سواليف:
2025-04-24@23:18:48 GMT

خاطرة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

#خاطرة

د. #هاشم_غرايبه

حقاً لقد جاوز الظالمون المدى، فقد أعملوا حقدهم تقتيلا وتدميرا طوال تسعة أشهر، لم يردعهم فيه ضمير ولا أعراف ولا قوانين، وفي نيتهم إخضاع شعب لجبروتهم وكبرهم، بعد إذ لم ينفع حصار عشرين عاما على تركيعهم، وعلة صمود هؤلاء كانت اعتناقهم عقيدة الله أكبر، التي أعزتهم بعد إذ علمتهم أن لا يركعوا إلا لله.


بعد الفشل الذريع في تحقيق كل ما أمله أهل الباطل والبغي، من دعمه غير المحدود للكيان اللقيط، الذي يمثل مخلب تحالف معسكر الشر في كسر شوكة أهل الحق، والذي يمثل قطاع غزة معقلهم الأخير وعنوان كرامتهم، لم يبق إلا إعلانهم خسارة هذه المعركة، وانكفائهم مدحورين.
وعلمنا التاريخ أن الاندحار عواقبه أشد وطأة من الانهزام عسكريا، فغزوة الأحزاب التي اندحر فيها المشركون والمنافقون، رغم أن ذلك لم يكن بعد مواجهة قتالية طاحنة، لكنها كانت ايذانا بتغير موازين القوة.
كما أن اندحار الألمان عن ليننيغراد لم يكن عن انهزام في مواجهة عسكرية، بل بسبب فشلهم في كسر صمودها، لكنها كانت بداية الانهزام الألماني كله.
العالم الآن بأجمعه ينتظر هذا الإعلان، والذي بات مؤكدا، ولا يؤخره سوى البحث عن صيغة تحفظ ماء الوجوه الكالحة العديدة التي راهنت على هزيمة المقاومة، ولذلك لن تكون الصيغة المعلنة لانتهاء هذه الحملة، باستخدام عبارات صريحة، بل ستكون بإعلان غير معزز بالأدلة والوقائع بالقضاء على القوة الضاربة للمقاومة الإسلامية، وقد يرافق ذلك إجبار النتن ياهو ورهطه على التخلي عن السلطة، وتسليمها لفريق ثان يأملون أنهم سيكونون أقل فشلا.
استباقا لذلك، فعلى أولي الألباب استخلاص العبر واستنباط الدروس من هذه المنازلة التي لن تكون قطعا الأخيرة، وأهمها:
1 – سقطت مقولات كثيرة جرى العمل بدأب على ترسيخها في صميم الذاكرة الجمعية للأمة، وأولها أن هذا الكيان اللقيط الذي زرع في قلب الأمة كشوكة ناتئة، ما كان له أن يبقى كل هذا الوقت، لو كانت هنالك إرادة صادقة لدى أصحاب القرار (الأنظمة السياسية العربية) بإزالته، فالتفوق العسكري لهذا الكيان في أوجه الآن، والدعم الغربي له كاسح وسافر، لكن كل ذلك لم يصمد أمام الإرادة والعزيمة إن كانت مدججة بالعقيدة الإيمانية، فهاهي اليد العارية قد لاطمت المخرز وكسرته.
2 – كما انكشف ادعاء الأنظمة العربية بأن انسحابها في عام 67 واحتلال أجزاء هامة من أراضيها، كان بسبب فقدان الغطاء الجوي، فلم تكن القوة الجوية للعدو آنذاك بهذا التفوق الساحق كما اليوم، وقد كان بالإمكان تحييدها بالدفاعات الأرضية، وكان بمقدور الطيارين العرب تعويض الفارق التقني لطائرات العدو بالشجاعة والبسالة المعروفين بها، وفوق ذلك كله فطيران اليوم يقصف من ارتفاعات عالية، وبذخائر هائلة التدمير، وبدقة عالية معززة بالأقمار الصناعية، ولديه من الأسلحة المتطورة ما يمكنه من تحييد الدفاعات الأرضية والجوية، لكننا رأينا كل ذلك لم ينفع في دعم القوات الأرضية المدججة بالدروع الفائقة المناعة، فقد تمكن المقاومون باستثمار السلاح الأهم وهو الشجاعة والإقدام طلبا للشهادة، تمكنوا بأسلحة يدوية بسيطة من إبطال كل التكنولوجيا المتقدمة التي يختبئ وراءها أفراد العدو خوفا من الموت.
3 – لم تعد من ذريعة للمنبطحين المطبعين، الذين كانوا يخشون أن تصيبهم دائرة، فبادروا الى الاستسلام قبل المواجهة، فهاهم المقاومون قاتلوا بكل ما تمكنوا من صنعه، وصمدوا على الحصار والتجويع، فكافأهم الله بنصره الذي وعد به عباده المؤمنين.
ها قد أصبحت الوصفة واضحة ومثبتتة بالوقائع لكل من أراد لشعبه العيش الكريم، ولوطنه الكرامة والسؤدد، وأخلص النية في صدق ولائه لأمته وليس لأولي نعمته وراء البحار.
تتلخص الوصفة بإخلاص الحاكم في نية خدمة الوطن والمواطن، وليس همُّه الأول الاستئثار بالكرسي وتوريثه، بل استحقاقه عن جدارة وبرغبة من شعبه، وذلك لن يتم إلا باتباع العقيدة التي اختاروها عن قناعة وسيضحون بأنفسهم لأجلها إن لزم الأمر، ويثبت ذلك عمليا وليس ادعاء وتظاهرا، باتباعه منهج الله في الحكم وليس منهج المستعمر.
هذا هو مفتاح النجاح، لأن كل متطلبات النهضة من استقلال سياسي واقتصادي، وارتقاء بالمجتمع علميا وتقنيا سيكون منتجا فوريا.
فعلاوة على أن منهج الله فيه الفلاح والصلاح، فالله ينصر من اتبعه ولواجتمعت عليه كل قوى الشر والجبروت.

مقالات ذات صلة جيشُ الدولة ينهارُ ودولةُ الجيش تفشلُ 2024/06/20

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الشبلي: نحن من يختار رئيس وزراء ليبيا القادم وليس مستشار الرئيس الأمريكي

أكد رئيس تجمع الأحزاب الليبية فتحي الشبلي، أن الشعب الليبي هو من يختار رئيس وزراء ليبيا القادم، وليس مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس.

وفي مداخله له في الندوة التي نظمها منتدى التعدد الثقافي بالعاصمة البريطانية لندن تحت عنوان “ليبيا بين حكومتين.. قراءة سياسية واقتصادية”، نوه الشبلي بأن الإدارة الأمريكية تبحث عن “كرزاي” جديد في ليبيا منذ أن ألغيت الانتخابات، مشيرا إلى أن الانتخابات قد تقدم لها 2,8 مليون ناخب ليبي، ومؤكدا أن جميع الأطراف بما فيها مجلسي النواب والأعلي للدولة والحكومة ومفوضية الانتخابات كانوا جادين في إجراء الانتخابات ولم يكونوا معرقلين لها كما يُشاع، وكنا على أعتاب الانتخابات.

كما أشار الشبلي إلى أن تجمع الأحزاب الليبية وحزب صوت الشعب والائتلاف الليبي قد أجمعوا على أن يكون الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي والأمين العام المفوض للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان هو دئيس الحكومة القادمة لما يتمتع به من نظافة اليد واللسان الوطنية وهو من مدينة مصراتة.

ولفت رئيس تجمع الأحزاب الليبي إلى أن الغرب والولايات المتحدة استغلوا الفرصة في ليبيا منذ عام 2011م وتحكموا في أوراق اللعبة، مضيفا أن ما جرى من إلغاء الانتخابات الماضية والقوة القاهرة التي ألغتها لم يكن مجلسي النواب والأعلى للدولة ولم تكن المفوضية بل بالعكس كان الجميع مستعدا، وإنما من ألغى هو الإدارة الأمريكية والإدارة البريطانية والدول الأوروبية.

وآوضح الشبلي أن المشكلة الأساسية في ليبيا ساهم فيه الليبييون أنفسهم، وأن الشعب الليبي نفسه هو أكبر من مساهم حيث ٌنه بالرغم من الأزمات العديدة والمتكررة لازال الشعب الليبي صابرا ولم يتحرك بعد.

وبحسب الشبلي، فإن الحل للأزمة السياسية الليبية سيتأخر إلى أن يخرج الشعب مرة أخرى وبكل قوة لإزاحة كل هذه الأسباب ولإعادة وانتزاع حريته من جديد.

مقالات مشابهة

  • طارق نور: تعليق الرئيس السيسي على الدراما مناعة وليس منعًا
  • الشبلي: نحن من يختار رئيس وزراء ليبيا القادم وليس مستشار الرئيس الأمريكي
  • نائب:السلك الدبلوماسي يمثل صوت العراق في الخارج وليس صوتاً للأحزاب
  • لماذا عمُان وليس العراق؟.. الحكيم يجيب ويوجه رسائل نووية وصدرية وفصائلية
  • اتهام نتنياهو بخيانة قسمه لطلبه الانصياع له وليس للقانون
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • مواطن يستعرض إمكانيات سيارته التي لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال .. فيديو
  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • سمكة سامة تؤدي إلى الوفاة وليس لها علاج.. الصحة توجه تنبيها عاجلا للمواطنين