جنيف - صفا

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل للشهر التاسع على التوالي هجومه العسكري الواسع على قطاع غزة بذات المستوى والأساليب التدميرية غير المتناسبة، وارتكاب المجاز والقتل الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك داخل المناطق التي أعلنها مناطق آمنة.

ووثق الأورومتوسطي، في بيان وصل وكالة "صفا"، تصاعدًا واضحًا في مسار الاستهداف الإسرائيلي، سواء فيما يتعلق بقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، أو استهداف خيام النازحين في المناطق التي أعلنت "إسرائيل" أنها إنسانية خلال الأيام الماضية. وبلغت ذروة التصعيد يوم الجمعة 21 يونيو/حزيران، حيث استشهد أكثر من 67 مواطنًا وأصيب أكثر من 125 آخرين بجروح. 

ووفق متابعة الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي، قصفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية خيام النازحين في منطقة "مواصي رفح" قرب مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما أدى إلى استشهاد 24 فلسطينيًّا من النازحين وإصابة 40 آخرين بجروح.

وتابع المرصد "هذه المجزرة الرابعة الواسعة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد نازحين أجبرتهم على العيش في خيام في منطقة "المواصي" بفعل أوامر تهجير وقصف متواصل خلال الشهر الماضي بالتزامن مع استمرار هجومها العسكري على مدينة رفح منذ 7 مايو/أيار الماضي.

كما وثق فريق الأورومتوسطي أربعة استهدافات إسرائيلية خلال أقل من خمس ساعات في مدينة غزة، أدت لاستشهاد 42 فلسطينيًّا وجرح 85 آخرين، معظمهم نساء وأطفال، تفاوتت جراحهم بين متوسطة إلى خطيرة.

وأضاف "ففي حدود الساعة 11:00 صباح الجمعة، وحسب توثيق الفريق الميداني، قصفت الطائرات الإسرائيلية موظفين يعملون في غرفة إدارة الوقود في بلدية غزة التي تزود عربات البلدية وآبار المياه ومحطات الصرف الصحي بالوقود، رغم وجود تنسيق مسبق بينها وبين الجيش الإسرائيلي للعمل، والحصول على موافقة مسبقة بأسماء الموظفين الذين يعملون فيها. وقتل في الاستهداف خمسة من موظفي البلدية، فضلًا عن شخص سادس" بائع ملابس"، كان على باب متجره لحظة الاستهداف، بالقرب من كراج البلدية، وسط مدينة غزة.

وحول الاستهداف الثاني، قال المرصد "جاء بحدود الساعة 1:00 ظهرًا، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلًا سكنيًّا في "الحارة الملونة" بالبلدة القديمة شرق مدينة غزة، وخلفت 12 شهيدًا إضافة إلى عدد من الجرحى. بين الشهداء، لاعب النادي الأهلي الفلسطيني "أحمد أبو العطا" وزوجته وعدد من أبنائه". 
"وكان الاستهداف الثالث بعدها بدقائق لمنزل آخر في شارع "النزاز" شرق مدينة غزة، يعود لعائلة" بدر"، وخلف عددًا من الضحايا بين شهيد وجريح"، وفق الأورومتوسطي.

وأوضح المرصد أن الاستهداف الرابع كان بحدود الساعة 3:30 عصرًا، في استهداف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة "صلاح" في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وأدى لاستشهاد سبعة أشخاص وجرح أكثر من 20 شخصًا، معظمهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى استهدافات متفرقة لفلسطينيين في أحياء مختلفة من المدينة، خلفت 42 شهيدا، و85 جريحًا.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن الجيش الإسرائيلي واصل استهداف وارتكاب جرائم قتل جماعي ضد المدنيين الفلسطينيين خلال عيد الأضحى، سواء داخل منازلهم أو خلال محاولتهم تنفيذ زيارات عائلية.

