اختتم المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة -الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية- فعاليات البرنامج التدريبي "الحوكمة المبتكرة في العصر الرقمي" بالشراكة مع كلية ثندربيرد للإدارة الدولية التابعة لولاية أريزونا وذلك بمقر الكلية بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي

وأشارت الدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة خلال حضورها ختام البرنامج؛ إلى نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي، والذي تم من خلاله العمل على تعزيز قدرات ومهارات 27 مشارك من أكثر من 14 جهة حكومية من الجهاز الإداري للدولة ومنهم وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم العالي والبحث العلمي، والكهرباء والطاقة المتجددة، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك في مجال الحوكمة الإلكترونية، بما يتضمن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في الحوكمة وتعزيز الشفافية والمساءلة في الحكومة المصرية.

تبادل الخبرات في مجال التدريب والبحث العلمي

وعلى هامش البرنامج التدريبي، قامت الدكتورة شريفة شريف بتوقيع تنفيذ أنشطة من خلال مركز التميز التابع لكلية ثندربيرد للإدارة الدولية بمقر المعهد وذلك بهدف تبادل الخبرات في مجال التدريب والبحث العلمي.

خلق نظم اقتصادية مستدامة

تضمن البرنامج التدريبي محاور متنوعة تتعلق بالحوكمة المرنة، والتحول الرقمي، وميكنة الإدارة الحكومية، وآليات خلق نظم اقتصادية مستدامة، بالإضافة إلى التنافسية والتعاون بين القطاع العام والخاص، كما شمل البرنامج استعراض التحديات والفرص التي يواجها الجهاز الإداري للدولة في العصر الرقمي.

التركيز على الجوانب العملية والتطبيقية

وتميز البرنامج التدريبي بالتركيز على الجوانب العملية والتطبيقية، من خلال القيام بزيارات ميدانية لأهم المؤسسات العالمية مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والكونجرس الأمريكي، والمركز البحثي Brookings، وبعثة الاتحاد الأفريقي إلى الولايات المتحدة، كما تضمن البرنامج دورات تدريبية وورش عمل بشكل تفاعلي وعملي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المعهد القومي للحوكمة وزارة التخطيط البرنامج التدریبی من البرنامج

إقرأ أيضاً:

إيران بين الآيديولوجيا والبحث عن الأمن القومي

دائماً تحتل الآيديولوجيا في الأنظمة الشمولية مكاناً مميزاً، وبعضها يقدمها على ضرورات الأمن القومي، وقد تضطر عند الضرورة القصوى لتغليب الأمن القومي على الآيديولوجيا؛ لذلك شاهدنا الخميني الراحل يقول -بألم بالغ- إن قبوله وقف الحرب مع العراق بمثابة تجرعه لكأس السم. لكن إيران في عهد خامنئي عادت للتمسك بالآيديولوجيا رغم تعرضها لهزائم واضحة؛ فأكدت أن ما حدث في لبنان صمود يرقى للانتصار على إسرائيل، وما حدث في سوريا تراجع تكتيكي وليس هزيمة.

