-خدمات التوصيل والتجارة الإلكترونية تتطلب تكيفًا واستراتيجيات ملائمة نتيجة تقلبات الطلب والتغيرات.

- المناطق ذات الحرارة المرتفعة: توجد بدائل لإنعاش القطاعات الاقتصادية التي تتناسب مع الموسم.

تُعد الإجازة الصيفية فترة موسمية تؤثر بشكل إيجابي على بعض القطاعات الاقتصادية من خلال وجود فرص لنشاط الحركة التجارية، مما يحرك عجلة السوق المحلي ويزيد حركة الطلب على قطاع السياحة وقطاع الفنادق والاستراحات، وبتحديد في المناطق الباردة من ولايات سلطنة عمان، يصاحب ذلك زيادة حركة نشاط بعض المجمعات التجارية والمحلات والمطاعم ومواقع الترفيه، وتنعكس سلبًا على الولايات التي ترتفع فيها درجات الحرارة، مما توجد بدائل أخرى لنشاط بعض القطاعات الاقتصادية التي تتناسب مع موسم الصيف، وعليه تعمل العديد من الأنشطة الاقتصادية على التكيف مع الاستراتيجيات الملائمة للتعامل مع جميع التحديات والإيجابيات المحتملة نتيجة تقلبات الطلب والتغيرات في عادات الاستهلاك، حيث تؤثر الإجازة الصيفية بشكل مباشر على النشاط الاقتصادي والخدمات المقدمة، كما ينظر إليها بشكل معتاد على إنها فترة نشاط واسترخاء للأفراد والعائلات، مما يؤدي إلى تحفيز الاستهلاك والإنفاق في بعض القطاعات.

يمثل موسم الصيف في سلطنة عمان فرصة استراتيجية هامة لمكاتب السفر والسياحة التي تعمل على تقديم عروض متنوعة ومغرية لجذب السياح إلى مختلف الوجهات العالمية. إلى جانب ذلك، تسهم الإجازة الصيفية في زيادة الطلب على خدمات الضيافة والمأكولات، مما يدفع المطاعم والفنادق إلى تقديم عروض خاصة تتلاءم مع احتياجات العملاء خلال الموسم. بالإضافة إلى قطاع التجزئة والأزياء الذي يزداد الطلب فيه على الملابس والأكسسوارات الصيفية، مما يدفع التجار إلى زيادة المخزون وتقديم عروض ترويجية من أجل جذب العملاء.

ومقابل ذلك، يتأثر سلبًا قطاع الخدمات اللوجستية والتوصيل جراء انخفاض الطلب بسبب تركيز العملاء على الأنشطة الترفيهية والسياحية بدلاً من الاستهلاك على خدمات التوصيل. وينخفض الطلب في قطاع التجارة الإلكترونية جراء تراجع اهتمامات الاستهلاك والتسوق عبر الإنترنت نظرًا لانشغال الناس بأنشطة أخرى.

استغلال الفرص لزيادة الإيرادات

وفي استطلاع مع "عُمان" فقد تباينت الآراء حول أثر الإجازة الصيفية على مختلف القطاعات، إذ أشاروا إلى أن بعض القطاعات تستغل الفرصة لزيادة الإيرادات وتوسيع قاعدة العملاء، وأجمع البعض على مدى قدرتهم على التكيف مع تغيرات الموسم وتبني استراتيجيات تسويقية ملائمة تستهدف عددًا أكبر من العملاء وبشكل فعال خلال فترة الصيف، وأكدوا أن الإجازة الصيفية تؤثر بشكل كبير على نوع أنشطتهم نظرًا لقضاء أغلبية الأفراد إجازاتهم الصيفية مع أسرهم خارج منطقة المشروع، ولفت البعض إلى أن المشاريع المتأثرة تقوم بتقليل ساعات العمل نظرًا لتراجع الطلب.

