السومرية نيوز – محليات
رغم إنفاق الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 أكثر من 60 مليار دولار، الا ان ملف الكهرباء الشائك الذي يكتنفه الغموض ما زال يعاني من مشكلات عديدة. فالكثير يتساءل من يقف وراء انهيار منظومة الكهرباء في العراق؟ وسط عدم تفاؤل من مراقبين حول وجود رغبة جدّية لحل مشكلة العراقيين المستعصية والتي تتفاقم سنويا مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

ورغم الإجراءات الحكومية الأخيرة تجاه هذه الملف بعد توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من اعفاء القيادات الهندسية والفنية في قطاع الكهرباء، ممن ثبت سوء إدارتهم للمهام المكلفين بها، الا ان محافظات عراقية تنتظر انطلاق الشرارة لتنظيم تظاهرات كبيرة للمطالبة بابسط الحقوق التي ممكن ان توفرها الدولة لابنائها. حيث حذّر تحالف القيم المدني من انطلاق احتجاجات في العراق، بسبب سوء الطاقة الكهربائية، مؤكداً أنه سيكون حاضراً في أي احتجاجات شعبية تنادي باصلاح وضع الطاقة الكهربائية بشكل سلمي ووفقاً للدستور. وقال منسق تحالف القيم المدني خالد وليد، "نعتقد في تحالف قيم أن سوء الطاقة الكهربائية هو جزء من تداعيات الطبقة السياسية وادارتها للكثير من الملفات". وأضاف أن "المواطن العراقي يئن ألماً ووجعاً تحت انقطاع الطاقة الكهربائية لساعات طويلة، وأن استمرار هذا الحال قد يدفعنا للاحتجاج بشكل سلمي وقانوني وفقاً للدستور". وتعتمد محطات إنتاج الطاقة العراقية حالياً بشكل كبير على الغاز من إيران، الذي يؤمن ثلث حاجات البلاد من الطاقة، لكن طهران تقوم بقطع إمداداتها أحياناً، مما يفاقم انقطاع التيار الكهربائي عن العراقيين في حياتهم اليومية. كما قال عضو مجلس محافظة ميسان حسين المرياني، إن "محافظة ميسان تحتاج الى 1500 ميغاواط لتشغيل 22 ساعة يومياً، واذا عملنا على 4 ساعات تشغيل للأهالي مقابل 2 اطفاء، نحتاج الى 1150 ميغاواط"، لافتا الى أن "التجهيز القادم الينا هو 950 فقط، لذا لدينا مشكلة داخل الـ 4 ساعات من التجهيز، وهي لا تكفي". وذكر ان "محافظة ميسان تنتج 1500 ميغاواط، لكنها تحصل على 950 ميغاواط فقط، حيث يستقطعون من انتاجنا الى محافظتي البصرة وذي قار وفق التوزيع الحكومي"، لافتا الى "اننا محافظة منتجة، ولدينا انتاج غاز مصاحب، لذا نريد انتاجنا فقط، حيث تاتينا 4 ساعات تجهيز مقابل ساعتين اطفاء، كما أن هناك ساعات اطفاء تامة من ضمن الساعات الاربع التي يجهزونها بها، فضلاً عن وجود ضعف في التيار الكهربائي". وأشار الى أنه "بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى سنشكل وفداً للقاء مع رئاسة الوزراء ووزير الكهرباء للضغط عليهم لزيادة حصتنا من الكهرباء"، لافتاً الى أن "الوفد سيطالب الحكومة الاتحادية بتجهيز أعلى من الحصة الحالية للطاقة الكهربائية". وشهدت محافظات عراقية خلال السنوات السابقة تظاهرات كبيرة احتجاجا على تردي واقع الطاقة الكهربائية وانقطاعها المستمر. وتتضارب التصريحات بشأن حجم الأموال التي أنفقتها الحكومات العراقية على منظومة الطاقة الكهربائية بعد عام 2003 لكن تصريحات أعضاء في لجنتي الطاقة والنزاهة النيابيتين تشير إلى حصر قيمة تلك المبالغ بين 60-80 مليار دولار أميركي. ويرجع كثير من البرلمانيين والسياسيين ضياع تلك الأموال إلى شبهات الفساد التي رافقت عملية صرفها، مضيفين ان تلك الأموال هدرت نتيجة فساد جميع العقود التي وقعت في الملف الكهربائي وبأسعار تبلغ 5 أضعاف السعر الحقيقي لها ليسيطر من خلالها الفاسدون والمتنفذون على أموال العراقيين، حسب قوله. ورغم التحضيرات والوعود المتفائلة السابقة ، من وزارة الكهرباء لموسم الصيف الحالي، الا انه ومع ارتفاع درجات الحرارة مع بدء موسم الصيف اللاهب في العراق الى نصف درجة الغليان، يتزايد معاناة العراقيين مع الحر في ظل عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة وتقنينها بشكل ملحوظ في العاصمة بغداد وباقي المدن . وعلى الرغم من إعلان الحكومة معالجة مشكلة الكهرباء من خلال الربط الكهربائي مع الأردن ودول الخليج، إلا أن مشكلة الطاقة يبدو بانها باتت عصيّة على الحل ولم تُعالج، رغم إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني افتتاح وتشغيل 200 محطة كهربائية في عموم مناطق العراق ومدنه. وحذّرت لجنة الكهرباء والطاقة في البرلمان العراقي من تفاقم أزمة الكهرباء خلال الشهرين المقبلين بسبب سوء التحضيرات لكوادر وزارة الكهرباء، خلافاً للوعود التي أطلقتها الوزارة لموسم الصيفي الحالي، مبينة أن اللجنة حدّدت الأسباب الحقيقية التي تقف خلف انخفاض معدل ساعات التجهيز في مختلف المناطق العراقية. وقالت عضوة اللجنة، سهيلة السلطاني، إن "التحضيرات التي وعدت بها وزارة الكهرباء لموسم الصيف الحالي لم تكن دقيقة، إذ تكررت ذات المشكلات التي كانت في العام السابق والأعوام التي سبقته"، موضحة أن "اللجنة حددت الأسباب الحقيقية وراء الفشل في تحقيق ساعات التجهيز من خلال عمليات الإنتاج والنقل والتوزيع، وبالخصوص قضية عدم توفير المغذيات الكافية التي تتحمّل الضغط الكبير على الطاقة الكهربائية". وحذرت السلطاني "من تفاقم الأزمة خلال الشهرين المقبلين، حيث تشهد المنطقة ارتفاعاً عالياً في درجات الحرارة سنويا"، مؤكدةً أن "لجنة الكهرباء والطاقة تواكب مراقبتها ومتابعتها مع كوادر الوزارة رغم تمتعها بالعطلة التشريعية لتذليل الصعوبات ومواجهة درجات الحرارة العالية التي تواجهها محافظات العراق خلال الشهرين المقبلين". بدوره، اكد الخبير في مجال الطاقة كوفند شيرواني أن "أزمة الكهرباء في العراق متواصلة ولا يمكن أن تتحسن ما دامت مفاصلها الأساسية المتمثلة بتوليد الطاقة الكهربائية والنقل والتوزيع تعاني من الإهمال وعدم التطوير وإعادة الصيانة منذ سنوات". واضاف أن "واقع الأزمة يشير الى وجود عجز كبير في الطاقة الكهربائية المجهزة. ويفيد شيرواني بأن أغلب مشاريع الكهرباء في السنوات السابقة ركّزت على الصيانة وتأهيل المنظومات القديمة من الدور البسيط الى الدور المركب للحصول على قدرات إضافية بحدود 15 في المائة، إلا أن هذه المشاريع استنزفت جزءاً كبيراً من الموارد التي كان يمكن أن يتم استثمارها في بناء محطات توليد للطاقة الكهربائية بقدرات كبيرة". واختتم تصريحه بأنه "لا يمكن حل الأزمة ما لم يتم إنشاء محطات توليد ضخمة تعمل بالغاز الطبيعي، بدل استهلاك الموارد في عمليات الصيانة والتأهيل للمنظومات القديمة، واستخدام الغاز الطبيعي وفق جدوى اقتصادية وبيئية تتناسب مع الوضع العراقي، ويمكن استثماره بشكل مباشر بدلاً من استيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من دول الجوار بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار سنوياً".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الطاقة الکهربائیة درجات الحرارة الکهرباء فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

