مع تصاعد التوتر في لبنان.. أخبار كاذبة عن سحب دول أوروبية وغربية سفراءها
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
تتسارع التحذيرات الدولية من مخاطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، كما سادت خلال الساعات الماضية موجة شائعات تتحدث عن سحب دول أوروبية عدة سفراءها من لبنان، على وقع التصعيد، ووسط تلميحات بهجوم بري إسرائيلي.
أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هذه المخاطر، قائلاً: إن «شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى».
وقال غوتيريش، محذراً، أمام الصحافيين في المقر الدائم للأمم المتحدة، أمس: «وجدت نفسي مضطراً اليوم للإعراب عن مخاوفي بشأن التصعيد بين إسرائيل و(حزب الله) على طول الخط الأزرق. التصعيد في استمرار تبادل إطلاق النار، والخطاب العدائي من الجانبين، كما لو أن حرباً شاملة أصبحت أمراً وشيكاً».
كما تناقل بعض اللبنانيين على مواقع التواصل، إضافة إلى وسائل إعلام محلية، شائعات سحب ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا سفراءها من البلاد.
ورد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، بنفي هذا الأمر جملة وتفصيلاً. واعتبر في بيان، اليوم السبت، أن تلك “الأخبار الكاذبة تندرج في إطار الحرب النفسية التي غالبا ما يلجأ إليها الإسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل”.
كما دعا كافة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة البالغة الدقة إلى توخي الحذر.
أتى ذلك بعدما دعت الكويت، ليل الجمعة/السبت، مواطنيها إلى مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.
كما نصحت وزارة الخارجية الكندية رعاياها بتجنب السفر إلى لبنان بسبب ما وصفته بـ”تدهور الوضع الأمني”.
وحذرت في بيان نشرته على موقعها الرسمي من زيادة خطر الهجمات الإرهابية والصراع المسلح المستمر مع إسرائيل. كذلك أشارت إلى أنه “من الممكن أن يتدهور الوضع الأمني أكثر دون سابق إنذار”، مضيفة أنه “في حال اشتداد النزاع المسلح قد تتأثر القنصلية بشأن إجلاء مواطنيها”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أن كندا تتحضّر لعملية إجلاء واسعة لرعاياها من لبنان، في حال نشوب حرب شاملة.
وشهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي تصعيداً غير مسبوق بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لاسيما بعد اغتيال أحد قيادييه المهمين. فيما أكد الجيش الإسرائيلي قبل أيام، أنه وافق على خطة لهجوم بري في الجنوب اللبناني.
بينما حثت الولايات المتحدة إسرائيل والسلطات اللبنانية على الدفع نحو التهدئة وعدم التصعيد، مؤكدة في الوقت عينه أنها لن تتوانى عن دعم الجيش الإسرائيلي.
في حين ربط حزب الله أي تهدئة للمواجهات بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يعيش منذ السابع من أكتوبر حرباً إسرائيلية مدمرة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسرائيل الجنوب اللبناني حزب الله لبنان
إقرأ أيضاً:
غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.
خطط لتوسيع العمليات البريةأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.
بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.
وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.
وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.
وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.
وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.
انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.
ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.
وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.
ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