حيث قالت إيمان سعود الرحبية مديرة هلا تور للسفر والسياحة: تعد الإجازة الصيفية موسمًا للنشاط السياحي حول العالم، كما أن الإجازات الصيفية تؤثر بشكل كبير على مكاتب السفر والسياحة، وتتطلب الاستعداد للتعامل معها، لافتة إلى أن كثيرًا من الناس يستغلون إجازاتهم الصيفية في السفر إلى دول أخرى، لذلك فإن الإقبال الواسع يسهم في زيادة إيرادات المكاتب السياحية، وأوضحت أن مكاتب السفر والسياحة تقدم عروض وباقات خاصة لجذب السياح لمعظم الدول السياحية وبأسعار تتناسب مع الجميع. يسر مكتب هلا تور للسفر والسياحة أن يوفر عرضًا خاصًا للمعلمين وقريبًا لموظفي الشرطة. من جانب آخر، تتطلب المكاتب السياحية ساعات عمل إضافية لتقديم الدعم للعملاء بشكل مكثف أثناء الإجازات الصيفية، مشيرة إلى أن معظم الوجهات واهتمامات العملاء تتجه إلى الدول ذات الطقس البارد.

من جانبها، تقول شيماء بنت طالب الغمارية، رائدة عمل وشريكة في مطبخ البركة: "تزيد الإجازة الصيفية من واردات المطبخ مما يسهم في زيادة الأرباح جراء زيادة الطلب والإقبال الواسع على العزائم والحفلات والأعراس أثناء فترة الصيف". كما أن الحفلات بشكل عام تنعم في هذا الموسم، كما أن الطلب يزيد في هذه الفترة على الاستراحات والمزارع، إذ يقدم مطبخ البركة بوفيه متكامل وأطباق عمانية متنوعة.

وأوضحت الغمارية أنه خلال الموسم يعمل المطبخ على تقديم عروض متنوعة وتعديل ساعات العمل مع إضافة خدمات جديدة لجذب عملاء أكثر، وتقوم بالتسويق عن المشروع من خلال المسابقات والجوائز لعملائها ومتابعيها عبر حسابها في التواصل الاجتماعي.

انخفاض نسبة الإشغال

من جهته، يقول حسن محمد، مدير المبيعات بفندق جولدن توليب بنزوى: إن الأجواء الجافة التي تشهدها المنطقة خلال فترة الصيف أثرت في انخفاض نسبة الإشغال، إلا أن الموقع الاستراتيجي للفندق وقربه من ولاية الجبل الأخضر يسهم في استقطاب الزائرين، مشيرًا إلى أنه خلال موسم الصيف تُقدم عروض وتخفيضات لجذب المزيد من الزوار والحفاظ على رقي الخدمة المقدمة لهم، كما نحرص على تقديم مشروبات وعصائر باردة واختيار أطعمة مميزة تتناسب مع الموسم.

أما علياء بنت خميس المخزومية، رائدة عمل، فأشارت إلى أن الإجازات تؤثر أحيانًا على حجم المبيعات بشكل كبير، وذلك لأسباب عديدة منها العدد السكاني في تلك المنطقة المستهدفة، ومن جانب آخر يؤثر نقصان المبيعات والإقبال نظرًا لقضاء أغلبية الأفراد إجازاتهم الصيفية مع أسرهم خارج مستوى المنطقة للمطعم مما يؤدي إلى ضعف القوى الشرائية، لافتة إلى أنها توفر منتجات الملابس والأحذية والعطور الصيفية والعصائر والآيسكريم، وتتكيف المخزومية مع المتغيرات الموسمية من خلال دراسات نقوم بها عن أهم الاحتياجات وتوفيرها بقدر المستطاع، أما عن استراتيجية التسويق تعمل على تجديد شكل المنتج بشكل مستمر مما يسهم في تنشيط حركة المبيعات، كما تستخدم الإعلانات الترويجية على منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من العملاء، وتقوم بإضافة بعض المنتجات الصيفية لتتناسب مع طلب العملاء خلال الموسم.

في حين أكد جابر سعيد السوطي، صاحب شركة خط الحياة اللوجستي (مشاويرنا) أن الإجازة الصيفية تؤثر على مستوى الإقبال جراء توجه أغلب العملاء إلى الترفيه في الجانب السياحي، إلى جانب تراجع المشتريات التي تحتاج إلى خدمة التوصيل، ويقوم السوطي بالتكيف مع موسم الصيف بتعويض قلة الطلب في موسم الذروة ونشاط الطلب خلال العام، كما أنه يخفض ساعات العمل نظرًا لتراجع الطلب، ويسوق لشركته من خلال تقديم خدمات تسويقية للمتاجر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وعمل مسابقات للمتابعين الأكثر من أجل التفاعل مع منشورات المتاجر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإجازة الصیفیة بعض القطاعات موسم الصیف تقدیم عروض تتناسب مع من خلال یسهم فی إلى أن کما أن موسم ا

إقرأ أيضاً:

ساير والثورة في النماذج الاقتصادية... هل نحن أمام نظام مالي جديد؟

نشر موقع " شيناري إيكونومتشي" تقريرا سلّط فيه الضوء على فشل النماذج الاقتصادية التقليدية "دي إس جي إي" في التنبؤ بالأزمات المالية، إذ تفترض أن البنوك المركزية تتحكم في المعروض النقدي، بينما الواقع يُظهر أن 90% من الأموال تُخلق عبر القروض البنكية الخاصة، ما يجعل النظام المالي أكثر هشاشة وأقل قدرة على الاستجابة للصدمات.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن النماذج الاقتصادية التقليدية تفترض، وجود نظام نقدي تسيطر فيه البنوك المركزية بشكل كامل على عرض النقود من خلال أدوات مثل أسعار الفائدة، وإن هذه الفرضية ليس لها أي أساس من الصحة، إذ إن العرض النقدي الإجمالي اليوم هو بنسبة 90% نتيجة لنشاط الإقراض الذي تقوم به البنوك الخاصة، وهو مستقل تقريبًا عن البنك المركزي.


ومع ذلك، فإنه من خلال دمج النماذج الاقتصادية التقليدية مع المستجدات في مجال العملة المالية التي أنشأتها المبادرة الاقتصادية الإيطالية للإصلاح النظام النقدي "مونيطا بوزيتيفا" من خلال "ساير" (النظام المتكامل للادخار الحكومي)، سيأخذ النظام النقدي شكلًا مختلفًا جذريًا:

1- سيتم إنشاء النظام المتكامل للادخار الحكومي"ساير" مباشرة من قبل الدولة، دون أي ديون مرتبطة به. وهذا الإصدار النقدي سيؤدي تدريجيًا بمرور الوقت إلى تقليل آلية إنشاء النقود القائمة على الدين، والتي تميز النظام المصرفي الحالي.

2- لن يكون النظام المصرفي التقليدي بعد الآن هو الجهة التي تنشئ الغالبية العظمى من النقود الموجودة في النظام الاقتصادي من خلال الائتمان، بل سيعمل في منافسة مع "ساير" الذي يتم إنشاؤه من قبل الدولة.

وأوضح الموقع أنه لدمج "ساير" في النماذج الاقتصادية التقليدية، فسيكون من الضروري إعادة تصميم آلية الإصدار المباشر للنقود: إدخال عنصر "الدولة" كوكيل اقتصادي يقوم بإصدار النقود وفقًا لاحتياجات الاقتصاد، دون توليد ديون. ويتطلب ذلك إعادة صياغة معادلات عرض النقود بحيث تعكس الواقع بشكل أكثر دقة.


إن إعداد آلية إدارة لـ"ساير" يتم تمثيلها كوحدة تنظم عرض النقود استنادًا إلى مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل الرفاهية العادلة والمستدامة "بي إي إس"، ومستويات التوظيف، والتضخم، كي تعمل كأداة استقرار تلقائي.

وأشار الموقع إلى أنه في النماذج الاقتصادية التقليدية، تعكس معادلات التوازن المالي للوكلاء الاقتصاديين (الأسر، الشركات، الدولة) التفاعلات بين الادخار والاستثمار والديون، ومع إدخال "ساير" و"مونيطا بوزيتيفا" سيتوجب إعادة النظر في هذه المعادلات مع الأخذ في الاعتبار ما يأتي:

1- التأثير على الدين العام: من خلال إصدار "ساير"، ستقوم الدولة تدريجيًا بتقليل إصدار السندات الحكومية في السوق، ما سيؤدي إلى تغيير جذري في ديناميكيات وإدارة الموازنة العامة.

2- إدخال متغير جديد عبر "ساير":
يوفّر "ساير" آلية حقيقية لحماية الادخار الخاص، وفقًا لما ينص عليه الدستور الإيطالي في المادة 47، من خلال عزله عن التقلبات والمضاربات السوقية. هذا المتغير سيؤثر بشكل مباشر على قرارات الإنفاق العام وإعادة التوزيع، ليصبح عنصرًا أساسيًا في استقرار الاقتصاد.