وجدد الأورومتوسطي التأكيد أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وما تخلفه من نتائج وآثار بإحصائيات مفزعة من أعداد الضحايا وشدة التدمير تؤكد أنّ ما فعلته ولا تزال "إسرائيل" يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قائمة بحد ذاتها، وتأتى في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة منذ تسعة أشهر، بما يتطلب تفعيل مستويات التحقيقات الدولية والقانونية والقضائية كافة وآليات المساءلة والعمل الجدي على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، وتعويض الضحايا وعائلاتهم وفقا لقواعد القانون الدولي.

ويطالب الأورومتوسطي بمساءلة ومحاسبة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها شريكًا رئيسًا في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين قطاع غزة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية، وذلك لتقديمها مختلف أشكال الدعم العسكري واللوجستي والعملياتي والمالي لـ"إسرائيل" في هجومها العسكري على القطاع، وبما يشمل مساءلة ومحاسبة المسؤولين الأمريكيين كافة الذين شاركوا في اتخاذ القرارات ذات الصلة جنائيا.

كما جدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بفرض العقوبات الفعالة على "إسرائيل"، ووقف أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطي مدینة غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يهدد بعودة الحرب وتحذيرات أممية من نفاد الغذاء في غزة

غزة "وكالات": هدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد اللواء إيال زامير الذي أدى اليمين اليمين خلفا لهرتسي هاليفي بمواصلت الحرب، في حين تباهى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بكونه "غيّر وجه الشرق الأوسط".

من ناحية أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن لجنة التخطيط والبناء في القدس ستقر بناء أكثر من ألف وحدة سكنية استيطانية بالقدس الشرقية.

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم، المجتمع الدولي بفرض عقوبات وإجراءات رادعة، تجبر "الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه، ووضع حد لأطماعه الاستعمارية في أرض دولة فلسطين، لإنقاذ ما تبقى من مصداقية لمؤسسات الشرعية الدولية، وللقانون الدولي، الذي يتعرض لتآكل حاد وغير مسبوق".

من جهة ثانية، أعلن "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة،اليوم، أن لديه ما يكفي من إمدادات الغذاء في قطاع غزة لإبقاء المطابخ العامة والمخابز مفتوحة لمدة أقل من أسبوعين، بعدما أوقفت إسرائيل دخول الأغذية والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات.

ويهدف الحصار الإسرائيلي الذي فرضته إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى الضغط على حماس لقبول ترتيب بديل لوقف إطلاق النار بعد مرور ستة أسابيع على الهدنة الهشة بين الطرفين.

وسمحت إسرائيل بزيادة المساعدات الإنسانية خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار.

لكن برنامج الأغذية العالمي قال، اليوم، إن مخزوناته منخفضة لأنه أعطى الأولوية لتوصيل الأغذية إلى السكان. كما حذر البرنامج التابع للأمم المتحدة من أن مخزونات الوقود لديه ستكفي لبضعة أسابيع فقط.

وكانت القمة العربية التي انعقدت اليوم بالقاهرة اعتمدت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، في وقت رحبت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانعقاد القمة وبالموقف العربي الرافض للتهجير.

وأكدت القمة الموقف العربي الرافض لمقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتمدت الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وجاء في بيانها الختامي أن الخطة تنص على إعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، وترسم مسارا لسياق أمني وسياسي جديد في غزة.

ودعا البيان الختامي لقمة القاهرة مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين.

وقال زامير في كلمة ألقاها لدى توليه المنصب "المهمة لم تكتمل بعد"، مضيفا أن حماس لم تُهزم بعد.

وتابع "لن نسامح ولن ننسى. هذه حرب وجودية. وسنواصل حملتنا لإعادة أسرانا إلى ديارهم وهزيمة أعدائنا".

وتوقف القتال في قطاع غزة منذ يناير بموجب اتفاق بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة تم خلال مرحلته الأولى تبادل 33 من المحتجزين الإسرائيليين وخمسة تايلانديين مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني.

كما توقفت حرب موازية في جنوب لبنان كانت قد اندلعت بعد أن شن حزب الله ضربات صاروخية على إسرائيل عقب هجوم أكتوبر، وذلك من خلال اتفاق منفصل لوقف إطلاق النار.

لكن وزراء ومسؤولين إسرائيليين هددوا باستئناف القتال حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة المحتجزين المتبقين وعددهم 59.

وانسحبت القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في قطاع غزة لكن لم تبدأ بعد المحادثات الهادفة إلى الاتفاق على إطلاق سراح باقي المحتجزين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب.

وتدعو إسرائيل إلى تمديد وقف إطلاق النار حتى بعد عطلة عيد الفصح اليهودي في أبريل للسماح بالإفراج عن المحتجزين المتبقين، في حين تصر حماس على المضي قدما في المحادثات بشأن إنهاء الحرب بشكل دائم قبل الموافقة على الإفراج عن المزيد من الرهائن.

لجنة تحقيق

يأتي تعيين زامير رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع سلسلة من التحقيقات الرسمية في إخفاقات سمحت لآلاف من عناصر المقاومة الفلسطينية من السيطرة على بلدات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن الهجوم أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة في واحدة من أكبر الكوارث العسكرية والأمنية في تاريخ إسرائيل.

وقاد هاليفي الجيش خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي قتل ما يزيد عن 48 ألف فلسطيني ودمر معظم القطاع وأجبر معظم السكان على الاحتماء في الخيام أو المباني التي تعرضت للقصف.

لكن في يناير بعد وقت قصير من الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، أعلن هاليفي أنه سيتنحى عن منصبه ويتحمل المسؤولية عن الرد العسكري المتخبط وغير المنسق على هجوم أكتوبر.

وخلال تسليمه القيادة، دعا إلى إجراء تحقيق أوسع نطاقا للإخفاقات التي حدثت في هجوم أكتوبر 2023.

وقال "إنشاء لجنة تحقيق حكومية أمر ضروري وأساسي، ليس لإلقاء اللوم، ولكن أولا وقبل كل شيء، لفهم جذور المشاكل والسماح بالتصحيح".

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) بأن إخفاقاتهما سمحت بوقوع الهجوم، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يرفض حتى الآن إجراء تحقيق أكثر شمولا ينظر في مسؤولية حكومته.

مقالات مشابهة

  • إدارة الأمن العام بدرعا لـ سانا: حصلت اشتباكات أول أمس الثلاثاء بين مجموعات مسلحة في مدينة الصنمين شمال درعا أسفرت عن عدة إصابات وقتلى في صفوفها إضافة إلى وقوع إصابات بين أهلنا المدنيين
  • الاحتلال يهدد بعودة الحرب وتحذيرات أممية من نفاد الغذاء في غزة
  • الدفاع المدني السوري: اندلاع حريق حراجي كبير في منطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس وفرق الإطفاء وصلت إلى المكان وبدأت بعزل الحريق في ظل تحديات كبيرة بسبب وعورة المنطقة وعدم قدرة سيارات الإطفاء في الوصول إليها وسرعة الرياح التي تزيد من سرعة وتمدد الحريق
  • للمرة الثانية.. إطلاق نار على أحد المكاتب في الميناء ـ طرابلس
  • قوات الاحتلال تعتقل 4 مواطنين خلال مداهمات بالخليل
  • إعلام إسرائيلي: إصابة محتجزين خلال استهداف الجيش مئات السيارات صباح السابع من أكتوبر
  • سفير مصر السابق بإسرائيل: تل أبيب تسعى لإفشال المفاوضات
  • الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل سياسة الإبادة والتجويع في غزة
  • حماس: استمرار الاحتلال في إغلاق معابر غزة جريمة عقاب جماعي بحق المدنيين
  • مراسل سانا: إصابة عدد من المدنيين بجروح جراء انفجار مجهول السبب حتى الآن في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي