ماذا يعني اتفاق روسيا وكوريا الشمالية العسكري لبقية العالم؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية التي تتيح لأحدهما تقديم "المساعدة العسكرية وغيرها" للآخر إذا تعرض أي منهما لهجوم.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا وكوريا الشمالية أعادتا هذا الأسبوع إحياء اتفاق أبرِم خلال الحرب الباردة في اجتماع بين زعيمي البلدين في بيونغ يانغ.
وبينما لا تزال كيفية تنفيذ هذا الاتفاق فعليًا موضع تساؤل، فإنها تضع روسيا وكوريا الشمالية على مسار يبقيهما على خط واحد في محاولة لإزعاج الولايات المتحدة وشركائها.
علام اتفق الطرفان؟
أشار الموقع إلى أن الطرفين اتفقا على تقديم "الدعم عسكري ومساعدات أخرى" فورًا إذا تعرض أي منهما لهجوم. وأطلِق على هذا الاتفاق اسم "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وهي مشابهة لاتفاق تم توقيعه سنة 1961 خلال الحرب الباردة وأُلغي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ولم يتضح بعد مستوى الدعم الذي سيوفّره الطرفان لبعضهما البعض. وقد اتفق بوتين وكيم أيضًا على اتخاذ تدابير مشتركة لتعزيز قدراتهما الدفاعية وتوسيع التعاون في التجارة والاستثمار، وستكون المعاهدة سارية إلى أجل غير مسمى حتى يطلب أي منهما إنهاءها.
ماذا تستفيد كوريا الشمالية؟
أوضح الموقع أن كيم سيحصل على حليف يمتلك ترسانة نوويّة، ويمكنه متابعة طموحاته النووية الخاصة مع استخدام روسيا لحق النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع أي عقوبات جديدة.
وقال بوتين إن المعاهدة تمهّد لتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار وكذلك في المسائل الأمنية على المدى الطويل. وهذا بالضبط ما تريده كوريا الشمالية، فكيم يحتاج إلى المال والسلع والتكنولوجيا لمساعدته في خططه لبناء غواصة نووية ونشر مجموعة من الأقمار الصناعية التجسسية.
وتشير تقديرات البنك المركزي لكوريا الجنوبية إلى أن قيمة اقتصاد كوريا الشمالية بلغت 24.5 مليار دولار في سنة 2022. وقال وزير دفاع كوريا الجنوبية شين وون شيك إن روسيا قدّمت حتى الآن لكوريا الشمالية الغذاء والمواد الخام والأجزاء المستخدمة في صناعة الأسلحة، وإذا زادت عمليات نقل الأسلحة فمن المحتمل أن ترسل روسيا المزيد من التكنولوجيا العسكرية، مما يزيد من تهديد بيونغ يانغ للمنطقة.
لماذا أبرم بوتين الصفقة؟
أورد الموقع أن بوتين يضمن مواصلة الاستعانة بكوريا الشمالية للحصول على الأسلحة التي تمكنه من مواصلة حربه على أوكرانيا، وقد تلقّى بالفعل ملايين القذائف المدفعية والعشرات من الصواريخ الباليستية. وحسب شين، فإن الاتفاقية هي وسيلة لإظهار التحدي للولايات المتحدة وشركائها في مواجهة العقوبات. أما مدى التزام بوتين بالدفاع الفعلي عن كوريا الشمالية فهذه مسألة أخرى، ذلك أن الاتحاد السوفيتي لم يلتزم بالكامل بالقتال نيابةً عن كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية بين سنتي 1950-1953، والأكيد أن الانخراط في نزاع الآن يعني مواجهة تحالف تقوده الولايات المتحدة.
ووفق ستيفن سيستانوفيتش، الزميل الأقدم للدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية في مجلس العلاقات الخارجية، فإنه من المرجح أن الدبلوماسيين الروس سيقولون للحكومات الأخرى ألا تقلق وأنهم لن يرتكبوا أي شيء غبي، وأن بوتين يقدم رشوة لكيم فقط من خلال هذا العرض، لكن ما لا نعرفه هو ما تم تقديمه من وعود في الخفاء أو ما سيتم الوعد به مع مرور الوقت".