في النماذج الجديدة للنماذج الاقتصادية التقليدية سيكون من الضروري تحليل التأثيرات التي ستنتج عن السياسات الاقتصادية الجديدة المستندة إلى عمل "ساير"، خاصة في حالة حدوث صدمات اقتصادية.
في الواقع، في حالة:

صدمة في الطلب: إذا حدث انخفاض في الطلب الكلي، فإنه يمكن لـ"ساير" تنشيط استثمارات عامة جديدة لتحفيز الاقتصاد، ما يساهم في تخفيف الآثار السلبية لهذه الصدمة.

سياسات مالية مضادة للدورات الاقتصادية: يتيح "ساير" اختبار سياسات مالية تلقائية تقلل من الحاجة إلى التدخلات الاستثنائية، ما يحسن سرعة الاستجابة الاقتصادية.

التحكم في التضخم والانكماش: يمكن ضبط عرض النقود مباشرة عبر "ساير" لدراسة تأثيره على التضخم واستقرار الأسعار، ما يوفر رؤى جديدة حول إدارة السياسة النقدية.

أزمة الائتمان: في حال حدوث انخفاض في الإقراض للقطاع الخاص، يمكن لـ"ساير" أن يتيح تقديم قروض جديدة مباشرة به، أو استخدامه كضمان للحصول على تمويل من النظام المصرفي التقليدي.

وذكر الموقع أن دمج "ساير" في النماذج الاقتصادية التقليدية سيفتح المجال أمام عمليات محاكاة وسيناريوهات جديدة، يمكنها أن تُبرز الإمكانات الهائلة لهذه الأداة. فهي تتيح لكل دولة إمكانية اتباع سياسة اقتصادية مستقلة، بعيدًا عن القيود والتدخلات الخارجية.

من خلال "ساير" وتبنّي الرفاهية العادلة والمستدامة، سيصبح النظام الاقتصادي:

أكثر استقرارًا: حيث ستنخفض كمية الائتمان المصرفي داخل النظام، ما يقلل من مخاطر الأزمات المالية.

أكثر كفاءة من حيث النمو المتوازن والمستدام: وذلك بفضل تفضيل الإنفاق على الاستثمارات بدلًا من الإنفاق الذي يؤدي فقط إلى الاستهلاك أو المضاربات.

أكثر تجانسًا: إذ سيساهم في تصحيح الفجوات الاجتماعية الكبيرة التي تفاقمت خلال الأربعين عامًا الماضية، ما يجعل النمو الاقتصادي أكثر عدالة وشمولية.

وبذلك يُعد دمج النظام المتكامل للادخار الحكومي (ساير) في النماذج الاقتصادية التقليدية فرصة مثيرة لاستكشاف آثار نظام نقدي بديل قائم على "مونيطا بوزيتيفا".

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن هذا يتطلب مراجعة جذرية للأسس النظرية للنماذج الاقتصادية التقليدية وتكييف هياكلها بحيث تستوعب مفاهيم جوهرية، مثل الإصدار المباشر للنقود من قبل الدولة دون توليد ديون. ومع ذلك، فإن هذا الجهد سيفتح المجال لنقاش تقني معمّق حول الإمكانات الحقيقية للنقدية الضريبية وكيفية تفاعلها مع النظام الاقتصادي ككل.

مقالات مشابهة

  • لاس فيغاس تستضيف قمة Zoom Growth Summit لتعزيز التواصل الإنساني عبر منصتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
  • برلماني: الرئيس السيسي دعم منظومة الحماية الاجتماعية بشكل غير مسبوق في مصر
  • شعبة الاستثمار العقارى: السوق المصري يواصل نموه والدولة جاهزة لإعادة إعمار غزة
  • اللحمة بـ 280.. أسعار اللحوم والأسماك بالوحدة المحلية في الوادي الجديد
  • بعد أزمة حنكوراب.. شروط ممارسة الأنشطة الاقتصادية داخل المحميات الطبيعية
  • ساير والثورة في النماذج الاقتصادية... هل نحن أمام نظام مالي جديد؟
  • العيد يوم الأحد ولا الإثنين؟.. بشرى بشأن عدد أيام الإجازة
  • الدولار في العراق بين المد والجزر.. ارتفاع مرتقب مع اقتراب العيد
  • الدولار في العراق بين المد والجزر.. ارتفاع مرتقب مع اقتراب العيد - عاجل
  • أول يوم الأحد ولا الإثنين؟.. موعد عيد الفطر 2025 وعدد أيام الإجازة