.7 مليار دولار (2.5 مليون يورو) لمساعدة 14.7 مليون شخص. ورغم حجم الأزمة السودانية، لم يتم تمويل هذه الخطة إلا بنسبة 6 بالمئة فقط في نيسان/ أبريل 2024، وذلك وفقًا للأمم المتحدة.


ومن جهته، وعد المجتمع الدولي، الذي اجتمع في باريس في أبريل/ نيسان في مؤتمر إنساني من أجل السودان، بتقديم مساعدات تزيد قيمتها على ملياري يورو لمساعدة السكان المدنيين. في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات طارئة بقيمة 315 مليون دولار للسودان، الأسبوع الماضي، داعيةً الطرفين المتحاربين إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السودان المجتمع الدولي السودان حقوق الإنسان المجتمع الدولي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة للأمم المتحدة بالمئة من أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأطفال في السودان مأساة تحت نيران الحرب.. 2.3 مليون يصارعون الجوع

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، من تعرض ملايين الأطفال للمعاناة بسبب الصراع المزمن، والكوارث الطبيعية الموسمية وانتشار الأمراض، وكذلك من نقص الاستثمار في الخدمات الاجتماعية الأساسية.

السودان واحد من البلدان الأسوأ في العالم من حيث نقص التغذية

وصنّفت الأمم المتحدة السودان كواحد من البلدان الأسوأ في العالم، من حيث نقص التغذية، حيث يبلغ عدد أطفال السودان غير الملتحقين بالمدارس ممن هم في سنّ المدرسة 3 ملايين طفل وطفلة.

ولفتت اليونيسيف في تقرير منشور على موقعها، إلى أن 1.6 مليون طفل وطفلة نازحين بحاجة إلى مساعدة، وأن 61% من الأشخاص النازحين داخلياً في المخيمات هم من أطفال وأن 65%؜ من اللاجئين تقريباً في السودان هم أطفال.  

وذكرت اليونيسيف أن معدل الالتحاق بالمدرسة في المناطق المتضررة من النزاع 47%، وهي نسبة متدنية جداً مقارنة مع متوسط معدل الالتحاق بالمدرسة في باقي مناطق البلاد، لافتة إلى أن 1.7 مليون طفل وطفلة ممن هم في سنّ التعليم حتى 16 عاما بحاجة إلى المدارس.

2.3 مليون طفل وطفلة تقريبًا يعانون من سوء التغذية

وأكدت الأمم المتحدة أن 2.3 مليون طفل وطفلة تقريبًا يعانون من سوء التغذية بينما ترجع نصف حالات وفاة الأطفال دون سنّ 5 سنوات إلى سوء التغذية، ويعاني 694 ألف طفل من سوء التغذية الحادّ ويصارعون من أجل البقاء.

وتعاني 11 ولاية من 18 ولاية من انتشار سوء التغذية بنسبة تزيد عن 15% بنسبة أعلى من عتبة الطوارئ، حسب معايير منظمة الصحة العالمية.

كما يعاني طفل من كل 6 أطفال في السودان من سوء التغذية الحادّ ويحتاج 820 ألف طفل وطفلة دون سنّ 5 سنوات إلى الحصول على الرعاية الصحية، شاملة التطعيم والخدمات المنقذة للحياة الأساسية. 

مقالات مشابهة

  • افتتاح أول دار للناجيات شرقي السودان بدعم حكومي ومجتمعي
  • يونيسف: حرب السودان حرمت أكثر من 17 مليون طفل من التعليم
  • الأطفال في السودان مأساة تحت نيران الحرب.. 2.3 مليون يصارعون الجوع
  • الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
  • يونيسف: أكثر من 17 مليون طفل سوداني حرموا التعليم بسبب الحرب
  • خط السكة الحديدة الأول بالسودان
  • وزير الخارجية يلتقي بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية و ممثلي منظمات الامم المتحدة المعتمدة بالسودان
  • الأمم المتحدة: نزوح 540 ألف شخص من لبنان إلى سوريا.. واستشهاد أكثر من 200 طفل لبناني
  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون شخص غادروا لبنان بسبب الحرب
  • الأزمة المنسية.. عربي21 ترصد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للاهتمام بالسودان (شاهد)