قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن الرحمة لا تنزع إلا من شقي؛ لأن الرحمة في الخلق رقة القلب، ورقته علامة الإيمان، ومن لا رقة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا يرزق الرحمة فشقي، فعلم أن غلظة القلب من علامة الشقاوة. 

الرحمة هي جوهر الحب وحقيقته

ولفت علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلى أن المسلم رحيم مع كون الله كله، يتعامل مع برقة وبلين وبانسجام، لأنه يراه قائم بنفس الوظيفة التي أمره الله بها وهي العبادة فيشعر أنه يشترك مع الكون في إخوة العبودية لله وحده، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الريح، فقال : «لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به» [رواه الترمذي].

وأوضح أن المسلم يخاطب مخلوقات الله بهذا المشترك وهو يتأسى في ذلك بنبيه صلى الله عليه وسلم، إذ يخاطب الهلال فيقول : « اللهم أهله علينا باليمن والسلامة والإسلام ربي وربك الله» [رواه الترمذي].

خالد الجندي: الله تعالى أرسل النبي لنشر الرحمة بين الناس.. فيديو الجمعة الثانية من محرم| خالد الجندي: الرحمة في القرآن وردت بـ 200 موضع

وبين علي جمعة أنه تجلت تلك الرحمة في التعامل مع الحيوان، فنهى صلى الله عليه وسلم عن قتل العصفور، فقال : «ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها» [رواه النسائي]. ويبين أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان في عذاب الله، ونار جهنم والعياذ بالله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : «دخلت امرأة النار في هرة حبستها ولا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري ومسلم] .

وشدد على أن الرحمة هي جوهر الحب وحقيقته، ولذلك بدأ القرآن بقوله تعالى:"بسم الله الرحمن الرحيم" والتي كرر الله تعالى فيها الرحمة مرتين .

وأكد أن العبد إنما هو ذلك الإنسان الذي أخلص العلاقة بينه وبين الله بالقلب الضارع وهذا الإخلاص جعله لأن الله رحيم فلا يتعامل مع الكون من حوله إلا بالرحمة وجاعل من صفات جماله سبحانه وتعالى نظارة ينظر بها إلى الكون ومن مبادئه الرحمة والرأفة والتواضع. 

داعيا: اللهم إني أسألك من النعمة تمامها ، ومن العصمة دوامها، ومن الرحمة شمولها، ومن العافية حصولها، ومن العيش أرغده، ومن العمر أسعده، ومن الإحسان أتمه، ومن الإنعام أعمه، ومن الفضل أعذبه ، ومن اللطف أقربه.

اللهم يا سابغ النعم ويا دافع النقم، ويا فارج الغُمم، ويا كاشف الظُّلَم، ويا أعدل من حكم، ويا حسيب من ظُلِم، ويا أول بلا بداية، ويا آخر بلا نهاية. اجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرحمة هيئة كبار العلماء صلى الله علیه وسلم علی جمعة

إقرأ أيضاً:

بين الطيبات والحلال.. رحلة الطعام في الشرع وأثره على أخلاق المسلم

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن تحريم الحلال أو تحليل الحرام كلاهما يشتركان في عقلية واحدة تعبر عن عدم الاكتفاء بشرع الله، سواء بالزيادة أو النقصان.

علي جمعة يكشف سرُّ الاتزان وحلُّ أسئلة الوجود نصائح الدكتور علي جمعة لتحسين القلوب وتوطيد العلاقة مع الله

وأوضح أن الطيبات من الرزق أحلها الله لكل الناس كنعمة مشتركة لجميع الخلق، لكن هذا الرزق في الآخرة يكون خاصًا بالمؤمنين، مشيرًا إلى قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ" [الأعراف: 32].

الطعام في الشريعة: رزق دنيوي ونعيم أخروي

وأشار جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى ضمن للخلق رزقهم من الطيبات في هذه الدنيا، مما يجعل الطعام جزءًا أساسيًا من مائدة الرحمن التي تشمل الكون كله. وأضاف أن مفهوم الطعام يرتبط في الإسلام بأخلاقيات المسلم وسلوكه، حيث يُعد وسيلة لشكر النعمة ووسيلة للتقرب إلى الله من خلال الامتناع عن الإسراف وتحريم الحرام.

تحريم الطعام في بني إسرائيل

تطرق جمعة إلى واقعة تحريم بني إسرائيل لبعض الأطعمة، موضحًا أن هذا التحريم لم يكن منصوصًا عليه في التوراة، وإنما كان نتيجة قرار فردي من سيدنا يعقوب (إسرائيل) لبعض الوقت. واستدل بقوله تعالى: "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًا لِّبَنِى إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ" [آل عمران: 93].

الطعام والإطعام في الأعياد الإسلامية

وأضاف جمعة أن الطعام له مكانة خاصة في المناسبات الإسلامية، حيث قرنه النبي ﷺ بذكر الله كرمز للفرحة وشكر النعمة، مستشهدًا بقوله: "أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل" [رواه أبو داود]. وأوضح أن هذه العلاقة بين الطعام والشرع لها أثر مباشر على أخلاق المسلم وسلوكه، مما يؤكد أهمية الإطعام في بناء الروابط الإنسانية.

علاقة الطعام بالنفس: نظرة إسلامية

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور علي جمعة أن الإسلام سبق الغرب في الربط بين الطعام والحالة النفسية، بالرغم من عدم تأسيس ما يسمى بـ"علم نفس الطعام" في الغرب حتى الآن. وأشار إلى أن القرآن الكريم يمتلئ بالآيات التي ترشد الإنسان إلى السعادة في الدنيا والآخرة، مما يجعل كتاب الله هاديًا شاملاً للبشرية في كل شؤون حياتها.

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • في خطوتين طريقك إلى محبة الله لسعادة حقيقية
  • من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه
  • كيف نتهيأ لرؤية النبي في المنام؟.. كثرة الصلاة عليه تُنير القلب (فيديو)
  • معنى حديث "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"
  • الإفتاء تكشف عن الآداب والضوابط الشرعية لتنظيم معاملات الناس
  • ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
  • ماهي كفارات الذنوب المتكررة؟.. أمين الفتوى يكشف عنها بالتفصيل
  • علي جمعة: الطعام من مظاهر الفرحة وشكر نعمة الله خاصة في الأعياد
  • بين الطيبات والحلال.. رحلة الطعام في الشرع وأثره على أخلاق المسلم