هذا الإصرار على عبارة «الصمود- الانتصار»، والتمسك بمفهوم «التراجع» برهان جلي على أن الآيديولوجيا ما زالت مترسخة في التفكير الاستراتيجي لإيران، وأن كل ما حصل مجرد نكسة سرعان ما تزول؛ فالآيديولوجيا هي بمثابة ضمادات تحجب النظر الكاشف، فلا ترى القيادة إلا ما ترغب في رؤيته، لقناعتها الآيديولوجية بحتمية الانتصار. وبهذا تصبح خطواتها -الواحدة تلو الأخرى- خبط عشواء، لتنال في النهاية: الهزيمة المدوية.
ولنفترض -جدلاً- أن الحرب مع إسرائيل صمود في ثوب انتصار؛ لكن تكراره سيوصلنا إلى ما قاله الملك اليوناني بعد انتصاره على الرومان عام 279 قبل المسيح: «مع تكرار انتصار كهذا ستكون نهايتنا»؛ لا غرابة إذن أن يؤدي صمود كهذا لاحتلال الجنوب اللبناني، وربما أبعد.
كذلك يؤكد سقوط نظام الأسد، وتبرير إيران لذلك بأنه مؤامرة إسرائيلية- أميركية، وخيانة دولة مجاورة، وتجاهل الأسد للنصيحة، أنها لم تتعلم من درس لبنان؛ بل بقيت الآيديولوجيا تلون الواقع وترسم المستقبل الوردي. هذا التبرير يتعامى عن أن سبب وجود إيران في سوريا بالأساس هو مواجهة إسرائيل وأميركا، وبالتالي كيف تتعرض لمؤامرة وهي هناك لمحاربتها وهزيمتها؟! إنه نكران الواقع بامتياز، وإنه لحظة انكشاف أن الإمبراطور عريان.
هذا بالذات يستدعي تساؤلات حول التفاضل بين الآيديولوجيا والأمن القومي؛ فالأوطان تبقى، بينما الآيديولوجيات تتعدل، أو تختفي ولا تظهر إلا بعد أجيال. ولحماية الوطن الإيراني تجد القيادة نفسها أمام تحديات عدَّة، لعل أهمها اثنان: السلاح النووي الإيراني، والعودة إلى الحدود الطبيعية.
لم يعد السلاح النووي بمأمن بعد زوال أذرع إيران من المنطقة، ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للسلطة، وبعد تدمير إسرائيل لدفاعات إيران الجوية، ومصانع إنتاج الصواريخ، واحتمال حل الأزمة الأوكرانية. فالرئيس ترمب العائد للسلطة معه ماركو روبيو وزيراً للخارجية، ومايك والتز مستشاراً للأمن القومي، وكلاهما من الصقور، وموقفهما العدائي من إيران جلي؛ ومعه كذلك قيادة يمينية (متشددة) في تأييدها لإسرائيل، مما يعني أن إيران لديها احتمالان: مواجهة أميركا، وهي معركة خاسرة عسكرياً واقتصادياً، بعد تهديم محور الممانعة، أو القبول بالتفاوض ووضع مراقبة دولية على برنامجها النووي. هذان الاحتمالان في غاية الصعوبة؛ لأن الآيديولوجيا لا تزال المُسيِّرة للتفكير الإيراني، وإذا لم يتغلب الأمن القومي بواقع الضرورة، فإن إيران ذاهبة لمواجهة مع أميركا ستنتهي بدمار برنامجها النووي، أو على الأقل العيش في ضنك اقتصادي شديد، قد يؤدي إلى تفجير ثورات من الداخل. وإذا ما تغلبت فكرة الأمن القومي -وهو المرجح- فإن إيران ستقبل تجرع كأس السم، كما تجرعه الخميني في حربه مع العراق، وتضع برنامجها النووي تحت المراقبة. وفي حال قبلت بالخيار الأخير فإن إيران تكون قد خسرت هدفها الأكبر، وهو حيازة السلاح النووي الهادف لردع أعداء الثورة.
أما خيار العودة للحدود الطبيعية، فليس في حقيقته خياراً إيرانياً، إنما هو تكريس لموت الآيديولوجيا، وانتصار لفكرة الوطن وحدوده؛ فإيران بانكفائها لحدودها، وبعيداً عن فكرة التوسع الآيديولوجي الديني، ونشر فكر الثورة، ستجد نفسها أمام مراجعة حقيقية، وحصاد مُر. لقد ضيع الإيرانيون على أنفسهم منذ عام 1979 فرصة بناء دولة طبيعية، ومضوا في فكرة الدولة الثورية، وسيكتشفون أن الدولة الثورية لم تعُد عليهم بالنفع، ولم تجلب سوى العداوات، ونبش الأحقاد التاريخية، وبناء السدود بين الجيران، وتحمل شظف العيش.
الثابت في رحلة الآيديولوجيا الإيرانية، وقبلها الاتحاد السوفياتي، أن فرض قناعات بالقوة على شعوب لتوسيع نفوذ الدولة الثورية، وتكريس الهيمنة الاقتصادية والعسكرية، هو الفشل الصارخ؛ فالشعوب وإن قبلت تحت وطأة القوة، أو براعة التزييف، فلا بد من أن تصحو، وتنتفض كما انتفض السوريون ضد بشار الأسد المؤدلج بعثياً، وضد إيران المؤدلجة ثورياً. فبشار الأسد لم يكن يتصور، بعد قمعه ثورة شعبه، وبعد نشر إيران وروسيا قواتهما، ورفعه شعار الآيديولوجيا كغطاء، لم يتصور -وكذلك إيران- أنهما سيخسران كل شيء؛ وهذا طبيعي لأن الآيديولوجي لاعب مقامر يعتقد دائماً أنه كاسب، وإن خسر فإنه يضاعف رهانه وتتعاظم خسارته، بينما الاستراتيجي تكون أولويته الأمن القومي، ولا يتردد أبداً في طرح الآيديولوجيا جانباً لحماية أمنه القومي.
السؤال: ماذا ستفعل إيران؟ لا أحد يعرف إلا المرشد خامنئي.

مقالات مشابهة

  • "التربية" تختتم البرنامج التدريبي "أكاديمية ماليات"
  • القومي للمرأة ينظم الدليل التدريبي الخاص ببرنامج نور للفتيان
  • بمشاركة كثيفة من الشباب.. انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي لحزب إرادة جيل
  • الدرندلي يستقبل وزير التعليم الأسبق خلال ختام البرنامج التدريبي الموحد لإعداد القيادات الجامعية
  • إيران بين الآيديولوجيا والبحث عن الأمن القومي
  • تخرج الدفعة الأولى من برنامج "سفراء الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي"
  • تعزيز التعاون مع إيران بالقضايا المتعلقة بالتعليم العالي والبحث العلمي
  • رسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وكل من يهمه الأمر
  • برنامج تدريبي لمستشاري هيئة قضايا الدولة بعنوان الوعي الرقمي
  • استمرار فاعليات البرنامج التدريبي "لـ 1000يوم الاولى فى حياه الطفل" بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي