صدور كتاب سأكتب للجميع وأعيش عن عبدالعزيز الفارسي
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
صدر عن دار نثر في مسقط مؤخرًا كتاب "سأكتب للجميع وأعيش" الذي تضمن شهادات ودراسات عن الأديب العُماني الراحل عبدالعزيز الفارسي، وحوارات كانت قد أُجريت معه في فترات مختلفة من حياته. الكتاب الذي أعدّه وحرره سليمان المعمري، وستدشنه دار نثر في مقهى هوملاند بالمعبيلة مساء الأربعاء القادم، افتُتِح بنص للفارسي يقول فيه: "الحياة ليست فيمن نحب، ونلتقي، ونفقد، ويخدعوننا، أو يكسروننا، أو نكسرهم فحسب.
تضمن الكتاب الذي يقع في 462 صفحة شهادات لكتّاب وأدباء وأصدقاء للفارسي كُتِب معظمها بعد رحيله، وسطّرها كل من الأدباء عبدالله حبيب وسماء عيسى وسعيد سلطان الهاشمي وسعيد الحاتمي وماجد الفارسي وحمود الشكيلي ومحمد الحارثي وهلال البادي ويحيى سلام المنذري وعلي الرواحي وإبراهيم سعيد ومازن حبيب وإسحاق الخنجري وأحمد مسلط وهدى حمد وخميس قلم ومحمد زرّوق ومنير لطفي ومحمد الشحري وأحمد بن ناصر وحسن الرمضاني، إضافة إلى شهادة لمحرر الكتاب سليمان المعمري.
أما قسم الحوارات فتضمن أربعة حوارات أجريتْ مع الكاتب الراحل خلال فترات متفرقة من حياته، وهي حوار لمجلة نزوى العُمانية نُشِرَ عام 2008 وأجراه معه الكاتب سليمان المعمري، وحوار آخر أجراه معه الكاتب حمود الشكيلي لملحق "أقاصي" الذي كان يصدر تحت مظلة أسرة كتّاب القصة في عُمان، ونشِرَ أيضًا عام 2008، في حين كان الحوار الثالث مع صحيفة "الشرق الأوسط" التي تصدر في لندن، وأجراه معه الصحفي السعودي ميرزا الخويلدي، وقد نُشِرَ عام 2010، بالإضافة إلى حوارٍ إذاعيّ فُرِّغَ كتابةً كان قد أجراه معه الكاتب هلال البادي لبرنامجه "إصدارات عُمانية" وبثّ في إذاعة سلطنة عُمان عام 2015. كما تضمن الكتاب مقالات ودراسات عن تجربة عبدالعزيز الفارسي القصصية والروائية ومنعطفاتها ومفاصلها المهمّة، هي حسب ترتيب ورودها في الكتاب: مقال بعنوان "السخرية بوصفها تكنيكا: ملاحظات أولية في قصصه الساخرة" للكاتب والناقد العراقي غالب المُطَّلِبي، ودراسة بعنوان ((عبد العزيز الفارسي و"شنصنة" السرد)) للكاتبة والناقدة العُمانية منى حبراس، ومقال بعنوان: "سخرية السرد، ودهشة الهوامش في الصندوق الرمادي" للكاتب العُماني حمود سعود، ودراسة ((صورة الشخصيات في النص الروائي: دراسة سيميائية في نص "شهادة وفاة كلب")) للباحثة والأكاديمية العُمانية عائشة الدرمكي، ومقال بعنوان: (("رجل الشرفة، صياد السحب" لـعبد العزيز الفارسي.. متتالية الحواس المعلَّقة)) للروائي والناقد المصري طارق إمام، ودراسة "جدل الحضور والغياب في القصة العمانية القصيرة: عبد العزيز الفارسي مثالا" للناقد العراقي ضياء خضير، ودراسة ((التنوّع الحكائي في مجموعة "رجل الشرفة، صياد السحب " لعبد العزيز الفارسي.. دراسة في عوالم الحكي)): للناقدة والأكاديمية التونسية بسمة عروس، ومقال "شناص في نصوص عبد العزيز الفارسي" للشاعر والباحث العُماني خالد علي المعمري، وأخيرا دراسة ((اللغة في رواية "تبكي الأرض يضحك زحل" لعبد العزيز الفارسي في ضوء معادلة بوزيمان)) للناقد والأكاديمي العُماني حميد الحجري.
يُشار إلى أن عبدالعزيز الفارسي توفي في العاشر من إبريل 2022 عن عمر ناهز ستة وأربعين عاما، بعد أن سجّل اسمه كواحد من أهم كتاب القصة والرواية في عُمان، حيث أصدر بدءًا من عام 2003 سبع مجموعات قصصية، هي على التوالي: "جروح منفضة السجائر"، و"العابرون فوق شظاياهم"، و"لا يفل الحنين إلا الحنين"، و"مسامير"، و"أخيرًا استيقظ الدب"، و"الصندوق الرمادي"، و"رجل الشرفة صياد السحب"، بالإضافة إلى روايته "تبكي الأرض يضحك زحل" التي تُرجِمتْ إلى الإنجليزية، وكانت أول رواية عمانية تصعد إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2008م. وللفارسي أيضًا ثلاثة كتب مشتركة مع الكاتب سليمان المعمري، أحدها إبداعي هو رواية "شهادة وفاة كلب"، والكتابان الآخران حواريّان جمع فيها الكاتبان حوارات تعاونا في إجرائها مع كتّاب وأدباء وباحثين عُمانيين حمل الأول منهما عنوان "قريبًا من الشمس"، والثاني "ليس بعيدًا عن القمر".
والأديب الراحل من مواليد ولاية شناص في 27 أغسطس 1976م، وتخرج من كلية الطب بجامعة السلطان قابوس عام 2001م، وفي عام 2006م حصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية، وعضوية الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان، والجمعيتين الأمريكية والأوروبية لطب السرطان. في الفترة من 2010 إلى 2017م أكمل دراساته العليا في الطب في كندا، ثم عمل طبيبًا استشاريًّا أوَّل ورئيس قسم أورام الكبار بالمستشفى السلطاني حتى رحيله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانی ع مانیة
إقرأ أيضاً:
كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
شغلت قضية عزل الإمام الصلت بن مالك (237-272هـ) حيزًا واسعًا من تفكير العلماء والفقهاء، وأخذت بذلك بُعدًا آخر عدا السياسة، فكُتِبت حولها السِّيَر وصُنِّفَت الكتب في قالب حجاج كلامي بين فريقين عُرفا بالرستاقية والنزوانية. وتنقل لنا الوثيقة التي نتعرض لها أنه في سنة 443هـ أي بعد نحو 170 سنة من الحادثة اجتمع الإمام راشد بن سعيد اليحمدي (425-445هـ) مع نفر من العلماء بقرية سُونِي، وكتب الإمام ميثاقًا باجتماع الكلمة ورأب الصدع الذي أحدث شرخًا كبيرًا في الوسط العماني بطول تلك السنين، وقد نُقِل نص الميثاق في كتاب بيان الشرع، ونصه:
«قد اجتمَعَتْ بِحَمْدِ الله ومَنِّه كلمةُ أهلِ عُمان على أمرٍ واحد، ودِينٍ قيم، وهو دين الله الذي أرْسَلَ به رسولَه مُحمّدًا صلى الله عليه وسلم. فمنهم مَنْ تولَّى الصلتَ بن مالك رحمه الله، وبَرِئ من موسى بن موسى وراشد بن النظر. ومنهم مَنْ تَوَلَّى الصلتَ بن مالك، وَوَقَفَ عن موسى بن موسى وراشد بن النظر. ومنهم مَنْ تَوَلَّى المسلمين على ولايتهم الصلت بن مالك رحمه الله وبَراءَتِهِمْ من موسى بن موسى وراشد بن النظر. واجتَمَعَ رأيُهم على الدَّينونة بالسؤال فيما يجب عليهم السؤال فيه؛ عند أهل الحق الذين يَرَوْنَ السؤال واجبًا. واجتَمَعَ رأيُهم على أنَّ مَنْ دان بالشك فهو هالِك. وكذلك اتفقوا على أنَّ مَنْ عَلِمَ من مُحْدِثٍ حَدَثًا، وجهل الحكم في حدثه؛ أنَّ عليه السؤال فيه، وإنْ عَلِمَ الحَدَثَ والحُكْمَ فيه كان عليه البراءة منه؛ إذا كان حَدَثُه ذلك مِمَّا تَجِبُ به البراءة من فاعله. والحمدُ لله حَقَّ حمده، وصلى الله على خيرته من خلقه؛ محمد النبي وآله وسلم. وكَتَبَ هذا الإمامُ راشد بن سعيد بخط يده. وكان ذلك بِمَحْضَر: أبِي علي الحسن بن سعيد بن قريش القاضي، وأبي عبدالله مُحمّد بن خالد، وأبي حمزة المختار بن عيسى القاضي، وأبي عبدالله محمّد بن تَمّام، وأبي النظر راشد بن القاسم الوالي. وحَضَرَ أيضًا هذا الكتاب: أبو علي موسى بن أحمد بن محمد بن علي، وأبو الحسن علي بن عمر، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي بكر. وعُرِضَ هذا الكتابُ على جَمِيعِهِمْ، واتَّفَقُوا عليه، ولَمْ يَختلفوا في شيء فيه، والسَّلام. وكانَ ذلك يوم الخميس؛ لأربعَ عَشْرَةَ ليلةً إن بَقِينَ من شهر شوال، من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان ذلك بقرية سُونِي في المنزل الذي يَنزل فيه الإمامُ راشد بن سعيد نصره الله بالحق ونَصرَ الحقَّ به. والحمد لله، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله، وسَلَّمَ تسليمًا».
ولعل هذا الميثاق من بين أبرز مآثر الإمام راشد بن سعيد، وهو من الأئمة المتمكنين في الحكم والسياسة الشرعية، وقد عُثِر في جامع بهلا التاريخي على نقود فضية سَكَّها الإمام راشد بن سعيد من فئتي الدراهم وأسداس الدراهم، ضُرِبت سنة 444هـ، وله آثار وسِيَر وعهود أبرزها «السيرة المضيئة إلى أهل المنصورة من بلاد السند»، وقد نُشِرت عن مركز ذاكرة عمان بتحقيق الباحث سلطان بن مبارك الشيباني، وله أيضًا رسائل أخرى عَرَّف بها محقق السيرة المضيئة في مقدمته.