استشاري الطاقة الكهربائية: نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة دول العالم تناشد مواطنيها بترشيد الاستهلاك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كلنا نعاني  من انقطاع التيار الكهربي لمدة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، وقد بدأت خطة تخفيف الأحمال التي اتبعتها وزارة الكهرباء بداية من العشرة أيام الأخيرة من شهر يوليو 2023.

ورب ضارة نافعة، فانقطاع التيار الكهربي يجعلنا نفكر في ترشيد استهلاك الكهرباء وللعلم ترشيد استهلاك الكهرباء يعتبر ثقافة عامة موجودة في معظم دول العالم لتقليل فاتورة الكهرباء الشهرية وأيضًا لتقليل كمية الطاقة الكهربية المنتجة من محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، وبالتالي تخفيض الانبعاثات الكربونية وتقليل كمية الغاز الطبيعي الموردة لمحطات الكهرباء، وهذا يعني زيادة القيمة المضافة للغاز الطبيعي عن طريق استخدامه في  مصانع الأسمدة والأسمنت والبتروكيماويات.

قال المهندس أحمد الشناوي استشاري الطاقة الكهربية في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»: "نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ناشدت معظم دول العالم مواطنيها إلى ترشيد الكهرباء وذلك حفاظا على الشبكة الكهربية وإلا ستضطر إلى قطع الكهرباء بالتناوب على المشتركين لساعات محددة".

ولترشيد استهلاك الكهرباء يتم اتباع الخطوات التالية: 

• بالنسبة للسخان الكهربائي توصيل الكهرباء قبل بداية الاستعمال بربع ساعه فقط لاغير وبعد الانتهاء من استعمال المياه الساخنة فصل التيار الكهربي عنه فورا استمرار الكهرباء موصلات للسخان الكهربي طوال اليوم استهلاك غير مبرر للطاقة الكهربية لأن المياه الساخنة بعد فترة زمنية تحتاج إلى التسخين مره اخري حتي لولم يتم استعمال المياه الساخنة فيقوم السخان الكهربي بالعمل مره أخرى وبالتالي استهلاك طاقة كهربية وهكذا على مدار اليوم مما يؤدي إلى زيادة فاتورة الكهرباء وايضا تقليل العمر الافتراضي للسخان الكهربي.

• ضبط أجهزة التكييف على درجة حرارة 25 درجة مئوية  لعدم عمل جهاز التكييف لفترات طويلة وبالتالي ترشيد استهلاك الطاقة الكهربية أيضا للمحافظة على الصحة العامة للأشخاص حيث أوضح الأطباء أن عمل جهاز التكييف على درجة حرارة مثل 18 و20 ضارة جدا بالجسم البشري.
• عدم استخدام المجفف في الغسالة الفول اتوماتيك والاحسن تعريض الملابس لأشعة الشمس وهذا صحيا افضل

• معايرة غلاية المياه حسب العدد المطلوب وعدم ملؤها بالكامل

• تشغيل الغسالة الكهربية بكامل حمولتها لاستهلاك الطاقة الكهربية المطلوبة مرة واحدة فقط وعدم تقسيم الملابس على مرتين أو ثلاثة

• تنظيف الثلاجة على فترات وإزالة الثلج المتراكم على جدران الثلاجة
• عدم دخول الطعام الساخن الثلاجة  فورا والانتظار قليلا حتى لا تعمل الثلاجه فتره اطول

• يفضل استخدام جهاز الميكرويف عن الفرن الكهربي نظرا لقصر المدة الزمنية لتسخين  الطعام وبالتالي تقليل استهلاك الطاقة الكهربية

• ترتيب الأطعمة داخل الديب فريز ووضعهم بجانب بعض وعدم ترك فراغات تسمح بمرور الفريون وبالتالي زيادة فترة التشغيل

• عدم فتح باب الثلاجة مرات عديدة طوال اليوم وبالتالي تقليل الفترة الزمنية لتشغيل الثلاجة

• استخدام اللمبات الليد وإطفاء الأنوار فورا عند ترك الحجرة

• فتح النوافذ لدخول ضوء النهار لتقليل عدد اللمبات المستخدمة في الإنارة قدر المستطاع

• استخدام اللمبات مزودة بحساسات للحركة ولإنارة السلالم وهي تضئ اتوماتيكيا عند اقتراب الأشخاص وبالتالي تقليل فترة التشغيل وبالتالي تقليل استهلاك التيار الكهربي وزيادة العمر الافتراضي للمبات

ومن الأشياء المهمة جدا ويجب مراعاتها عند شراء الأجهزة الكهربية وخاصة الأجهزة الكهربية كثيفة استهلاك الكهرباء مثل السخان الكهربي أو غسالة فول أتوماتيك وأجهزة التكييف ملاحظة الورقة المثبتة على الجهاز الكهربي.


هذه الورقة تشير إلى كفاءة الجهاز ودرجة ترشيد الطاقة الكهربية وأن الجهاز معتمد من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء ووزارة الصناعة ووزارة الكهرباء ويوجد عدة حروف  ويفضل شراء الجهاز المشار إليه بحرف A حيث الجهاز أكثر كفائة وأقل في استهلاك الطاقة الكهربية.  
الأجهزة المشار إليها بغير حرف A  أقل كفائه وأكثر استهلاكا في الطاقة الكهربية.

 

مقالات مشابهة

  • استشاري الطاقة الكهربائية: نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة دول العالم تناشد مواطنيها بترشيد الاستهلاك
  • لخفض الفاتورة وتقليل ساعات تخفيف الأحمال.. نصائح الاستخدام الأمثل للأجهزة الكهربائية
  • نائب يقطع الامل بحل أزمة الكهرباء في العراق
  • نائب يقطع الامل بحل أزمة الكهرباء في العراق - عاجل
  • الشوبكي .. التعرفة الكهربائية الجديدة سيتحمل آثارها المواطنون / فيديو
  • الكهرباء في العراق
  • فصل التغذية الكهربائية على عدد من المحطات لمدة 3 ساعات
  • احمد ماهر: ترشيد استهلاك الكهرباء مسؤولية مشتركة ويجب مراعاة الفئات المتضررة
  • «الأعلى للإعلام» يطلق خطة إعلامية لتوعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء
  • وزير الطاقة و النفط المكلف يعلن تحسينات لزيادة ساعات الكهرباء ببورتسودان