كيف يؤثر ذلك على الولايات المتحدة؟
على الولايات المتحدة أن تعيد حساباتها بشأن ما قد يحدث إذا ما استخدمت الأسلحة ضد كوريا الشمالية. فمن الخيارات التي نوقشت خلال إدارة ترامب توجيه ضربة "الأنف الدامي" إلى كوريا الشمالية بهدف ضرب منشأة رئيسية أو اثنتين وتذكير كيم بأن جيشه العتيق لا يضاهي القوة الأمريكية. ويعني الاتفاق أنه على الولايات المتحدة أن تخطّط لاحتمال الرد الروسي. كما أن الاتفاق يجعل من السهل على كيم تجاهل دعوة واشنطن للعودة إلى المحادثات النووية. وحسب سو كيم، المحللة السابقة في الشؤون الكورية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فإن أكثر ما يقلق هو مشاركة روسيا ونقلها لتكنولوجيا الأسلحة إلى كوريا الشمالية وما يترتب على ذلك من انتشار الأسلحة النووية.
هل هذا يعني أن كوريا الشمالية سترسل جنودا للقتال في أوكرانيا؟
أشار الموقع إلى أن كوريا الشمالية زوّدت روسيا بالعمال لسنوات مقابل العملة الصعبة، لكن إرسال قوات للقتال ضد أوكرانيا قد يكون خطوة بعيدة جدًا بالنسبة لكيم. وبدلاً من ذلك، يمكنه إرسال العُمّال إلى الأجزاء التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، وبما أن بوتين يطالب بأن يسمى غزوهُ "عمليةً عسكريةً خاصة"، فقد يكون من الصعب عليه تفعيل الاتفاقية إلا إذا كان هناك هجوم كبير على الأراضي الروسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الشراكة الاستراتيجية روسيا كوريا الشمالية الأسلحة النووية روسيا كوريا الشمالية الأسلحة النووية الشراكة الاستراتيجية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة روسیا وکوریا الشمالیة الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
للتجسس على الشمالية..كوريا الجنوبية تطلق قمراً صناعياً ثالثاً
ستطلق كوريا الجنوبية ثالث قمر صناعي للتجسس العسكري من مركز فضاء أمريكي اليوم السبت، لتعزيز قدراتها على مراقبة كوريا الشمالية.
ومن المقرر إطلاق القمر من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا على متن صاروخ فالكون 9 لشركة سبيس إكس الأمريكية.، وفق وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.وإذا نجح الإطلاق، فسيصبح القمر الصناعي الثالث للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية في المدار في إطار خطة سيول للحصول على 5 أقمار صناعية متوسطة وكبيرة الحجم للتجسس بحلول 2025 لمراقبة كوريا الشمالية بشكل أفضل.
وأطلقت كوريا الجنوبية أول قمر صناعي للتجسس مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية، وأشعة تحت الحمراء لالتقاط صور مفصلة لسطح الأرض في ديسمبر(كانون الأول) من العام الماضي، من قاعدة الفضاء في كاليفورنيا.
وفي أبريل(نيسان) الماضي، أطلق قمرها اتلصناعي الثاني للتجسس المزود بأجهزة استشعار تلتقط البيانات باستخدام الموجات الدقيقة، والقادرة على جمع البيانات بغض النظر عن الظروف الجوية من مركز ج إف كينيدي للفضاء في جزيرة ميريت بولاية فلوريدا.
وتوقعت السلطات الدفاعية أن يعزز الإطلاق الثالث برنامج الردع العسكري الثلاثي ضد التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
كوريا الجنوبية تطلق قمرها الصناعي الثالث للتجسس العسكري محلي الصنع https://t.co/zRl6XI8nls
— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) December 20, 2024ويأتي هذا الإطلاق في وقت تعمل فيه كوريا الشمالية أيضاً على تكثيف جهودها لتعزيز قدرات الاستطلاع الفضائي.