"سلام لك يا مارمرقس.. السلام لك يامارمرقس.. يا كاروز باسم إيسوس" بهذه الكلمات يردد الأقباط تمجيد ومدح كاروز الكنيسة المصرية الذي نشر تعاليم السيد المسيح في العصور الأولى حول العام وكان من أبرز القديسين الرسل الذين حملوا على عاتقهم راية المسيحية وباتوا يترحلون من أجل رسالتهم في مختلف بقاع الأرض.

سيرة القديس يوحنا.

. عِبرة مؤثرة ترويها الكنيسة للأقباط  القمص سمعان راتب يترأس أنشطة الأقباط بكنيسة القديس يوسف.. شاهد

يُصادف اليوم السبت 15 بوؤنه حسب التقويم القبطي، ذكرى وصول جسد القديس مارمرقس الرسول الإنجيلي، في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس البطريرم الـ116 في تاريخ البطاركة والكنيسة المصرية، والذي يؤول له الفضل في كثير من الأحداث التي ساهمت في كتابة التاريخ القبطي العريق.

استطاع  البابا كيرلس السادس، أن يسترد جسد القديس مرقس، من بابا روما، على يد وفد من الآباء الأساقفة وبعض الأراخنة من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتسلم الوفد وثيقة رسمية تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مار مرقس الرسول.

يروي كتاب حفظ التراث المسيحي أنه قد استخرجت من مكانها الأصلي بعد أن ظلت في مدينة البندقية بإيطاليا أحد عشر قرناً أي منذ القرن التاسع للميلاد حتى القرن العشرين، وكان لاستقبال رفات هذا القديس جلل كبير في الكنيسة المصرية إذ اجتمع الكثير من الشعب المصري القبطي في ساحات الكنائس ودقت الأجراس أجراسها معلنة بفرحة هذا الحدث.

 اعتبر كاروز الكنيسة القبطية رمز تأسيس ونشر المسيحية في مص، ولد القديس مرقس في المدينة التونيسية "القيروان"، تحديدًا في بلدة ابرياتولس التي تقبع غرب ليبيا، وعاش في كنف أسرة يهوديه مكونة من  أبوين ويُدعى والده أرسطوبولس، والدته مريم وكانت امرأة تقية مؤمنة تتبع العقيدة المسيحية بحسب ماتم اتداول عن سيرة أسرة القديس البشير، كما أعتبرت هى إحدى أوائل المسيحين التابعن ليسوع المسيح في القدس،والتي ساعدت فيما بعد على تنشأته على الإيمان والتدين والخدمة المسيحية. 

جالس القديس مارمرقس السيد المسيح لسنوات وتلقى الإيمان علي يديه وكان واحدًا من السبعين رسولًا ومن أبرز تلاميذ المسيح، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله"، واختارهم يسوع المسيح  حتى يتولى خدمة ورعاية الإيمان ونشره في أكتر من اتجاه،  كما التقى بكل من أوريجينوس والقديس أبيفانيوس وتشجع بسبب مشاركة القديس بطرس الرسول الذي صاحبه في مشوار البشارة بالإيمان.

قرر القديس أن ينطلق خارج القطر الفلسطيني فبدأ برحلته الأولى بصحبة الرسولين بولس وبرنابا وتوجهه إلى إنطاكية وقبرص ثم ذهب إلى مناطق متفرقة في آسيا الصغرى، ونظرًا لتنقله ، دفع هذا القديس ضريبة انتقاله الكثير أُصيب بمرض إصابة بالغة،  فاضطر للعودة إلى القدس من جديد ولم يستطع أن يستكمل طريقه، ثم أخذ نهج جديد بصحبه الرسول بولس وأسس عدد من الكنائس في أوروبا واستهلها بكنيسة روما الكبرى.

كانت هذه المحطة نقطة الإنطلاق لنور البشارة بالمسيحية التي تولى مهمتها مارمرقس وتطلع إلى إفريقيا وتحديدًا إلى ليبيا ثم المدن الخمس المجاورة وصولًا إلى مصر حتى يأسس الكرازة المرقسية عام 61م، تشعبت سبل نشرالمسيحيةلعالم وكان أساسها مصر  كانت هى الجهة الغربية المواجهه إلى الخمس مدن ومنها انطلق إلى الواحات ثم الصعيد.

اتبع المسيح عدد كبير في مصر وكان في المقدمة حسب ما ورد في الكتب المسيحية، "أنيانوس" أول مصري بالإسكندرية يؤمن بالمسيح، وخلال رحلته استشهد هذا القديس انفصل جسده لتحتفظ به الكنائس المصرية وتضاف إليها الثروات التاريخية بوجود جسده ورفاته، واخذ أجزاء من جسده تجار وبحارة من إيطالية سرقوا هذهالرفات إلى البندقية ولم يستطيعوا استرجعها إلى على يد البابا كيرلس في مثل هذا اليوم.

  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقباط المسيحية مارمرقس البابا كيرلس السادس الکنیسة المصریة

إقرأ أيضاً:

في الذكري ٣٦ لرحيل بروفيسور محمد عبيد مبارك مؤسس جامعة الحزيرة :

صلاح الباشا:

تمر الآن ذكري رحيله المر .. فقد غادرنا ودالعبيد وهو في قمة عطائه الأكاديمي بعد ان ترك لابناء شعبه هذه الجامعة الباهرة الفخيمة والتي كانت الاولي في إتباع نظام الفصول الدراسية في السودان او ما يقال لها ( نظام السمستر) وهى كان أحدث نظام في التعليم الجامعي.
كان بروف ودالعبيد مصمما علي ان يترك لشعب السودان معلما اكاديميا بارزا تفاخر به بلاده. فكانت تلك المعجزة( جامعة الجزيرة ) .
فقد كان يتابع نشأتها ميدانيا مع المقاولين والعمال والمهندسين حتي إكتمل بنيانها وتفجرت ينابيع العلم فيها بجهود طواقم التدريس في كافة المجالات وبواسطة جهود الاداريين والموظفين والعمال من المدير وحتي الخفير .
ومن اعظم منجزات بروف عبيد انه ابتعث العشرات من الشباب المتعلم لنيل الدراسات العاليا في أعرق الجامعات البريطانية والأمريكية وقد عادوا للعطاء الأكاديمي للطلاب في كافة التخصصات.
وهى بذلك قد تركت تراثا اكاديميا تمدد حتي الي خارج البلاد وفي العديد من الجامعات والمؤسسات والمستشفيات بدول التعاون الخليجي .
كان البروف شعلة متقدة من النشاط الاجتماعي والرياضي ايضا.. فكان دائم التواصل مع أهل منطقته في ودمدني وبركات وشملت حتي مسقط رأس ابائه واجداده في الزيداب بنهر النيل.
ومن الجوانب المشرقة التي إشتهر بها هى خفة روحه وسخريته ووجه الضاحك دائمآ الذي لايعرف العبوس وتأليف النكات التي تثير الفرح والبهجة في نفوس مجتمعاته.
ونحن إذ نفتقده وقد رحل باكرا في عمر ٥٢ سنة فإن وفاته جاءت وقد كان يؤدي دوره العلمي من خلال حضوره لمؤتمر الجامعات الأفريقية الذي انعقد بالقاهرة حيث صعدت روحه الطاهرة في آخر جلسات ذلك المؤتمر بتاريخ الخميس الثاني من فبراير ١٩٨٩م وقد وصل جثمانه الي الخرطوم في ذات تاريخ حجز عودته صباح الجمعة وكان برفقته في الموتمر الفقيد بروفيسور صلاح الدين طه صالح عميد كلية الطب وقتها.
واذكر تماما ان صديقه البروفيسور ميرغني عبدالعال حمور مدير جامعة الجزيرة وقت ذاك قد إستلم خبر الوفاة هاتفيا واتي إلينا في بركات ليبلغنا الخبر فجر الجمعة حيث تمت إجراءات إرسال حافلة للمستقبلين وعربة بوكس لاستلام الجثمان من مطار الخرطوم وإلي بركات رأسا حيث تمت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة بجامع بركات العتيق وتم دفنه بمقابر ام سنط المعروفة وسط حضور كبير من زملائه الأساتذة ومن أصدقائه بالخرطوم ومن طلاب الجامعة والعاملين بها وبالطبع أهل بركات ومارنجان وماحولها ومن رموز ودمدني.
رحم الله ودالعبيد وهو اللقب الذي اشتهر به سواء بجامعة الخرطوم او في الوسط الأكاديمي بمؤسسات التعليم العالي.
ونسأل الله تعالي ان يبارك في ذريته حيث ترك ثلاثه بنات وولد واحد وكلهم قد اكملوا تعليمهم العالي في مختلف المجالات وتزوجوا وانجبوا وذلك برعاية زوجته وابنة عمه ورفيقة دربه السيدة آمنه عبدالقادر مبارك .. أطال الله في عمرها.
وستبقي ذكري ود العبيد خالدة في وجداننا جميعا.. رحمه الله واكرمه بالجنة.
***
صلاح الباشا
القاهرة

abulbasha009@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • 3 زيجات وأعمال لا تنسى.. محطات في حياة دلوعة السينما المصرية شادية
  • بيل غيتس يندهش من آراء إيلون ماسك ودوره في إدارة ترامب.. ماذا قال؟
  • بيل غيتس يندهش من آراء إيلون ماسك ودوره بإدارة ترامب.. ماذا قال؟
  • ترامب يوقع قرارا لإنشاء مكتب للعقيدة وقوة لمكافحة التحيز ضد المسيحية
  • ليلة النصف من شعبان .. صحابيات مجهولات عشن في حياة الرسول
  • «الكنيسة الكاثوليكية»: نساند كافة قرارات الدولة المصرية للوصول لحل سلمي للقضية الفلسطينية
  • رحيل صالح العويل.. صراع مع المرض ينهي حياة نجم السينما المصرية
  • "تعليم الشيوخ" تناقش الأثر التشريعي لقانون تنظيم التوقيع الإلكتروني
  • في الذكري ٣٦ لرحيل بروفيسور محمد عبيد مبارك مؤسس جامعة الحزيرة :
  • الكنيسة القبطية الكاثوليكية تشارك في مؤتمر الأسرة المصرية وأهدافها وصعوباتها